حديث الدعوة الى جميع الناس في الاقليم العراقي
ايها الدعاة الميامين:
ونحن في رحاب المرحلة السياسية، وقد بدأنا نخوض الصراع السياسي مع عملاء الاستعمار واسيادهم، لا بد ان نخاطب الامة من الشعب العراقي بجميع فئاته، وندعوهم الى العمل معنا لتقويض الحكم الظالم العميل، ونطرح امامهم منهاج عملنا ليكون منهاجا سياسيا مرحليا يلتقي معنا المناهضون للسلطة على جميع نقاطه أو بعضها. وهذا الحديث نداء عام اعدته الدعوة، وهي تطلب منكم ان تقرأوه باهتمام، وتقدموا ما لديكم من اضافات وملاحظات حتى تكتمل صيغته، وتنشره الدعوة على الامة بالطريقة المناسبة والله ولي التوفيق.
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الدعوة الاسلامية الى جميع الناس في الاقليم العراقي وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾.
ايها الاخوة المؤمنون:
ايها الدعاة الى الله:
يا امتنا الاسلامية: عربا، واكرادا، وتركمانا، واعراقاً اخرى.
ايها المنتظمون في الاحزاب السياسية والنقابات والمنظمات.
يا اهل الكتاب من نصارى العراق: عربا، وكلدانيين، وآثوريين، وارمن واقليات اخرى.
ايها العراقيون جميعا:
احدثكم جميعا باسم الدعوة الاسلامية:
حديث الايمان والحب والاخلاص.
حديث الرعاية والسياسة.
ان الحياة السياسية في العراق هبطت الى درجة تكاد لا تصدق، فقد اشاع المتحكمون الارهاب الى ان اوصلوه الى جميع الاوساط، واصبح الانسان لا يأمن، ولايجد الاستقرار النفسي، سواء اكان قريبا من السلطة ام بعيداً عنها، وسواء اكان في الوظيفة الحكومية أم في العمل الحر وسواء اكان طالبا أو متخرجا، وسواء اكان يريد العمل في السياسة أو يبتعد عنها، وسواء اكان رجلا أو امرأة.. ولاول مرة في العراق يسري الارهاب بنطاق واسع ليصل الى العائلات في بيوتها، ويصل الى النساء المصونات، والاطفال الابرياء لتتوسع اجهزة القمع البوليسية في انتهاك حرمات النساء الطاهرات لقهر وسحق الرجال، ولم يصل اي بلد في العالم الى ما وصل اليه هؤلاء الاشرار الذين يتحكمون بمصائر الناس في العراق الاّ في واحد أو اثنين من البلاد في العالم، كما حدث في غينيا ـ بيساو وكما حدث في نيكاراغوا!! ولذلك فلا بد ان يتداول العراقيون في امورهم ويتناصحوا وان يحدث بعضهم بعضا.
نحن نبتديء الحوار ونقدم نداءا عاما، وسيكون حديثنا اليكم حديثا ذا شجون.. فيه الحزن،و الألم، والهموم، وفيه الامل والعمل، فيه مبادئ اولية عملية يمكن ان يتفق اكثر العراقيون عليها في هذه المرحلة من حياة امتنا.
نحدثكم حديثا مفعما بالحزن، نشارك فيه احزان ارامل وايتام واهل واصدقاء الذين ذهبوا ضحية الظلم والاضطهاد والطغيان والوحشية، وما اكثرهم.
الحزن على الذين ذهبوا ويذهبون ضحية التعذيب الوحشي في اقبية الاستخبارات والامن والمخابرات والاجهزة الارهابية الخاصة بدون محاكمة ولاتهمة معلنة..
الحزن على الذين ذهبوا ويذهبون ضحية الغدرو الاغتيال في الشوارع في رابعة النهار..
والحزن على الذين اتاهم ويأتيهم رصاص الغدر وهم آمنون في بيوتهم.
الحزن على الذين اعدموا ويعدمون نتيجة لأحكام جائرة في محاكم ظالمة، يحكم فيها اشباه الرجال الذين يؤمرون فيطيعون بذلة مابعدها ذلة، وبضمير ميت لا حياة فيه، يحكمون على كرام الناس بتهم باطلة وملفقة.
الحزن على الذين يصلون الى الموت في كل يوم اكثر من مرة تحت ايدي المتفننين بالتعذيب المتلذذين بمنظر آلام الناس.
ان الطغمة الشريرة الحاكمة في العراق تذكرنا باصحاب الاخدود:
حديثنا اليكم مفعم بالألم لما آلت اليه اوضاعنا الحضارية حيث تعيش امتنا على هامش الحياة وهي سادرة منساقة وراء السراب الحضاري الخادع.
يعتلي منابرنا الاعلامية العملاء التكريتيون المنبهرون ببريق المظاهر الفكرية والمادية، والراكضون وراءها، ولايصلون الاّ الى السهل الساقط الذي لايحتاج الوصول اليه الى جهد وعمل.
ويتسلط علينا العملاء السياسيون، يلعبون بمصائرنا ويهدرون حقوق الانسان الممتنع عن الانسياق مع قطيع المنساقين، بل يهدرون كرامته وحياته لأتفه الاسباب، ويبددون اموالنا بأتفه الطرق واحطها..
ويلعب ساسة الدول الكبرى ببلادنا ويقسمونها، ويستولون على خيراتنا، ويسلطون علينا من لا يرحمنا من اليهود والعملاء، وان فلسطين والساواك ومخابرات الحكام في البلاد العربية اوضح شاهد على ما يقوم به المستعمرون في بلادنا على ايدي خلفائهم اليهود واتباعهم الحكام.
وننساق وراء العملاء الفكريين والعملاء السياسيين ونقلد حياة اسيادهم تقليد القردة دون تفكير.
نركض وراء السلع والطراز.. والاعلان ركض الضائع في صحراء الحياة.
حديثنا اليكم حديث مفعم بالهم لما آلت اليه احوال الامة، وحديث الهموم يتطاول ويتسع ليغطي ساحة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولابد من الاقتصار على نقاط محدودة حتى لا يتشعب الحديث.
لقد تفرقت امتنا وتمزّقت وتوغلت في ذلك اكثر مما يطمع اليه المستعمر الكافر. والفرقة بين فئات الامة واضحة، والفجوة بينهم واسعة، والسلطات تعمل حسب الخطط التي وضعها المستعمرون، الخطط التي تعتمد على فكرة: (فرق تسد).
لقد اهدرت ثرواتنا العامة، فأخذ المستعمرون حصة الاسد، وسرق الحكام بعضها وبذروها ـ بلاحياء ـ للمتملقين والانصار.. يعطي النظام لمجلة واحدة: مليوني دينار.. هل من سفهٍ اكثر من ذلك؟
تكلف اجهزة التبريد للقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي: مليون ونصف دينار، ونرجو الانتباه الى صفة: (الاشتراكي)، ويعيش المتسلطون في مجموعة قصور فيها من الترف مايعتبر ترفا خرافيا نسبة الى ما يعيش الناس فيه في العراق.
والمصانع ـ نتيجة سوء التدبيرـ تتحول الى حديد والمردود الاقتصادي سلبي دائما، وتتكلف خزانة الدولة بذلك الكثير الكثير.
اصبحنا نعيش في خدعة كبيرة، وكذبة واسعة،فيما تعطينا الدولة من اعلام كاذب ومفسد للذوق والكرامة.
فلا صوت الاّ للانتهازيين وضعاف النفوس ومن لا كرامة لهم.ولا تسمع كلمة حق، ولا توجيه جاد سليم.
ان الفساد، والافساد الخلقي، واشاعة الفاحشة، ونشر الميوعة، والتربية الفاسدة للكبار والصغار، والنساء والرجال، امر اصبح كالاعلام نراه ونسمعه ليل نهار.
وحديثنا اليكم مفعم بالامل كذلك:
ان املنا بالله كبير بان يفرغ علينا صبرا ويثبت اقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين.
املنا بالله كبير بان ينصرنا في عملنا.
املنا كبير في يقظة امتنا واحساسها بالظلم، والثأر للكرامة التي يهدرها المتحكمون.
وحديثنا اليكم حديث العمل المثمر:
نعمل لحفظ حقوق الانسان وكرامته وحياته وفق الاطر التي حددها الله تعالى في شريعته، ونعمل لتنمية اقتصادية زراعية وصناعية متقدمة.
ونعمل للحصول على التعليم والعلاج والعمل الشريف.
ونعمل لا يقاف الرشاوي والسرقات وعرقلة الاعمال وايقاف الاعمال الطفيلية واحتكار المناصب الهامة.
ونعمل لوحدة الكلمة، وعدم التفريق وتكافؤ الفرص للجميع.
وقبل التوغل في التفصيل، نعرّف انفسنا بوضوح وايجاز لازاحة الغشاوة عن عيون الذين سمعوا الاشاعات الكاذبة، أو اخذوا صورة مشوهة عن العمل الاسلامي نتيجة لتربية الاستعمار، ونعطي معلومات صحيحة للذين لم يعرفوا دعوتنا من ابناء الامة.
ان دعوتنا الاسلامية: دعوة الى الله.. الى اتباع كتاب الله عزوجل، والسنة الشريفة، واعطاء العقل الانساني الذي هو اعظم هبة من الله لمخلوقاته مجاله الاوسع، كما بينّه الله في كتابه.
ندعو الى انطلاق الانسان المسلم من قيود التخلف والتبعية، وقيود التحكم الفردي الجاهلي الظالم، ليأخذ هذا الانسان مكانه تحت الشمس، ويبني حضارته المتميزة عن الحضارة الوضعية السائدة.
ندعو لنبذ الفرقة المذهبية والعنصرية وكل ما يتصل بالتعصب الذميم في جميع المجالات، ومع جميع الناس.
ندعو للعمل الجاد والتعاون المثمر والحياة الفاضلة.
نحارب الظلم والجور، وندعو الى العدل والانصاف.
نكافح الفقر والجهل والمرض، وندعو الى بيت المال الذي يسد حاجة المحتاجين من مأكل وملبس ومسكن وعلاج محققا بذلك التكافل والتوازن الاجتماعيين.
لقد سارت دعوتنا المباركة هذه في طريق ذات الشوكة بتحرك اسلامي شعبي مرحلي جاد، وقد لاقت العنت منذ نشأتها الاولى، فلأنها تتحرك في محيط راكد أحسّ بها المعارضون، ولانها تعمل لمكافحة الوجود الاستعماري من جذوره حاربها العملاء، ولان الحكم البوليسي والفردي يسود العراق فانه خنق كل صوت وحركة.
لقد راقبت الاجهزة الاستعمارية الحركة الاسلامية منذ البداية، لان هذه الاجهزة ـ وخاصة الاجهزة الاستعمارية الانكليزية ـ متغلغلة في العراق وتنظر الى التحركات الشعبية بالمنظار المكبّر فترى قبل غيرها، وتخطط وتعمل بدهاء.
وتحرك عملاء الانكليز..وكان البيان الاول في ١٧ تموز ومحاولات النظام لاحتواء العمل الاسلامي، فلم يتمكنوا من ذلك.
وحاولت الاجهزة خنق العمل الاسلامي بالاضطهاد والتشريد وبالاعتقال والتعذيب والقتل.
حاول المستعمرون تصفية الحوزة العلمية في النجف الاشرف، وقاموا بحملة بشعة لاخراج المسلمين الذين لهم اصل ايراني، وقد استفاد من هذه الحملة شاه ايران المخلوع لتغطية مساوئه البشعة.
قام العملاء بمضايقة المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم رحمه الله.
اغتالت الاجهزة العميلة الشهيد السعيد صاحب دخيّل بالتعذيب الوحشي، والشهيد رجل مؤمن عامل لم يكل ولم يمل من العمل، مناظر لبق، ومنظر، وقائد حزبي شعبي فذ.
واعدمت السلطات العميلة الشهيد السعيد الشيخ عارف البصري العالم العامل الحزبي التقي الصابر، والمخطط النبيه، والمتواضع الصادق، الصلب السائر على طريق ذات الشوكة باصرار.. ومعه الشهيد ان السعيدان حسين جلو خان، والسيد نوري طعمة معاونا الشهيد ابي عصام في نشاطاته، وحاملا الجذوة الاسلامية المتقدة، والسيد عز الدين القبانجي، والسيد عماد التبريزي اللذان مزجا النشاط الدراسي بالنشاط العملي واستقاما برفعة وشموخ في الجهاد دون وجل ولاتردد في بيئة تحصى فيها خطوات المتحرك.
واعدمت السلطات العميلة مجموعة طاهرة من الشباب النجفي:
الطالقاني والايرواني وابو كلل ورفاقهم،كما حصدت رشاشات الجيش والشرطة عشرات من الشباب اليافع الغض والرجال والنساء، وضمت المعتقلات المئات منهم وذلك في انتفاضة اربعين الامام الحسين عليه السلام سنة ١٣٩٧ هجري الموافقة سنة ١٩٧٧م.
وقتلت السلطات العميلة بتعذيب لايوصف الشهيد السعيد عبد الامير مشكور من ابطال العمل الجامعي في العراق بعد ثلاث ساعات من اعتقاله بعد انتفاضة رجب ١٣٩٩ هجري.
وحكمت بالاعدام على مجموعة كبيرة من العلماء والمجاهدين من جميع انحاء العراق، واعدمت ١٥٠ رجلا من خيرة رجال العراق منهم السيد قاسم شبر الذي بلغ من العمر ٨٩ سنة، والعلامة الشيخ مهدي السماوي عالم منطقة السماوة، والعلامة السيد قاسم المبرقع من علماء بغداد في منطقة الثورة.
والعلامة الشيخ عبد الجبار البصري ـ من علماء بغداد في منطقة السلام.
والعلامة الشيخ محمد علي الجابري ـ من علماء الناصرية في منطقة الفهود.
والعلامة السيد عباس الشوكي من علماء بغداد ـ في منطقة الشعلة.
والعلامة الشيخ خزعل السوداني ـ من علماء بغداد ـ في منطقة الكريعات.
والعلامة السيد عبد الجبار الموسوي امام وخطيب مسجد كميل في النجف الاشرف.
والمهندس المؤمن السيد علاء الشهرستاني من ابناء كربلاء.
والرجل الغيور السيد عمران من اهالي السماوة، وبقية الشهداء.
واعتقلت عشرات الآلاف من الشباب، وشملت الاعتقالات حتى النساء، ونفذت حكم الاعدام في شهيدتين كريمتين من معقل الابطال..(مدينة الثورة).. وتبع ذلك اعدام مجموعات مجاهدة اخرى كان آخرها مجموعة من الشباب الجامعي والمتخرج وكلهم في مستويات عالية من الايمان والعمل.
وهذا غيض من فيض.
ان هذا الطريق قد اختاره الدعاة اختيارا قربة الى الله تعالى، قدموا فيه الضحايا وهم في مرحلتهم العملية الاولى، فقد قتل العملاء شهداء الدعوة للقضاء على التحرك الاسلامي الذي يخيف المستعمرين واذنابهم، وارادوا شيئا واراد الله شيئا آخر، فازدهر العمل الاسلامي بضياء نور الشهداء، وتعاظم تصميم الدعاة على العمل في سبيل الله.
وها هي الدعوة الاسلامية تتقدم خطوات الى الامام وتدخل حلبة الصراع السياسي في ظرف يصعب ان يكون له مثيل.
ومن اجل وحدة الكلمة في هذا الظرف البالغ الخطورة الذي يعيشه اقليمنا العراقي.. نخاطب كل المجموعات البشرية والسياسية في العراق، ونقدم نقاطا يمكن ان يكون كثير منها نقاط التقاء بيننا وبين المجموعات السياسية للعمل جميعا في الصراع مع عملاء الاستعمار المتحكمين في رقاب الناس.
ايها الدعاة الى الله:
حديثنا معكم حديث الله للمؤمنين: فاسمعوا واتقوا لعلكم ترحمون:
ايها العاملون في سبيل الله:
يا علماء المسلمين: في النجف، والرمادي، وكربلاء، والموصل، والاعظمية، وباب الشيخ، ومدينة الثورة، والكرخ، والرصافة، والبصرة، والناصرية، وسوق الشيوخ، وسامراء، وكركوك، واربيل، والسليمانية، والديوانية، والسماوة، وتكريت، وكبيس، وهيت، والفلوجة، وخانقين، والنعمانية، والكوت، والعمارة، وبعقوبة، والخالص.. وجميع مدن العراق
ايها المسلمون: المنتظمون في مختلف الاحزاب والتنظيمات:
(الاخوان المسلمون)، (التحريريون)، و(العقائديون)، و(الشباب المسلم)، و(الحركة الاسلامية)، و(شباب محمد)، و(الشبان المسلمون)، و(انصار السنة) و…
يا كل العاملين في سبيل الله:
ان الصراع السياسي والفكري مع عملاء استعمار احد مهمات العاملين في سبيل الله، بل هو من افضل العبادات.
[وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾(http://tanzil.net/#٤١:٣٣ ”فصلت:٣٣“).
وان التعاون في هذا السبيل بين المسلمين هو طاعة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم:
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ.
لا مجال اذن للوقوف المتفرج في ساحة الصراع:
”من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الايمان“.
سيلجأ المستعمرون واذنابهم لتفريق المسلمين باثارة الخلافات المذهبية والعصبيات العرقية، فكونوا على حذر من هذه اللعبة الاستعمارية الخبيثة التي يلجأ اليها المستعمرون، بقاعدة: (فرق تسد).
وسيلجأ الاستعماريون واذنابهم الى لباس الاسلام ليمتصوا النقمة الشعبية الاسلامية، ويبعدوا بعضنا عن بعض.
فلا ينخدع احد بألاعيب الاستعمار الكافر.
وسيحاول العملاء ان لا تسري النقمة الشعبية الى جميع المدن والقصبات، وعلينا ان نتحد ونعمل سوية لتوسيع رقعة الصراع بيننا وبين العملاء المتسلطين، وعلى جميع المسلمين ان يخططوا للدخول في حلبة الصراع فان الله لا يرضى من المسلمين ان يتقاعسوا في نصرة دينه:
ايتها الفصائل القائمة على اساس القومية والوطنية من عرب واكراد:
ايها الاخوة العراقيون:
نناديكم بالصدق الاسلامي البسيط وبالاخلاص الكامل لله تعالى وبالالتزام بمصلحة الاقليم العراقي وساكنيه.
نخاطبكم من موقع النضال ضد الحكم البعثي والتحكم الفردي.
من موقع النضال ضد الدكتاتورية والغرور الصلف.
من موقع النضال ضد الاستعمار والتبعية والارتباطات المشبوهة.
نخاطبكم ونحن ملتزمون بمبدئنا الاسلامي منه نستمد افكارنا وعلى اسسه نعمل، ومن منطلقاته ننطلق، وعلى اصوله نهتدي، وبقواعده نلتزم، وبميزانه نزن الامور.
نقول لكم بصراحة: اننا نستنبط من واقع الحياة السياسية انكم انطلقتم في العمل السياسي من منطلق التحسس بآلام الامة والعمل ضد الاستعمار الرابض بكلكله على صدر امتنا، ان جذوركم الاسلامية هي التي دفعتكم الى هذا المعترك في الاعم الاغلب من افراد تنظيماتكم.
وان المنضوين تحت لواء مختلف الاحزاب دخلوا هذه الاحزاب للتخلص من الاوضاع السيئة برفع اللواء ضد الآلام التي تعيشها الامة، فالتجأتم بعفوية الى ما تعتقدون انه يؤدي الى ضرب مصالح الاستعمار..ولذا فاننا نعتقد ان مقاصدكم هي مقاصد انسانية نبيلة في الاصل ذات جذور اسلامية فطرية صافية. واننا نعتمد على النقاء الفطري الذي يتصف به ابناء امتنا ونثق بانكم ستجيبون نداءنا هذا الذي ندعوكم فيه للالتقاء في ساحة الصراع السياسي مع عملاء الاستعمار الحكام الظالمين في عراقنا الحبيب.
ايها الشيوعيون.. ايها الماركسيون:
انكم مخطئون بنظرتكم الى الاسلام اعتمادا على فكر جماعة من المفكرين الاوروبيين الذين نشأوا في محيط ديني نصراني مؤيد لاوضاع الظلم السائدة في اوروبا، في محيط يعادي الاسلام، فقد تبنى هؤلاء المفكرون افكارا معادية للدين بصورة عامة، واخذتم هذه النظرة اخذا مسلما به فاخطأتم من ناحية فكرية، ثم ان قواكم السياسية ربما كانت تتعامل مع الاسلام من خلال تعاملها مع عملاء الاستعمار من حكام المسلمين، امثال الحكام السعوديين وحكام باكستان وشاه ايران السابق، فكانت تصم الاسلام بالعمالة. والاسلام بريء من سلوك هؤلاء الحكام، فاخطأتم من ناحية سياسية كذلك.
ان الاسلام يأمرنا بجهاد الكفار الحربيين الذين يمثلون الاستعمار، ويأمرنا بمكافحة الطغاة اينماكانوا واذا اردتم ان تصلوا الى حقائق معرفة الاسلام فانه يجب عليكم ان تعودوا الى اصول الاسلام: كتاب الله القرآن والسنة الشريفة وتجدون الافكار الكاملة للسياسة الاسلامية ونعلن لكم ان الدعوة الاسلامية لا تنخدع بالشعارات التي ترفعها القوى الرأسمالية احيانا فتغري بها السذج، ونعتقد ان جمهور الشيوعيين لم يعملوا مع الشيوعية لالحادها ولا لفكرها المعادي للاسلام، وانما عملوا معها لاعتقادهم انهم يعملون ضد الاستعمار ويعملون ضد الظلم الاقتصادي الواقع على بلاد المسلمين، ولذا فان مقومات الدوافع لهذا العمل هي من الفكر الاسلامي المتأصل في النفوس لمكافحة الظلم والتسلط والهيمنة.
ونعلن لكم كذلك ان الدعوة الاسلامية ترفض الالحاد رفضا تاما، لانه في نظر الاسلام: ليس بعد الشرك والالحاد ذنب، ونحن لانخلط بين الامرين، وليس من واجبنا التفتيش عمن هو ملحد ومن هو ليس كذلك لان هذا الامر من اختصاص رب العباد، وما علينا الاّ الظاهر، والظاهر لدينا ان جمهور الشيوعيين في منطقتنا دخلوا الشيوعية ليس بدافع فكري وعقائدي، وانما بدافع الاوضاع المعاشة، ولذا فاننا ندعوكم وندعوا جميع المواطنين للعمل على صراع الظالمين المتحكمين في رقابنا.
ايها العراقيون الحزبيون:
ان (سوموزا) العراق قد تجاوز اي مشاعر انسانية في التعامل مع الاحزاب والمنظمات، فان اوامر الابادة لمن لايوافقه في اعماله البربرية تجري عن لسانه كما يجري العواء من كلب مكلوب بدون اي تخلف، وقد انقلب أو انمسخ الى حيوان متعطش للدماء، وعليه فلا امل لاي تنظيم من تنظيماتكم في ان يعمل في الساحة السياسية بكرامة واحترام الا في مجال الصراع مع هذا الانسان المنحط الى درك الحيوانية.
الشهيد عبد الامير مشكور قد اعتقله الجلادون وقطّعوه وقتلوه خلال ثلاث ساعات فقط من اعتقاله، كان ذلك لالشيء الاّ لنشاطه الاسلامي.
وان لهذا المثل اشباها تبلغ الالوف، وسيسجل التاريخ صفحات سوداء لعهد يتحكم فيه شرير كهذا.. فهل بعد هذه الاعمال التي تصدر من انسان ان يأمن احد ان يعيش معه الاّمن خلال التبعية والذل أو من خلال الصراع والكرامة؟
ايها الاخوة العراقيون:
فتشوا عن نقاط الالتقاء معنا من خلال هذه الافكار المطروحة في هذا النداء ولنعمل على اسقاط هذا النظام الظالم.
ان حق الانسان المهدور ينادي كل من له كرامة ليعمل ضد انتهاك هذا الحق المعترف به من الجميع.
غوصوا في اعماق ذواتكم: سوف ترون ان الفطرة الانسانية تدعو الى رفض الظلم، والحكم التعسفّي: وهل في عالم اليوم اظلم مما نعيش فيه من مظالم؟!
ان اسرائيل.. لاتعامل العرب كما يعامل النظام اي انسان في العراق، انه يتعامل مع جميع الحزبيين تعامل السيد المطلق.. وقد شرع لهذه المظالم شريعة، وهذا مالم يفعله انسان قبله الاّ ان يكون انسانا انحط الى درك الحيوانية.
ايها العراقيون من اعضاء الاحزاب واصحابهم.
هناك آفاق عملية كثيرة يمكنكم ان تتقبلوها كلها أو أن تتقبلوا بعضها:
-
نريدكم ان تتفهموا مواقفنا جيدا، فاننا نعاهدكم:
-
ان نكون ضد الظلم دائما.
-
وان نكون ضد التبعية دائما.
-
وان نكون ضد الاستعمار دائما.
-
وان نكون مع العدالة دائما.
-
وان نكون مع الفقراء لازالة فقرهم.
-
وان نكون مع ازدهار العراق وتقدمه ورفعة شأنه.
-
-
نريد ان لا تعارضوا كفاحنا الشعبي ضد المظالم التي تقع علينا جميعا، وضد الظالمين وان لا تعينوا الظالم ونحن في صراعنا.
فلا تفتحوا عيون الحاكم وجواسيسه على نشاطاتنا واشخاصنا.
ولا تتبرعوا بالمعلومات عنا لاجهزة القمع البوليسية.
نريد منكم ان لاتعطوا عنا معلومات وعن اعمالنا الكفاحية ما استطعتم لتضليل اجهزة التجسس والقمع.
-
ونطلب منكم ان تتعاونوا معنا في الاعمال التي تتفق مع اهدافكم وتتحملوا تبعة الاعمال التي ستقع علينا وعليكم نتيجة ذلك.
انشروا المفاهيم التي نطرحها وترون صدقها.
لا تبخلوا علينا في نشر اعمالنا التي ترونها صالحة في نشراتكم الحزبية.
شاركونا في تعبئة الجماهير من خلال الشعارات والمفاهيم التي تطرحونها.
شاركونا في تحريك الجماهير عندما يقتضي العمل الحركة الكفاحية.
ايها المهاجرون من العراق، ايها المخرجون من دياركم:
ايها الفارون بدينكم وكرامتكم:
ايها الطلاب ورجال الاعمال العراقيون في الخارج:
ان المظالم من الطغمة الفاسدة الحاكمة في العراق والتي تحمل قلوبكم آلامها وتصلكم وانتم بعيدون بعض شرورها تستدعي منكم ان تعملوا مافي طاقتكم لتكونوا طرفا في الصراع السياسي القائم بين الحاكم والشعب في العراق، ولاخيار لكم الاّ مناصرة شعبكم.
كوّنوا لجان مساندة لنصرة الشعب العراقي في محنته.
اجمعوا التبرعات لعوائل الشهداء والمعتقلين.
اصدروا النشرات السياسية لنشر الاخبار الداخلية.
افضحوا المظالم التي تقع على الانسان في العراق.
افضحوا الارتباطات المشبوهة التي يرتبط بها حكام العراق مع المستعمرين.
اكشفوا السرقات الضخمة والاموال المهربة الى البنوك الرأسمالية في اوروبا.
اكشفوا الصفقات المشبوهة التي يقوم بها الحكام وسماسرتهم وشراء العقارات في اوروبا.
استنكروا جميع الاعمال والتصرفات الشاذة التي يقوم بها الحكم الفردي الظالم في العراق.
ارفعوا اصواتكم ولا يأخذكم الخوف، وانتبهوا واحذروا من الاجهزة البوليسية المرتبطة بالسفارات العراقية في الخارج.
ايها العراقيون خارج العراق:
ان عليكم واجبا يقتضيه الاصلاح لبلادكم ودينكم فلا تقصّروا:
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ.
ايها النقابيون واصحاب الجمعيات والتنظيمات المهنية:
ايها العمال والفلاحون والاطباء والصيادلة والمهندسون:
ايها الزراعيون والكيمياويون والجيولوجيون والاقتصاديون والحقوقيون:
ايها المعلمون والطلاب:
نحن واياكم وكل الشعب العراقي بجميع فئاته نعيش في جو من الارهاب والتجسس، وقد تحولت حياة الانسان الى حياة ترّقب وحذر دائم، أو توتر وخوف من اجهزة السلطة والانتهازيين.
نحن نعلم واياكم ان جميع التنظيمات النقابية الحالية قد فرضت فرضا ولم يجر اي انتخاب نزيه في اي منها على جميع المستويات وفي جميع المجالات.
ونحن نعلم واياكم ان جميع النشاطات النقابية ممنوعة الاّ من خلال الاشخاص الذين باعوا انفسهم للسلطة بثمن بخس دراهم معدودة، وانتصبوا على منصات القيادات النقابية، وما هم الاّ اجراء للشيطان.
ان التنظيم النقابي على هذه الصورة انما هو تنظيم قمعي وجزء من القمع البوليسي وسياسة التحكم والتسلط الذي ابتلى به شعبنا.
ان سوق النقابيين الى المسيرات السياسية كما تساق الاغنام هو امتهان للكرامة الانسانية.
وان ارتباط القادة النقابيين لا يتجه الى مصلحة النقابيين، بل يدور في فلك النظام والمتسلطين عليه، في اطار استخدام هذه المجموعات البشرية لخدمة المتسلطين على النظام.
ان هذه الاوضاع لا تتغير اذا بقي النقابيون والمهندسون سلبيين في مواقفهم، يسيرون بعكس اتجاه مصالحهم الحقيقية.
ان تغيير الاوضاع لا يتم بالسكوت عن الحق، والرضا بالمظالم والاعمال الشائنة.
ولذا فاننا ندعوا جميع النقابيين الى التأمل والتفكير في اوضاع نقاباتهم، واوضاع البلاد بكل جدية واخلاص، وندعوا الى اعادة النظر في جميع اوضاعنا بشجاعة واقدام.
ان واجب العمل النقابي ان يفتش عن مصالح النقابيين ومصالح المهنة وبذلك يكون الاتجاه نحو مصلحة الامة.
ان ارتقاء المهارات المهنية بجميع اصنافها العملية والنظرية، وتحقيق مصالح النقابيين لا يتحققان مادامت النقابات على اوضاعها الحاضرة.
على النقابيين ان لا يخضعوا لتوجيهات السلطة في الانتخابات النقابية.
على النقابيين ان يعملوا لمصلحة المهنة بعيدا عن التزلف للنظام:
-
بكتابة الابحاث المختلفة حول اوضاع المهنة.
-
ترجمة مايمّت الى المهنة بصلة من ابحاث مكتوبة باللغات الاخرى.
-
واصدار مجلات مهنية موضوعية.
-
وتنظيم ندوات ومؤتمرات مهنية.
-
والاتصال باصحاب المهن المتشابهة في البلدان الاخرى.
-
والاتصال باصحاب المهن الاخرى داخل البلد لتقوية العمل المهني.
على النقابيين ان يعملوا لمصلحة المهنيين بعيدا عن التزلف للنظام.
-
بفتح صناديق مالية للاعانات المالية للمرضى والمحتاجين من اصحاب المهنة.
-
والعمل على توفير السكن والعلاج.
-
وانشاء جمعيات تعاونية استهلاكية للمهنيين.
-
والعمل على ايجاد مراكز تدريب ودورات تثقيفية للمهنيين.
ايها النقابيون: ان جزءا عظيما من الكفاح السياسي لتغيير الاوضاع السياسية الظالمة الى اوضاع سياسية تتيح لكم العمل النقابي الشريف يقع على عاتقكم.
تعاونوا ـ ايها النقابيون ـ ما استطعتم مع طلائع الكفاح السياسي الذي تخوضه امتنا للتخلص من العبودية التي يفرضها علينا النظام الحالي.
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ..
ايها الاقليات الدينية من اهل الكتاب:
اننا نؤمن بجميع الانبياء والمرسلين، ومنهم الانبياء والمرسلون الذين تعتقدون بهم وتؤمنون.
نناديكم نداء مفعما بالايمان والاخلاص والتكريم.
ونطلب منكم ان لا تنفروا من دعوتنا الاسلامية ومن التزامنا الكامل بالاسلام.
ان الحياة الكريمة لا ننالها جميعا تحت الحكم الفردي القائم، ولا اي حكم مشابه له، ان الحياة الكريمة لنا ولكم مضمونة في ظلال احكام الاسلام، وسيتاح لكم العيش في ظلال احكام دينكم عندما يتاح للاسلام ان يعود الى الحياة.
ان الاسلام يحفظ ويصون للانسان حياته وصحته وماله وعرضه واسرته ودينه وكرامته وعقله كأفضل ما يحفظ ذلك نظام.
وان اهل الكتاب لم يعيشوا ابدا في بلادنا في ظلال الامان كما عاشوا ايام الدولة الاسلامية التي تطبق احكام الله.
ايها العراقيون:
نطلب منكم باخلاص لا تشوبه شائبة: ان لاتقفوا موقف المعارض لصراعنا السياسي من تحسين اوضاعنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية فاننا لا نريد لنا ولكم الاّخيرا وحياة كريمة.
ان المسلمين سائرون في طريق الدعوة الاسلامية وسيلتحقون بمسيرتها زرافات ووحدانا، وهم يكوّنون الاكثرية الغالبة في عراقنا، وسيكون انتصارهم محتما بمشيئة الله تعالى رغم ما يبذل المستعمرون وعملاؤهم من جهود.
ان هذه المسيرة الواسعة يمكنكم ان تساهموا فيها بتعاطفكم معها وعدم معارضتكم لها.
انسجاما مع روح المشاركة في هذا القطر، وانسجاما مع احترام حقوق الانسان وواجباته، وانسجاما مع روح الايمان بالله تعالى ربنا وربكم.
ايها البعثيون السائرون مع الظالمين عن غير وعي ولا ادراك لما تجتنيه ايديكم من اعمال جائرة بصورة مباشرة في حق هذا الاقليم.
عودوا الى نفوسكم وتأملوا اوضاعكم، وستصلون الى حالة من الندم على ما انتم عليه ان كنتم صادقين.
سائلوا انفسكم.
من اوصل قيادتكم الى السلطة؟ هل التنظيم الحزبي الذي اوصل هذا النظام الى الحكم في ١٧ تموز؟ هل الشعب اوصله الى ذلك؟
والجواب واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار: ”لا الحزب ولا الشعب هو الذي اوصله الى الحكم، بل اللعبة الدولية والمخابرات الانكليزية“.
سائلوا انفسكم: اين الاسماء الحزبية اللامعة في تاريخ حزب البعث؟ كلها اختفت! اختفت عن الوجود بالقتل، أو عن المسرح السياسي بالابعاد أو السجن أو الفصل! سائلوا انفسكم: لماذا كل هذا؟.
وسوف تجدون الجواب واضحا بين صفوفكم، وسوف تجدون ذلك وراء كل الحركات الحزبية التي انتجت المذابح الجماعية في قياداتكم وكوادركم ذات التفكير الحزبي، لا الولاء الشخصي.
سائلوا انفسكم: اين الوحدة التي يسعى لها الحزب لاحظوا ان الحزب عندما وصل الى الحكم في قطرين متجاورين بدلا من اين يتحد القطران انشق الحزب الى حزبين!
ولاحظوا انكم تعيشون في اجواء الشعارات الوحدوية والاعلام الوحدوي الكاذب، واستعرضوا ذلك من خلال الاحداث فسوف لاتجدون الاّ الخداع.
سائلوا انفسكم: اين الحرية في هذا الجو البوليسي الخانق الذي تمارسه السلطة في البلاد وتتعاونون معها في ذلك؟ والذي تعيشون فيه انتم كما يعيش فيه الشعب العراقي الصابر.
سائلوا انفسكم: اين الاشتراكية في هذا الجو المترف الذي يعيش فيه الحكام من قادتكم واقرباؤهم وانسابهم ولايصل اليكم الاّ الفتات.. وانظروا الى انفسكم: كيف تتراكضون على هذا الفتات؟
ان كثيرا منكم قد تورط باعمال التجسس على الناس وان بعضكم تورط باعمال القتل، تنفذون بذلك اوامر قيادتكم التي لا ترضي الله ورسوله ولا المؤمنين ولا احداً من الناس يملك العقل الصحيح.
ان التجسس والقتل الذين تورط بعضكم فيهما من الاعمال المشينة.
فتشوا ايها البعثيون عن جذور الفكر الذي تدّعون حمله، وتسيرون على نهجه، ويردده الاعلام ليل نهار، ويتشدق به قادتكم..سوف ترونه نابعا من الفكر الاستعماري نقله اليكم العملاء الفكريون: ميشيل وامثاله ليفرقوا المسلمين ويبعدوهم عن اسلامهم.
اسمعوا قوله تعالى:
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿٣٠﴾.
ايها البعثيون: لا تتمادوا في تأييد الطغاة وابتعدوا عن فعل كل شائن تقومون به، ولا تتقبلوا اكاذيب النظام وخداعه، وحاسبوه على السرقات، واعمال الترف التي ترونها رأي العين، وانتم تطلعون عليها قبل غيركم، ولا تكونوا للظالم عونا على الشرفاء من ابناء امتكم فان الظالمين لايقدرون على ظلمهم دون عونكم
دققوا في ارتباطات الحكام المشبوهة بالمستعمرين، فانكم لم تنضموا الى حزب البعث لتكونوا مساقين الى مستنقع العمالة، أو لتكونوا مخدرين بالفكر الاستعماري فتكونوا من الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم.
واخيرا لا تكونوا عونا على الدعوة الاسلامية، فان موقف النظام القائم من الدعوة الاسلامية كموقف فرعون من الدعوة الى الله.
يا جماهير امتنا:
ايها العراقيون بجميع انتماءاتكم واتجاهاتكم الفكرية:
ان الاوضاع السياسية لم تعد اوضاعا تخضع للمنطق الانساني السليم، ولا حتى للمنطق الانساني المتخلف، فقد ابتلى العراق واهله باعمال تحولت الى احط من منطق الحيوان، فان الايغال بدماء الناس واعراضهم وكراماتهم، والتعذيب الوحشي الذي تمارسه الوحوش البشرية في السجون والمعتقلات والزنزانات والاقبية الخاصة، واحتكار العمل السياسي، وسلب ابسط حقوق الانسان الذي انحدر في العراق الى حد لم يصل اليه في اي شعب من الشعوب الا ما تذكر بعض اخبار الرئيس المخلوع سوموزا في نيكاراغوا ورئيس غينيا بيساو السابق الذي طلب من الناس كما تنقل الصحف ان يعبدوه من دون الله! وان سياسة التبعيث التي يتبعها النظام ما هي الاّ صورة لما تناقلته الصحف عن رئيس غينيا بيساو السابق، لان التحزب في صورته الحاضرة هو طاعة الحاكم والسير في ركابه بكل ذلة وعبودية.
ان الاعمال المشينة التي يقوم بها الحكم الفردي في العراق تكاد لا تحصى من كثرتها، وان اكثر مايحز في النفس منها ان يلعب النظام بورقة التفريق بين المسلمين.
فقد قام العتل الزنيم: خير الله طلفاح المقنع بقناع العروبة والاسلام بالاتصال ببعض علماء المسلمين وطلب منهم ان يقفوا ضد التحرك الاسلامي الشعبي بحجة ان هؤلاء يريدون التحكم، ويريد بذلك ان يثير فتنة مذهبية بين السنة والشيعة في العراق، ومن رحمة الله: انه لم ينجح في لعبته القذرة.
ان تفريق المسلمين وضرب الحركة الاسلامية ببعض علماء المسلمين باستعمال سلاح التفرقة المذهبية انما هو ضلال مبين، ولايقوم بذلك الا عميل نذل.
واننا نقول لاخواننا العلماء:
ونقول لهم:
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ اي الى الاسلام الذي يمنع من الدعوة اليه هذا المعتدي الاثيم.
ما نعمل في مثل هذه الاوضاع البالغة السوء؟
هل ينفع الحوار مع السلطة؟ ام كل حوار يعتبره النظام ضد الثورة وضد الحزب وضد الزعيم الاوحد؟.
هل ينفع طرح تصورات سياسية واقتصادية واجتماعية؟ ام ان ذلك احتكار لا يجوز الاقتراب نحوه؟.
هل يمكننا التفكير بحاضر العراق ومستقبله؟ ام ان ذلك من الحقوق المقدسة للحاكم المتفرد التي لا يجوز التفكير في الانتقاص منها بالمشاركة الحرة؟.
ما العمل؟ وكل الابواب مغلقة؟.
ان طريق الصراع السياسي لفرض الوجود السياسي للانسان في العراق هو الطريق الوحيد في هذه المرحلة من حياة امتنا.
وان من مستويات هذا الكفاح والصراع الذي ستخوضه امتنا وجود التفاهم المرحلي وذلك:
-
لان وجود اهداف مرحلية واضحة ضروري لتعمل كل الاحزاب والمنظمات السياسية على تحقيقها.
-
لكي تعرف الجماهير ان كفاحها مرتبط بتحقيق مطالب معينة فلا تنخدع بالاقوال دون الافعال، وحتى لايرافق الكفاح السياسي غموض فكري يستغله الاستعمار من خلال اللعبة الدولية.
-
لكي تعرف التجمعات السياسية والحزبيون والسياسيون الذين ارتبطوا بالسلطة رغبة أو رهبة، ان هناك موقفا بديلا يمكنهم ان يقفوه، ولايعملوا ضده من مواقع نفوذهم.
والمنهاج المرحلي ميثاق يمكن ان يرتبط به كليا أو جزئيا جميع العراقيين حسب القناعات التي يجدونها في بنود هذا الميثاق وعلى الجميع ان يفتشوا عن نقاط الالتقاء وستكون موضع تطبيق عملي في ساحة الصراع السياسي بين الشعب والحكام المتسلطين.
الآفاق السياسية
(١)
أودع الله تعالى في الانسان العقل المدرك، والوجدان الاجتماعي، والارادة الحرة في دائرة الاعمال التي يسيطر عليها، واستخلفه في الارض ليعمرها، وارسل اليه ما ينير له الحياة من أفكار وتعليمات.. وكل من يعطل أو يكبت هذه الامكانات الانسانية، أو يمنعها من ان تسير في طريق الهدى الذي وضعت فيه، فانما هو معارض للفطرة الاجتماعية التي فطر الله الناس عليها، ومعيق لقدرات الانسان الابداعية ان تنطلق لخدمة الناس والمجتمع.. وهذا المنع والتعطيل والكبت هو من الظلم الفاضح، وعلينا ان نرفضه ونعمل لتقويضه.
(٢)
أمر الله تعالى المسلمين أن يكونوا سياسيين في حياتهم ووضع لهم عبر النصوص الاسلامية من الكتاب والسنة وسيرة القادة أسس العمل الاجتماعي السياسي وأصوله ومنطلق تصوراته ومرتكزاته وقواعده وآفاقه وموازينه..
ولا يجوز لأي حاكم في بلد اسلامي ان يمنع المسلمين عن العمل السياسي، ومن يفعل ذلك.. فليس من الله في شيء، وهو يحكم بغير ما انزل الله سبحانه.
وعلى المسلمين ان يعملوا لتغيير هذا الوضع لأنه من اعظم المنكرات.
(٣)
العمل السياسي في العراق محتكر لفئة قليلة من الناس من دون غيرها من الناس.
وما الجبهة الوطنية التي لفقها النظام لتغطية احتكاره للعمل السياسي الاّ خدعة يحاول ان يخدع بها الامة.. فالاحزاب والفئات الداخلة في هذه الجبهة لايسمح لها ان تتحرك الاّضمن اطار تحدده السلطة بكل سيطرة، وان سيف التجسس مسلط تسليطا كاملا على الفئات داخل الجبهة، حتى ان الملاحظ السياسي كان يرى بأم عينه كيف ان اجهزة الامن لا تسمح بتعليق لافتة للحزب الشيوعي ـ العضو الرئيسي في هذه الجبهة ـ حتى لو كانت هذه اللافتة تحمل شعارا تتبناه الجبهة، ويرى كيف ان السجون والمعتقلات تضم فيما تضم الحزبيين المنضمّين الى الجبهة لانهم اظهروا بعض النشاط السياسي على الساحة العراقية، ويرى الملاحظ السياسي كيف ان الاغتيالات لم تتوقف في أي وقت من الاوقات للسياسيين ومن ضمنهم العاملون في صفوف الجبهة الوطنية.
واذا تجاوزنا الجبهة الوطنية وتوغلنا اكثر فسنرى ان شعار الحزب القائد هو خدعة اخرى يمارسها المتسلطون، ويرى المراقب السياسي أن حزب البعث ليس الاّ واجهة من واجهات السلطة وليس له من الامر شيء فليس هناك حزب بالمعنى الصحيح وانما هناك متسلط تحيطه زبانية يحملون الولاء الكامل له، والحزب قطيع يساق بأوامر المتسلط كما يساق قطيع الماشية! وكل من يعارض هذا الاسلوب من العمل يطرد من الحزب اذا لم يسجن أو يقتل.
وبالتالي فسوف نرى ان العمل السياسي في العراق يحتكره شخص واحد وبضعة اشخاص على اكثر تقدير.
ان احتكار العمل السياسي لشخص واحد أو بضعة اشخاص امر مستهجن ولايطبق الاّ في البلاد المتخلفة، ولا يطبقه الاّ رجل عميل فرضته القوى الاستعمارية على البلاد لتنفيذ اغراضها وتحقيق اهدافها، أو رجل مصاب بعاهة نفسية يتصور من خلالها بأنه رجل متميز له حق التصرف في رقاب الناس.
والعمل السياسي في العراق يبدو للخارج وللناظرين الى الاشياء والأحداث نظرة سطحية أنه حكر على حزب البعث العربي الاشتراكي، الاّ انه كما بيّنا حكر على المتسلط على حزب البعث، لا بصفته الحزبية بل بصفة العمالة للاستعمار، وهذا المتسلط يسمح لمن يحمل الولاء الكامل له بالعمل السياسي ويمنع ذلك عن غيرهم.
ولو كان العمل السياسي لحزب البعث كما هو في الظاهر لما تهاوت قياداته في فترات متوالية وبصورة جمعية، ولما تساقطت رؤوس اكثرهم تمسكا بالعمل الحزبي.
ولو فرضنا جدلا أن حزب البعث هو الذي يحتكر العمل السياسي، فبأيّ حق يفعل ذلك؟ وما هو فضل الحزب على العراق؟
يلاحظ المتتبع السياسي ان حزب البعث العربي الاشتراكي تكاثر أعضاؤه بصورة غير طبيعية عندما انتمى اليه كثير من الناس وزمرة كبيرة من الضباط خوفا من الشيوعية أيام عبد الكريم قاسم، ونظرا لارتباط بعضهم بالاستعمار الانكليزي توصل الى الحكم، وكلنا يعلم ان انقلاب ١٧ تموز ماهو الاّ حلقة من حلقات التآمر الاستعماري على العراق لابقائه تحت النفوذ، ولم يكن حزب البعث الاّواجهة لهذا التآمر، وماهذا الاحتكار للعمل السياسي السائد في العراق الاّ لاستمرار التآمر على الانسان والأرض والثروة.
ومن مظاهر احتكار العمل السياسي في العراق الامور التالية:
-
أ. التشريعات التي تمنع العمل السياسي.
-
ب. سياسة التبعيث.
-
ج. الحكم البوليسي المتعدد الاجهزة.
-
د. اعتقال السياسيين والتعذيب الوحشي.
-
ه. الاغتيالات السياسية.
-
و. المحاكمات الصورية والاعدامات.
-
ز. التصفيات المستمرة داخل حزب البعث.
-
ح. احتكار الصحافة.
-
ط. احتكار وسائل الاعلام.
-
ي. احتكار التنظيم النقابي والمهني.
-
ك. احتكار مناهج التربية في مستويات التعليم المختلفة.
-
ل. احتكار المراكز العليا للدولة.
-
م. احتكار بعض المؤسسات العلمية.
-
ن. احتكار المراكز الحساسة للدولة.
-
س. احتكار الوظائف العسكرية.
-
ع. التسلط الفردي داخل الحزب.
-
ف. التسلط الفردي داخل مجلس قيادة الثورة.
-
ص. التسلط الفردي داخل الوزارة.
ان العمل السياسي ليس منحة يتفضل بها الحاكم ويهبها للشعب، وانما هو حق من حقوق الانسان الالهية لا يجوز المساس بها، لأن السياسة هي رعاية الناس ضمن اطار معين ومتفق عليه، والانسان الممنوع من ممارسة حق العمل السياسي والمحاسبة السياسية انما يعامل معاملة الحيوان، ومن يقوم بذلك فانما ينزل بظلمه من درك التعامل الانساني الى الدرك الحيواني.
(٤)
السياسة التشريعية في هذا العهد تدور مدار احتكار العمل السياسي وضرب كل المؤسسات الاعتبارية والتاريخية الموجودة في العراق والتي لا تنضوي تحت لواء السلطة.
وقد سنتّ السلطة العميلة قوانين جائرة متعددة تحتوي على أقسى أنواع الأحكام، وقد لايكون لها مثيل الاّ في بعض البلدان النادرة في امريكا اللاتينية حيث تتحكم الشركات الرأسمالية الاحتكارية فيها.
ومن يتتبع هذه القوانين في جريدة الوقائع العراقية يجد العجب العجاب، ولا بد للمتتبع لهذه المرحلة من حياة العراق السياسية ان يضع الدراسات الخاصة عن هذه التشريعات التي يمكن ان ينطبق عليها وصف شريعة الغاب.
وأول الامور التي ينبغي التفكير فيها لاعادة حقوق الانسان في العراق هو الغاء هذه القوانين الصادرة بتوجيه عقلية اجرامية مستهترة بحقوق الانسان.
ان هذه التشريعات القانونية المنحطة لم تسن الاّ لتغطية جرائم النظام التي يمارسها المجرمون على مدار الايام، حتى ان صدام يتبجح وبكل غباء وغطرسة في احد المؤتمرات الصحفية بان الاعدامات التي تجري بصورة المذابح الجماعية انما هي تطبيق للقوانين! وبكل غباء يطلب من الصحفي الاجنبي ان يشكره على تطبيق القانون لا ان ينتقده.
وسيسجل التاريخ صفحات سوداء عن الفترة التي تسلط بها هؤلاء الأشرار المجرمون على رقاب العباد في العراق، ولن ننجو من هذا الوضع المنحط الاّبزوال هذه الطغمة وتطبيق احكام الاسلام.
(٥)
لايمكن للعمل السياسي في العراق ان يأخذ مجراه الطبيعي المعتاد ولايمكن للعراقي ان ينطلق في خدمة شعبه في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري والتعليمي والاعلامي..الخ.
مادامت اوضاع التجسس الواسعة والمتعددة لها اليد الطولى في العراق ولا تعلو عليها يد الاّ يد المتسلط الا وحد عليها. فلم يمرّ عهد في العراق حتى في العهد الاستعماري المباشر، ولا يوجد في أي بلد ظالم وحتى في اسرائيل هذا التعدد في اجهزة التجسس.. ففي العراق جهاز للامن وجهاز للاستخبارات وجهاز للمخابرات، وجهاز الجيش الشعبي، وجهاز الحزب وأجهزة خاصة اخرى..كلها تعمل في سلك التجسس المقيت.
وقد شاع العمل التجسسي حتى شمل القيادات الحزبية ليحصي أنفاسها ويضبط تحركاتها لكي لا تخرج أو لا تفكر أن تخرج عن تعليمات المتسلط على النظام!
فكيف بالآخرين؟
ولذلك فلا بد لهذا النداء العام للتفاهم ان يحتوي على اعطاء هذا الموضوع اهمية خاصة، ويؤكد على العمل على الغاء هذه الاجهزة المتعددة للتجسس والتي تعمل على مطاردة السياسيين والمفكرين ومن لايصفق للسلطة، وابدال هذه الاجهزة بجهاز يعمل لمراقبة التحركات الاستعمارية التي تريد شرا بالبلاد وتعمل ليل نهار لابقاء العراق تحت النفوذ الاستعماري، كمراقبة تحركات الاجهزة الصهيونية السرية والعلنية، ومراقبة التحركات المريبة لاجهزة المخابرات الانكليزية التي بلغ مقدارها في العراق ٣٠ الف جاسوس المتدخلة في كثير من المؤسسات الموجودة في العراق والتي يحمل لها الولاء كثير ممن تربى في احضان الاستعمار وترتبط مصالحه بعجلة الاستعمار، ومراقبة اجهزة المخابرات الامريكية التي ينمو نشاطها في العراق، وعليه فلن نضمن حياة طبيعية من هذه الناحية الاّ بتقويض النظام الحاكم والعمل في الاطار الانساني الذي رسمه الاسلام.
(٦)
يقوم النظام بتسلطه على الموظفين، وارتباطهم المعاشي براتب الدولة باجبار قطاع كبير منهم على أن ينتمي الى حزب البعث ليكون سيف القانون الحزبي مسلطا على رقابهم.
أي ظلم هذا الذي يمارسه النظام ياترى؟
هل يعتقد القائمون على النظام ان هذا الاسلوب في اجبار الناس على دخول الحزب سيهيء لهم تأييدا وولاء؟ فاذا كان هذا هو تفكيرهم فان ذلك يدل على الغباء، أو هل يظنون ان هذا الاسلوب سيمنع الناس من الثورة على الظلم؟ فان كان هذا هو ظنهم فانهم يجهلون التاريخ، ويجهلون مجرياته، ويعيشون في اجواء احتقار الانسان واحتقار الامة.
هل ان اذلال الناس هو من تطبيقات شعار الحرية؟ ام من تطبيقات الاعتزاز بالامة العربية؟ وهل يأخذ النظام العبرة من تجربة مثيلة اي النظام الشاهنشاهي الذي أراد أن يدخل الشعب الايراني بالضغط في حزب البعث الايراني (رستاخيز) ففشل فشلا ذريعا. اننا نعتقد انها وسيلة لجأ اليها النظام ليحتفظ بقواعده المنهارة.
ولكنها وسيلة غبية لا تنفعه في تحقيق مآربه البتة. ونحن نطالب بالغاء هذه السياسة الخرقاء سياسة التبعيث الذي يتبعها النظام في اوساط الجيش والتعليم والمراكز الحكومية الاخرى وان تترك حرية الانتماء السياسي للمواطنين دون اي ضغط أو اكراه.
(٧)
تمتلىء المواقف والمعتقلات والسجون في العراق بالسياسيين والحزبيين من جميع الانتماءات، حتى ان النظام في رجب ١٣٩٩ هجري عندما تحرك المسلمون للتعبير عن وجهة نظرهم اعتقل الناس بالجملة من الشوارع، وكان ينقلهم بسيارات الجيش الكبيرة، وكذلك فعل الحكام في شهر صفر سنة ١٣٩٧ هجري حيث اعتقل النظام في كلتا المناسبتين آلاف الناس وقتل برصاص الحقد عشرات الشباب الناهض، وان عمليات المراقبة والمطاردة، وترويع الناس في بيوتهم والاعتقال والتوقيف دون محاكمة، والتحقيق المصحوب بتعذيب وحشي،والمحاكمات الصورية اصبحت هي العمل الرئيسي للدولة حتى ان السلطة في التعديل الوزاري الاخير خصصت وزارة خاصة لذلك.
كل ذلك اضافة الى ان هذه العمليات هي الوظيفة الرئيسية لرجل الدولة الاول حتى انه يتبجح في مؤتمر للقضاة والمحامين بانه هو شخصيا يأمر بذلك وليس هذا الفعل من أعمال الاجهزة البوليسية!
ونحن نطالب:
-
أ. بالغاء سياسة القاء القبض التعسفي التي تقوم بها أجهزة الامن والمخابرات.
-
ب. باطلاق سراح جميع الموقوفين والمحتجزين السياسيين بدون محاكمة.
-
ج. باطلاق سراح جميع السجناء السياسيين واعادة حقوقهم المهدورة.
-
د. باعادة اعتبار جميع المظلومين الذين نفّذ بهم الاعدام ظلما وعدوانا، ونشر كل مايمت الى هذه المحاكم المهزلة لتبين للناس المظالم التي وقعت على كرام الناس.
-
ه. بفسح مجال العمل السياسي والتنظيم الحزبي والمهني لجميع العراقيين.
-
و. بايجاد محكمة عليا عادلة لتكون ملاذا يلتجئ اليها الذين تقع عليهم مظالم السلطة الحاكمة.
-
ز. بسن قوانين رادعة لكل احتكار للعمل السياسي في العراق.
-
ح. بسنّ قوانين لمحاسبة الحكام على اعمال الظلم السياسي.
(٨)
اضطهاد الشعب العراقي وابعاده عن المشاركة السياسية هي القاعدة الاساسية المتبعة في العراق، وقد اشتدت هذه الصفة عندما تبنّت السلطة الشعارات الفارغة في الحرية والامة الخالدة، وكأن شعار الحرية يعني: الكبت والاضطهاد، وكأن شعار الامة الخالدة يعني: الامة التي تداس كرامتها، وتمنع من ممارسة أبسط حقوقها، وتذل اذلالا شديدا!
ان هذه الاوضاع لا يجوز ان تدوم، ولابد لامتنا ان تنهض وتأخذ مكانتها بين الامم. وهذا لن يحدث مادامت هذه القاعدة السياسية الشاذة هي المتبعة ولذلك لابد من اطلاق حرية المشاركة السياسية للامة في جميع المجالات وذلك يتم عبر:
-
أ. اطلاق حرية التنظيم السياسي لخدمة الامة والمجتمع وفي الأطر المشروعة.
-
ب. تنظيم انتخابات لوكلاء الشعب أو لنواب الامة للقيام بعرض المشاكل التي ترزح تحتها الامة، وللمشاركة في رسم السياسات المختلفة للبلاد ومحاسبة السلطة على اعمالها.
-
ج. فسح المجال لتشكيل مجامع علمية حرة لمختلف فروع المعرفة الاختصاصية العليا تكون مراجع للناس ترجع اليها، وتطور الوجود الفكري والمادي للامة في طريق الارتقاء والنهوض، مثل مجمع العلوم الاسلامية، مجمع العلوم اللغوية، مجمع العلوم الهندسية والصناعات، مجمع العلوم الطبية، مجمع العلوم الزراعية، مجمع العلوم الطبيعية، مجمع الطوائف الدينية غير الاسلامية..الخ.
-
د. افساح المجال لاصدار الصحافة التي تخدم مصلحة الامة وعقيدتها، والغاء الاحتكار في كل صوره واشكاله:
-
الصحافة الاختصاصية العلمية.
-
الصحافة السياسية الاسبوعية.
-
الصحافة اليومية.
-
-
ه. تنظيم انتخابات حرة لمجالس البلديات في كل محلة ومدينة كبيرة وفي كل بلد وقرية، واعطاء هذه المجالس البلدية صلاحية واسعة في الخدمات المختلفة، والاتجاه نحو اللامركزية في مجال الخدمات.
-
و. تنظيم انتخابات حرة لمجالس النقابات والجمعيات المهنية المختلفة بعيدا عن جميع الضغوط مهما كان نوعها..
-
ز. افساح المجال لجميع الطاقات لاستعمال وسائل الاعلام واخضاعها لخدمة مصالح الامة العليا والاهداف المشروعة لا لخدمة الحاكم والحزب كما هي عليه الآن، حيث لايمثل الحاكم ولا الحزب الامة ومصالحها العليا.
ولكن كل هذا لا يمكن تصور حصوله بصورة صحيحة الاّ اذا قضينا على النظام القبائلي الحاكم في العراق.
الآفاق الاقتصادية
سياسة الانفاق
ليس للانفاق لدى المتسلطين على العراق سياسة وانما هي تصرفات فردية تسلطية لاتراعي الاّ المصالح الخاصة، ولذلك فاننا نرى العجب ونحن نستعرض بعض مظاهر الانفاق الذي يتصرف بها النظام.
-
فالمشاريع تستباح للطفيليين ليجمعوا الارباح الخيالية ويغرقوا بالمفاسد نتيجة الانفاق المسرف. فالاموال يحصل عليها الطفيليون من اقرباء السلطان وزبانيته بدون اي جهد، وينفقونها بصورة مزرية كما يفعل الامراء من آل سعود وأمراء آل صباح وبقية الفسقة من أمراء الخليج.
-
المخصصات السرية وصلاحيات الانفاق للحاكم المنفرد التي لايحدها قانون ادت الى الاسراف في الترف حتى غدت حياة البعض تغرق بالترف والتفاهة الى الأذنين. واصبح منظر البعض منهم أشبه بأوضاع الممثلين والسفلة العالميين الذين ينشغلون عن اللباب بالمظهر والحياة التافهة.
-
تخصص أموال ضخمة جدا لأجهزة التجسس كمخصصات القائمين بالاعمال المشينة بحق المواطنين من مظالم بشعة، وشراء معدات الكترونية غالية الثمن لاغراض التجسس والتعذيب.
-
تنفق الدولة على الاعمال الدعائية اموالا طائلة فتصرف الملايين على الصحافة المأجورة، وتصرف الملايين على المؤتمرات التي يقصد بها خدمة النظام والحاكم المفرد، لا لأي خدمة موضوعية.
-
تنفق الدولة اموالا طائلة على مشاريع لا قيمة لها ولا مردود لها لعامة الشعب، كالاموال الهائلة التي صرفت على تكريت وعلى الجمعيات السكنية في الكرادة والأماكن الاخرى التي يقصدها المتسلطون على الناس، والعاملون معهم من المرتزقة الذين يستخدمونهم في مجالات تثبيت النظام الزائف.
-
امتلأت البنوك الرأسمالية في أوروبا من أموال الأمة المسروقة حتى ان البعض تضخم رصيده الى مئات الملايين من الدنانير.
وكذلك تملك مجموعة كبيرة من المنتفعين من هذا العهد الاشتراكي مجموعة كبيرة من القصور والعقارات في مدن اوروبا المختلفة، وخاصة في بريطانيا وفرنسا، حتى ان السرقات الكبرى بلغت في هذا العهد مالم تبلغه في أي عهد من العهود السابقة التي مرّت على العراق.
-
تنفق الدولة أموالا طائلة على المرتزقة في لبنان وغيره بأسماء مختلفة، وعمل هؤلاء المرتزقة خدمة اغراض المتسلطين في بغداد والقيام ببعض الاعمال الاستعراضية التافهة، والقيام ببعض الاعمال الاجرامية.
والاغتيالات التي تقوم بها السلطة العراقية اصبحت مفضوحة ومكشوفة للجميع. ان سياسة الانفاق يجب ان تتجه لمصلحة الامة وان تشمل الامور التالية:
-
تأمين خدمات الحدّ الادنى لحياة الانسان حياة كريمة.
-
يجب توفير المأكل والملبس والمسكن والتعليم والعلاج لكل الافراد بلا استثناء وذلك بتوفيرالعمل لكل فرد قادر على العمل وعلى الدولة أن تنفق على من لايقدر أن يكفي نفسه وعائلته.
ويكون ذلك من خلال مجالس البلديات الذين يمكنهم معرفة حقائق الاوضاع الاقتصادية لكل العوائل في المناطق التي يعملون بها
-
تأمين الأمن الغذائي للبلاد بالتنمية الزراعية التي تغني البلاد عن الاعتماد على الدول الاستعمارية في الحصول على المواد الغذائية الرئيسية.
-
الخلاص من التبعية العسكرية بأنشاء صناعات عسكرية بالاتفاق مع الدول المحررة من الاستعمار، لكي لاتعتمد البلاد في تسليحها على شراء معدّات تتحول بسرعة الى مواد معدنية عاطلة بمجرد ان يمتنع البلد المصدر عن تزويدنا بقطع الغيار، وماشاكل.
-
الانفاق على التنمية الصناعية والدخول الحقيقي في عالم الصناعة الذي يتّجه الى تحويل المواد الخام الى السلع التي نحتاجها سواء أكانت انتاج طابوق أو صناعة سيارة.
-
اعمار البلاد بالطرق، والجسور والمطارات، والسكك والموانىء والسدود، وقنوات الري، والآبار الارتوازية، والنباتات الاقتصادية الصحراوية، والغابات وشبكات الكهرباء وغيرها.
-
المواد الأولية وخاصة النفط
السياسة النفطية تحدها الأمور التالية:
-
السعي للاكتفاء الذاتي من ناحية علمية وعملية لعمليات استكشاف النفط واستخراجه وتسويقه وتصنيعه.
-
استخراج النفط تحدده حاجة البلاد الى الاموال من البيع، والى السلع من التصنيع، والابتعاد عن السياسة الحالية التي تتبع حاجة السوق الرأسمالية لهذه المادة الثمينة وشره النظام للحصول على الاموال وصرفها ضمن اطار المصلحة الخاصة له.
-
استعمال النفط كأداة سياسية لضرب النفوذ الاستعماري في العالم الاسلامي، واداة للحصول على أسرار الصناعة التي نحتاجها في التنمية الصناعية.
-
الاتجاه نحو تحويل المواد الخام الى سلع وتسويقها، فمثلا نسوّق النفط الابيض وبانزين السيارات وبانزين الطائرات والنفط الاسود.. بدلا من تصدير النفط الخام.
-
الاتجاه نحو التعمق والتوسع بصناعة البتروكيماويات والحصول على اسرار هذه الصناعات بايجاد مراكز علمية متدربة وفعالة.
وبالنسبة للمواد الاولية الاخرى:
-
ايجاد صناعات تعتمد على مادة الكبريت الخام وعدم الاقتصار على تصدير خام الكبريت.
-
ايجاد صناعات لاستغلال الرمال العراقية الغنية بمادة السلكون التقنية، مثل صناعة الزجاج ذي السماكة، والزجاج ذي النوعية النقية، والزجاج المقاوم للحرارة، والانواع الاخرى من الزجاج الذي يدخل في الصناعات المختلفة، اضافة الى صناعة السلع الزجاجية التجارية الشائعة الاستعمال، والصناعات الاخرى التي تعتمد على هذه المادة.
-
ايجاد صناعات لتصنيع مواد الفوسفات الخام.
-
التوسع بصناعة الاسمدة التي تعتمد على الفوسفات والكبريت تنمية للثروة الحيوانية:
-
تعزيز اسطول صيد الاسماك من اعالي البحار، ومحاولة منافسة الدول المتخصصة بهذا المجال.
-
تعزيز مخازن حفظ اللحوم كالاسماك وغيره من اللحوم.
-
ايجاد بحيرات اصطناعية في المنخفضات الصحراوية لاغراض تربية الاسماك وتحسين المناخ.
-
تحسين انواع السمك بتربية انواع جديدة منه في نهري دجلة والفرات وشط العرب ونهر ديالى والزاب..الخ.
-
الاهتمام بالمراعي وخاصة في الاراضي الصحراوية.
-
تحسين نوعية الجاموس والابقار والاغنام والماعز، ونشر المزارع الحيوانية الحديثة في جميع انحاء العراق، وتشجيع القطاع الخاص في هذا الاتجاه.
-
العناية بتربية الحشرات الاقتصادية كالنحل ودودة القز ونشرها بأوسع نطاق ممكن في الأرياف.
-
ايجاد مزارع واسعة لانتاج لحم الدجاج وبيض الدجاج للوصول الى الاكتفاء الذاتي وتشجيع القطاع الخاص في هذا الاتجاه.
-
حماية الحيوانات الصحراوية الاقتصادية مثل الغزال من عبث الصيد لتكثيره وتنظيم الاستفادة منها واستيراد الحيوانات الاقتصادية التي انقرضت بالصيد.
-
ايجاد صناعات غذائية للحيوانات والطيور باسعار تشجيعية لتشجيع تربية الحيوانات.
-
تجشيع الفلاحين لتربية الحيوانات والطيور بتسهيل الحصول على الغذاء لها والعناية في مكافحة امراضها بالمجان من قبل الدولة.
-
نشر المرشدين واطباء البيطرة في انحاء العراق لحفظ الثروة الحيوانية وتكثيرها.
-
ايجاد صناعات تعتمد على الثروة الحيوانية كصناعة الجلود والنسيج التي تعتمد على شعر الحيوانات وجلودها وصناعة حفظ اللحوم وتعليبها وتعليب العسل، ونسج الحرير الطبيعي.
التنمية الزارعية
-
تعميم الوعي الزراعي في مدارس الارياف، وادخال الثقافة الزراعية كمواد اساسية فيها.
-
ايجاد مراكز ارشاد زراعي في كل المناطق الزراعية وتوسيعها ما امكن.
-
ايجاد مراكز علمية زراعية لدراسة التربة والنباتات الصحراوية وتحسين الانتاج الزراعي الاقليمي بجميع فروعه من الناحية الكمية والنوعية.
-
حفر قنوات الري القديمة وحفر قنوات جديدة لتمتد الى اقصى حد ممكن، وحفر آبار ارتوازية في البوادي، وبناء سدود للسيطرة على مياه الانهار ومياه الامطار، وايجاد قنوات للبزل في المناطق الزراعية المنبسطة كثيرة الملوحة.
-
ايجاد دائرة خاصة لكري الانهار والعناية بمجاريها لاغراض الري والملاحة النهرية.
-
تصنيف الاراضي الى أرض مروية بالسقي النهري ومرويّة بالمطر ومرويّة بالابار الارتوازية، واراضي صحراوية، ووضع تعليمات عملية وعلمية لكيفية استعمال المياه، وتوزيع الزراعة لتتلاءم مع الظرف الموضوعي لكل صنف من الاراضي، ونشر هذه التعليمات بواسطة الاذاعة، والتلفزيون، والمدارس الريفية، والسينما المتنقلة، والصحافة العامة، والصحافة المتخصصة، والمرشدين الزراعيين، وائمة المساجد.. وذلك حسب الحاجة اليها في حينها.
-
يكون هدف التنمية الزراعية هو الاكتفاء الذاتي في انتاج المواد الغذائية الرئيسية للاستهلاك، وعدم الاعتماد على استيرادها من الخارج، ومن ثم يمكن توسيع الانتاج لنجدة الاقطار المجاورة من هذه المواد الاساسية.. الاقرب فالاقرب وحسب الحاجة والعلاقات والمصلحة.
-
الاهتمام بتطوير زراعة النخيل والعناية به ومكافحة امراضه وتحسين انتاجه.. وتصنيع ثماره وايجاد صناعات تعتمد على هذه الشجرة المباركة كصناعة عجين الورق من سعف النخيل وتطوير الصناعات المحلية التي تعتمد على شجرة النخيل.
-
تطوير الاشجار الاقتصادية وخاصة الاشجار المثمرة كتحسين زراعة الزيتون بالاستعانة بخبراء في هذه الاشجار من اسبانيا أو تونس أو فلسطين أو لبنان، وتشجير جبال كردستان باشجار الفستق والكستناء والجوز والبندق وغيرها، كذلك بالغابات لغرض الاستفادة من خشبها، وتخصيص اراضٍ واسعة في الوسط والجنوب لزراعة الغابات وخاصة على اطراف البادية.
-
تشجيع الزراعة الاقتصادية في الحدائق داخل المدن.
-
تطوير زراعة الحبوب وخاصة الرز والقمح والشعير والحبوب الرئيسية المتعارفة في العراق وتحسين نوعيتها وكمية انتاجها.
-
تطوير زراعة الخضروات حسب الطرق المتقدمة في العالم اليوم.
-
الغاء سيطرة الدولة المطلقة على تسويق الانتاج الزراعي واستبدالها بجمعيات تعاونية حقيقية تنبثق من الارادة الحرة للفلاحين وتبقى الدولة كمرجع لرفع الظلم عن الفلاحين عند حدوثه.
-
ايجاد صناعات تعتمد على الثروة الزراعية كحفظ الفواكه والحبوب والخضروات، والصناعات الغذائية الاخرى وصناعة القنب والورق.
-
دراسة التقاليد والعادات المتوارثة في عالم الزراعة وما يتعلق بها وتطويرها للاستفادة منها.
التنمية الصناعية
-
كسر الحاجز اللغوي بين الناس وبين العلوم الصناعية المختلفة بايجاد مجمع متخصص متفرغ لترجمة جميع العلوم الى اللغة العربية، ومتابعة هذا العمل بصورة دائمة.
-
ايجاد مراكز تدريب دائمة ومؤقتة، تعمل بصورة مستقلة وتابعة للموسسات الصناعية المختلفة.
-
تنظيم دورات تدريب فنية وتنظيمية بصورة دائمة لمختلف قطاعات الصناعة.
-
تطوير الاتجاه الصناعي من استهلاك المكائن المستوردة من الخارج الى صناعة المكائن، ولذلك لا بد من الاتجاه الى الصناعة الثقيلة، والى ايجاد مجامع علمية صناعية اختصاصية للتصميم والدراسات والاشراف والفحوصات لمختلف الفروع الصناعية للحاق بالركب الصناعي المتقدم.
-
لا بد من التفتيش عن بلاد اسلامية نتعاون معها لايجاد سوق واسع يكفي لاستيعاب الصناعة الثقيلة.
-
العناية بالصناعات الاستهلاكية لهدف الاكتفاء الذاتي، وبمردود اقتصادي ملائم.
-
الاهتمام بصناعة التعدين، ومسح العراق لاكتشاف ما في باطن الارض من معادن.
-
الامتناع ما أمكن عن تصدير المواد الخام، ومحاولة تصنيعها نصف تصنيع أو تصنيعاً كاملا للتصدير.
-
ايجاد مجامع صناعية بتروكيماوية، والحصول على اسرار هذه الصناعة لعلاقتها بحفظ ثروات البلاد من المواد الخام المتوفرة فيها، وهذا ماأكدنا عليه لدى حديثنا عن تصنيع النفط.
-
تطوير المواصلات البرية والنهرية والبحرية والجوية، بمختلف اشكالها لتسهيل نقل المواد والبضائع والسلع المختلفة.
-
تعميم الكهرباء على كافة مناطق البلاد ووضع خطة صناعية لصناعة الاجهزة المنتجة للكهرباء وما يتعلق بها من نقل وتوزيع، كصناعة الحبال النحاسية والالمنيوم لنقل الكهرباء، وصناعة الابراج وصناعة مولدات الديزل، والمراجل والتوربينات والمحركات والمحولات وقاطعات الدورة الكهربائية وما الى ذلك، وبالتدريج وضمن خطط مفصلة.
-
ايجاد مدينة للصناعات الميكانيكية أو مجمع لها تكون نواة للصناعات الميكانيكية الثقيلة، وتكون مقرا للدراسات الهندسية وللمجمع العلمي الهندسي الميكانيكي.
-
ايجاد مدينة للصناعات الكهربائية والالكترونية، وتكون نواة للصناعات الكهربائية الثقيلة ومقرا للدراسات الهندسية الكهربائية ومقرا للمجمع العلمي في هذا المجال.
-
استعمال بيع المواد الاستراتيجية لدينا وسيلة للحصول على أسرار العلوم والصناعات.
-
استدعاء الاختصاصيين للمساهمة في بناء المدن والمجمعات الصناعية.
-
تطوير الصناعات الغذائية بما يتلاءم مع الانتاج الزراعي وتوسيعه ما امكن للامن الغذائي للعراق والمناطق المحتاجة من الاقاليم المجاورة.
التجارة الداخلية والخارجية
بفعل السياسة التسلطية التي ينتهجها حكم الطغمة الفاسدة في بغداد صار احتكار السلطة للتجارة الداخلية والخارجية في العراق جزءا من السياسة العامة للسلطة الحاكمة، وما استتبع ذلك من فرض الضرائب الفاحشة والرسوم الكمركية العالية على المواد الغذائية والسلع، الامر الذي أدى الى أن يدفع المواطن ثمنا باهظا، حيث أرهقه الغلاء الفاحش وأثقل كاهله غياب المواد الغذائية عن السوق وتدهور السوق المحلية بشكل عام.
ورغم قناعتنا أن هذه المعاناة التي يتعرض المواطن العراقي لها، لا يمكن التخلص منها الاّ بسقوط هذا النظام، فان سياسة التجارة الداخلية والخارجية للعراق ينبغي أن ترتكز على مايلي:
-
تحرير التجارة من احتكار السلطة وفسح المجال للتجارة الحرة والمؤسسات التجارية الاهلية أن تمارس دورها بما يحقق مصلحة الشعب.
-
مراقبة الاسواق ومعاقبة المتلاعبين بالاسعار والسلع والحيلولة دون الاحتكار.
-
خفض الضرائب الكمركية واعفاء السلع الضرورية منها.
-
دعم بعض المواد الغذائية وتحمل قسط من ثمنها، كاللحوم والرز والحليب والسكر والادوية وغيرها.
-
البحث عن الاسواق لتصريف الانتاج المحلي سواء كان محصولا زراعيا أم انتاجا صناعيا.
آفاق السياسة الداخلية
ينبغي أن تحترم أجهزة الدولة الانسان وتحفظ كرامته وتحافظ على حياته وأمواله ودينه. ولا يجوز أن تبقي الدولة على هذا النمط من معاملة الانسان التي تصل الى أدنى حد من الانحطاط بالتعذيب والقتل والمحاكمات الصورية التي تصل الى حد ايقاف معاملات الناس الاّ ان تكون بالواسطة أو الرشوة، والتي تصل الى التفريق بين الناس للانتماء المذهبي والعرقي، ولذلك ينبغي أن يفسح المجال للجميع وتعمل الدولة لأن تتكافأ الفرص، كما ينبغي ان تعمل الدولة عل التخلص من آثار السياسة الانكليزية التي وضعوها للعراق لغرض التفريق بين الناس، والتي لاتزال متبعة الى الآن يتوارثها السياسيون وكبار الموظفين خلفا عن سلف، وكأنها اعراف مقدسة، وماهي الاّ سموم سياسية واجتماعية وضعها المستعمرون في بلادنا.
-
على الدولة ان تبسّط المعاملات التي يحتاجها الناس في مراجعاتهم مع الدولة، فلا يعقل مثلا ان ينتظر الناس سنين طويلة لحل مشاكل بسيطة يمكن ان تحل ببساطة وبوقت قصير، ولذلك فلا بد ان تتبع الدولة سياسة اللامركزية واعطاء الصلاحيات للموظفين المتخصصين لوضع الحلول وانهاء المعاملات، وايجاد مكتب للشكايات على المقصرين، ووضع عقوبات رادعة للمرتشين.
-
اعادة دراسة وضع مختلف دوائر الوزارات والمؤسسات المختلفة لغرض التبسيط وتحسين اداء الاعمال وزيادة الانتاج.
-
تحويل اجهزة الشرطة الى مكافحة الجرائم الاجتماعية والخلقية والاقتصادية والعادات المضرة كالقمار والخمر والحشيشة.
-
ان المفهوم العام السائد لدى الناس عن الشرطة انها جهاز للقمع والظلم والرشوة، وهذا المفهوم ينطبق على الواقع، وهو نتيجة مباشرة للسياسة الخاطئة التي رسمها المستعمرون لهذا الجهاز وسار عليه، والتي لا تزال مطبقة الى الآن وبشكل يزداد سوءا يوما بعد يوم.
ان الشيء الرئيسي الذي ينمو في العراق هو الحكم البوليسي والسجون التي تحول العراق الى سجن كبير يتحكم فيه الجلادون، حتى اصبح رئيس الدولة هو المشرف المباشر على هذه الاجهزة وهو عمله الرئيسي.
ان تعدد أجهزة التجسس في العراق بلغت حدا لم يبلغه بلد من البلدان، وقد سنتّ السلطة سنّة سيئة في هذا المجال اثرت على بعض الاحزاب الاخرى، حتى ان الحزب الشيوعي كان يقوم بالتجسس على نشاطات الدعوة الاسلامية ويبلغها للاجهزة التجسسية للسلطة في فترة شهر العسل التي كان يعيشها الحزب الشيوعي مع السلطة العميلة، بعد توقيع المعاهدة العراقية السوفياتية.
ويجب ان يتجه التنظيم الداخلي نحو اللامركزية وتيسير الخدمات التعليمية والصحية وغيرها للجميع من خلال التنظيم اللامركزي، وذلك بتكوين مجالس خدمات لكل عدد من المجموعات السكنية. ولكل مجموعة سكنية فيها(٥٠٠) عائلة أو اقل مجلس خدمات يسمى مجلس قروي أو بلدي، وتكون صلاحية هذا المجلس انشاء المستوصفات والمدارس والطرق والنظافة.. وما الى ذلك، وتكون واسطة بين الدولة وبين الناس لتيسير امور جميع الناس داخل حدود الدولة.
ويمكن ان يتألف المجلس من الاختصاصيين على قدر الامكان، ويمكن ان يكون الاعضاء غير مفرغين الاّ عضوا واحدا بمثابة رئيس لهذا المجلس.
آفاق السياسة التعليمية
على الدولة ان تفكر باستمرار بتحسين المستوى الثقافي والفكري والسلوكي للجهاز التعليمي في جميع المستويات:
-
أ. عقد مؤتمرات لبحث امور التعليم.
-
ب. اعطاء صلاحية التصرف في منهاج التدريس وتطبيقاته ضمن حدود معينة بقصد تحسين البرامج وتطويرها.
-
ج. تنظيم دورات تدريب وتعليم دائمة لكل الهيئات التعليمية وبجميع مستوياتها.
-
د.اصدار مجلات تعليمية متخصصة لمتابعة تقدم الابحاث والنظريات وما يستجد من امور في جميع مجالات التعليم.
تقسيم التعليم الى مستويات
-
أ. المستوى الابتدائي الذي يدخله كل الافراد يتعلمون القراءة والكتابة، ومبادئ الحساب، ومبادئ لغة اجنبية، وكيفية التفكير المنظم، والاسس الاصلاحية السامية التي نأخذها من الاسلام، ويدخل فيه كذلك بعض الدروس الملائمة كالعلوم الزراعية في الريف أو الرياضة المفيدة كالسباحة والرماية وما الى ذلك:
-
ب. مستوى التعليم المهني: مدارس مهنية لمختلف الاختصاصات الزراعية والصناعية والخدمات الاخرى التي تحتاجها الدولة كالتمريض، وتكون مدة هذه المدارس اربع أو خمس سنوات لكسب المهارات بصورة جيدة.
-
ج. التعليم الاكاديمي الاولي وهي المرحلة الثانوية للتخصصات المختلفة مثل الرياضيات والعلوم الطبية والاختصاصات الادبية والاختصاصات الاسلامية.
وتقتصر الدراسة في السنتين الاخيرتين من هذه المرحلة على ثلاث دروس فقط اضافة الى اللغة العربية ولغة اجنبية يختارها التلميذ كمقدمة لدخول الجامعة.
-
د. التعليم الجامعي الاولي لتكملة السنتين الاخيرتين من المرحلة الثانوية.
-
ه. التعليم الجامعي العالي:
وتكون الدراسة فيه حرة باشراف استاذ ويطلب من الطالب كتابة ابحاث وتكون درجة كل بحث بمثابة (دبلوم) ويمكن ان يلقب الحائز على الدرجة الثالثة التي توازي الدكتوراه بالمجتهد في ذلك الاختصاص.
تترجم جميع العلوم الى اللغة العربية كما فعل المأمون بالنسبة الى عصره، وستكون الترجمة على نطاق واسع تضم جميع الدراسات بمختلف اختصاصاتها ومستوياتها باللغة العربية.
ويوضع جهاز متخصص لهذا العمل الكبير والاهتمام بالتربية الاسلامية وتعميق الصلة بالله تعالى في جميع مراحل الدراسة بحيث يكون ذلك هوالاطار الفكري العام للطلاب.
آفاق السياسة العسكرية
-
تغيير التعامل الاستعلائي الذي يتعامل فيه الضباط مع الجنود بحجة الانضباط العسكري، وهي اسس طارئة على مجتمعنا جلبها المستعمرون ضمن افكار وتشريعات كثيرة زرعوها في بلادنا ولم نتخلص منها بعد.
-
ابعاد مؤسسات الجيش عن الفرقة المذهبية والعنصرية التي اوجدها المستعرون والتي تحولت الى عرف تتقيد بها المؤسسة العسكرية.
-
عدم استعمال الجيش كمؤسسة لخدمة الحاكم، واستعماله فقط لحفظ البلاد والدفاع عنها:
-
أ. تحويل مؤسسة المخابرات الى مؤسسة تخدم اهداف البلاد ومصالحها العليا كمراقبة اعمال المستعمرين لامراقبة احرار البلاد.
-
ب. عدم استعمال الجيش لضرب الشعب كما حدث في اربعين الحسين عليه السلام سنة ١٩٧٧م.
-
ج. الاستفادة من المؤسسة العسكرية في التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية كاعمار الصحاري وتحويل مصانع الاسلحة لانتاج السلع الصناعية الانتاجية عند الحاجة.
-
-
السير نحو الحصول على مختلف المهارات العسكرية بارقى ما توصل اليه الانسان من فنون عسكرية، والتدريب على مختلف الاسلحة ووضع الخطط العسكرية لحماية البلاد والمدن ومقاومة الاعداء في كل الظروف والاحتمالات.
-
السير نحو تصنيع الاسلحة ابتداء من الاسس الصناعية حتى انتاج قطع الاسلحة على اختلافها لنصل الى هدف الاكتفاء الذاتي بقدر الامكان.
آفاق السياسة الخارجية
يجب بناء السياسة الخارجية على اسس اسلامية متينة تعبر عن وحدة الامة الاسلامية والتزامها بتشريعها الشامل وهذا يتطلب فعلا:
-
التخلص من التبعية الاستعمارية الانكليزية والامريكية واعتماد السياسة الخارجية على متطلبات السياسة الداخلية، ومصالح البلاد في كل الامور، والغاء التبعية السياسية والفكرية والاقتصادية والعسكرية وغيرها للاستعمار الكافر.
-
ايجاد علاقة متينة مع القوى المحررة من الاستعمار في العالم الاسلامي، وبقية الدول المستضعفة، وخاصة مع الشعب الفلسطيني والثورة الاسلامية في ايران.
وعلى الدولة ان تلغي المنظمات التي اوجدتها باسم فلسطين لخدمة اغراض سياسية محلية. وان تفسح مجال التدريب الحقيقي للفلسطينيين وتقديم المساعدات الحقيقية لاغراض تحرير فلسطين في المجال العسكري والسياسي الدولي والمحلي والاعلامي.. الخ.
-
تقوية منظمة أوبك، وتحويلها الى مدافعة حقيقية عن مصالحنا النفطية.
-
تحويل العلاقات المائعة بين الاقاليم العربية الى علاقات جادة، وازالة القيود على تنقل الافراد والسلع المصنعة محليا، ورؤوس الاموال والكتب والمجلات بصرف النظر عن علاقات الحكومات لان ذلك يؤثر على وحدة المنطقة التي مزّقها الاستعمار.
هذه بعض الآفاق التي نتصورها لغد افضل، ولكننا نعلم ـ كما اكدنا مرارا ـ انها لايمكن ان تنزل الى واقع التطبيق الاّ بعد زوال العقبات واهمها هذا النظام الطاغي في العراق، والاّ بعد العمل على تطبيق منهج الاسلام ذلك المنهج الذي يحقق كل ماتصبوا اليه الانسانية من سعادة ورقي..
والحمد لله رب العالمين