ماذا وراء تحويل مجرى نهر الاردن
يتكون نهر الاردن من عدد من الروافد اهمها نهر الحاصباني الذي ينبع من لبنان ونهر بانياس الذي ينبع من سوريا ثم يتجه النهر بعد ذلك جنوبا حيث يمر ببحيرة الحولة ثم بحيرة طبرية ويلتقي جنوب هذه البحيرة بنهر اليرموك الذي يمتد على الحدود بين دويلة سوريا ودويلة الاردن ويستمر النهر بعد ذلك في الاتجاه جنوبا حيث يؤلف في بادئ الامر الحد الفاصل بين الاردن واسرائيل (خنجر الاستعمار المسموم) ثم يمتد النهر داخل الاراضي الاردنية الى ان يصب في البحر الميت ويوجد هذا البحر على الحد الفاصل بين الاردن واسرائيل ومن الافضل ان يلاحظ القارئ على الخارطة تفصيل ماشرحناه لكي يتوضح له ذلك.
ويتلخص مشروع التحويل في انشاء قناة أو خط انابيب يبدأ من بحيرة الحولة وبحيرة طبرية ثم يمتد داخل الاراضي الاسرائيلية حتى صحراء النقب، وبتعمير هذه الصحراء واتساع رقعة الاراضي الزراعية يصبح في استطاعة اسرائيل ان تزيد عدد سكانها من مليوني نسمة الى ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة، اما الآن فان الرقعة الزراعية الحالية لا تسمح بمثل هذه الزيادة وخصوصا ان اسرائيل تستورد حاليا نسبة كبيرة من المواد الغذائية من الخارج.
والواقع ان لهذا الامر شقين من الحلول، الشق الاول يتعلق بنهر الاردن نفسه والشق الثاني يتعلق بالبحر الميت الذي يصب فيه هذا النهر ولامر ما لم تشر الضجة من اجهزة الاعلام للدول المعنية التي اثيرت حول هذا الموضوع الى الشق الثاني نهائيا وكأن المقصود من التحويل (تحويل مجرى النهر) زيادة الرقعة الزراعية في اسرائيل فقط ولتوضيح الشق الثاني من الموضوع نقول:
ان البحر الميت كان فيما مضى بحرا كبيرا وقد انكمشت مساحته كثيرا لجفاف المنطقة وتبخر المياه فيه حيث ادى هذا الانكماش الى زيادة الملوحة فيه زيادة هائلة وبذلك اصبح البحر الميت مستودعا ضخما للاملاح المعدنية لا يشبهه في ذلك اي بحر من البحار في العالم بحيث ان الحياة فقدت فيه نتيجة للملوحة الزائدة مما ادى الى تسميته بالبحر الميت وسيؤدي تحويل نهر الاردن الى حرمان البحر الميت من المصدر الوحيد الذي يمده بالماء العذب، فاذا اضفنا الى ذلك الحرارة والجفاف في المنطقة وندرة الامطار فيها استطعنا ان ندرك بسهولة ان هذه العملية لا تخرج عن كونها عملية تجفيف صناعية لهذا البحر اذ ان الماء الذي ـ تبخر عن سطحه لا تعوضه مياه عذبة اخرى تأتي اليه ويؤدي ذلك الى ازدياد الملوحة بسرعة اكبر مما هي عليه الآن كما يؤدي ايضا الى جفاف الشاطئ تدريجياً حيث تبقى الاملاح المعدنية متراكمه على هذه الشواطىء لمن يسرع لجمعها واستغلالها وتحتوي هذه الاملاح ـ وهنا المقصود ـ على عدة عناصر كيميائية اهمها المغنسيوم والبروم ولكل منها اهمية حربية كبيرة والمغنسيوم معدن خفيف يستخدم في صناعة الطائرات وتحتوي كل طائرة على ما يقرب من نصف طن من المغنسيوم وسيكون انتاج هذا المعدن من شواطئ البحر الميت ذو تكاليف بسيطة وبطريقة يسيرة بعد تجفيف المناطق الشاطئية للبحر الميت، اما فيما يتميز به عنصر البروم في البحر الميت فانه يعادل مائة مثل درجة تركيزه في البحار كما ان كميات البروم الموجودة في البحر الميت تقدر بـ ٨٥٠ مليون طن وهذه تستخدم في عدة صناعات حربية وغير حربية وسيكون تجفيف البحر الميت سببا للحصول على هذه المعادن بكلفة قليلة وبيسر ايضا، لذلك يجب علينا ان نتساءل:
هل سيكون تحويل مياه نهر الاردن داخل اسرائيل لاستصلاح الاراضي الصحراوية في النقب هو نهاية القصد؟ ام ان منها مشروعات استثمارية اخرى مستترة يجري اعدادها في الخفاء ان لم تكن قد اعدت فعلا لانشاء المصانع الحربية لدولة الكفر في قلب البلاد الاسلامية فتكون القضية شراكة بين اسرائيل وبريطانيا لتركيز نفوذ الكفر في بلادنا ولنهب خيراتنا ومهما يكن القصد من تحويل نهر الاردن فانه جزء من مخططات الاستعمار التي تنفذ على قدم وساق في عالمنا الاسلامي.