العلاقات العراقية الفرنسية
نتيجة لما أصاب الاقتصاد البريطاني من انهيار تكشفت نتائجه على مستوى الاسواق العالمية وعلى مستوى تجارة بريطانيا الخارجية في الأشهر الاخيرة من سنة ١٩٦٧م ونتيجة للفشل الذريع الذي منيت به القوات الامريكية العاملة في فيتنام مما أوجد موجة من الاضطرابات على مستوى غير قليل داخل الولايات المتحدة الامريكية. ونتيجة لوضعية التذمر المؤثر في الشرق الاوسط خاصة والعالم العربي عامة عقيب الحرب الاسرائيلية. نتيجة لهذه الامور الثلاثة فقد استطاعت دول كبرى غير امريكا وبريطانيا صاحبتي النفوذ الاعظم في المنطقة أن تمد نفوذها في الشرق الاوسط، والمفروض في مثل هذه الحالة ان يمتد نفوذ دول متعددة صاحبة امكانيات واسعة.
والدول الكبرى في العالم غير قليلة فالمانيا دولة كبرى والصين دولة كبرى. ولكن لم يمتد من النفوذ الا لفرنسا وروسيا. اما المانيا فلأنها اعتبرت من دول العدوان في الحرب الفلسطينية وأما الصين فلأنها لم تنته وضعية الحملة الثقافية فيها أولا ولأن الوضع في فيتنام له أثر عليها ثانيا. اعتقد عامة الناس ان فرنسا من اخلص اصدقاء العرب حتى ان بعض المعلقين السياسيين في الصحف العربية يقول ان النظرية التي اعتقد بها الناس سابقا وهي القائلة بعدم التلاقي بين الشرق والغرب ظهر خطؤها الآن فيما تم من علاقات بين فرنسا والعرب. اما فيما يتعلق بالصداقة العربية السوفيتية فأصبحت وكأنها علاقات تقليدية وقد ازدادت رسوخا.
ولا نريد ان نمضي في الحديث لانه مترابط بالنسبة للاحداث على المستوى العالمي والاسلامي ومنطقة الشرق. وانما نريد ان ننبه الى عدة نقاط:
-
اهم الاحداث الاتفاقات النفطية مع روسيا وفرنسا وشراء الاسلحة منهما.
-
اصبح مركز الثقل في موضوع النفط هوالعراق.
-
الاتفاقية الفرنسية تمت اما الروسية فلم تتم بعد.
-
ان الاتفاقية الروسية أهم بكثير من الفرنسية من الناحية السياسية والتجارية.
-
لقابلية الانجذاب نحو الاستعمار الغربي المتأصل عند المسلمين فان النفوذ الفرنسي استطاع ان يمتلك المشاعر السياسية في المنطقة اكثر مما حصل للاتحاد السوفيتي في حين أن العروض السوفيتية اكثر اغراءا من الناحية العسكرية والاقتصادية.
-
قال الخبير الامريكي في شؤون النفط وليام سمث بأن العراق أصبح أهم خبر في عالم الصناعة النفطية في الوقت الحاضر.
-
اخيرا نقول وا أسفاه على هذه الامة المسكينة التي يمكن خدعها وسلب خيراتها وتسخيرها من قبل أعدائها بأسهل طريقة واقل عناء ممكن.