موقفنا من المؤتمرات الاسلامية

نشرت في "صوت الدعوة" العدد الثامن جمادي الاولى ١٣٨٥ هجري

المؤتمرات الاسلامية التي عقدت حتى الآن في مختلف العواصم، ولمختلف الاغراض، لم تكن في يوم من الايام على مستوى قضية الاسلام والمسلمين، وهذا اذا سلمنا بسلامة اهدافها وغاياتها. وابرز ظاهرة في هذه المؤتمرات انها لاتعقد الا برعاية حكومات معينة اقل مايقال فيها انها تطبق احكام الكفر والطاغوت، أو برضى حكومات تطبق احكام الكفر والطاغوت. الامر الذي يحدد مستوى هذه المؤتمرات من ناحيتي الوسائل والاهداف كلتيهما.

ولعل اهم غاية لعقد المؤتمرات الاسلامية هي استمالة المسلمين لتاييد مشروع معين، او شخصية سياسية معينة أو لمحاربة مشروع معين، أو لمعارضة شخصية سياسية معينة وفي الغالب لا يكون للاسلام نصيب حقيقي من الخدمة ولا علاقة للفعاليات الاسلامية في هذه المشاريع والشخصيات وانما يكون الاسلام وسيلة لخدمة الاغراض الخاصة.

فاذا كان هذا هو واقع المؤتمرات تعقد باسم الاسلام فما هو موقفنا منها هل نعارض انعقادها؟ أو نسكت عنها؟ أو نؤيدها؟ في الحقيقة ان عقد المؤتمرات الاسلامية اصبح اسلوبا مألوفا لدى المسلمين ومن الممكن عقد مؤتمرات تخدم الاسلام والمسلمين خدمة حقيقية اما بالنسبة الى هذه المؤتمرات التي تعقد باسم الاسلام فعلا هنا وهناك فاننا ننظر في امرها على ضوء نفس الاسس التي بحثناها في نشراتنا السابقة والتي نحدد على ضوئها مواقفنا من الاحداث العامة الجارية على اعتباران عقد اي مؤتمر من هذه المؤتمرات هو حادث من الاحداث فاذا تيسر لنا الاشتراك في مؤتمر من هذه المؤتمرات عن سابق ارادة منا أو بصورة عفوية غير مقصودة فان الواجب علينا في كلتا الحالتين: ـ قول كلمة الحق وبيان خطأ الانحراف عن الاسلام في الفعاليات المصبوغة بالصبغة الاسلامية، وكشف خصوصيات ذلك المؤتمر، فاذا كان من اجل خدمة قضية سياسية معينة فيجب النظر في حقيقة تلك القضية وفي سلامة النية الدافعة اليها، والغاية التي عقد من اجلها، والنتائج المترتبة على ذلك، ويوضح ذلك بالصورة المناسبة ولو ادى ذلك الى ازعاج اولي الامر في المؤتمر.

ولو اقتضت مصلحة الاسلام احباط ذلك المؤتمر من اساسه فلا نتردد في ذلك. وهناك ناحية ايجابية مفيدة تنتج من الاشتراك في المؤتمرات عدا قول كلمة الحق فيها. وهي فرصة التعارف مع كثير ممن نحتاج الى التعارف معهم والتعاون مع من نعرفهم عن كثب بعد الاتصال المباشر بهم في كثير من مجالات العمل الاسلامي العام والخاص.