بيان الدعوة في تأييد انتفاضة المسلمين في ايران
اصدرت الدعوة بيانا سياسيا أيدت فيه انتفاضة المسلمين في ايران ,وعممته على كبريات الصحف ووكالات الأنباء في عواصم اجنبية واسلامية، ولكن الدوائر الاعلامية كما يظهر تأتمر بتوجيهات المستعمرين في التعتيم على ردود الفعل الاسلامية على انتفاضة المسلمين في ايران خشية امتدادها الى اقاليم اخرى.
وهذا نص البيان.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين واصحابه الهداة الميامين.
تشهد الانتفاضة الجهادية التي يخوضها المسلمون في ايران بقيادة العلماء الابرار وفي مقدمتهم آية الله السيد روح الله الخميني ضد الشاه ونظام حكمه ومن يقف وراءهم من المستعمرين الكفار ـ تشهد الآن مرحلة متصاعدة من صراع الاسلام مع الكفر.
فقد بدأت الانتفاضة من اوائل هذا العام بالاضرابات والتظاهرات والاعمال الانتقامية المحدودة من اجهزة النظام الكافر واستمرت بفضل ايمان المسلمين وصمودهم وتضحيتهم طوال العام وتصاعدت.. حتى بدأت تدخل الآن مرحلة الصراع الدموي.
وقد قامت استراتيجية العدو الكافر طوال العام بالعمل على خطين معا: خط الارهاب والبطش بالمسلمين وخط المناورة والمخادعة ومحاولات الترضية والاحتواء، ومحاولات شق صف المسلمين وقيادتهم بالدعوة الى المفاوضة واعطاء الوعود الكاذبة وبالتغييرات الشكلية في اشخاص النظام العميل.
ولكن فشل كلا الاسلوبين في تحقيق اي من اهدافها فاجأ الدوائر الاستعمارية الكافرة في واشنطن وغيرها فأعادوا درس خططهم ورموا بثقلهم العسكري في المعركة وسلموا الحكم الى الجيش، القوة الضاربة التي أعدوها لحماية مطامعهم ونظام عملائهم واحكموا قبضتهم عليه ببنائه الخاص، وبجهاز مخابراتهم الواسع في داخله، والخبراء العسكريين الامريكيين في صفوفه.
لقد كان في تقدير الكفار ان يخوضوا المعركة بخط سياسي مدني يقوم باللين والمناورة واجراءات الترضية للمسلمين، ويحتفظوا بالجيش كخط عسكري يقوم بالارهاب والبطش عند الحاجة.. ولكن فشل حكومة جعفر شريف امامي وافتضاحها وتساقطها المهين امام وعي المسلمين وصمودهم اضطرهم الى تشكيل حكومة عسكرية برئاسة قائد اركان الجيش غلام رضا ازهري.
ان المهمة التي يريدها المستعمرون من الجيش الايراني مهمة شاقة وصعبة للغاية، فهم يخوضون به خطي المعركة معا، خط المخادعة والتنازلات وخط البطش وسفك دماء المسلمين. وانسجاما مع هذه الاستراتيجية المزدوجة التي لايستطيعون التخلي عنها ينتظر ان يصعّدوا من البطش العسكري ومن المناورات والتغيرات السياسية.
ان هذه الانتفاضة المباركة التي انطلقت قبل خمسة عشر عاما هي واحدة من اكبر انتفاضات الشعب المسلم في ايران ضد الكفر والظلم في تاريخه المعاصر. فقد كانت ايران بقوة تمسكها بالاسلام والتفاف شعبها حول علمائه الاتقياء المجاهدين..واحدة من قلاع الاسلام العصية التي اتعبت الكفار الغزاة وعملاءهم منذ بداية غزوهم لبلادنا الاسلامية..وها هي اليوم تقض مضجعهم وتهدد نفوذهم وتحطم نظام عملائهم.
وان هذه الانتفاضة العقائدية برهان مبين على ان المسلمين لا زالوا يتمسكون باسلامهم يحملون عقيدته في اعماقهم ونوره في قلوبهم ويحمونه بدمائهم وارواحهم.. وان الجهود الكافرة الضخمة والعديدة: العسكرية والسياسية والفكرية والاقتصادية التي يبذلها الكفار وعملاؤهم لابعاد المسلمين عن عقيدتهم لم تؤثر في المسلمين الاتأثيرا سطحيا سرعان ما يتبخر هباء منثورا عندما يتهيأ الظرف.
وان هذه الانتفاضة الرسالية برهان مبين على ان المسلمين لازالوا يرون في نظام الاسلام للحياة النظام المنقذ من الواقع الفاسد الذي يعيشون فيه والذي تكرسه وتزيد فيه انظمة الحكم الكافرة العميلة المفروضة عليهم.. وان جهود الكفار وعملائهم في تشوية نظام الاسلام للحياة وتخويف المسلمين منه وتزيين الانظمة الكافرة،هذه الجهود الضخمة والعديدة لم تؤثر الاعلى حفنة من العملاء الفكريين والسياسيين ذوي التربية والثقافة الغربية المسموح لهم بالعمل السياسي والفكري في بلاد المسلمين والذين تشعر الامة ويشعرون بانفصالهم عنها ودخالتهم على بنيتها.
ان هذه الانتفاضة الجهادية هي تقدم نوعي في وعي المسلمين على السيطرة الاستعمارية الكافرة بأشكالها العسكرية والاقتصادية والفكرية وتقدم نوعي في تحرك المسلمين ضد الكفر وعملائه لأنها بداية سلوك طريق ذات الشوكة وخوض معركة الاسلام مع اعداء الاسلام واعدائهم والسير في الطريق الصحيح في اتجاه اقامة حكم الاسلام حكم الله تعالى على الأرض.
وان هذا التقدم النوعي في تحرك المسلمين بما يتسم من صدق في الايمان، وحيوية واصرار في الجهاد، وتطلع واع الى هدف الاسلام سيكون له اكبر التأثير على مدى السنين القادمة على مستقبل الاسلام في ايران، وسيكون له تأثير كبير على المسلمين في البلدان الاخرى في دفعهم الى التحرك في الطريق الصحيح نحو هدف الاسلام.
اننا في حزب الدعوة الاسلامية نرى ان انتفاضة اخواننا في الله تعالى في ايران تمثل هذه الحقائق والمكاسب وغيرها، ونعيشها معركة للاسلام ودعاته مع اعداء الله واعداء امته، ونتطلع الى امتداد نتائجها المباركة وتأثيرها الفعال على الحركة الاسلامية المقدسة في ايران وفي العالم.
واننا اذ نقوم باسناد هذه المعركة الاسلامية المقدسة بكل وسعنا ننبه المسلمين جميعا الى وجوب اسناد اخوانهم في الله في ايران بكل انواع المساندة لأن معركتهم معركة المسلمين جميعا ولن يبريء ذمة المسلمين شيء امام الله تعالى ولن يرضيه عنهم شيء الا النهوض بمسؤولية الاسلام الموضوعة على اعناقهم والسير نحو هدف الاسلام في اقامة نظامه وتخليص امته من نفوذ الكفر وانظمته وعملائه.
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ
حزب الدعوة الاسلامية
ذو القعدة الحرام ١٣٩٨ هجري