المحكمة العسكرية العليا المصرية ترد على فكر جماعة التكفير والهجرة

نشرت الصحف المصرية نص المذكرة التي ردت فيها المحكمة العسكرية على جماعة التكفير والهجرة. وهذا هو النص مع مقدمة جريدة الأهرام:

اقتناعا من هيئة المحكمة العسكرية العليا بأن أفضل أساليب مواجهة جماعة التكفير والهجرة هو التصدي للافكار التي طرحتها فقد أعدت مذكرة ردت فيها على كل أفكار الجماعة سواء التي وردت في مؤلفات زعيمها شكري احمد مصطفى أو التي جاءت في أقواله خلال التحقيقات وجلسات المحاكمة أو التي وردت في أقوال باقي المتهمين وقد درس كل من اللواء حسن صادق والعميد يحيى عبد المعطي والعميد مختار شعبان فكر جماعة التكفير والهجرة كاملا قبل ان يتصدوا للرد عليه…

وستعلن هذه المذكرة صباح اليوم بعد ان تعلن الدائرة الثانية للمحكمة العسكرية حكمها على المتهمين الـ(٢٠٤) ومن بينهم (٢٢) سيدة في قضية الانتماء لجماعة التكفير والهجرة.

التكفير:

ان أول ما تقول به جماعة التكفير هو ان اركان الاسلام ليست خمسة ومنطقهم في ذلك يستند كما يقولون الى حديث الرسول ﷺ في قوله:

”بني الاسلام على خمس: شهادة ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا..“

يقولون ان الحديث تضمن كلمة بني الاسلام ”على“ و لفظ على يدل على انه لم يحصر اركان الاسلام في خمسة فقط. والا كان قال لفظ ”من“ وما دام انه قرر ان الاسلام بني على خمسة فان ذلك معناه ان أعمدة الاسلام خمسة وتقام عليها فروض اكثر كجماعة المسلمين والبيعة والطاعة والتوبة.. الخ. وان هذه الفرائض الحد الأدنى للاسلام..

وتقول المحكمة:

في هذا القول مغالطة واضحة فالحديث قاطع بأن أعمدة الاسلام خمسة وهي الفرائض أي الاركان وليس لأحد ان يضيف اليها شيئا، كما انه ليس لأحد أن يحذف منها شيئا.

و قد تبلورت لدى شكري بعد ذلك مجموعة من الافكار الدينية تمثل اضافات جديدة للفكر الاسلامي ـ هكذا رأها ـ ولنبدأ بالتكفير…

قرر شكري بأن الشخص الذي يريد السفر من القاهرة الى الاسكندرية لا بد أن يقطع المسافة كلها، فاذا وقف في طنطا فلن يصل الاسكندرية، مثله مثل الرجل الذي يؤدي أربع فرائض من الاسلام ويترك الخامسة.. فأنه لا يصل الى الاسلام ويكون كافرا. وقرر ان الرسول ﷺ قال:

”بين الرجل والشرك ترك الصلاة“

وهذا أكبر دليل على هذا الرأي وفي احاديث الرسول عن القتال كرر نفس المعنى فقال:

”اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار“

وايضا

”سباب المسلم فسق وقتاله كفر“.

ترد المحكمة:

ان هذا الرأي بدعة غير مذكورة في القرآن والسنة فقد كان الرسول يقاتل حتى يقر الناس دين الاسلام بفرائضه فأن فعلوا ذلك عصمت أموالهم ودماؤهم أي أنه يكفي الاقرار بالفرائض ليكون الاسلام صحيحا دون القيام على الفرائض فالاقرار به يكون الانسان مسلما.. والقيام على الفرائض شيء آخر.

ويشرح شكري ان الكافر هو المنكر لفرائض الاسلام والتارك لها وكل شخص يستحل المعصية ومن يتبع الحاكم بما لم ينزله الله.

وتؤكد المحكمة طبقا لاجماع الفقهاء ان الكافر هو المشرك المنكر لوحدانية الله والمرتد عن الاسلام.

ويستطرد شكري قائلا ان كل من ارتكب كبيرة فهو فاسق وكافر:

وترد المحكمة:

ان الله تعالى فرق بين الحالتين في قوله تعالى وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّ‌هَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ‌ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ وكقول الرسول

”سباب المسلم فسق وقتاله كفر“.

وقد حكم محمد ﷺ بالاسلام لمن نطق بالشهادتين.. وقال تعالى وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وفي حديث للرسول

”رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه“

وعلى ذلك فقد يوصف عمل بالكفر دون أن يخرج صاحبه عن الملة كوصف تارك الصلاة بالكفر وقال تعالى إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ‌ أَن يُشْرَ‌كَ بِهِ وَيَغْفِرُ‌ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وبذلك أخرج المشركين فقط من المغفرة، وفي حديث جبريل للرسول محمد:

”بشّر أمتك من مات لايشرك بالله شيئا دخل الجنة“

قلت: ”يا جبريل وان سرق وان زنا!“

قال: ”نعم وان شرب الخمر“.

الهجرة:

يقرر زعيم جماعة التكفير والهجرة ان الهجرة والاعتزال أقل مايمكن أن تواجه به الجماعة المسلمة تجمعات الباطل وتحديات الكفر وهي الطريقة الوحيدة للجماعة المستضعفة للخروج من ضغط الكفر وانه أول طريق الجادين لعبادة الله وخلافته في الارض… ويدللون على ذلك بقوله تعالى: وَمَن يُهَاجِرْ‌ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يَجِدْ فِي الْأَرْ‌ضِ مُرَ‌اغَمًا كَثِيرً‌ا وَسَعَةً ۚ وحديث للرسول:

الهجرة باقية مابقيت التوبة

والهجرة لديهم هي فراق الارض والوطن، والخروج من الديار والأبناء والأموال و تحمل تبعات بناء حياة جديدة.

ترد هيأة المحكمة:

ان ماقالته الجماعة بالهجرة والاعتزال بدعة حيث أن الهجرة أصلا للعبادة وحيث يكون المسلم مضطهدا في الارض ولا يستطيع القيام بعبادة الله، وقد جاء في قوله تعالى وَالَّذِينَ هَاجَرُ‌وا فِي اللَّـهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْ‌ضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْ‌ضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُ‌وا فِيهَا ۚ وقال ابن عباس ان هذه الآية نزلت في قوم بمكة كانوا قد أسلموا وكرهوا الهجرة مع رسول الله الى المدينة. وعن عكرمة والضحاك ان الآية نزلت في قوم المنافقين بمكة كانوا قد أسلوا ثم تخلفوا عن رسول الله واجتمعوا مع المشركين ببدر.. كما تستند المحكمة في النتيجة التي توصلت اليها بأن ما يقوله شكري مصطفى بدعة الى حديث رسول الله ﷺ ايضا:

”لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية“.

الجماعة:

يقول شكري ان الجماعة المسلمة هي التجمع الآدمي المهدي الذي خلقه الله لخلافته وانها النموذج الفذ الفريد الذي لن يكون له نظير حيث لم يخلق الله له نظير وانها المركز العاقل الذي كلفت السماوات والارض بخدمته والالتفاف حوله وسخرت له، وانها الهيئة المكرمة من قبل ربها والمعدة قدرا وتكليفا لامامة الناس ولذا فمن فارقها قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه ومن أطاع امام الجماعة فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله وامامها هو رأس الحربة فيها..

وهذه الجماعة هي تلك الهيئة من الذين أعلنوا الكفر بالطاغوت والايمان بالله من حيث المبدأ وتراضوا بينهم على أمير منهم لا يحكمهم ولا يتحاكمون اليه الا بما أنزل الله. ثم يقول ان الاسلام هو ما جاء في كتاب الله وفيما صح من أحاديث النبي. وما عدا ذلك من قواعد وآراء ومذاهب فهو خيال محض ولاحجة معه، ولا يمكن لاي انسان أن يقول بأن اصول الفقه أو الفقه الشافعي أو الحنفي أو آراء الذين تفرقوا واختلفوا أو تفكير الذين جعلوا حياتهم في أمور لم يتحدث فيها النبي يعتبر حجة في دين الله. ويستطرد قائلا ان الائمة الاربعة ومذاهبهم هي فرق للجهل فضلاعن ان كل ماجاء في هذه المذاهب والاراء والاجتهاد ضلال محض. وحكم على الائمة السابقين وتابعيهم بالكفر وينتقل زعيم الجماعة ليقول ان كل من نراه في الارض من رجال ونساء ومال وجند وأسلحة ودساتير وتشاريع وعلوم ووسائل وحروب ومصالحات وتقلبات في البر والبحر. انما هي جبهة اعداء الله في الارض الآن بقيادة الطاغوت. ومن خلال هذا الواقع يقوم رجل واحد منهم وبمن يتبعه من المؤمنين ليزيحوا هذا الواقع كله ثم يقاتلواحتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله وان الخطة الاسلامية حقا، الاستيلاء على الارض كلها.

وترد هيئة المحكمة:

ان الانسان لايموت على عقيدة الجاهلين الا اذا كان كافرا وتستدل بقوله تعالى وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ‌ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٩٧﴾ على ان من لم يحج لا يعتبر كافرا فما بالنابمن فارق الجماعة.. أي أنه لا يعتبر كافرا من باب أولى.. والمقصود بالجماعة هم أهل الاسلام ولو كان الخروج من الجماعة كفرا لما قال تعالى وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَ‌ىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ‌ اللَّـهِ ۚ، أي ان هناك فئتين أو جماعتين من المؤمنين.. أي لم توصف احداهما بالكفر كما يقررون، اذن فالمقصود بحديث من فارق الجماعة فقد كفر هو خروج الشخص على جماعة المسلمين وانفراده ومحاربتهم أو اعانة من يحاربهم أو انفراد برأى عن اجماعهم ونتيجة لافكارهم.. أي افكار الجماعة التكفير والهجرة حكموا على عقود الزواج بالبطلان اذا كانت مع الغير.. وحرموا ذبائح الغير.. والصلاة خلف غيرهم غير جائزة: وجميع المعاملات من عقود وبيع وتوارث الخ.. مع الغير باطلة وتعتبر مفسوخة..

البيعة:

يرى زعيم الجماعة ان البيعة للأمير هي شرط الله وضمان الاسلام في ظل حكم كتاب الله. وتكون البيعة فيما أحب وكره وفي اليسر والعسر وعلى أن لا ينازع الأمر وان أخذ المال أوجلد الظهر. وقرر شكري ان البيعة له ركن من اركان الاسلام استنادا على قول الرسول ﷺ:

”من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية“.

وترد المحكمة:

بأن قول شكري بأن البيعة ركن من أركان الاسلام لايكمل الا بها ما هو الا تحايل على الدين ليفعل ويحلل مايريد القيام به من فعال دون ان يناقشه أحد فيها فليس في القرآن أو السنة نص يفيد أو يسمح بهذا الادعاء. والبيعة التي قصدها الرسول بيعة على الاسلام بأركانه وفرايضه.

الصلاة:

يقول شكري ان الله تعالى قال ”وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَ‌ارً‌ا وَكُفْرً‌ا وَتَفْرِ‌يقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْ‌صَادًا لِّمَنْ حَارَ‌بَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَ‌دْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٠٧﴾ لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ وقال تعالى مَا كَانَ لِلْمُشْرِ‌كِينَ أَن يَعْمُرُ‌وا مَسَاجِدَ اللَّـهِ شَاهِدِينَ عَلَىٰ أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ‌ ۚ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ﴿١٨﴾ ويفسر ذلك بأن المسجد الذي يجب الصلاة فيه لا بد ان يكون أسس على التقوى. وان هذه المساجد قد أصبحت ارصادا يدعى فيها لغير الله وهذا يجعل جماعته تتجنب الصلاة في المساجد ويواصل ان المساجد الاربعة الوحيدة التي ليست ضرارا هي المسجد الحرام في مكة والمسجد الأقصى بعد تطهيره ومسجد الرسول وقباء في المدينة. وحرم شكري على الجماعة صلاة الجمعة حتى لايدخلوا المساجد.. وقال لو ان صلاة الجمعة نودي بها في المسجد الحرام فلن يصليها لأن الامام ليس من جماعته.

وتدحض المحكمة افكار شكري مستندة الى قوله تعالى وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ‌ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ‌ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٧﴾ وبحديث الرسول:

”جعلت لي الارض مسجدا وطهورا“

أي ان الله تعالى والرسول جعلوا الصلاة في أي مكان جائزة لكافة المسلمين ولم يشترطوا أي شرط لاقامة الصلاة في المسجد أو المنزل.. وان جماعة التكفير والهجرة لم تدر ان الآية الكريمة التي استندوا اليها قصدت مسجد ضرار. أي المسجد الذي بناه المنافقون ليصدوابه الناس عن الصلاة في مسجد قباء. وقد قال المفسرون ان رجلا نصرانيا يدعى ابا عامر الراهب كان قد سافر الى بلاد الروم ليستعين بقيصر ضد المسلمين، وأوعز الى اثنى عشر شخصا من المنافقين أن يبنوا مسجدا بعيدا عن مسجد الرسول ليصدوا به من يساعده عند قدومه مع جيش الروم وأغروا المسلمين حتى يكثروا الصلاة فيه خديعة فنزلت فيهم هذه الآية وقد أمر الرسول بحرق المسجد لأنه مسجد نفاق. أما قول الجماعة بأن أي امام كافر لا يجوز الصلاة خلفه فللرسول حديث قال فيه:

”صلوا وراء كل بروفاجر“

كما قال الشوكاني:

”اجمعت الأمة على جوازامامة الفاسق“

فاذا كان هذا اليسر من صفات الدين الكريم فلماذا يتجه شكري هذا الاتجاه المتطرف ليبعد الناس عن الصلاة في المساجد ويحرم عليهم صلاة الجمعة معطلا بذلك فرضا من فروض الاسلام..الايستحق هو ان يوصف بالكفر وفقا لرأيه؟.

التعليق:

  1. في أواخر حكم عبد الناصر تكونت جماعة باسم جماعة الدعوة الاسلامية تتبنى أفكارا حادة. وقد نشطت نشاطا ملحوظا في عهد أنور السادات وظهرت أفكارهم وبعض تكتلاتهم في بعض المدن المصرية وقد خشيت السلطة من هذه الظاهرة فقامت بتنظيم محاضرات يلقيها علماء أزهريون على عدد من رجال الأمن ليتولوا الرد على أفكار هذه الجماعة. وفشل هذا التدبير وتزايد نشاط الجماعة واستقطبوا العديد من الطلاب والمتعلمين والعمال فتصدى لهم علماء أزهريون في المساجد والمناسبات المختلفة وكان الدكتور الشيخ محمد حسين الذهبي أبرز الذين قادوا الحملة ضدهم وألف كتابا.

    ثم أعلنت السلطة عن خطفهم وقتلهم للشيخ الذهبي وقامت بحملة مطاردة واسعة واعتقلتهم وقد أطلقت عليهم اسم جماعة التكفير والهجرة لأنهم يكفرون مجتمع المسلمين ويرون وجوب الهجرة منه.

    ان الشيء المؤكد عن هذه الجماعة انهم يحملون افكارا حادة ويميلون الى استعمال العنف مع السلطة ومع خصومهم، وقد تضمنت كتابات أميرهم شكري العديد من هذه الافكار كتكفير المسلمين الذين تعرض عليهم دعوتهم فلا يستجيبون لها، وتحريم البقاء في المجتمع الذي لا يحكم بالاسلام الخ. وقد تأثر زعيم هذه الجماعة بشكل خاص بأفكار الاخوان المسلمين وكان منهم كما تأثر بأخبار الملاحم الموجودة في كتب الصحاح المتعلقة بأحداث آخر الزمان وعلامات الساعة وظهور الخليفة المهدي الخ.

    وقد اتهمهم الاعلام المصري بالكثير في أفكارهم وسلوكهم وخططهم على أثر اتهامهم بقتل الشيخ الذهبي، ولكن شيئا من ذلك غير مؤكد وبعضه محتمل.

  2. الاخطاء التي تتضمنها افكار هذه الجماعة واسلوبهم لا يخفى على الدعاة ولكن ذلك لا ينفي وجود صدق واخلاص لديهم. انهم ظاهرة من ظواهر تحسس الأمة بالاسلام. ورد فعل لاضطهاد السلطة الكافرة للحركة الاسلامية.

  3. تضمن رد المحكمة على أفكار هذه الجماعة اخطاء لاتخفى على الدعاة ايضا.

  4. ان اضطرار محكمة عسكرية عليا في بلد اسلامي الى مخاطبة الأمة بالاسلام والرجوع الى آيات القرآن الكريم والاحاديث الشريفة لمواجهة جماعة عنف اسلامية واثبات عدم كفر السلطة الحاكمة والمجتمع الساكت عنها مؤشر على تزايد الوعي الاسلامي في الأمة. وسوف يزداد اضطرار الحكومات الى مخاطبة الأمة بالاسلام والرجوع الى مصادره وتسخير بعض المعممين والكتاب تبعا لازدياد تأثير الحركة الاسلامية في الأمة وحدوث ردات فعل مختلفة تجاه الحكومات الكافرة. وهذا من ظواهر التغير في المجتمع.

التالي