حول المرحلية

تضمنت خلاصة النقاش بعض النقاط التي تتعلق بالمرحلية، وأهمها مايلي:

١. الاعداد للمرحلة السياسية:

قال الأخ المجاهد حفظه الله:

”من الضروري الاعداد للمرحلة المقبلة التي تصطدم بها الدعوة مع قوى الضلال في مرحلة الصراع السياسي التي لا بد ان تقبل عليها الدعوة بل هي دخلت بعض مراحلها. منذ الآن لا بد ان تفكروا بخطط لدرع يقيها ضربات الظالمين وهذا الدرع هو الشارع الاسلامي بنطاقه العام الذي يقف في ساعات المحنة الى جانب العاملين. وهذا الشرط هو الشرط الاساسي للدخول في مرحلة الصراع. ودون ان تكسب الدعوة الشارع الاسلامي الى جنبها في كل مكان لا تستطيع ان تخوض صراعا مع الظالمين لما يملك أولئك من البطش والعدوان. ولا شك ان سلامة سير الدعوة الى الآن وفي المستقبل ان شاء الله هو افضل طريقة لتحقيق هذا التضامن بين الدعوة والشارع الاسلامي. الا ان هذا غير كاف وحده بالتأكيد انما ينبغي ان تفكر الدعوة من الآن لاعداد وسائل اعلامية لاسماع صوت الدعوة ولاظهار صراعها مع الظلمة“.

التعليق: يتأثر الانتقال من مرحلة الى مرحلة في العمل السياسي الاجتماعي بعوامل عديدة اهمها:

  1. تأثر الناس بأفكار التنظيم القيادي وافعاله وعطفهم عليه وعلى أفراده واستعدادهم للتعاطف العملي معه.

  2. استعداد التنظيم القيادي للفعاليات المختلفة التي تتطلبها المرحلة الجديدة.

  3. امكانيات التنظيم لامتصاص الصدمات التي يتلقاها من جراء صراعه مع السلطة وحلفائها التي تشمل خسائر في الانفس والاموال وتشمل المضايقات المستمرة التي تحاول السلطة ان توسعها لتحاصر الدعاة.

ان الانتقال من مرحلة الى مرحلة اخرى في العمل يأتي كنمو طبيعي للدعوة: النمو الكيفي في افراد الدعوة. والنمو الكمي فيها. والنمو الكيفي في الامة، والنمو الكمي فيها.

ان اهم الافعال التي تخدمنا في هذا المضمار تتلخص فيما يلي:

  • أ. ان تستمر الدعوة في سيرها الى الامام ولا تتوقف. تستمر في قبول الاشخاص الناضجين، وتستمر في العمل لانضاج مزيد من الناس لضمهم الى مسيرتها.

  • ب. ان تعمل مع المؤسسات القائمة في العالم الاسلامي لتوجيهها نحو العمل الاسلامي التغييري وتقريبها من عمل الدعوة.

  • ج. ان توجد مؤسسات حيثما يمكنها ذلك لتقوم بجذب الناس الى العمل الجاد وتعودهم على قبول النشاط الاسلامي بمختلف اشكاله.

  • د. ان نوصل اتصالاتنا بالناس، ونشاركهم افراحهم واتراحهم العامة.

  • ه. ان نحسن علاقاتنا بالناس فالجماهير لا تلتف حول من يسيء اليها ويتكبر عليها ويعاملها بغطرسة. وان يكون هدف العلاقة الجيدة مع الناس هدفا معاشا بصورة مستمرة لأن المهمات الكبرى لاتنجز الا بواسطة الجماهير.

  • و. ان نخلص للناس ونحبهم بالممارسة اليومية والاهتمام ما أمكن براحتهم والعناية بالمريض والمسن والمحتاج.

  • ز. ان نكثر من خطاب الناس بشكل فردي وجماعي.

  • ح. ان نتعلم من الناس ونعلمهم.

  • ط. ان نحطم الحواجز النفسية بين المسلمين وخاصة بين الشيعة والسنة بالاتصال الكثير والحديث بأخوة. وكتابة الابحاث الاسلامية بروحية عامة على غرار كتاب اقتصادنا.

  • ي. ان نحطم حواجز القوميات المختلفة في الاقاليم التي تعيش فيها اكثر من قومية.

  • ك. اذا كان المقصود باعداد وسائل الاعلام لاسماع صوت الدعوة في المرحلة المقبلة هو اعداد صحافة مستقلة توجهها الدعوة فأن تعزيز نشرنا وصحافتنا جزء من عمل الدعوة في مرحلتنا الحاضرة، وكذلك الامر اذا قصد توثيق الصلات بالصحافة الاسلامية بالطرق المناسبة. اما وسائل الاعلام المرتبطة بالانظمة الحاكمة أو باتجاهات سياسية عميلة فيمكن احيانا وباشكال مناسبة الاستفادة من التناقضات الموجودة بينها لصالح الدعوة.

ان الشارع الاسلامي يكسب بالعمل الواعي المستمر الذي يحس به الناس. ولكن تعلق الشارع الاسلامي بالدعوة يحتاج الى اعلان اسم الدعوة، وهذا لا يكون الا في الوقت المناسب. وتعمل الدعوة الآن في هذا الاتجاه في اقليم من الاقاليم حيث أوصت بأن يذكر اسمها في بعض الحالات وفي اوساط صديقة فيذكر ان الاعتقالات تجري بتهمة الانتماء الى الدعوة الاسلامية.. وما الى ذلك مما له صلة بالتصريح باسم الدعوة. ومع ذلك فعلينا ان لا ننتظر ان يكون كل الشارع الاسلامي معنا، خاصة في المراحل الاولى للصراع مع اعداء الاسلام. وكذلك علينا ان لا ننتظر الا القليل من الاعلام الحالي في البلاد الاسلامية فضلا عن الاجنبية، ولكن ظهور العمل الاسلامي ورفع راية الكفاح الاسلامي سيهتز له الاعلام العالمي بالرغم عنه، وستفرض الدعوة نشر اخبارها نتيجة قوتها وتأثيرها على مسرح الاحداث.

٢. المرحلية وبعض نشاطات الدعوة في العراق:

قال الأخ المجاهد حفظه الله:

”كشفت الدعوة هويتها للمجتمع بالدخول بشكل سافر تقريبا في الاعمال العامة قبل ان يحين الوقت الذي يسمح للدعوة ان تبرز الى ساحة العمل بشكل سافر، وذلك كالاحتفالات والمواكب التي كانت تقودها الدعوة أو تساهم فيها. وكان يمكن تفادي هذه المشكلة ببعض الحكمة، ونذكر من ذلك انتخابات المعلمين مثلا. علما بأن مكاسب الدعوة من ذلك لاتستحق هذه التضحية التي قدمتها الدعوة“.

التعليق

  • أ. ان عمل الدعوة الاساسي هو: تكثير عدد الدعاة ونشر الوعي الفكري والسياسي بين جمهور المسلمين. وهذان العملان يسيران جنبا الى جنب لايطغي احدهما على الآخر ولايسبق احدهما الآخر اذا كان السير سليما. وان الاساليب المختلفة التي قامت وتقوم باتباعها الدعوة هي سير في هذا الاتجاه، والمعترض على هذه الاساليب معترض على خط الدعوة، فأن هناك شبهة بين الناس بأن الحزب هو أعضاء، بينما عنصر الحزب كما نفهم من الاسلام والواقع هما: أعضاؤه وتأثيره على الامة. وقد نشأت احزاب أو مسميات احزاب في البيئة التي نشأت فيها الدعوة واهتمت بجذب الاشخاص اليها، فلا هي جذبت أشخاصا ولاحققت أثرا يذكر أو يرى حتى عن قرب. ولم تشعر بها السلطة اي شعور لأنها غير موجودة في الحقيقة، أو هي تحرك اعتيادي يتوهم صاحبه أنه تحرك حزبي. وقد يكون بعض الدعاة متأثرين بهذا الفهم للعمل الحزبي الاسلامي فيعترضون على بعض اساليب الدعوة التي هي من صميم خطها في توعية الامة والتأثير عليها.

    لقد كسرت هذه الاساليب الجمود السياسي في العراق واوجدت الاسلام في ساحته السياسية، واصبح يحسب حساب خاص للعمل الاسلامي في العراق في الدوائر التي تحسب القوى السياسية.

  • ب. ان العمل الاسلامي بين الناس لا بد من ظهوره، وانكشاف الدعوة بهذا المقدار نتيجة الاعمال العامة في العراق لابد منه ويخطيء من يظن غير ذلك.

  • ج. الحكمة في مفهوم الدعوة متساوية مع كل مايتحقق فيه الصواب من القول والعمل لخدمة هدف الدعوة.

    ومن الحكمة: تحريك الركود في المجتمع الاسلامي، ومن الحكمة نشر الوعي الاسلامي بين الناس ونشر الوعي السياسي بين المسلمين ومن الحكمة تكثير عدد دعاة الاسلام. ولو استعرضنا استعمال القرآن الكريم للفظة الحكمة لوجدنا أجواءها أجواء عمل ونشاط وحيوية في كل الآيات الكريمة.

  • د. التضحية من متطلبات العمل الاسلامي. وان له ضحايا سوف تقدمها الدعوة في سبيله في طريقها الالهي. والضحايا لم تقدم نتيجة عمل من الاعمال أو اسلوب من الاساليب وانما كان لمجموع عمل الدعوة تأثير في المجتمع فكانت ردة الفعل الاستعمارية لاضطهاد دعاة الله.