الفئات الاسلامية بين اللقاءات والتباعد

صدر في شوال ١٣٨٦ هجري

غزانا الكافر بوعي كامل لما سيواجهه من مقاومة قوامها الاصيل الاسلام، وبحقد متأصل على هذا الدين الذي كاد اثناء زحفه ان يسيطر على اوروبا من ناحية الغرب زاحفا من الشمال الافريقي. ثم كاد أن يسيطر عليها من ناحية الشرق زاحفا من بلاد الاناضول. وظهر هذا الحقد عمليا في الهجوم المضاد الذي قامت به اوربا بما يسمى بالحروب الصليبية، ثم بالغزو الناجح الذي ابتدأ منذ قرون وانتهى بانتهاء الحرب العالمية الاولى. وكان الهدف عند القوم هو تحطيم هذا الدين. وساروا بخطة مدروسة تنتقل من مرحلة الى اخرى بانتظام، وتسير في جبهات عريضة متكاتفة متعاونة، تمثل حربا مقدسة عندهم. ولاتزال هذه الحرب ”المقدسة“ قائمة حتى اليوم، رغم الانتصارت الباهرة التي حصلوا عليها: لأن هذه الانتصارات لم تؤدّ الى النتيجة المطلوبة، ولم توصلهم الى هدفهم الاصيل فلا يزال هذا الدين قائما ولايزال كذلك، وسترتد هذه الحرب على اصحابها، ويرجع الكافر خاسئا كما رجع من قبل أيام الحروب الصليبية ان شاء الله تعالى.

قام الكافر بأعمال متعددة الجوانب. وذكرها ودراستها تحتاج الى كتابة مجلدات كثيرة عن تاريخ فترة هذا الغزو.

كتب المسلمون بعضها وكتب المستشرقون وتلامذتهم بعضها الآخر، ولاتزال جوانب كثيرة و مهمة غير مكتوبة. ومن هذه الاعمال: ايجاد الاجواء الفكرية والعملية من ناحية اجتماعية وسياسية ومادية لظهور الحركات الحزبية التي تستند على غير الاسلام، فظهرت في العقود الأخيرة من حياة الدولة العثمانية احزاب عرقية تدين بالولاء للنعصر التركي، ثم ظهرت تجمعات اخرى تدين بالولاء للعنصر العربي، ثم انتشرت هذه العنعنات في جميع انحاء العالم الاسلامي على شكل تجمعات حزبية عرقية واقليمية. وظهرت بعد مدة من الزمن الاحزاب الشيوعية بتشجيع من الاستعمار لنشر البلبلة بين ابناء الامة الواحدة, تأكيدا على ابعاد الاسلام عن التأثير في جو يسوده العمل المستورد من الخارج. واحّس صفوة المسلمين بالطعنات تنهال على جسم الأمة الاسلامية، فتحول هذا الاحساس الى أعمال ثورية واخرى سياسية، وثالثة اجتماعية، توارثناها جيلا بعد جيل الى ان وصلت الامة الى المرحلة التي تعيشها.

يمكن تقسيم الاحزاب العاملة في العالم الاسلامي الى ثلاث فئات:

الفئة الاولى تمثلها الاحزاب القومية والاقليمية والفئة الثانية تمثلها الاحزاب الشيوعية، والفئة الثالثة تمثلها التجمعات الاسلامية، وتختلف هذه الفئات فيما بينها اختلافات عميقة، ودارت وتدور فيما بينها معارك باردة واخرى ساخنة. ففي ايران واندونيسيا والعراق وسوريا ومصر أمثلة كثيرة لهذه المعارك. وتختلف احزاب كل فئة بينها اختلافا كبيرا ومعمقا أيضا. وعوامل كثيرة تؤثر في هذا الخلاف: فالاحزاب القومية والوطنية تختلف على اقتناص الكراسي وتختلف بسبب علاقاتها مع الدول الاستعمارية، فمنها من يرتبط بأمريكا ومنها من يرتبط بانكلترا ومنها من يرتبط بفرنسا أو بغيرها من الدول الاستعمارية ثم منها من يكون ارتباطها بالاستعمار ارتباطاً كاملاً ومنها من يداري ويراعي الرأي العام في المنطقة التي يعمل فيها.

هذا داخل حدود المصر الواحد اما علاقة هذه الاحزاب بعضها مع البعض الآخر خارج الحدود السياسية فقد تكون هناك علائق صداقة أو تعاون وقد تكون هناك علاقة تباعد وتناقض وقد لاتكون هناك أية علاقة كما هو واضح.

وأما الاحزاب الشيوعية فالخلافات بينها سنّة من سننها تقليدا لما حدث من انشقاقات داخل الحركة الشيوعية في روسيا قبل استيلائهم على الحكم، ثم طرأ طاريء جديد اضاف الى هذه السنة عاملاً آخر من عوامل الخلاف داخل الحركة الشيوعية انسياقا وراء الخلاف المذهبي بين الحزب الشيوعي الصيني والحزب الشيوعي الروسي.

وتشترك جميع الاحزاب التي تؤمن بغير الاسلام بقبول الحدود السياسية التي وضعها الكافر بين الاقطار الاسلامية، وتتقيد في تنظيماتها الخاصة بهذه الحدود عدا بعض الاحزاب القومية داخل العالم العربي. وهذا عنصر آخر من عناصر التباعد بينها.

وأما الاحزاب الاسلامية فقد عاشت نفس المشكلة كما عاشتها الاحزاب الاخرى سواء بسواء وكأن الاسلام ترك امرا مثل هذا بلا حلّ. ولعل اباحته الاختلاف في فهم الامور تقريرا للفطرة الانسانية اوحى للعاملين في سبيل الاسلام (بلا بأسية) الخلاف والصراع فيما بينهم.

ان نقاوة التعاليم الاسلامية في وجوب التعاون على البر والتقوى وفعاليتها في النفس البشرية تفرض اسئلة تتردد على الشفاه: شفاه كثير ممن يؤمنون بالعمل الاسلامي ويحبونه، وممن تساموا عن الخلافات الضيقة.

الأسئلة: لماذا تعددت الاحزاب الاسلامية؟

لم الخلاف بينها.. وهل هو من ضرورات العمل؟

فأن لم يكن الخلاف ضرورة.. فلم استمرار تعدد الاحزاب؟ لم لايكون الاندماج بديلا عن التعدد؟

هذه اسئلة تطرح نفسها على بساط البحث امام العاملين للاسلام في مختلف الاقطار. أما تعدد الاحزاب الاسلامية فهو ضرورة فطرية لانجاح العمل الاسلامي. ولو تصورنا العكس هو الحاصل لكانت الحركة الاسلامية احتفظت تقريبا بالشكل التنظيمي الاول الذي ظهرت فيه منذ بداية هذا القرن أو قبل ذلك وهو لاشك كان تنظيما ساذجا نواقصه واخطاؤه كثيرة جدا. ثم ان تقسيم العالم الاسلامي الى اقطار متعددة قد تصل باحصاء دقيق الى اكثر من مئة قطر وقطر جعل انتقال العمل الاسلامي عبر هذه الحدود الكثيرة أمرا عسيرا، مما حتم قيام حركات اسلامية متعددة في الاقطار المنفصلة بحدود سياسية و المتباعدة جغرافيا. هذا بالاضافة الى اختلاف الرأي والتفكير والتدبير بين القادة المسلمين الامر الذي يجعلهم يعملون بتنظيمات مختلفة. وقد أباح الاسلام ذلك فلا بأس به. اذن فتعدد الاحزاب الاسلامية أمر ضروري من ضرورات العمل الاسلامي ودونه الجمود. والاختلاف بينها امر ملازم لتعددها. وأما الخلاف بينها حين يتحول في بعض الاحيان الى عداء وتطاحن نشاهده ونحّسه فهل هو ضرورة كذلك وهل له علاقة بالاسلام والعمل الاسلامي؟

أسباب الخلاف بين الاحزاب الاسلامية بصورة خاصة والتجمعات العاملة من أجل الاسلام بصورة عامة نتج أول ما نتج عن اختلاف وجهات النظر. وهذا امر طبيعي، ولكن التعصب لوجهة النظر قد يؤدي الى خلاف. ومن امثلة اختلاف الرأي بين العاملين:

النظرة الى العمل الاصلاحي، فهناك ثلاثة اتجاهات حول هذا الموضوع.

احدهما: يقول ان العمل الاصلاحي عمل خاطيء يحوّل الطاقات الاسلامية العاملة الى خدمة المجتمع المتفسخ وبالتالي يبدد الطاقات الاسلامية هباء.

والاتجاه الثاني: يقول ان العمل الاصلاحي هو الصحيح وغيره لايؤدي الى نتيجة، وانما هو خيال أو جنوح في الخيال، اذ لايمكن تبديل المجتمع المتفسخ الى مجتمع صالح دون العمل المتدرج فالاصلاح الجزئي سيؤدي الى اصلاح كلي.

والاتجاه الثالث يقول ان العمل الاصلاحي ليس غاية بذاته، وانما هو جزء من العمل الطويل الشاق لتغيير المجتمع. ويقول ان مجموعة الاعمال الاصلاحية لاتؤدي الى عمل تغييري شامل اذا لم تكن النظرة الاساسية للمجتمع مستندة على التغيير الكلي له وعلى قلبه من جذوره. وسلوك هذا الطريق من طبيعته القيام باصلاح مايمكن اصلاحه الى ان تتهيأ الامة للتغيير الشامل فيقع. هذه نقطة تختلف فيها وجهات النظر وغيرها كثير في الاهداف البعيدة والقريبة والوسائل وو… الخ. وهذه الاختلافات تؤدي في احيان كثيرة الى تماحك في الرأي كما يحدث عند الاحزاب غير الاسلامية وطريقة المسلمين يجدر بها ان تختلف عن طريقة غيرهم في معاملتهم بعضهم للبعض الآخر. والصحيح هو أن لاتتأثر من الاختلافات ويكون رائدها دوما الوصول الى الصواب باتباع الدليل الاقوى في الامور الشرعية أو غيرها.

وسبب آخر من أسباب الخلاف هو التزاحم على قيادة الأمة، واتباع وسائل لاتليق بمن يتبع الاسلام كأثارة الشبهات والشكوك حول بعض الفئات وبعض الاشخاص بقصد الكسب عن طريق التحطيم.

والخلافات المذهبية سبب آخر من اسباب التخاصم والتنازع بين العاملين من أجل الاسلام: فهناك فئات تعمل ضمن مذهب خاص مثل جماعة العلماء في اندونيسيا: فأنها تنظيم شافعي لخدمة المذهب الشافعي في الجزائر الاندونيسية. وللمذهبية الضيقة تأثير محسوس على كثير من التجمعات الاسلامية. فمنها من يعتبر العمل ضمن اطار مذهبي جزءً متمما للعمل، ومنها من يعتبر العصبية المذهبية داء يجب استئصالة. ولكن عمق الخلاف المذهبي في اجزاء كبيرة ومهمة في العالم الاسلامي تجعل هذه المهمة عسيرة ولكنها عقبة ستذلل عاجلا أو آجلا وتزاح عن العمل الاساسي التغييري.

وهناك آفاق ضيقة عند بعض المتصدين للعمل الاسلامي فهم لايزالون في غيبوبة عن صراع الحياة القائم، وعلى بعد عن فهم الموقف الحقيقي الذي يقتضيه الاسلام والمسلمون فلا يرون الاخطار المحيطة بالاسلام، ولايرون الموقع الذي يشغله المسلمون. وتراهم مشغولين بمراقبة العمل الاسلامي الجادّ الواسع النطاق على اعتبار أنه من الاعمال التي تضر بالاسلام، والتي قد يعتبرها البعض انها اعمال تخريبية والعياذ بالله. ويمثل هذا الاتجاه جمهرة من المتدينين، ومعالجتهم من اصعب الامور.

الاسلام أقرّ الاختلاف في فهم الاشياء والقضايا، ولكنه لم يقرّ الخلاف المؤدي الى النزاع والانشقاق. ان النصوص المقدسة تخاطب المسلمين جميعا فتأمرهم بفعل هذا الامر وترك ذلك العمل. وهم كالجسد الواحد. وكأسنان المشط. ينبغي ان لاتبغي طائفة على الاخرى. وهناك نصوص كثيرة في القرآن المجيد وفي السنة الشريفة تأمر المسلمين بالتعاون والتعاضد. ووضوحها لكل ملتزم بالاسلام أو متتبع لآياته واحاديثه لانرى ضرورة استعراضها والاستدلال بها.

واخطار الصراع بين الفئات الاسلامية جمة اهمها: تبديد الطاقات العاملة فيما لاطائل فيه سوى اعطاء صورة مهزولة عن العمل الاسلامي، والانغماس في هذا الصراع خدمة كبرى لتثبيت المجتمع المتفسخ وحرف للعاملين من كونهم جماعة قائدة للمجتمع ومغيرة فيه الى جماعة منقادة الى المجتمع بكل مافيه من مساويء.

وعندما تتضح مساويء الصراع يتبادر الى الذهن الاندماج بين الاحزاب الاسلامية بديلا عن الصراع فيما بينها كرد فعل مناسب ولكن اي علاج لاي مشكلة اذا كان متأثرا برد فعل سريع يكون علاجا قاعدته خاطئة ونتائجه خاطئة ايضا على الأعم الأغلب.

الاندماج بين الاحزاب الاسلامية فكرة خاطئة من الاساس وتعدد الاحزاب الاسلامية بصورة غير مفتعلة امر مهم لانجاح الحركة الاسلامية وهو مجال مفتوح للمبدعين والموهوبين يؤدون فيه خدماتهم العظمى لدينهم العظيم. وليس هناك اي ضرورة لاتفاق جميع العاملين على طريقة العمل وعلى احكام شرعية معينة لانجاح العمل الاسلامي وليبقى باب الاجتهاد مفتوحا دائما في جميع النشاطات العقلية لخدمة الاسلام والمسلمين. والاختلاف الذي نقره لايعني ان تفرق العصبيات والاهواء العاملين في مختلف التنظيمات.

والاختلاف لايعني عدم الالتقاء بين مختلف التنظيمات فالتعارف بين التنظيمات الاسلامية ضروري في كل الظروف بما يلائم المرحلة التي يمر بها التنظيم. والتعاون ضروري على نقاط اللقاء بينها وما اكثرها.

وبالنسبة للدعوة فقد واجهتها مقاومات عنيفة واخرى هينة في مناطق متعددة. ورفعنا شعار ”دعهم يعملون“ ضابطا لسلوكنا ازاء اجزاء الحركة الاسلامية والتزمنا برعاية اخواننا مهما بدر منهم من اساءة نحونا. لايزال هذا الشعار حيّا نلتزم به في كل الظروف. والالتزام به لايتأثر مطلقا بما يصدر عن اخواننا في الدين وفي العمل من اخطاء ولو كانت هذه الاخطاء منصبة فوق رؤوسنا: فلو انزلق مثلا تنظيم من التنظيمات الاسلامية الى محاربة الدعاة في عملهم ونشاطهم العام ولو تعدت هذه المحاربة الحد المألوف فأن الموقف السليم هو السير الى الامام وعدم الالتفات الى ما يحوكه ويعمله اخواننا في الدين والعمل للكيد بنا.

هذا الموقف يمليه علينا فهمنا لقضيتنا الاساسية ولطبيعة عملنا. ان العمل الاساسي للداعية هو:

  1. الدعوة للدين في اوساط الامة واحياؤه كاملا في النفوس (نفوس المسلمين).

  2. دعوة من يستجيب لنداء العمل الى الانخراط في صفوف الدعوة.

  3. الالتزام بما تفرضه الدعوة من فروض على الداعية.

هذه امور تسير في عرض واحد. والامر الاول منها اوضحها واهمها بالرغم من ان الاهمية القصوى للامرين الآخرين اللذين بدونهما لايتضح عملنا ولاينتج.

الأمر الأول هو نقطة التقاء رئيسية وكبرى مع جميع العاملين من اجل الاسلام. ونحن سائرون على هذا الخط بحول الله وقوته ملتزمون بحدود المرحلة التي نجتازها.

اثناء سيرنا واجهتنا مقاومة من جهة أو اكثر تتوهم بأننا نسير على خط خاطيء. الموقف الصحيح ازاء هذه الجهة هو أن نترك المجال لفتح الاذهان على سيرنا بادراك الجوانب الغامضة فيه وتبديل النظرة عندما ينجلى ما خفي عن الذهن.

والموقف الخاطيء ان نواجه المقاومة بالمثل فيتحول الامر عندئذ الى علميات صراع لاغاية لها الا الأنانية.

وواجهتنا مقاومة دافعها الخوف على فقدان المركز الاجتماعي أو تأثره بنشاط الدعوة العام، وهذه المقاومة لها مايبررها على اعتبار انها دفاع عن النفس وعلى اعتبار ان نشاط الدعوة سيحول الناس من الالتفاف حول هذه الجهة أو تلك الى الالتفاف حول افكار الدعوة واشخاصها. والموقف الصحيح ان نستثمر نشاطاتنا دون الالتفات الى هذا التصدي الا بمقدار معرفة ابعاده وتأثيراته. ذلك لأن معالجة موقف هؤلاء الذين يخافون على مراكزهم الاجتماعية من الامور الصعبة على اعتبار ان الانطباع الذي يصير عندهم عن الدعوة انطباع صحيح بالنسبة لهم. والامور التي تساعد في علاج مثل هذه الحالة هي اظهار قدرتنا الفائقة على القيادة، وتوضيح المستوى الذي نعمل فيه والغاية التي نرجوها من عملنا، فيكون هناك امكان الجمع بين مصالح الطرف الآخر الخاصة والمصلحة الاسلامية العامة في السير في الطريق السليم معا.

ومن شروط النجاح في علاج مثل هذه الحالة: التسامي عن صغائر الاعمال والاتصاف بسعة الصدر والاخلاقيات وسعة الأفق وعمقه فكريا.

وهكذا نلتزم بما تمليه علينا تعاليم ديننا الحنيف بالتعارف والتعاون مع اخواننا في العمل وفي الدين والتغاضي عما يبدر منهم من اخطاء ازاء اعمالنا واشخاصنا.

وهنا يجدر بنا ان لانخلط بين موقفنا من الخلاف المفروض علينا بيننا وبين الفئات الاسلامية عندما يقع، وبين موقفنا من احداث معينة قد تصدر من هذه الفئات عن قصد أو غير قصد. ان موقفنا من الاحداث بصورة عامة قد شرح في نشرات سابقة وهو يشمل جميع الاحداث التي نصادفها اثناء سيرنا الى اهدافنا.

وقبل ان ننتهي من البحث لابد من الفات النظر الى ان الاعمال في منطقة العالم الاسلامي تجري تحت سمع وبصر اجهزة الاستعمار صاحبة الامكانيات العظيمة وصاحبة الخبرة الواسعة في معرفة النشاطات العامة. والكافر يعلم ان العمل الاسلامي وحده هو العدو اللدود الذي لايساوم ولايتنازل قيد أنملة عن حقوق الامة في بلادها. واذن فلا بد عندهم من احباط العمل قبل استفحاله بجميع الوسائل. ولعل اهم هذه الوسائل هو الهاء العاملين عن الاهداف الاصيلة بتوافه الاعمال أو بأعمال غير موصلة الى انجاح العمل والوصول الى الهدف.

والدعوة حريصة كل الحرص على أداء المهمة التي آلت على نفسها القيام بها، وهي واعية كل الوعي على ما في هذه الحياة من التعقيدات داخل المجتمع، وتعقيدات دولية. وهي عازمة كل العزم بحول الله وقوته على تفجير الطاقات الهائلة التي تمتلكها الأمة الاسلامية، وعلى اخراج جميع الامكانيات الكامنة التي تحيط بالدعوة الى المجالات العملية لخدمة الأمة واخراجها من تيارات الانحلال والتحلل الى سلوك طريق العمل الجاد الذي رسمه لنا ديننا العظيم.