اضواء على المسيرة ـ دراسة العمل

تمت كتابة البحث في ١٣ شوال ١٤٠٠ هجري المصادف ٢٥ آب ١٩٨٠م

مقدمة

  1. هذا البحث مدخل لحملة داخل الدعوة نعيد النظرفيها الى مايقدمه الداعية لربه ودينه وامته وبالتالي لنفسه من اعمال لنصل الى ماينبغي له، بمعونة الله تعالى.

    مدخل الى انطلاق جميع الطاقات لابعضها.. لانطلاق جميع الدعاة لابعضهم.. الانطلاق المناسب في جميع الاقاليم التي يتواجد فيها الدعاة وتعمل فيها الدعوة لابعض الاقاليم.. والانطلاق في الاقاليم يعتمد على المرحلة والخطط والتعليمات.

  2. ان كثيرا من الطاقات عطلت لخطأ في فهم مسيرة العمل الاسلامي التي تمثلها الدعوة ارقى تمثيل. وان كثيرا من الطاقات عطلها اصحابها نتيجة لخطأ متراكم. ان ابحاث ”اضواء على المسيرة“ كلها كانت لعلاج هذا التعطيل..

    التعطيل يكون اعاقة، ويكون تثبيطا، ويكون تبطيئا أو تأخيرا ويزال كما تزال جميع العوارض المرضية بوضوح الهدف والمرحلة والعمل والخطط والظروف الموضوعية، والممارسة العملية.. اي بالتلبس بالعمل لا التفرج عليه.

  3. هدف الدراسة تحويل الدعوة من الداخل باتجاه بلورة نظرتها الى العمل بتزايد مستمر، فلا نقف وانما نتعمق ونتوسع دائما في نظرتنا الى العمل، ونشيع ذلك بين جميع الدعاة، وباتجاه ربط الفكر العملي بالتطبيق الفعلي وان الممارسة تزيد الهداية ويرتبط الايمان دائما بالعمل الصالح عندالدعاة.

  4. والبحث يحتوي على قسمين: القسم الاول عن دراسة العمل والقسم الثاني استعراض لاعمال يمكن ان يقوم بها الدعاة.

ويتكون البحث من الفقرات التالية:

  • آيات واحاديث نستفتح بها البحث.

  • الفرق بين دراسة الوقت ودراسة العمل.

  • ماذا نقصد من دراسة العمل.

  • لماذا ندرس العمل.

  • متى ندرس العمل.

  • اين ندرس العمل.

  • من يدرس العمل.

  • كيف ندرس العمل.

  • مجالات عمل يملأ بها الوقت.

  • علاقة مع الله: القرآن الدعاء، التأمل، العبادة.

  • علاقة مع النفس: المجاهدة، تنمية الاحساس، التنمية الفكرية محاسبة النفس.

  • الاتصال بالفكر والثقافة: المطالعة، الدراسة، البحث، التدريس، التفكير في احوال المجتمع، التفكير بالاوضاع السياسية.

  • الاتصال بالدعاة: الحلقات، الاجتماعات، المتابعة، اللقاءات.

  • الاتصال بالمجتمع: تغيير الاشخاص، اصلاح المجتمع، الواجهات، التوعية، المواسم، اماكن الاتصال حيث تزدحم الاقدام، الاحزاب والمنظمات، الصراع.

فاتحة البحث

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾.

لَّيْسَ الْبِرَّ‌ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِ‌قِ وَالْمَغْرِ‌بِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ‌ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْ‌بَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّ‌قَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِ‌ينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّ‌اءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴿١٧٧﴾.

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِ‌سَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ ۗ

أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَ‌كُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴿٢﴾ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّـهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣﴾.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّ‌سُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٣﴾.

وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٨﴾

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُ‌ونَ بِالْمَعْرُ‌وفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ‌.

”المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص“.

”مثل المؤمنين في تراحمهم وتوادهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

”ليصل احدكم نشاطه.. فاذا كسل قعد“.

”ان للامور بغتات فكن منها على حذر“.

”من فارق جماعة المسلمين فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه“. قيل يارسول الله ومن جماعة المسلمين قال جماعة اهل الحق وان قلّوا“.

”ما اقبح القطيعة بعدالصلة، والجفاء بعد الاخاء والعداوة بعد المودة“.

”ارجع الى قومك فادعهم وارفق بهم“.

”خير المقال ماصدّقه الفعال“.

”خير العلم مانفع وخير الهدى ما اتبع“.

”لايدرك الحق الابالجد“.

”انهاك عن التسرع في القول والعمل“.

”اقبل عذر من اعتذر اليك“.

”لاتستوحشوا من طريق الهدى لقلة من يغشاه“.

”ولاتداهنوا في الحق اذا ورد عليكم وعرفتموه فتخسروا خسرانا مبينا. وجاهدوا انفسكم في الله حق جهاده. ولاتستكثرو! كثير الخير وتستقلوا قليل الذنوب فان قليل الذنوب تجتمع حتى تكون كثيرا. وخافوا الله عزوجل في السرحتى تعطوا انفسكم النصف. وسارعوا الى طاعة الله، واصدقوا الحديث وادّوا الامانة فان ذلك لكم. ولاتدخلوا فيما لايحل فانما ذلك عليكم“.

”ان الله تعالى حدد لكم حدودا فلا تتعدوها. وفرض عليكم فرائض فلا تضيعوها. وسّن لكم سننا فاتبعوها. وحرم عليكم حرمات فلاتهتكوها، ونهى عن اشياء رحمة منه لكم من غير تبيان فلا تتكلفوها“.

القسم الاول

ما الفرق بين دراسة الوقت ودراسة العمل؟

دراسة الوقت هو معرفة تفاصيل الوقت لاكتشاف النواحي والحالات السلبية فيه لتحويلها الى ايجابية بالعمل المناسب.

ودراسة العمل هي معرفته لتحسين ادائه واخضاعه للاسلام والدعوة والظروف الموضوعية.

ما المقصود من دراسة العمل؟

يدرس العمل لمعرفة تفاصيله بعد تحديد هدفه. وللعمل علاقة بالمكان والزمان والمرحلة والمجتمع، وعلاقة بالتنظيم في الدعوة من حيث التنفيذ والمتابعة.

لماذا ندرس العمل؟

ندرس العمل لغرض اكماله بمعرفة جميع ابعاده واتقانه بالتدريب على تنفيذ التفاصيل، ولغرض الابتعاد عن الارتجال والعشوائية. ونقصد بالارتجال القيام باعمال بدافع عاطفي دون معرفة بالتفاصيل. ونقصد بالعشوائية القيام بالعمل دون وضوح الهدف.

متى ندرس العمل؟

كل عمل يحتاج الى دراسة ندرسه وبلا تردد. واذا وجدت لجنة أو داعية تقصيرا في هذا الامر ينبغي ازالته. والاعمال التي نألفها لانحتاج الى دراستها مجددا الااذا تغير أحد العوامل المؤثرة على العمل والتي تنتج خطورة على الدعاة أو العمل من جراء هذا التغيير.

العوامل الزمانية التي تؤثر على العمل مهمة فهي تتعلق بالمرحلة والتوقيت، وتتعلق بالتغيرات التي تطرأ على البيئة السياسية أو البيئة الاجتماعية التي تحيط بالدعوة وعندما تحدث متغيرات على مايحيط بالدعوة أو بعمل من اعمالها… يقوم الدعاة بدراسة العمل ليتلاءم مع المتغيرات الجديدة. والتوقيت عنصر مهم من عناصر اداء الاعمال، فاختيار يوم الغفران عند اليهود ووقت الضحى حيث تكون الشمس مواجهة لبصر الجنود اليهود كان من جملة العوامل التي انهار من جرائها خط بارليف الذي كان يتصور اليهود بأنه حصن حصين لايقدر على اجتيازه المسلمون. وكان اختيار ساعة الفجر في مناسبة يلهو في ليلها السلطان وجلاوزته ليقوم الدعاة بعمل بطولي، احد عوامل نجاح الاسلوب في مدينة من مدن تتألق فيها الدعوة رغم قسوة عملاء الاستعمار التي لاتوصف شدتها. قام الدعاة بعملهم البطولي في وقت كان يظن عملاء الاستعماربانهم قضوا على الدعوة واثرها.

والاعمال التي كنا نقوم بها في الستينات في مرحلتنا التغييرية الفكرية، تختلف عن الاعمال التي كنا نقوم بها في السبعينات عندما جاء الانكليز بعملائهم لضرب الدعوة الاسلامية في العراق. ولكل نوع من الاعمال دراسة خاصة، تأثرت بالعامل الزماني، لأن هذا العامل احد ابعاد عملنا الحضاري في ايقاظ امتنا الاسلامية. وبالتالي فأن ردود الفعل الاستعمارية ستزداد لايقاف عجلة التقدم الاسلامي في المنطقة. ومايلائم العمل اليوم قد لايلائمه غدا بمتغيرات تحدث علمها عند الله تعالى.

اين ندرس العمل؟

  1. ندرس اعمالنا في جميع الاقاليم وجميع المناطق وجميع الاحياء وجميع الاماكن التي تكون فيها دعوة ويكون فيها دعاة عاملون. وفي كل مكان تقرر الدعوة ان تقوم فيه بعمل ما.

  2. للعامل المكاني صفات عامة يتشابه فيها اينما اتجهت في العالم الاسلامي بالنسبة لعملنا الاسلامي، وله صفات خاصة يختلف فيها. فالحدود السياسية التي قسمت العالم الاسلامي الى اقاليم مجزأة احد المؤثرات. كذلك التضاريس الارضية والاراضي السهلية والاراضي الجبلية والاراضي ذات الغابات أو الاراضي ذات المياه الكثيرة. لها تأثير على العمل العسكري.

  3. وهناك اماكن لها خصوصية خاصة تؤثر تأثيرا مباشرا على العمل كما حدث في الهجوم على السفارة البريطانية في بغداد. اضافة الى الفروق البسيطة بين العمل في المدن الكبيرة والقرى وبين العمل في المسجد والمعمل أو السوق أو المدرسة… وهكذا، فأن للمكان علاقة لطبيعته الذاتية وله علاقة بالمكان الذي يشغله اي البيئة الاجتماعية والنفسية والسياسية التي تحيط به.

  4. المكتبه الاسلامية العامة كمكان كانت منطلقا مكانياً لنشاطات مؤثرة على المجتمع. وكربلاء كمكان كانت ولاتزال مشعلا مكانيا ينير طريق الجماهير للاتجاه نحو الاسلام لأن هذا المكان مهيأ تاريخيا وعاطفيا لالهاب عواطف الجماهير المسلمة في العراق ورحم الله اخوتنا الشهداء من الامكنة الاخرى: النجف والبصرة وبغداد والهندية والناصرية والعمارة وسوق الشيوخ والكاظمية والكوفة والحلة والديوانية والسماوة والرميثة وغيرها حيث كان لهم صولات وجولات في هذا المضمار.

  5. ان اختيار مكان العمل في الدراسة له اثره فأن لبعض الاماكن زخما فعالا في التأثير على مشاعر الجماهير.

من يدرس العمل؟

  1. الانسان هو العامل الاساسي الحي الذي هيأه الله تعالى لعبادته من خلال اعماله في هذه الحياة الدنيا: وَالْعَصْرِ‌ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ‌ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‌ ﴿٣﴾.

  2. وقد اهتدينا بتوفيق الله الى عبادته بالقول الحسن بالتوعية الاسلامية والسياسية، والعمل الصالح بين صفوف الامة لاعادتهم لكامل اسلامهم وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾. وعلينا ان نتمعن ونكمل اعمالنا بالدرس والتمحيص وبالمسارعة والمبادرة. واذن فأن الجواب عن التساؤل هو: ان اللجان والمسؤولين والمجاهدين يدرسون العمل.

  3. يدرس العمل الذي يعمل في سبيل الله ويفكر في اوضاع الامة والدعوة آناء الليل واطراف النهار، الذين يحملون هموم المسلمين وهم الدعوة، ويعطون ماوسعهم العطاء باخلاص وتجرد وبدأب وصبر.

    إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِ‌عُونَ فِي الْخَيْرَ‌اتِ وَيَدْعُونَنَا رَ‌غَبًا وَرَ‌هَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴿٩٠﴾.

    الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِ‌سَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ ۗ

  4. ولتوضيح التساؤل لابد من ذكر بعض الامور التي توضح علاقة دراسة المواضيع بالمركزية، حين تكون الاتصالات سهلة وبالارتباط بالخط دون الرجوع الى المسؤولين عندما تكون الظروف صعبة:

    • أ. عندما نعتبر دراسة الامور اساسية فلابد من التأكيد على رجال الدعوة ونسائها ان يبتعدوا عن الارتجال والعشوائية في اعمالهم.

    • ب. اللجان المسؤولة تقوم بدراسة الاعمال ووضع الخطط العملية. وعندما تغيب اللجان يقوم المسؤول بالعمل.

    • ج. في الظروف الصعبة كما في العراق تقوم الفرق بدراسة الاعمال بعداخذ التعليمات بصورة عامة من المسؤول.

    • د. عندما تشتد وتضيق دائرة التجسس على الدعاة تتسع الصلاحيات للتعويض عن الاتصالات الداخلية ذات المخاطر، ولكي لاتكون هناك اي عراقيل تقف امام استمرار العمل.

    • ه. الالتزام بخط العمل هو الاساس في جميع الحالات.

    • و. الوعي على الحقائق الموضوعية يجب ان يرتفع الى اعلى مستوى بالملاحظة الدقيقة ومتابعة الامور واليقظة التامة والثقة الكاملة برعاية الله وتوفيقه: ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

    • ز. ”من كان مع الله كان الله معه“، واذن فالدعاة يمثلون الجانب الاقوى في الاطراف المتنازعة رغم القوة الظاهرة لاعداء الدين.

    • ح. الممارسة المصحوبة بالتفكير الواعي تضفي على الدراسة الاحاطة وتجنب الاخطاء والاعاقة.

    • ط. اعمال الاقتحام والمخاطرة لها دراسات خاصة، وخطط بديلة لتجنب المفاجئات المتوقعه لصيانة العمل من الاحباط بقدر الامكان، ومن الله التوفيق.

كيف ندرس العمل؟

هذه قواعد رئيسية لدراسة العمل:

  1. الموضوعية عامل مهم في انجاح اي دراسة ولذلك فأن الداعية يبعد التأثيرات الخارجة عن الموضوع عند دراسته.

  2. تحديد الهدف لكل عمل ضروري لتوضيح العمل من ابتدائه الى انتهائه. ومن الافضل ان لايكون لاي عمل هدف مزدوج في عرض واحد. اما الهدف المتسلسل فلا بأس به، واحيانا يكون ذلك امرا فطريا فهدف أعمالنا النهائي نيل رضوان الله والطلب منه توفيقنا الى ان تكون اعمالنا متقنة وكاملة، تصل الى نهاية الشوط، والوصول الى نهاية الشوط هو هدف آخر. وقد يكون العمل مقدمة لعمل آخر.

  3. يعتبر العمل السياسي الاجتماعي من اعقد الاعمال واصعبها لأن العوامل التي تدخل فيه لاتكاد تحصى أو تدرك بعكس العمل العلمي الذي يمكن أن يحيط به الانسان اذا ركز عليه واحاط به من جوانبه. لأن العمل السياسي الاجتماعي يتعلق بعوالم النفس البشرية وعوالم العلاقات بين الناس من تقاليد واعراف وعادات وقيم ومثل، ومن علاقات سياسية واجتماعية. وهذه العوالم لايتمكن الانسان من الاحاطة بها بالكامل، ولكن عليه ان يتفكر ويتمرس بالعمل لكي يصل الى اقصى مايمكن الوصول اليه، وان يتوكل على الله في اموره ليتوفق الانسان في عمله. ومن هنا نجد ان اعمال الاصلاح والتغيير في المجتمعات يقوم بها من الأمم قادتهم من الانبياء والصديقين والشهداء، أو يقوم بها القادة السياسيون في المجتمعات الجاهلية. والصديقون هم الصادقون في عملهم الاسلامي مع ربهم ومع انفسهم ومع الناس، والشهداء هم من بذلوا أنفسهم في عملهم في سبيل الله.

  4. دراسة العمل هي محاولة حل وتوضيح تعقيدات الاوضاع التي تحيط بالعمل وتبسيطها بالمقدار المتيسر. وهذا امر يحتاج الى ان يتعايش الداعية بفكره وعمله مع اوضاع الدعوة، واوضاع الامة، ومع السياسة المحلية والسياسة العالمية التي تحيط بنا. فمثلا الصراع مع السلطة في مكان من الاقليم تختلف عنه في مكان آخر لاختلاف البيئة الاجتماعية، فيمكن كسر حاجز الخوف في بيئة بسهولة اكثر من بيئة اخرى، ويمكن الحصول على تغطية شعبية شاملة في بلد افضل من بلد آخر، ويمكن تواجد المتعاطفين بتزايد اسرع في محلة اكثر مما يمكن في محلة اخرى.. وهكذا.

  5. البيئة الاجتماعية تؤثر على دراسة العمل وهي تختلف من مكان لآخر ومن اقليم لآخر. ويؤثر على ذلك العواطف المحلية والاقليمية والمذهبية والدينية والعرقية. ويؤثر على ذلك ايضا الوعي السياسي والوعي الاسلامي ومدى انتشاره في تلك البيئة.

  6. احاطة العمل بالكتمان تخطيطا وتنفيذا وقاية له من المعيقات المعقدة في البيئة الاجتماعية والبيئة السياسية التي تحيط بالعاملين

    ”استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان“.

  7. في البيئة الاجتماعية التي لاتستسيغ العمل الحزبي وهي بيئة سائدة في اكثر الاقاليم الاسلامية في الاوقات الاعتيادية حيث لاتكون عوامل مثيرة ضاغطة على اعصاب الناس.. ينبغي ان لا يظهر الطابع الحزبي على اعمال الدعاة الا في الاساليب التي يقصد منها اظهار اسم الحزب لسبب معين. لأن اظهار الطابع الحزبي يعيق العمل في احايين كثيرة، اذيثير حفيظة المعارضين والكارهين للعمل الاسلامي أو لعمل الحزب بالذات. واذا اظهر الحزب بعض اعماله ينبغي ان يتسع صدر العاملين لانتقاد الناس ومعارضتهم بصورة خفية أو بصورة علنية. ولايقابل ذلك بالغضب والتعصب، وانما بالتسامح وسعة الصدر والتسامي عن الضغائن والصغائر. وهذا من جملة دراسة العمل من ناحية تنفيذية.

  8. الفئات المعارضة للعمل التي تتصل بالعمل بحكم انتمائها السابق أو بحكم قربها والتصاقها بالعمل الدعوتي من خلال البيئة الاجتماعية المشتركة، تعامل بالحسنى في جميع الظروف. ونتحاشى الاحتكاك معها في عملنا، بل ونحاول ان نشركها في اعمالنا بأساليب مناسبة لذلك ونعطيها فكرنا لتستهدي به، وتقترب من خلاله لمسيرتنا الاسلامية المبلورة. وهذا السلوك هو أحد المعالم التي تتفرد بها دعوتنا عن غيرها. وهو الاسلوب الأمثل والافضل لأنه يجنبنا الدخول في معارك جانبية تنسينا عملنا ومسيرتنا، ولأنه يؤهل الطرف الآخر في المدى البعيد ان يلتحق بمسيرتنا دون ذكريات مريرة في تعاملنا معه. وهذه النقطة جزء من فهم البيئة الاجتماعية التي تحيط بالدعوة.

  9. الفئات المعارضة لعملنا عداءا للاسلام والعمل الاسلامي وعمالة مباشرة للاستعمار أو لعملائه, أو عمالة فكرية وتبعية للكافر.. نقف منها موقف المصارع حسب المرحلة، والخط الذي نسير عليه في الاقليم. على ان نفرق بين جماهير مخدوعة, وبين من يعادي الاسلام والعمل الاسلامي، وبين من يوالي السلطة الظالمة الفاسقة, وبين من يعارضها، وبين من له تأثير على الامة، وبين من لاتأثير له. ان عزل هؤلاء عن التأثير الفكري والعاطفي على الامة يكون بالحكمة والموعظة الحسنة وبالمجادلة بالتي هي احسن.

  10. السلطة واجهزتها المختلفة تمثل البيئة السياسية الرئيسية. والاحزاب والمنظمات السياسية والشخصيات السياسية هي تكمله للبيئة السياسية. والفكر السائد في البيئة السياسية في البلاد المستعمرة وشبه المستعمرة هو الفكر الاستعماري بما فيه من فكر اقتصادي واقليمي وعرقي… الخ.

    ان عملنا التغييري والاصلاحي يستهدف تفتيت اثر البيئة السياسية على الجماهير. وكلما كان تسلط السلطان على الناس اقل.. كانت البيئة ملائمة لعملنا اكثر. ولذلك فأن احدى مهماتنا كسر هيبة السلطان على الناس في الاقاليم التي يتحكم بها عملاء الاستعمار.

    ولذلك مثلا فأن عهد عبد الرحمن عارف في العراق كان افضل من عهد صدام حسين بالنسبة للعمل الاسلامي, والعكس صحيح بالنسبة للنفوذ الاستعماري. وان سقوط السلطة في العراق يتيح للعمل التغييري فرصة افضل اذا تأخر اسقاط النظام بيد المجاهدين المقاتلين. ولذلك فأن الوعي الكامل على العمل الاسلامي في العراق يأخذ بنظر الاعتبار كلا الاحتمالين ويهيء نفسه لهما، لأن القسوة التي يمارسها صدام حسين وعصابته في العراق من أندر الحالات الحكمية التسلطية في تاريخ الأمم والشعوب.

  11. دراسة العمل تختلف باختلاف المرحلة بالنسبة للبيئة السياسية. لأن لكل مرحلة نوعا من العمل. وتختلف الاعمال في المرحلة الواحدة بين بيئة سياسية واخرى، فأن العمل العسكري ليس ضروريا في المرحلة الثانية الااذا اضطررنا لذلك اضطرارا كما يحدث في الاقليم العراقي: فأن العمل العسكري كان نتيجة للقتل الذي استشرى بالدعاة وهم يمارسون دعوتهم دون عنف واستعمال العنف كان في هذه الحالة لامفر منه. وسيتطور هذا العمل بمشيئة الله من عمل فرقة صغيرة أو عمل افراد الى عمل فرقة اكبر، ومن هجمات متفرقة الى هجمات متلاحقة، ومن قتل فردي متفرق للمفسدين الى قتل منظم ومتتابع. وسندرس جميع الاعمال التي تساعد على تحرير العراق ونطلب العون في ذلك من جميع المسلمين القادرين على مساعدتنا بدون شروط. ونأخذ ذلك بنشاط فردي أو نشاط جماعي باسم اشخاصنا أو بأسم عملنا اِن اضطررنا لاستعمال اسم الدعوة، على ان لانخلط عمل الدعوة بعمل آخر، أواسم الدعوة باسم آخر لانتحمل تبعاته السياسية والاجتماعية والتنظيمية. هذا الخط العملي يؤخذ بنظر الاعتبار عند دراسة العمل السياسي ذي طابع العنف في الاقليم الذي نضطر للقيام به لتنبيه الامة الى العمل السياسي الاسلامي وتوجيهها الى سلوكه.

  12. تكتيل القوى لاسقاط السلطة بصورة جبهوية على اساس الاسلام طرحه الميثاق الذي اصدرته الدعوة. وهو صيغة يمكن ان تخرج الى عالم الواقع من خلال اعمال يقوم بها الدعاة بأسمائهم الشخصية، أو يمكن ان تقوم بها الدعوة بصيغة لاتخرج الدعوة عن خطها قيد أنملة، وذلك بقبول الاطراف الاخرى بالمفاهيم المرحلية التي تطرحها الدعوة.

  13. اسقاط السلطة يمكن ان يقوم به عملاء للاستعمار عندما يجد الاستعمار ان العميل المتسلط لايتمكن من خدمة استراتيجية الاستعمار، أو لايمكنه تنفيذ خططه الفعلية. وهذا امر يمكن ان نكتشفه بالمراقبة السياسية المحلية والعالمية، وهذا امر يقوم به الآخرون وننظر اليه نظرة واقعية، ونستمر بمسيرتنا حسب مقتضيات مصلحة العمل الاسلامي وامكانيات الدعوة العملية. واسقاط السلطة يختلف عن اسقاط النظام حيث لايمكن ان يقوم به الا من يحملون الفكر الاسلامي ليستبدل الوضع الاستعماري بوضع اسلامي بديل يجيدون طريقة العمل مع الامة ومحاولة التأثير عليها لتسير معنا ثم قيادتها، والعمل على اسقاط النظام. فالتأثير على الامة للسير مع الدعوة هو المرحلة الثانية من عملنا كما هو معلوم. وقيادتها لاسقاط النظام هو المرحلة الثالثة، ولكن اي استجابة تحصل عليها الدعوة من الامة بحيث تؤدي الى اسقاط السلطة لاتتوانى الدعوة في اخذها واستثمارها لأن ذلك يهيء الامور لتنفيذ مراحل العمل بصورة افضل. وكل الامور بيدالله تعالى.

  14. النقاط ٩،٨،٧،٦،٥،٤ هي اوضاع تصور جوانب من البيئة الاجتماعية التي نأخذها بعين الاعتبار عند درس اي عمل والنقاط ٩،٨،٧،٦ هي اوضاع تصور جوانب مشتركة بين البيئة الاجتماعية والبيئة السياسية. والنقاط ١٣،١٢،١١،١٠ هي نقاط تصور جوانب من البيئة السياسية التي صادفناها ويمكن ان نصادفها. وهي مجالات عملية لبعض الاعمال وهي عوامل تؤثر وتؤخذ بنظر الاعتبار في دراستنا لمختلف اعمالنا السياسية.

  15. التوقيت: لكل عمل توقيت خاص به يلائمه لاحتمال افضليته على غيره. والتوقيت الدقيق هو نمط حضاري اسلامي يسري في كثير من الاحكام الاسلامية بدقة، فللصلاة مثلا توقيت وتوزيع زماني، فلكل من الصلوات وقت ابتداء ووقت انتهاء ووقت بديل يتلاءم مع الاقامة والسفر والمرض والخوف والعجز… الخ. والتوقيت الدقيق هذا هو دليل سلوكي حضاري يلتزم فيه المسلم في حياته في جيع اعماله. والتوقيت عنصر مهم لكل عمل. ودراسته دراسة خاصة احد عوامل نجاح الاعمال.

    توقيت المواكب الطلابية كان احد عوامل نجاحها. وتوقيت ظهور جماعة العلماء كان احد مقومات ظهور العمل الاسلامي على الساحة العراقية، وتوقيت محاولة بدء المرحلة السياسية في العراق كانت عاملا مؤثرا في عمل الدعوة في العراق.

  16. التنفيذ: توزيع العمل على الاشخاص من الامور المهمة في دراسة العمل وتوزيع العمل يكون مستقرا أو يكون متغيرا تبعا للظروف الموضوعية. ويكون مؤقتا أو يكون مستمرا. ويكون مساعدة وتعاونا. أو يكون اصالة. ويكون للاختصاصي وذي الخبرة أو يكون للمتيسر من العاملين. ويكون تبرعا ومبادرة شخصية أو يكون تكليفا والزاما. ويكون توزيعا أوليا أو اعادة توزيع حسب اوضاع العمل والعاملين. وهذه الحالات المختلفة تتلاقى مع اوضاع الدعوة والدعاة المتغيرة فهناك اعمال روتينية، وهناك اعمال جديدة، وهناك اعمال دائمة، وهناك اعمال لوقت ومكان محددين. وهناك غياب وانتقال وهجرة واعتقال واستشهاد كلها تؤثر على توزيع الاعمال على الدعاة.

    وقد تحدث فجوات بالتنفيذ في الظروف البالغة الصعوبة، ولكن الله ييسر امور العمل الاسلامي وتتلافى الفجوات بنشاط الدعاة ودأبهم وتضحياتهم الجمة.

  17. الاولويات: عند توزيع العمل اثناء دراسته تؤخذ بنظر الاعتبار اولويات العمل.

    واولويات العمل ذات أوجه كثيرة، فللبعض اولويات مطلقة، وللبعض اولويات نسبية بالنسبة للمكان والزمان والاشخاص والخبرة والاختصاص والمركز الاجتماعي وللاعلان أو الاخفاء ولكثرة الاعمال وغير ذلك. وينبغي معرفة دقائق الامور لادراك الاولويات اثناء دراسة العمل. ولكل حالة من الحالات وضع خاص لمعرفة الاولويات فيه.

  18. تعطيل الطاقات: ينبغي عند دراسة العمل الانتباه الى الابتعاد عن تعطيل الطاقات وهذه ظاهرة مرضية توجد عند الاحزاب وتتشكل بأشكال خفية وظاهرة والاشكال الخفية هي الحالة المرضية الصعبة منها.

    • أ. عند بعض الدعاة طاقات غير اعتيادية فقد يعطي من وقته ما يفوق الطاقة البشرية الاعتيادية. ومثل هؤلاء الدعاة لايمنعون من اخذ حظهم العظيم من العمل وان عدم فسح المجال لهم في العمل هو تعطيل غير مقبول ولايقال بأن انطلاقهم لاخذ الحصة التي تشبع نشاطاتهم من العمل تعطيل طاقات الآخرين لأن مجال العمل بين صفوف الامة يحتاج الى طاقات كبيرة جدا، عدا عن ان عمل الداعية النشيط يفتح مسارب جديدة لعمل الدعاة الآخرين.. فقد كان الشهيد السعيد ابو عصام ومساعداه الشهيدان السعيدان حسين جلوخان ونوري طعمه نماذج حية للطاقات الغير الاعتيادية. ولعل معدل الساعات التي كان يعمل فيها ابو عصام في اليوم الواحد تتراوح بين ١٨ - ٢٠ ساعة رحمهم الله وألحقنا بهم مع النبيين والشهداء والصديقين والصالحين من عباده.

    • ب. تمنع الاعمال عن بعض الدعاة بحجة عدم الكفاءة أو عدم الخبرة وهذه النقطة بالذات وهم متمكن من بعض المسؤولين:

      فالكفاءة والخبرة تأتي من الممارسة فاذا حيل بين الداعية والممارسة فمن اين ستأتي الخبرة والكفاءة؟!

      ثم ان الذهنية المتفتحة لدى الداعية تدفعه لاتقان العمل بمقدار مايستطيع وهذا الواقع يعطي العمل زخما غير اعتيادي. اضافة الى ان تسديد الدعوة للداعية ومتابعتها لاعماله تضفي على الاعمال قوة العمل الجماعية. ولاننسى بأن الله هو الذي يوفق العاملين المخلصين في اعمالهم.

    • ج. يهتم بعض العاملين من الدعاة باعمال غيرهم ولاينتبه الى عمله فيعطل طاقته عن العمل ويعيق طاقة الآخرين بالتدخل في شؤونهم لاعن مسؤولية بل عن فضول. وهذا نوع آخر من التعطيل المزدوج التأثير في العمل.

    • د. الانشغال بتتبع اخبار الدعاة ونقل الاقوال بين الاطراف وهذا العمل لايساهم في توعية الامة، ولايساهم في عملية تغيير الافكار، ولاتغيير السلوك عند الافراد وفي المجتمع. وهو عمل يشبه عمل وكالات الانباء. ولسنابحاجة الى مثل هذا العمل. وهو عمل تعطيلي لافائدة منه.

    • ه. الكلام الهازل بين الدعاة واستعمال الصيغ الهازلة لبعض الاعمال أو الممارسات عمل تعطيلي لايجوز اشاعته بين الدعاة ونعمل على ايقافه.

  19. توزيع العمل على الوقت: عندما ندرس عمل الداعية اما ان نجد بصورة اولية ان وقته مملوء بالعمل أو ان لديه فراغا. وكلا الحالتين يحتاج الى دراسة ندرس الحالة الاولى لمعرفة الفجوات واولويات العمل وازالة الهدر من الوقت وعندما تنتهي دراسة وقت الداعية وتنكشف الاوقات التي تحتاج الى عمل تنتقل الدراسة الى اعطاء العامل الداعية عملا مناسبا يملأ بها وقته.

    والاعمال التي يمارسها الدعاة كثيرة، تدخل في ابواب عدة: منها مايتعلق بعلاقة الداعية مع الله تعالى، ومنها ما مايتعلق بالعلاقة مع النفس ومنها مايتعلق بالعلاقات الداخلية بالدعوة، ومنها مايتعلق بالعمل في المجتمع. وسنتعرض لهذه ان شاء الله في فقرات قادمة.

  20. ترابط العمل:

    • أ. يمكن تشبيه اعمال الدعوة بالسلسلة التي ترتبط حلقاتها بعضها بالبعض الآخر. ويمكن تشبيهها بالنهر الجاري الذي تصب به القنوات الفرعية وتتفرع عنه قنوات اخرى.

    • ب. ان دراسة اي عمل في اي اقليم تراعى فيه ظروف الدعوة في الاقاليم الاخرى.

    • ج. العمل الدعوتي الاصيل يراعى فيه الواجهات والاساليب الخارجية حتى لاتتضارب اعمال الدعوة بعضها بالبعض الآخر.

  21. الظروف المتغيرة: الظروف التي تحيط بالدعوة ليست ثابتة، فهي قد تتغير بتغير الزمان والمكان والسياسة الداخلية والسياسة العالمية، ولذلك فأن المتغيرات الطارئة تؤخذ بنظر الاعتبار عند دراسة الاعمال.

    أمثلة على الظروف المتغيرة:

    • أ. اعلان اسم الدعوة ظرف متغير فقد نقوم بعمل عند اعلان اسم الدعوة لم نكن نقوم به قبل ذلك.

    • ب. تغير الحاكم ظرف متغير له علاقة بالبيئة السياسية ويؤثر على اساليب العمل.

    • ج. بعض الاساليب العملية المناسبة في لبنان لاتناسب العمل في غيره من الاقاليم لتغير المكان والبيئة الاجتماعية والبيئة السياسية.

    • د. اوضاع الدعوة في ايران تغيرت بعد انتصار الحركة الاسلامية في ايران وتسلمها السلطة.

    • ه. اعمال الدعوة الاسلامية في العراق اختلفت عن الفترة السابقة لتغير المرحلة.

    • و. ظروف العمل في مكة اختلفت عنها في المدينة.

    • ز. ظروف الامام الحسن عليه السلام اختلفت عن الامام الحسين عليه السلام.

    • ح. بداية مظاهر حكم احمد حسن البكر تغيرت بعد ثلاث سنوات

    • ط. عمل الدعوة في البصرة من ناحية البيئة الاجتماعية تختلف عن العمل في الزبير.

    • ي. عمل الدعوة الآن يختلف على ضفتي شط العرب.

القسم الثاني

مجالات عملية

ان دراسة الاوضاع العملية لكل داعية تؤدي الى ان نفتش عن مجالات يملأ بها فجوات وقته. وهنا نضع دليلا عاما يستفيد منه الداعية لعلاج فجوات الوقت بالعمل المثمر. وسنتطرق هنا لمجموعة من العلاقات.

علاقة الداعية بربه ونفسه ودعوته ومجتمعه، وما يتعلق بعمله من نشاطات.

اولا: العلاقة مع الله علاقة عبودية

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾.

منطلق عملنا:

من اي حالة ووضعية انسانية ينطلق الداعية في عمله؟

منطلقنا الفكري والوجداني والنفسي والعملي هو منطلق عبوديتنا لله تعالى ومن ثم طاعتنا له وتمتين الصلة به لنيل رضوانه.

ومنطلقنا واسع واتجاهاته متعددة وسوف ندرس ذلك دراسة واسعة ومعمقة ان شاء الله في بحثنا عن ابعاد عملنا الحضاري في هذا العصر تجديدا للحضارة التي اندفعت من المدينة المنورة الى العالم قبل اربعة عشر قرنا. وسنتطرق من هنا الى بعض اتجاهات هذا المنطلق الحضاري الذي يبين صلتنا بالله تعالى.

  1. تصفية العقيدة:

  2. معرفة الحياة الدنيا:

  3. العلاقة المباشرة بالله تعالى:

  4. الميعاد أو يوم القيامة:

    ان هذا اليوم يعد من الحوافز المهمة للالتزام بما انزل الله من احكام وافكار. وهو احد حوافز الانطلاق للعمل الاسلامي في العطاء الحضاري الذي قدمه المسلمون عبر التاريخ وسيستمرون بتقديمه ان شاء الله تعالى.

    إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ﴿١٥﴾.

    إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَ‌يْبَ فِيهِ ۚ.

    إِلَىٰ رَ‌بِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ‌ ﴿١٢﴾ يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ‌ ﴿١٣﴾.

    إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴿٤﴾.

    وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَ‌هُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِ‌جُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورً‌ا ﴿١٣﴾.

  5. اوضاع المؤمنين عند الله تعالى:

    فَمَن يُؤْمِن بِرَ‌بِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَ‌هَقًا ﴿١٣﴾.

    أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾.

    فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٣٨﴾.

    يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْ‌جِعِي إِلَىٰ رَ‌بِّكِ رَ‌اضِيَةً مَّرْ‌ضِيَّةً ﴿٢٨﴾.

    وَسَارِ‌عُوا إِلَىٰ مَغْفِرَ‌ةٍ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْ‌ضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْ‌ضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٣﴾.

    سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَ‌ةٍ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْ‌ضُهَا كَعَرْ‌ضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْ‌ضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ ۚ.

    وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّ‌سُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَ‌فِيقًا ﴿٦٩﴾.

    نَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ﴿٤٥﴾.

  6. المعرضون عن ذكر الله والعاصون:

    وَمَنْ أَعْرَ‌ضَ عَن ذِكْرِ‌ي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُ‌هُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ ﴿١٢٤﴾.

    وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ‌ جَهَنَّمَ.

    وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَ‌زَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَ‌بِّ لَوْلَا أَخَّرْ‌تَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِ‌يبٍ.

    فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْ‌تُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴿١٧﴾.

    هَلْ يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٦٦﴾ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴿٦٧﴾.

  7. العبادة:

    الدخول في عوالم العبادة الفردية يغني النفس الانسانية ويدفعها الى تحمل اعباء العمل العام بكل صعوبة بصورة افضل واكمل. والرسول الاكرم ﷺ أمره الله منذ بدء الدعوة بتحمل اعباء العبادة الشاقة:

    يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿١﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٢﴾ نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿٣﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَ‌تِّلِ الْقُرْ‌آنَ تَرْ‌تِيلًا ﴿٤﴾ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿٦﴾ إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ‌ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿٧﴾ وَاذْكُرِ‌ اسْمَ رَ‌بِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ﴿٨﴾.

    طه ﴿١﴾ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْ‌آنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾.

    والدخول الى عوالم العبادة يكون برفق حتى تنسجم النفس مع الاعباء الجديدة. اضافة الى الاحكام المعروفة بالعبادة فهناك التفكر والتأمل في خلق الله، وفي المجتمع للاهتداء الى العمل في سبيل الله وفي السياسة المحلية والعالمية من أجل مصالح المسلمين.

ثانيا: اشغال النفس فيما يقتضيه العمل الاسلامي

ان مجالات اشغال النفس فيما يقتضيه العمل الاسلامي من اهم مجالات العمل. وهي مجالات متعلقة بالارتباط بالله تعالى، باعتباره عبادة. ومنها ماهو مرتبط بالناس والمجتمع في مسراه الاخير.

ونقصد باشغال النفس ان يقوم الانسان بالاعمال بنفسه ومع نفسه. وعندما يحتاج العمل الى تعاون مع الآخرين يدخل العمل المشترك في فقرة اخرى من فقرات البحث وتحت عنوان آخر.

ان مجالات الانشغال مع النفس واشغالها كثيرة منها: مجاهدة النفس للتخلق باخلاق الانبياء والصديقين والصالحين والشهداء والتخلص من شوائب هوى النفس ومن نزغات الشيطان. ومنها تنمية الاحساس بالكلمة وبالواقع وبالمسؤولية. ومنها التنمية الفكرية بالمطالعة والاطلاع المركز والاطلاع المكثف والكتابة ومحاسبة النفس… الخ.

١. المجاهدة:

المجاهدة هي ان يجاهد الانسان نفسه ليبعدها عن الهوى ويقربها الى الطاعات. واهم هذه الامور هي ان يركز الداعية على ان يتخلق بالاخلاق الاسلامية. وقد اوضح لنا الاسلام صفات الشخصية الاسلامية التي ينبغي ان يتصف بها المسلم في ارجاء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقرأنا هذه الصفات وشاهدناها في الحياة الدنيا في شواهد بشرية في الانبياء والائمة والصديقين والشهداء والصالحين الذين حولوا هذه الصفات الى حياة يراها الناس بأعينهم ويسمعونها بآذانهم. وهذه الصفات سنطلق عليها اصطلاح مرتكزات الشخصية الاسلامية. وهي الصفة الحضارية التي تظهر على الناس في المجتمع الاسلامي وعلى العاملين لايجاد هذا المجتمع قبل مرحلة ظهوره وتكامله.

ان هذه المرتكزات جاءت على شكل صفات للرسول وللانبياء وللصديقين والشهداء والصالحين، وظهرت على شكل اوامر الهية. وسنستعرض بعضها، وسنعود الى هذا الموضوع في بحثنا الحضاري الاسلامي في بحث آخر ان شاء الله.

  1. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.

    نستعرض بعض صفات الرسول من القرآن الكريم:

  2. صفات الانبياء:

    وَاذْكُرْ‌ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿١٧﴾.

    وَاذْكُرْ‌ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَ‌بَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴿٤١﴾.. إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرً‌ا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴿٤٤﴾.

    وَاذْكُرْ‌ عِبَادَنَا إِبْرَ‌اهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ‌ ﴿٤٥﴾.

    وَاذْكُرْ‌ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ‌ ﴿٤٨﴾.

    يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ۖ.

    وَاذْكُرْ‌ فِي الْكِتَابِ إِبْرَ‌اهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ﴿٤١﴾.

    وَاذْكُرْ‌ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَ‌سُولًا نَّبِيًّا ﴿٥٤﴾ وَكَانَ يَأْمُرُ‌ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَ‌بِّهِ مَرْ‌ضِيًّا ﴿٥٥﴾.

  3. خطاب الله للمؤمنين وذكر صفاتهم:

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُ‌وا وَصَابِرُ‌وا وَرَ‌ابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّـهَ.

    أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ‌ بِالْمَعْرُ‌وفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ‌ وَاصْبِرْ‌ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ‌ ﴿١٧﴾.

    وَلَا تُصَعِّرْ‌ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْ‌ضِ مَرَ‌حًا ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ‌ ﴿١٨﴾ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ.

    وَلَمَن صَبَرَ‌ وَغَفَرَ‌ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ‌ ﴿٤٣﴾.

    وَأَمْرُ‌هُمْ شُورَ‌ىٰ بَيْنَهُمْ.

    الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَ‌اجِعُونَ ﴿١٥٦﴾.

    التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّ‌اكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُ‌ونَ بِالْمَعْرُ‌وفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ‌ .

والمجاهدة تشمل تنقية النية وخلوصها لله رب العالمين في جميع الاعمال صغرت أو كبرت وفي جميع الحالات في السر والعلن مع النفس ومع الآخرين في الحالات الخاصة والعامة.. وفي جميع الاوقات والاماكن.

وتشمل صرف النفس عن الذاتية التي تبعد الداعية عن الاختلاط بالناس وعن التعامل معهم وتدفعه الى الانطواء على الذات هروبا من الاوضاع الشاذة والصراع في سبيل الله، وصرف النفس عن الانانية التي تبعد الانسان عن العطاء وعن تفضيل المصالح العامة وصرف النفس عن الفردية التي تدفع الانسان للتسلق والتسلط واتباع المنكر والمخادعة والمغافلة في ذلك.

وتشمل الترفع عن صغائر الامور والتسامي على الخلافات الشخصية والتعامل بصدر واسع وافق واسع ومحبة واخلاص وايثار.

وتشمل تنقية الارتباط الحزبي عن العلاقات الشخصية والرحمية والعشائرية والاقليمية والعرقية.

٢. تنمية الحّس:

تنمية الحس بالكلمة: بالفكرة القرآنية أو النبوية أو ما ينبع منهما ويصدر عنهما ويبنى عليهما، والكلمة: الفكرة التي تنير الطريق وتنير امامنا البعيد والقريب وتنيرما حولنا.

وتنمية الحس بالواقع: المجتمع والاحداث، ومجريات الامور سياسية واجتماعية، داخلية وخارجية.

وتنمية الحس بالمسؤولية، بصدق الالتزام بالعمل الصالح.

تنمية الحس بالكلمة والواقع والمسؤولية أمر في غاية الاهمية يمكن ان تمارس هذه التنمية بالجهد والمثابرة وتبنى بالكسب والمران.

ان تنمية الحس هذه تتحول الى:

التنمية الذاتية تحتاج الى نية صادقة ومثابرة وصبر.

ونورد بعض النقاط التي يمكن الاستعانة بها في سبيل التنمية الذاتية للحسّ الفكري والسياسي والاجتماعي والتنظيمي والنفسي والحس في المسؤولية.

  • أ. الاخلاص في النية لله تعالى.

  • ب. التصميم على المثابرة والصبر.

  • ج. الاستعانة بالله ودعاؤه والطلب منه في جزئيات الامور وخصوصياتها وخاصة عند ممارسة العمل. كأن تقول عندما تدعى للخطابة أو الكتابة: انطقني بالحق وأجر على لساني الصدق، وارني الحقيقة. أو تقول: رَ‌بِّ اشْرَ‌حْ لِي صَدْرِ‌ي ﴿٢٥﴾ وَيَسِّرْ‌ لِي أَمْرِ‌ي ﴿٢٦﴾ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي ﴿٢٧﴾. والاستعانة بالمأثور وبالآيات القرآنية فيما يتعلق بالاستعانة. والدعاء كما في الآيات اهْدِنَا الصِّرَ‌اطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ رَّ‌بِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِ‌جْنِي مُخْرَ‌جَ صِدْقٍ، رَ‌بَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَ‌حْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِ‌نَا رَ‌شَدًا ﴿١٠﴾.

    وكما في الادعية المأثورة:

    ”اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه، وارني الباطل باطلاً واجنبني اتباعه“.

  • د. استيعاب فكر الدعوة وممارسة هذا الفكر بتحويله الى عمل في المجالات التنظيمية والسياسية.

  • ه. متابعة الامور السياسية والاجتماعية يوميا بالمطالعة والدراسة والملاحظة والمتابعة واختزان المعلومات لتكون خلفية مناسبة تساعد على سرعة الفهم والادراك.

  • و. التفكير الدائم بالدعوة والامة والمجتمع والسياسة.

  • ز. التعود على القراءة السريعة.

  • ح. القراءة اليومية للقرآن الكريم. ويتعود الداعية ان يلتزم بأن يقرأ ماتيسر من القرآن بعد كل صلاة، والاستماع الى القرآن والتأمل في الآيات وحفظ آيات مختارة.

  • ط. الاتصال بالحديث بالقراءة والمطالعة والتدارس.

  • ي. الاهتمام بالنقاش الفكري داخل الدعوة بين العاملين.

  • ك. الاهتمام بالتوعية الاسلامية والسياسية مع الافراد والجماعات.

  • ل. التصدي للاسئلة السياسية والاسلامية المطروحة والاجابة عنها فورا أو بعد دراستها.

  • م. الاطلاع المركز على بعض الكتب الممتازة التي تصدر بين فترة واخرى في السوق والتواصي بمطالعتها.

  • ن. استشراف المستقبل من خلال الدراسات المرحلية للدعوة كما رأينا العبد الذي آتاه الله سبحانه رحمة من عنده في سورة الكهف.

٣. التنمية الفكرية:

يقوم الداعية بتنمية نفسه تنمية فكرية ضمن برنامج معين أو ضمن ممارسة يومية تتحول الى عادة يتعودها الداعية. والتنمية تأخذ طابعا عاما وطابعا خاصا. فالطابع العام هو مجال الاطلاع العام على الاحداث ومجريات الامور والتيارات الفكرية والاتجاه الفكري عند مختلف الاحزاب والكتاب والمفكرين في الاقليم والبلاد المجاورة والعالم الاسلامي والعالم، من خلال المطالعة السريعة لجريدة يومية ومجلة أو عدة مجلات، ومن خلال مطالعة بعض الابحاث والكتب المختارة، والاستماع الى برامج اذاعية مختلفة من مصادر مختلفة. والطابع الخاص هو الاطلاع المركز على ثقافة الدعوة وبعض المواضيع الاسلامية والسياسية والتنظيمية المختارة والاطلاع المكثف على موضوع يختص به الداعية أو يريد ان يبحثه، وسنعود الى هذا البحث في فقرة تالية ان شاء الله.

٤. محاسبة النفس:

يراجع البحث الذي كتبه الشهيد السعيد ابو عصام عن المحاسبة في (صوت الدعوة العدد الرابع عشر).

ثالثا: الاتصال بالفكر والثقافة

المقصود بالفكر هنا هو الكلام العملي الذي تستنبطه الدعوة بجهد من المصادر الاسلامية ومن فهم الواقع بجميع ابعاده الحياتية وخاصة مايتعلق بالامور التنظيمية والسياسية.

والثقافة هي المعلومات التي تستفيدها الدعوة من محيطها في المجالات الاسلامية والتنظيمية والسياسية والعامة. والاتصال بالفكر والثقافة له علاقة بالنشاطات الذاتية التي يقوم بها الداعية وحده بالتنمية الفكرية كما مرفي الفقرة السابقة، أو بالنشاطات داخل الدعوة، أو بالنشاط العام مع الامة بالتوعية الاسلامية والسياسية. تشمل هذه الفقرة النقاط التالية: المطالعة، الدراسة، البحث، الكتابة الخاصة، الكتابة العامة، التدريس في حلقة مفتوحة، التدريس في حلقة خاصة، التفكير في اوضاع المجتمع، التفكير في الاوضاع السياسية.

١. المطالعة:

المطالعة هي القراءة السريعة واستيعاب المضمون بصورة عامة وكلما توغل الداعية في ممارسة المطالعة تزداد نسبة الاستيعاب للمضمون. والمطالعة ضرورية للداعية لكثرة المعلومات التي يحتاجها لتغطية المهمات الفكرية القيادية المطلوبة منه ولقلة وقته. ولذلك فأن على الداعية ان يتعود على القراءة السريعة لكي تتحول الممارسة المستمرة الى عمل يسير وبسيط لايأخذ جهدا واذا لم يحصل الداعية على التعود بسرعة عليه ان يثابر ويصبر الى ان تتحسن اوضاع المطالعة لديه.

والذي لم يتوفق للحصول على التعليم الكافي لاداء هذه المهمة يعمل للتغلب عليها بالتعلم، وبالاستماع، فأن الرسول الاعظم قاد البشرية بالتلقي من رب العباد والاستماع دون القراءة، وعلى الداعية الأمي ان يعوض عن القراءة الى أن يتغلب على أمية القراءة والمطالعة. يتعين على الداعية ان يطلع على الاحداث ومجريات الامور والتيارات الفكرية بالمطالعة اليومية للجريدة، وان يطلع على المجلات التي تغطي بقية المعارف المطلوبة. ويعين الداعية المواضيع العامة التي يحتاج الى مطالعتها بصورة عامة.

٢. الدراسة:

الدراسة من خلال القراءة هي الاطلاع المركز على الفكر والثقافة اي ان الداعية يطلع فيستوعب المادة التي اطلع عليها. وتكون الدراسة في القراءة المركزة مع التأمل والفهم المعمق. وينبغي ان تأخذ وقتها للاستيعاب الكامل، فاذا لم تتم الا بالقراءة المتأنية فليكن ذلك. وان احد مصاديق القراءة المتأنية ترتيل القرآن.

وتكون الدراسة مع القرآن الكريم ومع معرفة الاحكام لتطبيقها، ومع ثقافة الدعوة مع ما بحث الى توسيع المعرفة في بعض فروع افكار الدعوة، وفي موضوع الاختصاص والموضوع الذي يراد بحثه.

المطالعة في ثقافة الدعوة لاتكون الا في القراءة الاولى عندما تتحول حرارة الشوق للاطلاع على فكر الدعوة الى التهام سريع للكلمات. وتلي هذه المطالعة القراءة المركزة المستوعبة لتتحول الافكار الى اعمال. وللدعاة علاقة حميمة مع ثقافتهم فلهم حس خاص بمعرفة الغريب أو الشاذ من فكر الدعوة اذا وجدوه بين السطور ولايخطيء حدسهم في ذلك الا نادرا. وان شوق الشهيد السعيد ابي ثناء لمشاهدة عدد مطبوع من صوت الدعوة لأنه لايرى الا ابحاثا مكتوبة بخط اليد لصعوبة انتقال ”الصوت“ بشكلها البارز ولقلة الاعداد المتداولة، وتصلب جلد الاصابع التي تكثر من مسك القلم لاستنساخ صوت الدعوة عند بعض الاخوان صور مليئة بما يثير المشاعر الانسانية لابطال اسلاميين احياء وشهداء عند ربهم وجوارحهم سوف تشهد لهم بما بذلوا في سبيل الله.

٣. البحث:

ونقصد بالبحث الدراسة المركزة من خلال القراءة التي تستوعب المضمون بأوسع نطاقه والمكثفة التي تعود على الدراسة المركزة في مصادر مختلفة للاطلاع على جوانب الموضوع بأوسع نطاق. والبحث يكون عادة للكتابة في فكر الدعوة العام والخاص وفي مواضيع الاختصاص. ويحتاج الى اطلاع واسع ومعمق والى تعايش مع الموضوع وتأمل فيه. وللبحث هدف محدد هو لبّ الموضوع وله حواش ومقدمات تؤهل لب الموضوع للفهم والاستيعاب والتوضيح. والدعاة القادرون على البحث لم يكونوا قادرين أو لم يكونوا يظنون انهم سوف يكونون قادرين في يوم من الايام، ولكن الحاجة والتصميم والممارسة غيّرت وهم عدم القدرة الى قدرة فعلية وكذلك الدعاة الآخرون.

وسيأتي يوم ان شاء الله تكون ابحاث الدعاة دليل اندفاع حضاري يسود منطقة العالم الاسلامي ان شاء الله تعالى.

٤. الكتابة:

تحتاج الدعوة انواعا من الكتابة: الكتابة الصحفية، وكتابة النشرة المركزية، الابحاث الاسلامية، والابحاث الاختصاصية،

  • أ. الكتابة الصحفية:

    الكتابة الصحفية تشمل الكتابات بأنواعها: الايمانية، والاسلامية، والتنظيمية، والسياسية، والعامة، والادب الحزبي. وتقوم صحافة الدعوة بشرح افكار الدعوة وتبسيطها وابرازها بصورة تجذب القاريء لتؤثر فيه. كما تقوم بابراز معالم الاسلام في جميع مجالات الحياة. وتأخذ ذلك من كتب الدعوة ومن كتابات الدعاة، ومما انتجه المسلمون مبلورا وصحيحا وواضحا.. تقوم بتصوير الواقع الحياتي فتبين الاستعمار من جذوره الأولية وانواعه الفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والجغرافية. وتبين المآسي التي تصدر عن الاستعمار وعملائه في بلاد المستضعفين. كما تبين مقاومة الاستعمار وخاصة التي يقوم بها المسلمون.

    وتتحرى صحافة الدعوة الصدق والدقة والتبسيط والشمول ومتابعة السياسات المحلية والعالمية. ونضرب مثلاً واحداً: عندما تسمع في المعركة الانتخابية الامريكية مشاكل الاقتصاد الامريكي لاتقول ان الاقتصاد الامريكي منهار بينما هو أقوى اقتصاد في العالم، والرأسماليون الامريكيون يتلاعبون باسعار الذهب ليمتصوا خيرات الشعوب المستضعفة.

    الخبر والتعليق السياسي أو الاقتصادي في صحافة الدعوة ينبغي ان يعتمد على الحقائق الموضوعية والمفاهيم السياسية الواضحة للدعوة وليس على الدعايات.

    وقد اصدرت الدعوة بحثا عن الصحافة يكون دليلا للعمل الصحفي ان شاء الله.

  • ب. كتابة النشرة المركزية:

    تشمل بيان معالم الاسلام. وقراءة الوقائع الحياتية للدعوة من ناحية تنظيمية. والوقائع الحياتية للأمة من ناحية اجتماعية وسياسية. وتعتمد النشرات الاقليمية في مسيرتها على النشرة المركزية.

  • ج. الابحاث الاسلامية:

    ينبغي على علماء الدعوة ان يكملوا المسيرة الفكرية التي بدأها الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر بأصدار مجموعات من الابحاث التي تحتاجها الدولة الاسلامية والمجتمع الاسلامي والأمة الاسلامية.

    • ابحاث تفصيلية، شاملة مبتكرة من ناحية العرض والاسلوب ومعالجة الوقائع الحياتية الجديدة.

    • ابحاث فقهية واصولية وقرآنية تعطي زخما فكريا للدعاة لتغطية حاجة الأمة الى قياديين يدركون دقائق الاسلام.

    • النظر الى الدراسات الاسلامية من خلال توقع عودة الاسلام الى الحياة الدولية والدخول في دراسات تفصيلية لمواجهة ما ينبغي على المسلمين ان يقوموا به ازاء الأعراف والقوانين والمؤسسات الدولية.

    • اعادة فتح ملف الدعوة الاسلامية العالمية التي اطلقها الرسول بتأييد الله وتوفيقه في المدينة المنوره، وابراز معالم الاحكام الاسلامية في هذا الصدد، واخضاعها للمتطلبات الجديدة لمعالجة اوضاع المسلمين الحالية، وما ينبغي على السلطة الاسلامية ان تقوم به عندما تظهر الى الوجود الدولي في هذا العالم الذي نعيشه الآن.

    • توضيح العلاقة بين المسلمين وغيرهم داخل المجتمع الاسلامي وخارجه.

    • توضيح معالم الاحكام الاقتصادية التي تواجه الافراد والدولة والتنظيمات الاقتصادية والتجارة الداخلية والخارجية والشركات والمؤسسات الاقتصادية…الخ.

  • د. كتابة الابحاث الاختصاصية:

على الدعاة ان يبرزوا في هذه الفترة كتاباتهم حول الموضوعات التي اختصوا بها أو يستطيعون الاختصاص بها. ان اشتغال العديد من المهاجرين بالبحوث الاختصاصية في المجالات المتعددة بالاضافة لكونه حاجة وضرورة اسلامية للحاضر والمستقبل فهو استثمار لطاقاتهم المعطلة أو المنشغلة بعمل ثانوي أو شكلي ومعالجة لتكدس الطاقات وعدم فتح مجال العمل لها في بعض مناطق الهجرة.

٥. التدريس:

اعطاء فكر الدعوة والمتعاطفين مع الدعوة له اهمية كبيرة في حياة الدعوة والعمل الاسلامي. ومن خلال الحلقات الخاصة والحلقات العامة يتخرج المجاهدون وابطال العمل الاسلامي. وهذا موضوع طالما تطرقنا اليه في نشرات سابقة.

٦. التفكير في اوضاع المجتمع والاوضاع السياسية:

استيعاب الاوضاع الحياتية امر يحتاج الى متابعة بصورة عامة ومتابعة التفاصيل ومعايشتها والاطلاع عليها من خلال الاتصال المباشر بالافراد والجماهير والسماع والقراءة ومن خلال التفكير المتواصل.

  • طريقنا هو طريق الاسلام والحياة وكلاهما يشمل جميع الامور.

  • تنبه الداعية لسلوك هذا الطريق ينبغي ألا يفارقه طرفة عين.

  • الاستعانة بالله تعالى في تحمل الاعباء تساعد الداعية على العمل الشمولي.

  • لايكلف الله نفسا الاوسعها.

  • المشاركة والتعاون بين الدعاة يسهل طريق الاستيعاب والتفكير.

  • الاختصاص يوزع المسؤوليات ويعطي الدعوة الشمول والعمق في ادراك القضايا.

  • لاعبادة كالتفكير.

رابعا: الاتصال بالدعاة

الاتصال بالدعاة يكون عن طريق الحلقة الخاصة والعامة والاجتماعات الحزبية الاخرى، ومتابعة اعمال الدعوة واللقاءات الطارئة أو المقصود بالمواعيد الطارئة عرضا.

والاتصالات الحزبية ليست على مستوى واحد، ولها اولوية لعلاقتها المباشرة باعمال الدعوة المختلفة، واولويتها تأتي من اولوية العمل المقصود. وينبغي ان تحاط الاتصالات بالكتمان والحذر والاحتياطات والبدائل وخاصة المواعيد المحاطة بالعيون. وينبغي على الدعاة ان يركزوا على مواضيع لقاءاتهم ويهتموا بها من جميع النواحي، وان يكون الالتزام بها ابتداءا وانتهاءا. وعدم اهمال اي امر من امورها. وان يسود اللقاءات الحماس والحيوية. وينبغي ان تكون اللقاءات واضحة في اهدافها وتفاصيلها وان لاتتداخل الاعمال فيؤدي اما الى نسيان العمل أو ان يقوم بالعمل الواحد اكثر من جهة.

خامسا: الاتصال بالمجتمع

الاتصال بالمجتمع هو اتصال بالأمة لتغيير العلاقات الراكدة والخاطئة والمنحرفة واصلاحها بالاحكام والمفاهيم الاسلامية. ويتم ذلك من خلال الواجهات والتوعية الاسلامية والسياسية. ومن خلال الاتصالات المختلفة المنظمة والمنسقة والمخططة.. بالجيران والارحام والاصحاب والمعارف والناس في البيوت والاسواق والمقاهي والمصانع والمدارس والجامعات. والمساجد والحسينيات، وفي الاحتفالات والاجتماعات والنوادي والجمعيات.وبأهل الاحزاب والمنظمات والمفكرين والسياسيين والعلماء. وبالمواسم والمناسبات وفي رمضان والحج والمحرم. وبالصراع الفكري والسياسي وفي كل المجالات المتاحة مع جميع الاشخاص والتجمعات والجماعات وبالتعرض بالشرح والتوضيح والنقاش. والنقد للقوانين والاعراف والعادات والتقاليد والمثل والقيم السائدة في المجتمع وبتغيير وتقويم الافراد والجماعات.

١. الواجهات:

وهي المؤسسات العلنية التي تؤسسها الدعوة أو ما اليها التي تقوم باعمال عامة تساهم في فرع من فروع العمل الاسلامي أو السياسي أو الاجتماعي الذي يحقق هدفا من اهداف الدعوة ويساهم في مسيرة العمل الاسلامي.

كلما كثرت واجهات الدعوة في اقليم ازدادت فرص تأثيرها على الناس. واختيار الواجهة يبنى على امور منها:

  • أ. الامكانيات التي نمتلكها من اشخاص مؤهلين وتأثير على من يتعاون معنا لتحمل اعباء مالية أو اجتماعية أو سياسية.

  • ب. نوع العمل المطلوب واهميته واستساغة الناس له وتأثيره عليهم. وتوسيع نطاق التنويع ليشمل جميع الاوساط والطبقات والمهن ويشمل النساء والاطفال والشباب.

  • ج. مركز الواجهة، المكان الذي له اهمية اكثر له تأثير اكثر. وعادة يكون ذلك في العواصم والمدن أو الاماكن ذات المواصفات التي لها تأثير خاص. مثل المراكز السياسية أو الدينية أو التجارية… الخ.

  • د. ان لاتكون الواجهة تكرارا لواجهة اخرى دون مقتضى لذلك أو منافسة لواجهة باستطاعة الدعوة ان تحصل منها على نفس الهدف أو قريبا منه. أو تكون لانشائها سلبيات حقيقية واضرار تفوق الايجابيات المتوخاة منها للدعوة.

٢. التوعية الاسلامية والسياسية:

التوعية هي العمل على زيادة وعي المسلمين والناس جميعا على الاسلام والسياسة من وجهة نظر الدعوة الاسلامية. والتوعية عمل رئيسي من اعمال الدعوة. وينبغي ان تتسع دائرته باستمرار ويكون ذلك بالاتصال بالاسرة والارحام والجيران والاصحاب والناس في كل الاماكن. والاتصال بالجماعات والاحزاب والجمعيات والمنظمات والاتصال بالمساجد والمدارس والجامعات والمصانع والاسواق. ويكون ذلك في الاوقات الاعتيادية واوقات العمل والمواسم في رمضان والحج ومحرم ويكون بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة. عن طريق الاذاعة والتلفزيون والسينما والتسجيل والمجلات والجرائد والكتب والنشرات والملصقات الجدارية واللافتات والكتابة في الاماكن التي يتاح فيها الكتابة، وجميع الاساليب المثيرة. ويكون بالتبسيط والتكرار والشرح والتفصيل والنقاش والاساليب الجديدة والملفتة للانتباه وبين الرجال والنساء والاطفال.

٣. التأثير على العلاقات في المجتمع:

ان عملية تغيير العلاقات في المجتمع لاتتم الا بالتغيير الشامل الذي يحتوي على امكانية تغيير القوانين والتشريعات.

والى ان نصل الى هذه النتيجة لابد من القيام بأعمال تؤثر على المجتمع فتصلح بعض العلاقات فيه. وان ذلك يقتضي امورا منها:

  • أ. التأثير الفكري والنفسي على الناس واقناعهم بمخالفة بعض الامور المخالفة للاسلام للتخلي عنها.

  • ب. القيام باعمال تجعل القائمين على الاعمال غير الاسلامية لايرتاحون لما يقومون به.

  • ج. احياء ظاهرة اسلامية اندرست معالمها بين الناس.

  • د. اعادة الحيوية الى مفهوم اسلامي في طريقه الى الاختفاء من التداول الاجتماعي.

  • ه. ايجاد عادات واعراف اسلامية جديدة في المجتمع.

  • و. محاولة محاربة مفاهيم اليأس من عودة الاسلام عند الناس.

٤. الصراع الفكري والسياسي:

وهو العمل على اظهار زيف الافكار والاعمال غير الاسلامية في العالم الاسلامي وخاصة في الاقاليم التي نعمل فيها بكل الوسائل الشرعية للوصول الى نتائج مرجوة. ويمكن ان تستعمل الدعوة وسائل العنف اذا اغلقت منافذ العمل الاعتيادي امامها.