توجيهات الشهيدالسعيد الشيخ عارف البصرى
استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان:
لايجوز التحدث بالتنظيم والعلاقات الخاصه الا من خلال التنظيم.
ولايجوز التحدث بالاعمال الابقصد انجازها.
يجب التحدث بالافكار ولكل مقام مقال.
لايمكن اخفاء العمل الاسلامي ولذلك يحرص على اخفاء التنظيم.
يجب ان يظهر العمل الاسلامي بالتدريج وبشكل لايثير الآخرين.
ومن الافضل وضع النشاط الاسلامي في المجتمع كنشاط مألوف. ان ظهور العمل الاسلامي يثير عملاء الاستعمار السياسيين والمثقفين بثقافة الاستعمار، كما يثير المتدينين المتزمتين والجبناء والجهلة، ويثير علماء الدين الذين يخشون على نفوذهم الديني ولذلك يجب التقليل ما امكن من ردود الفعل لدى هؤلاء جميعا.
ان التقية حكم طبيعي للعمل الاجتماعي الذي يعمل لتغيير المجتمع وجميع الاحزاب تستعملها بشكل ما، وهي عندنا من الاحكام الشرعية.
الثرثرة ظاهرة مرضية وهي الكلام عما لايعني العامل في حقل العمل كأن يتكلم شخص عن معرفته بالداعية فلان، او معرفته بالقيادة الفلانية او اللجنة الكذائية او يتكلم عن عمل لايعنيه سمع به صدفة. فالثرثرة هي الكلام عن العمل فيما لايتعلق بانجازه، انما يتعلق باظهار المعلومات او التباهي بمعرفة المعلومات او الفضول في الكلام بما لايعنيه، وهو خطر يجب تقليله وعلاجه الى ادنى حد ممكن بالمراقبة والمحاسبة واصدار التعليمات التوجيهية المناسبة الحكيمة،والثقافة الايمانية الحزبية للعاملين.
يتجنب الاتصال بالعاملين في دوائر التجسس، للضرر البليغ المحتمل الحدوث، وكل عمل ضرره اكثر من نفعه، او احتمال تغلب ضرره على نفعه يتجنب.
الطاعة الحزبية:
الطاعة الحزبية من ضرورات سيرالعمل ونجاحه في جميع الاحوال مطلقا في اليسر والعسر، في الشدة والرخاء… الخ.. ضمن الشرع، ضمن التنظيم، ضمن المرحلة.
لمن الطاعة: في الحلقة ـ للمشرف، في اللجنة ـ للموجه او الرئيس او المشرف، في الخبرة ـ لصاحب الخبرة، في الجماعة لاميرها، وان اختلفتم في شئ فردوه الى الله والرسول واولي الامر منكم (الشرع والتنظيم والمرحلة) ولاتنظيم بغير طاعة ولا عمل جماعة بغير طاعة، آداب الطلب والامر، وآداب الطاعة والاستجابة. تحشد المعاني القرآنية والرسالية الاخرى للتربية الايمانية.
الصبر على الطاعة: الطاعة حق، الطاعة تضحية وعطاء الطاعة عمل وجهاد.
اقرأ هذا الكتاب، وزع هذا المنشور، اذهب الى الفندق وقابل الوفد الفلاني، سافر الى الجزيرة وبلغ كذا، ادخل الى الفريق الكشافي، أنشئ نشرة مدرسية، ادخل الى الكلية الفلانية توظف في الوظيفة الكذائية، اترك عملك وانتقل الى عمل كذا… اترك عملك وتفرغ للعمل الخاص، ناقش فلانا، التزم بالصلاة في مسجد كذا قم بخدمات اجتماعية في الجمعية الفلانية، اصبر على الاذى في هذا المجال، لاتعط معلومات عن كذا في اى ظرف من الظروف، ادخل في انتخابات المعلمين، تفرغ لاعمال الطلبة، اكتب البحث، تخصص بالاختصاص الفلاني، إرأس لجنة كذا. لاطاعة لاعمل.
في التغيير:
إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ
الحد الأدنى من التغيير في المجاهد: ان يسير على طريق تحسين علاقاته مع ربه ومع نفسه ومع الآخرين، وان يظهر ذلك على حياته اليومية سمته وحديثه وعلاقاته ومن ذلك ان يلتزم بجميع التزامات الاسلام فلا يترك واجبا ولايرتكب محرما. وان يلتزم بالتزامات العمل التنظيمية العامة والخاصة، وان ينمي قدراته الثقافية والذهنية باستمرار. وان يفكر ويهتم باوضاع المسلمين، وان يفكر ويهتم بأوضاع العمل الاسلامي، وان يعتني بالعاملين معه والعاملين في العمل الاسلامي. وان يعطي من وقته وماله ونفسه في سبيل الله، وان يتسامى على الخلاف بينه وبين المسلمين في سبيل الله.
حول كيفية التغيير الفردي: يستهدف العامل عندما يتصل بشخص آخر عملية التغيير ويكلمه بما يؤثر فيه بعد ان يبدأ بمعرفة مكوناته الفكرية والنفسية، كأن يبدأ معه بكلامه عن حرب حزيران او حرب شهر رمضان، او يبدأ بالكلام عن صلاة الجماعة، او مسجد كذا، او يبدأ بكلامه عن التخلف الاجتماعي، او مشاكل التجارة او الصناعة او الزراعة، او يتكلم عن التعليم وسوء توجيهه من الناحية التربوية، ومن الناحية المنهجية، اويتحدث عن سوء التربية الاجتماعية والتهتك في الاخلاق وانتشار الافلام الخلاعية وعن الازياء والحياة الببغاوية، او يتكلم عن خط الفكر الماركسي، او عن عبقرية لينين، او يتكلم عن النظافة في البيت وعند الناس، او يبدأ بالكلام عن الصحافة العربية والعالمية، او عن الشعر والآداب، او عن الدراسة الدينية في النجف او الازهر، او عن الغلاء وقلة السلع، او عن الفقر والجهل والمرض، او عن اكواخ الفقراء، او عن السياسة الاستعمارية في البلاد او غير ذلك حسب مقتضى الحال.
واختيار الحديث مع الناس له اهمية قصوى بالتأثير عليهم وجذبهم الى مناطق النفوذ الفكري الذي يحمله العامل، وهذا هو بداية الطريق الطويل للاستمرار بالتأثير عليه والبدء بعملية تغيير فردي. والعامل الذي يغير الآخرين يجب ان يكون سلوكه مطابقا لقوله، قال تعالى أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ .
قال تعالى كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿٣﴾.
ان عملية التغيير مستمره لدى المجاهدين بمسيرتين، مسيرةتغيير الذات، ومسيرة تغيير الآخرين.
والتسامي الى حد: لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا ﴿٢١﴾.
حول ظاهرة الاختلافات والانقسامات:
كل مجموعة من المجموعات البشرية معرضة الى انشقاق اشخاص او انقسامات، اي ان مجموعة من الناس تنشق عن المجموعة الاصلية، ولهذه الظاهرة اسباب عديدة، منها ان يكون مستوى وضوح الفكرة ليس واحدا عند القياديين، ومنها طموحات عشوائية لدى بعض المتنفذين، واختلاف في وجهات النظر في متابعة وفهم وتفسير الاحداث, ومنها تقصير لدى بعض المسؤولين، ومنها احداث معينة تمر على العمل، ومنها تباعد الاتصال بين فروع العمل في مختلف الاقطار، ومنها سلوك غير مناسب من بعض القياديين، ومنها التفكير الفردي لدى البعض، وغيرها من الاسباب…
ان قسما من هذه الانشقاقات يمكن تلافيه بالحكمة والموعظة الحسنة والذي يستمر في طريقه الى التباعد عن العمل، قديعمل بحكمة ويسير في طريق غير مشوب بالاعراض سوى الخدمة العامة، هذا القسم يعتبر تنظيما خاصا، وسوف يعود للعمل في يوم ما. والذي يصاحب سيره التباعدي سباب وشتم لايقابل بالمثل ابدا، لأن المقابلة بالمثل تزيد من شقة الخلاف وتزيد من اندفاع الآخر التباعدي كما انها تزيد من انكشاف العمل، وان السكوت عن السباب يضعف الحجة ويبعد اهل الانصاف عن العمل المنشق، وقد يعيد المتباعد الى العمل.
ان التربية الحديثة تتماشى مع رغبة الانسان في الاثرةوحب الذات وتبعده عن الروح الجماعية والايثار. والعمل الجماعي يحتاج الى الابتعاد عن التفكير والسلوك الذاتي، فالمهندس المعاصر وكذلك الطبيب والعالم الديني كلهم يفكرون تفكيراً ذاتياً يريد النجاح لنفسه، يريد الدعاية لنفسه، والسمعة الحسنة لنفسه، يريد الكتاب الجيد والمدرس الجيد،والطالب الجيد…الخ لنفسه.
ومن الخير للعامل مع الجماعة ان يحول جزءً كبيراً من مصلحته الخاصة الى مصلحة الجماعة، قال تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢١٥﴾ فالمؤمن المجاهد يضحي بنفسه وماله ووقته في سبيل الله بطريق العمل الجماعي.
الجماعة والعمل الجماعي في سبيل الله هو قطب الرحى. فمنهم من يعيش في داخله، ومنهم من يقترب من العمل، ومنهم من يبتعد عن العمل، ومنهم من لايعرف عن العمل، ومنهم من لا يعرف ولايهتمّ، ومنهم من يعرف ويحب ويقف بعيدا، ومنهم من يعرف ويعادي، ومنهم من يعرف ويحارب، ولكل من هؤلاء معاملة خاصة.
تستعمل المحاسبة ويكلف بالعمل من يعيش داخل العمل.. ويكلف على سبيل التجربة من يقترب من العمل وتسحب الاعمال بالتدريج ممن يبتعد عن العمل… ويجري اتصال مناسب لمن لايعرف عن العمل، والذي يعرف ولا يهتم يتصل به اتصال متباعد، والذي يعرف ويحب ويقف بعيدا يتصل به اتصال ذكي لايخيفه، والذي يعرف ويعادي او يحارب لايُعَادى ولايُحَارب.
حول التفرغ:
ان التفرغ للعمل الاسلامي امر من الامور المهمة والمستعجلة،ولم يتم اى عمل من الاعمال الاجتماعية الابتفرغ. لدينا مجال واسع للتفرغ لم نعره اهمية كافية، رغم ماله من مردودات عظيمة في قيادة الامة. ان علماء المدن والمحلات في المدن الكبيرة، وفي القرى والارياف والعلماء المتجولون والخطباء لهم اهمية خاصة لايختلف في ذلك اثنان. ووجودنا في هذا القطاع الحيوي يمكن ان ينمو سريعا اذا وضعت له خطة وتوبعت الخطة بشكل جيد:
-
أ. تقام حوزات علمية صغيرة باشرافنا في جميع الاماكن التي يمكن تحقيق ذلك فيها. في بغداد في الكاظمية في الكويت في البحرين في بيروت في طهران في…
-
ب. يرسل الى الحوزات العلمية الرئيسية اشخاص كثيرون من المجاهدين واصدقائهم.
-
ج. فحص الاماكن التي تحتاج الى علماء في المدن الصغيرة والكبيرة والقرى، في جميع البلاد التي نتواجد فيها.
-
د. القيام باعمال تجعل تعيين الاشخاص في الاماكن الشاغره بايدينا او متعلق بنا.
ان هذه العملية تحتاج الى تدبير وجهد عظيمين وتستحق كل اهتمام. والمجاهدون من علماء المساجد يقومون بالاعمال الاسلامية العامة والخاصة بتفرغ كامل،وهو تفرغ مشروع ومعترف به ولايمكن التأثير على وجوده.
والتفرغ الآخر: هو ان يترك الشخص عمله الخاص وينصرف الى العمل الخاص، اكثر كلفة من الاول، وهو كذلك ضروري ولايجوز التقصير به، وان كان الوضع كما يبدو لدينا واقع في نطاق القصور لاالتقصير.
ان المستقبل ينطوي على اعمال ضخمة لاينجزها الا مجموعات من المتفرغين. ان الحاجة تقتضي زيارة الاقطار المختلفة حيث مواقع العمل للتوجيه والتشاور والتنظيم. وقد تحتاج الزيارة الى اقامة شهور. الحاجة تقتضي ان نرسل دعاة متفرغين الى بعض الاماكن لايجاد العمل، او لتصحيح سير العمل، ان الاعمال السرية عندما تكثر تحتاج الى متفرغين. ان بعض الاعمال القيادية تحتاج الى تفرغ ايضا.
والتفرغ نوعان: كلي وجزئي: فالتفرغ الكلي معناه كل الوقت للعمل، والجزئي معناه بعض اشهر السنة كلها للعمل، او جزء من الوقت اليومي بانتظام، وضمن تكليف خاص من العمل. وهذا لايشمل العمل الاصلي الاعتيادى المكلف به العامل.
حول التخصص في العمل:
كل عمل عام او مرشح لان يكون عملا عاما يحتاج الى اختصاصيين مطلعين على معرفة مفردات ما يحتاجه العمل العام ان امتنا التي ابتليت بالجهل المتراكم، خلال القرون اهملت العناية بالاختصاص الاماندر ومن حمد الله ذلك لم يشمل العناية بالاختصاص بالفقه والاصول. ونتيجة لامتداد اهمال الاختصاص قرونا متلاحقة اصبح من العسير ارجاع اهمية الاختصاص الى اذهان الناس. والتغيير الحادث عند الداعية يقتضي احياء المفاهيم ذات الحيوية الخاصة المؤثرة في حياة الناس، ومنها احياء مفهوم اهمية الاختصاص لدى الامة.
ان الشريعة الاسلامية تعني بهذا المفهوم من فروع الحياة، وتقول بأن ما يحتاجه المسلمون بوجه عام يجب عليهم توفيره على نحو الواجب الكفائي، وان لم يفعلوا ذلك فقد اصبحوا كلهم آثمين.
وعملنا العام يحتاج الى اختصاصات تتسع، ويجدر بها ان تتعمق باستمرار.ان متطلبات العمل تؤكد ذلك، والاختصاصات تشمل اختصاصات تنظيمية وثقافية واقتصادية وسياسية وعلمية ـ تقنية والخ… فمثلا لجنة العلاقات الخارجية يقتضي ان تشتمل على افراد لهم القابلية الثقافية والاجتماعية لكي تنمو اتصالاتهم الشخصية بالتجمعات التي تتعامل معها في الوقت الحاضر وفي المستقبل وخاصة التجمعات الاسلامية. وهذا اختصاص او مجموعة اختصاصات. وان القضايا السياسية الرئيسية السائدة في المنطقة مثل قضية البترول وفلسطين والقضايا التنظيمية التي تحتاج الى تخصص بمعرفة التنظيمات والافكار التنظيمية في العالم والتاريخ والقضايا الاقتصادية التي تحتاج الى معرفة العلاقات التجارية والنقدية في العالم والقضايا التقنية التي تحتاج الى معرفة استعمال اجهزة اللاسلكي واجهزة الطباعة المختلفة. ان هذه القضايا اذا امكن ايجاد اشخاص يقومون بمعرفتهاوالتعمق بمعرفتهالكي يوفر ذلك الاختصاصات التي نحتاجها وتحتاجها الامة. ويمكن ذكر بعض الاختصاصات. معرفة البلادالاسلامية من الناحيةالجغرافية والسياسية والاقتصادية تحتاج الى عدة مختصين. شؤون وخطط البلاد الاستعمارية، تحتاج كذلك الى مجموعات من الاختصاصيين. شؤون التصنيع والنمو الاقتصادي في كل بلد يحتاج الى اختصاصيين وكذلك المؤسسات العالمية مثل هيئة الامم المتحدة، ومتفرعاتها الاحلاف العسكرية والاقتصادية التي تنشؤها الدول الكبرى وكذلك الصحافة والاعلام، الفكر والتشريع والتاريخ الاسلامي، التيارات الفكرية في اوروبا، التيارات الفكرية في البلاد الاسلامية، الشخصيات الفذة في تاريخ الامم… وهكذا.
ان الاختصاصيين يجهزون العمل بالمعلومات والاعمال ضمن اختصاصهم وكذلك ينشرون نتاجهم على الامة، لينيروا به الاخرين، ويكونوا كمنارة يهتدي بها الناس في مجال الاختصاص. هذه قضية يجب ان نعيهاوان نوليها ما تستحق من الاهمية، ومن الافضل ان نترجم اهتمامنا بها الى واقع. في المجالات المتيسرة لنا، في اقرب وقت وما التوفيق الا من عند الله.
حجم العمل:
ان حجم العمل الذي نقوم به، حدوده مناطق العمل العراق لبنان الخ… وحدود تأثيره العالم الاسلامي، وحدود صدامه الدول الكبرى والعملاء والحكام. ان قياس الحجم الفعلي للعمل معقد:
هل يقاس بعدد الافراد او بعدد الانصار او بحجم اعمالهم، هل يقاس بقوة التأثير على الجماهير، هل يقاس بنوعية الافراد، اندفاعهم وشجاعتهم وايمانهم وثقافتهم ووعيهم، هل يقاس بنوعية العمل الذي يقوم به… هل يقاس بالضغط الذي يلاقيه من الحكام، هل يقاس بالمقاومة التي يقاومه بها معارضوه ومعاندوه… ولذلك فان تقدير الحجم الفعلي للعمل يعتمد على الحاسة الخاصة لدى القيادة بفهم هذه الامور جميعا وبشكل متفاعل. قد تمر فترة من الزمن يزمجر الشارع تأييدا للعمل. وتمر فترة يعتقل المجاهد ولايلقى عطفا من احد. ان جمع المعلومات عن العمل في فترة واخرى تعطي نوعا من الانطباعات لتكوين الرأى النهائي. ان المجاهد يجب ان يعي ان لاعماله تأثيرا مباشرا على امته، وعلى امواله وحياته، ومن يتعلق به.ان مراحل العمل الابتدائية يشوبها الهدوء واللذة لنتاج العمل، وللنشاط المطلق بلا خوف ولاوجل، وبعد ظهور العمل فان العمل يحيطه خطر السجن والقتل.
ان امام العمل الاسلامي القوى الشريرة المادية العظمى في العالم، ولن تألوا جهدا في القضاء على العمل الاصيل الذي سيوقظ العملاق من القمقم. ان ظهور الدولة الاسلامية على المسرح السياسي في العالم امر يرعب الدول العظمى لانه الخطر الحقيقي على مصالحها وكيانها الاستعماري في العالم الاسلامي باجمعه، ويعلمون ان ذلك هو مرحلة من المراحل وليس نهاية المطاف.
وعليه يجب تهيئة ذهنيات العاملين لمعرفة الطريق، وانهم يسيرون على طريق ذات الشوكة. والتربية الايمانية كفيلة بتهيئة المسلم لمقابلة جميع الظروف وجميع المخاطر. الخطر الذي يحيط المجاهدين يتناسب مع حجم العمل الذي يعملون ضمنه. وان الاستشهاد في سبيل الله الذي هو امنية المؤمن، مرشح ان يناله العامل الاسلامي منذ ابتداء ظهور دعوته الى نهاية مطاف حياته.
اساليب احصائية:
لكي تستقصى المعلومات والآراء في منطقة او مجموعة مناطق يمكن وضع اسئلة خاصة، وتوضع اجوبة على شكل جداول من قبل كل مسؤول، وهذه بعض النماذج:
(١)
المنطقة | |
النشرة المركزية | |
النشرة الخاصة | |
الثقافة الميسرة |
(٢)
الحلقة الخاصة | |
الحلقة العامة | |
المجالس الثقافية |
(٣)
المفاتحة | |
التبرع | |
اللجان الفرعية |
(٤)
الاحتفالات | |
مراكز النشاط | |
النشاطات العامة |
(٥)
الجوامع | |
العشائر | |
الاسواق | |
النقابات | |
المدارس | |
الاحزاب | |
الوجهاء |
(٦)
العمل | معلم | مدرس | طالب متوسطة | طالب ثانوية | طالب جامعة | موظف | كاسب |
---|---|---|---|---|---|---|---|
المجاهدون | |||||||
الواعون | |||||||
المؤيدون | |||||||
المتروكون | |||||||
التاركون |
موقفنا من الآخرين:
بعيدا عن التأثرات الذاتية، لانسبّ من يسبنا ولا نحارب من يحاربنا ويهاجمنا، ولانجابه من يعارضنا الا اصلا من اصول البلاء في بلادنا وهم المستعمرون، ومن لم يكن معنا من المسلمين نعاملهم كما قال رسول الله ﷺ:
اللهم اغفر لقومي فانهم لايعلمون.
سواء اكان المسلمون متحزبين بالاحزاب الكافرة، او كانوا اتباع شيخ متزمت او انهم مأخوذون بدعاية السوء.
ولذلك فليس لنا مع مؤيدى وانصار واعضاء الحزب الشيوعي او الحزب الموالي للسلطة ـ اي سلطة كانت ـ الا البلاغ المبين واما من يريد التعاون معنا من المسلمين اثناء سيرنا في الخط التغييرى سواء اكانوا افرادا ام جماعات ام احزابا فانهم لنا احلاف. وهذا الكلام ينطبق على جميع مراحل العمل، الا ان الاختلاف يكون في ان نعمل باسم كتلة معلنة او باسم العمل نفسه او باسم افراد.
الا ان من يقف معارضا لاعمالنا نبطل عمله بالتي هي احسن ومن يؤثر على سيرنا نبطل تأثيره ما امكن بالتي هي احسن. وبالنسبة الى الحكام فان ارتباطهم بالمشاريع الاستعمارية مباشر فان الموقف ازاءهم، يرتبط بالموقف مع الاستعمار حيث لامهادنة وحسب مراحل العمل. ومع ذلك فان العمل الجيد الذي يصدر من الحاكم نصفه بانه عمل جيد، فان قبول الحكم في العراق الاتفاق النفطي مع الاتحاد السوفيتي عمل جيد وان كان لم يطبق. وان الهجمة العسكرية في شهر رمضان سنة ٩٣ على الجيش الاسرائيلي في سيناء والجولان عمل جيد، وان انسحاب العراق من حلف بغداد وانسحاب باكستان من حلف جنوب شرقي آسيا عمل جيد، وان اعمال التصنيع النفطي في الجزائر عمل جيد وهكذا…
الالتزام بالمرحلة من ضرورات العمل:
المرحلة الاولى من العمل لانتصدى لايّ كان بصد يوجب الخلاف والعداء، وفي بعض مناطق العمل يكون التنظيم قويا وقادراعلى التصدي، وقد يخطر في الذهن ان عدم التصدي هو جبن وضرر او هو ميوعة لاضرورة لها، او هو انحراف عن الخط الجهادي او غير ذلك من التفسيرات… ولكن الحكمة تقتضي بان يكون التصدي معتمدا على قوى متكاملة لها من الامكانيات الذاتية، وامكانيات التأثير ما يجعل عملية التصدي ذات اصداء عالية، ويجعل الهجوم على العمل ـ لغرض القضاء عليه ـ يرتد خائبا وهو حسير، اي ان هذا التصدي يقتضي ان يعتمد على قاعدة صلبة لاتنهار ولها من الامكانيات الدخول في معارك طويلة النفس، وان يكون تطور المعارك في صالح العمل.
وقد يكون بعض اساليب العمل له دوّي عظيم يخال المرء الخارجي ان ذلك الاسلوب لابد انه يستند على قوة عظيمة وليس هو كذلك وقد تغري استمرارية نجاح بعض الاساليب بعض العاملين لاظهار عضلاتهم خارج نطاق المرحلة وهذا خطأ كذلك. ان السير ضمن المرحلة هو قضية طبيعية وهو موجود في جميع الكائنات الحية والاجتماعية. ان الانتقال من مرحلة الى اخرى، هو نمو الامكانيات فعندما يكون العمل قادرا على التصدي والانتقاد العام للاعمال العامة ينتقل الى المرحلة الثانية وعندما يتمكن من التغيير الكلي ينتقل الى المرحلة الثالثة وهكذا…
ان الامكانيات لايمكن النظر اليها من خلال منطقة، ولامن خلال اسلوب ناجح او مجموعة اساليب ناجحة. وان عدم وضوح العمل هو الذي يكون حافزا للبعض على القيام ببعض الاعمال خارج نطاق مرحلة العمل، عندما تكون لديهم امكانيات محلية للقيام ببعض الاعمال.
الثقافة المركزية:
ينبغي وضع دراسات حديثة ومفصلة عن الفكر الاسلامي والاحكام الاسلامية بشكل يربط الفكر والاحكام بالواقع المعاش، من خلال هذه الدراسات يمكن دحض جيمع الافكار المعارضة للاسلام والتي تقوم الدول والافراد والتجمعات باصدارها واغراق الاسواق بها وهذه العملية لايقدر عليها الاقلة وهو واجب لايقوم به من يكفي من المسلمين، لعدم وجود ما يكفي ولذلك يتعين على القادرين وجوبا تعيينيا القيام بهذه المهمة الشاقة العظيمة ويمكن الاطلاع على الافكار المعارضة تلك من الاطلاع على المجلات الفكرية المركزة مثل مجلة دراسات عربية، ومجلة الطليعة القاهرية الخ..وعلى الصحافة الفكرية الحزبية وعلى الكتب المترجمة الصادرة من المفكرين اليساريين واليمينيين في اوروبا وعلى الكتب التي تصدر عن ارباب الفكر العالمي الشيوعي والرأسمالي وسوق الكتب في بيروت مملوء بها. وبالنسبة للفكر التنظيمي فانه ميسر في النشرات ويمكن اعادة كتابتها على شكل كراسات مبوبة، وينبغي للعاملين في هذا المجال ان يطلعوا على الفكر التنظيمي للاحزاب الاخرى، لالغرض التقليد، وانما لكي يطلعوا عليه لتوسيع ذهنية التفكير وان عملية التقليد السائدة بين الاحزاب وان كانت هي عالة بشكل او بآخر على الفكر التنظيمي للينين وما وتسي تونغ الا انها عملية غير ناجحة ايضا، الهالة العامة والفكر المحلي للعمل يجعل التقليد لدى ارباب هذه الحركات ـ مستساغا. وبالنسبة للفكر السياسي لدينا خطوط عريضة وعلى المتمكنين ان يتابعوا الاحداث السياسية في العالم وفي المنطقة ويتابعوا التغيرات الصغيرة التي تحدث في العالم.
الثقافة العامة:
يجب على القادرين ان يقوموا بكتابة القصة والشعر والمقالة والبحث على ان يكون ذلك ضمن التجربة النامية في بلادنا وضمن ممارسة التجارب الحية في هذا المجال. ومعرفة الاصول المتبعة وان ينشر النتاج في المجلات والصحافة المنتشرة بين الناس ان المنابع الاصيلة القرآن والسنة والتاريخ غنية بالفكرة والعبرة وعلينا تجليتها للامة باجلى بيان واجمل حلة. ويمكن استعمال المادة المقدمة ضمن الثقافة المركزية او ضمن الثقافة العامة، ويمكن استخراج مبادئ وتفاصيل التربية التي يجب ان يتحلى بها المجاهد العامل في سبيل الله من المصادر الرئيسية العليا.
صعوبة العمل وسهولته:
في بعض مناطق العمل يسهل التأثير وتسرع الاستجابة ويندفع العاملون، وفي مناطق اخرى يكون العكس وما بين الحالتين وسطية تقترب من هنا او تقترب من هناك او يقترب بعضها من هنا ويبتعد من هناك وهذا ما ندعوه بالخصوبة. وبعض مناطق العمل تسهل الحركة ويسهل النشاط فيها، وفي مناطق اخرى يصعب ومابين هاتين الحالتين حالات وسطية قد يقترب بعضها من هذا الاتجاه او ذاك، وقد يكون في منطقة واحدة يسهل العمل في ظرف ويصعب في ظرف آخر.
والخصوبة تعتمد على عدة عوامل منها رفض الناس للواقع المعاش، عدم الاستقرار النفسي، وجود الفقر، وجود الظلم، انتشار التعليم، انتشار الوعي، وعدم وجود فكر جانبي او اصلي مسيطر. السهولة تحصل عندما لاتكون السلطة مضيقة على الناس او عندما تكون السلطة متساهلة، عندما يكون المجتمع منغلقا على نفسه ولدى الناس شراسة واذى داخل المجتمع للدفاع عن الانغلاق.
مصطلحات خاصة:
المؤيد: كل من يعلم بالعمل ويؤيده، الواعي: المنتظم في حلقة ويقوم بالالتزامات بصورة جزئية.
المجاهد: من يقوم بالالتزامات جميعها.
المسؤول: هو الجهة التي يمكنها ان تصدر امراً للمجموعة التي تعمل معها.
عضو الارتباط: هو الذي يبلغ المجموعة التي يعمل معها.
الحلقة: هي التقاء مجموعة افراد لدراسة ثقافة العمل والتوجه بتوجيهاته.
اللجنة: هي مجموعة من المجاهدين المسؤولين عن عمل ما مثل: لجنة مالية مركزية، لجنة مالية محلية، لجنة قيادة، لجنة منطقة، لجنة محلية، لجنة عمالية، لجنة طلابية، لجنة الجامعه، لجنة اسواق، لجنة سوق كذا، لجنة مدرسة كذا، لجنة علاقات خارجية، لجنة ثقافية، لجنة سياسية، لجنة معمل كذا واللجنة تؤلف عند الشعور بالحاجة لتنظيم العمل.
النشرة المركزية: هي النشرة التي يلتزم بها العمل في جميع المناطق، وهي التي تحدد مفاهيم العمل في جميع مجالاته.
النشرة الخاصة بالقطر كذا: هي النشرة التي يلتزم بها في العمل في ذلك القطر وتلتزم خط النشرة المركزية.
النشرة المحلية: لكل بلد الحق في اصدار نشرة خاصة به وتلتزم بخط النشرة المركزية وتكون على شكل شروح للمفاهيم المكتوبة بها
المتفرغ: هو الذي يكون جميع وقته للعمل.
المتفرغ الجزئي: هو الذي يكون قسم من وقته ضمن واجب خاص مناط به لانجازه.
المنطقة: مجموعة بلدان متقاربة. ويمكن ان يكون البلد ذي الحدود السياسية الحالية يحتوي على عدة مناطق، او على منطقة واحدة حسب حجم البلد وسعة العمل به.
المحلة: تشمل جزءً من مدينة كبيرة او مدينة صغيرة.