في رحاب المرحلة السياسية
تنامى النفوذ الشعبي الصامت للدعوة الاسلامية بفضل الله، بعد ان قدمت كوكبة من شهدائها اعدموا اعداما وقتلوا بالتعذيب الوحشي الذي لايمارسه الامن فقد الحس الانساني وانقلب الى وحش بشري.
واشتد عود اجهزة الدعوة بعد ان حاول الاستعمار بواسطة عميليه البكر وصدام واجهزتهما ان يقضوا عليها باساليب البطش والارهاب.
وبدأت الدعوة تحاول ان تستخرج من هاتين الحقيقتين الشرطين الضروريين للوصول الى المرحلة السياسية.
فبدأنا بدايات طيبة نهيء الامة للتحرك الاسلامي باساليب جديدة وباقدام وشجاعة في ظروف سياسية قاسية جدا، مظهرها الاول والاخير حكم بوليسي متعدد الاجهزة، فهناك جهاز مخابرات وهناك جهاز امن، وجهاز الحزب، وجهاز الجيش الشعبي، واجهزة خاصة لبعض كبار قادة الحزب.. ومخبرها قطع الانفاس والارهاب والتعذيب حتى وصل الامر بانحطاط اجهزة القمع الى تعذيب النساء والاطفال..
وبدأت الدعوة تقطف ثمار عملها في دق ابواب المرحلة السياسية وقد شاء الله ان ينصر المسلمين في ايران ويزيحوا اكبر حكم بوليسي لافي الشرق فحسب بل في العالم اجمع.
ونتج عن ذلك مد اسلامي عارم عم اكثر بلدان المسلمين واصبحت اجواء العمل الاسلامي في العراق متاحة بصورة جيدة. وتوفرت الشروط المطلوبة لدخول المرحلة السياسية:
-
وجود جهاز حزبي كفوء لديه امكانية تلقي الصدمات القاسية، والاستمرار في العمل واستيعاب المهمات الجديدة المطلوبة منه لتغطية الاعمال الجديدة. وقد برهن الحزب على هذه الحقيقة باستمراره في العمل في اقسى ظرف سياسي يمكن ان يصادفه العاملون.. صحيح ان الجهاز البوليسي في ايران كان جهازاً فعالا وكبيرا وذا نفوذ وامكانيات واسعة جدا الا ان القسوة التي يستعملها الجلادون في العراق لا تشابهها قسوة في اي اقليم من اقاليم العالم الاسلامي.
-
وجود اجواء شعبية تعمل مع الدعوة وتحتضن العمل الاسلامي وتتعاون معه بصدق وشجاعة.
-
وجود ظرف سياسي مؤات بالرغم من الصعوبات الضخمة التي تواجهنا فيه لان الحل الآخر هو انتظار انهيار الوضع الحالي بعوامل خارجية وفي زمن غير منظور، وهذا امر لايقبله الله للذين نذروا انفسهم للسير في طريق ذات الشوكة..
ودخلت الدعوة الى رحاب المرحلة السياسية وهي تمارسها الآن..بحمد الله بفعالية رغم شدة الصعوبات، وقد نتج عن هذه الممارسة ان اضطر الاستعمار الى تغيير العميل احمد حسن البكر بعميل اكثر قسوة واكثر ايغالا في سفك دماء المسلمين فسلمه قيادة الدفة السياسية ليسير قدما في قمع المد الاسلامي في العراق وفي التآمر على الثورة الاسلامية في ايران.
وقد بدأ الاضطراب داخل الحزب واجهزة الدولة باعلان تآمر مزعوم قام به جماعة حزب البعث وما هو بالحقيقة الاتصفية جديدة داخل الحزب ليفرض صدام نفسه دكتاتورا وحيدا في اجهزة السلطة والحزب يحيطه مجموعة خالصة الولاء لشخصه.
والدعوة في هذه المرحلة تكيف اجهزتها لمواجهة مهماتها الجديدة والهجمات القاسية والواسعة التي تمارسها اجهزة القمع الوحشي في العراق ولذا فانها تتجه الى تعددية الخطوط العملية بدلا من الخط الواحد الذي كانت تسير عليه في المرحلة الاولى حيث لم يكن ضرورة لتعدد الخطوط في تلك المرحلة.. وهذا الباب الواسع من العمل تدخله الدعوة بذهنية منفتحة وحس مرهف وايمان يقيني بان طريق ذات الشوكة هو طريق الجنة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿١٠﴾ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿١١﴾ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾ وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّـهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٣﴾
فتوسع الدعوة اهتماماتها باشكال التنظيمات المختلفة التي تحتاجها في مسيرتها الصعبة في طريق الجنة طريق ذات الشوكة.
وتتسع التشكيلات التنظيمية او تضيق حسب طبيعة العمل المطلوب وتتنوع اختصاصاتها وتنتشر جفرافيا في اماكن متعددة، ويكون العمل معلنا او خفيا حسب ما يتطلبه تحقيق الهدف فتكون بعض الاعمال علنية وتكون بعض الاعمال خفية، وفي كلا الحالين يكون التنظيم والتخطيط في النطاق الضيق السري. فتحطيم هيبة الحكم مثلا يحتاج الى عمل يختلف عن عمل تحطيم هيبة الارهاب. ان نقد السلطة بصورة علنيه وتذكير الجهاز الارهابي بعذاب الله ينزل من هيبة الارهاب.
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴿٩٣﴾ وهناك اساليب كثيرة وكثيرة جدا للتأثير على هيبة الحكام واجهزتهم الارهابية علينا ان نتدارسها ونتقن اداءها، وسينصر الله المؤمنين ويخذل اعداء الاسلام.
ان اختلاف وسائل العمل في هذه المرحلة يقتضي الاهتمام بالاختصاصات المختلفة التي يحتاجها العمل فهناك اختصاصات فكرية وهناك اختصاصات تطبيقية وكل الاختصاصات تحتاج الى سعة في المعرفة وتعمق فيها، واهتمام زائد، ومتابعة دائمة.
يقول احد المجاهدين:
ان الذي اراه:
العمل السياسي الكامل: معنى ذلك ان يكون عملنا السياسي متوزعا او موجودا او منظما لكل العناصر الاجتماعية الفاعلة في حياة المجتمع.
وبعبارة ادق: ان تكون مساحتنا السياسية كاملة السماء على سطح المجتمع الذي نتفاعل معه. ولكل شكل ولون من هذا المجتمع خطاب وسلوك ونوعية.. في البداية نتوخى الاسهل فالاسهل على قاعدة (ذو التأثير الاكبر).
لنا مع الطلاب والكسبة والعمال والفلاحين والجنود والتجار والاسواق والاحياء فقيرة وموسرة على الطراز الفردي او على الطراز العادي وجود وينبغي ان يكون العمل باسلوب وقاعدة متفقة مع نوعية كل قطاع منه وان نلاحظ في العمل عامل الجذب والترغيب هذا من حيث اساس التوجيه للعمل السياسي
ولكن كيف تكون البداية:
بما ان الارهاب السياسي هو السائد في المجتمع وان بدأ يتزحزح بشكل ضئيل بفضل المبادرات ونضوج الوضع نضوجا كاملا للمعارضة بعد نجاح الثورة في ايران كتأثير خارجي، فقد اصبح هؤلاء الناس ذوي معنويات عالية ذات اقدام.. فقد بدأ الطريق امامنا مفتوحا بقاعدة الهجوم الاعلامي: يبدأ هذا الهجوم من الكتابة على الجدران ـ قرطاس المظلومين ـ الى ان نوصله الى الاذاعة والتلفزيون.
نقصد منه مايلي:
كسر طوق الارهاب.
تعويد العاملين على تحدّي الارهاب.
اسقاط هيبة الحكام.
فضح عمالة الحكام.
على ان يكون اساس الهجوم هو فاعلية الفعل ورد الفعل فنحن نقوم بفعل فيرد الظالم بفعل فيقع في مصيدتنا فنتخذه ذريعة لفعل آخر مثل ذلك:
ان نقوم بنشاط اسلامي، فتهدد السلطة العالم الفلاني فنكشف التهديد للناس وهكذا سوقنا السياسي قائم على الفعل ورد الفعل ولهذا نتائج اتصور منها مايلي:
زوال الخوف من سواد الناس.
اكتساب العاملين لخبرة العمل.
تكثير المتعاطفين والمؤيدين والاتباع.
تضعيف السطلة.
فاذا تحققت هذه الاهداف وصار انتقاد الحكومة من الناحية العملية اعتياديا لدى الناس انتقلنا الى مرحلة اخرى.
مستلزمات هذا العمل:
فتح آفاق جديدة للعمل يعتمد اسلوب الهجوم، لذا نرى ان نهتم بتشكيل الفرق ولكل فرقة مسؤول هو الذي يوزع العملية لتكون لدية قابلية الاستمرار دون كثرة المراجعات والاتصالات.
ان نضم الى الفرق ذوي القابلية لذلك الهجوم دون شروط كالتي كنا نلتزم بها.
ان تتوفر الاشياء الضرورية للعمل.
ان يكون عضو الفرقة شوكة في يد العملاء لاقطعة لينة.
ان الهجوم الاعلامي داخليا يحتاج الى اسناد خارجي.
نبدأ الاعمال بالمناطق ذات الهيجان الديني والعاطفي والسياسي وبشكل مستمر، ثم تصدر شيئا فشيا الى المناطق الاخرى ويتخذ العمل في كل مكان من الاماكن صيغة ملائمة..
انتهى نقل كلام المجاهد حفظه الله.
من خطوط العمل
اولا: الاعتماد على الله عزوجل في كل خطوة نخطوها فلا نعتمد على مساعدة احد الا اذا جاءتنا بتوفيق من الله.
ونقوم بالاعمال بمقدار الطاقة التي نملكها وبالاشياء التي يمكننا الحصول عليها.
ان امكانيات الدعوة تزداد عندما تزداد امكانيات الدعاة وما وهبنا الله من العقل وما يوفقنا الله للحصول عليه في مجالات الصراع السياسي بوسائله المتعددة الخطوط كل في مجاله.
الداعية ينطلق بامكانياته معتمدا على الله وتعينه الدعوة في الاقليم عندما تتمكن من ذلك، ويعينه المتعاطفون مع الدعوة في الاقليم، وتعينه الدعوة المركزية، ويعينه المتعاطفون مع الدعوة المركزية.. وكل ذلك يحدث عندما يشاء الله عزوجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله فالمنطلق الاساسي الاعتماد على الله لااله الا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولانوم ولاينس العاملين في سبيله فيرعاهم من حيث يحتسبون ومن حيث لايحتسبون.
والاعمال تبدأ من الامكانيات المتاحة لدينا بعد بذل الجهد المطلوب فلا يتوقف العمل انتظارا لمساعدة غير مساعدة الله.فعندما نفقد الطابعة للطباعة نستعمل اليد للكتابة وعندما نفتقد وسيلة النقل ننتقل على الارجل، فالرسول الاكرم ﷺ لم يستعمل الا الوسائل البسيطة التي كانت متاحة له، وعلى هذا سار الائمة عليهم السلام وعليه يسير العاملون للاسلام الى ان يظهر الله دينه على الدين كله. والله ينصر من ينصره ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
ثانيا: الاشتراك مع اوسع الجماهير في عملية الصراع السياسي، فنحن نعتمد على فعالياتنا واشتراك اكبر عدد من المسلمين الذين لديهم استعداد للعمل وسنجد امتنا منجما هائلا للثوريين الابطال وخاصة بعض المناطق المؤهلة تماما لاحتضان العاملين في سبيل الله.
ان الشروط السابقة للانضمام الى الدعوة تبقى في نطاقها الا ان الشرط الجديد الوحيد الذي نطبقة في المجالات الواسعة هو: (الاستعداد الصادق للعمل بعيدا عن الارتباط المشبوه)، ان هذا هو الشرط الوحيد للعمل في صفوف الجماهير الواسعة. ان اجواء الصراع السياسي المحفزة للهمم واجواء الافكار الايمانية التي تشيع في اجواء الصراع هذه ستولد مجموعات كبيرة من المجاهدين الذين يسيرون في طريق الشهادة في طريق الجنة، في طريق ذات الشوكة.
وسينضم الى مواكب العمل المزيد من الابطال بعد كل موجة تعذيب وبعد استشهاد كل شهيد.
ثالثا: التعارف والتعاون مع الاحزاب والكتل والجماعات الاسلامية عملية مهمة في انجاح الصراع السياسي، لان هذه الفئات من طبيعتها التحفز للعمل الاسلامي اذا تهيأت اجواء العمل. وعلينا ان نكشف مخططات السلطة العميلة في التفريق بين المسلمين باذاعة الاشاعات المذهبية التي تؤثر على عوام الناس وتبعد قطاعا كبيرا من المسلمين عن ميدان الصراع اذا نجح العملاء في خططهم. ويتحقق احباط هذه الخطط في ان تكون بعض الشعارات المطروحة ضد التفرقة المذهبية، وفي اصدار بيانات تكشف الاعمال التي تقوم بها السلطة في هذا المجال، وفي القيام بزيارات مقصودة بين المسلمين من مختلف المذاهب، وفي التوعية السياسية والايمانية والاسلامية وفي توحيد الاتجاه نحو مكافحة الارهاب والاستعمار ونحو عودة المسلمين الى اسلامهم.. وعلينا ان نهتم بالتنسيق مع المؤسسات المؤهلة للعمل فنعطيهم مالدينا ونأخذ مالديهم ونضع خططا مناسبة لامتداد نشاطهم واستمرار فعالياتهم، وكلما كثر جمهور العاملين ازداد الضغط الشعبي في الصراع وازداد المد الاسلامي في الاتساع. وهناك فئات تقترب منا حتى نصبح واياها كيانا واحدا لايفصلنا الاخط وهمي اثناء الصراع، وعلينا ان نهتم في هذا النوع من الاندماج العملي ولايعيقنا في ذلك اى عائق تنظيمي ان شاء الله تعالى فالمضمون هو الاساس، والشكل عندنا ـ يخدم المضمون وليس العكس.
رابعا: التعارف والتعاون مع الاحزاب والكتل والمنظمات السياسية الاخرى بالتفتيش عن نقاط الالتقاء بيننا وبينهم.
ان حقوق الانسان المهدورة في العراق وما ينجم عنها من حكم بوليسي بشع، واحتكار للعمل السياسي، ومظالم متراكمة ومتتابعة، امور يمكن ان تجمع كثيرا من السياسيين حولها.
ان السيد الخميني حفظه الله جمع تحت قيادته كل القوى السياسية في ايران قبل اسقاط الشاه الطاغية.
وعلينا ان نضع في الاعتبار وضع جهاز للاتصالات بهذه الفئات والتنسيق معها في المجالات التي تتفق فيها معنا. ان هذا الخط من العمل سيوقع السلطة في العزلة السياسية عن الفئات التي تعتبرها تكنيكيا حليفة معها، مع ان خط السلطة الاستراتيجي هو التفرد. والدكتاتورية من اجلى مظاهرها.
خامسا: تكون اجهزة السلطة متماسكة وقوية عندما يكون السكوت عن السلطة كاملا وتتأثر اجهزة السلطة بالرأى العام تأثيرا كبيرا ولذلك نرى ان السلطة في العراق كانت تهتز اهتزازا عنيفا كلما تحرك الرأي العام ضدها، وعلينا ان لانغلق الباب امام ارتداد اجهزة السلطة عن ولاءاتها للسلطة. فالولاء للسلطة يأتي على الغالب لاجل المنفعة فاذا احس العاملون مع السلطة ان هناك ضررا سيقع عليهم من استمرار ولائهم للسلطة ووجدوا بابا مفتوحا لخروجهم من هذا الولاء فسيفعلون،وسيكون تساقط الموالين سريعا اذا ابتدأ. وعلينا ان نفكر بجد بالاساليب المختلفة التي تضع هولاء في جو الخروج من الولاء للسلطة.
سادسا: فترة الصراع السياسي تحتاج الى قياديين يقومون بالمهمات الموكولة اليهم بالعمل مع الجماهير، والدعاة ـ كل الدعاة ـ مهيؤون لتبوء مراكز القيادة.
ونلاحظ في ذلك مجموعة من الامور:
-
أ. طريق ذات الشوكة اختاره الدعاة دون ضغوط خارجية سوى الانطلاق نحو مرضاة الله وادراكا لصلة الفرد بربه.
-
ب. التكليف بالعمل تطوعي وليس من خلال امر تنفيذى لان تماسك النفس الانسانية في التطوع للاعمال الصعبة اقوى من تماسكها في الاعمال التي تنفذها دون رغبة كاملة.
-
ج. لايقال ان الداعية الفلاني لاقابلية له للقيام بالعمل الفلاني، الاماشذ وندر، لان الداعية اقدر من غيره على تنفيذ الاعمال والسيطرة عليها، لانه ينظر الى الامور نظرة شمولية ولانه يعمل مع حزب يسدده ويرشده في عمله. وسوف نجد بعون الله نجاح الدعاة في تنفيذ اعمالهم افضل بكثير من الفئات العاملة الاخرى.
سابعا: دراسة المدن:
من البديهيات ان يكون محيط الصراع السياسي الاجتماعي واضحا كل الوضوح. وبما ان الاوضاع السياسية في المنطقة تضيق بالعمل السياسي الجاد فلابد ان يكون المحيط الجغرافي واضحا كذلك لاستعمال هذا الوضوح في علميات الكروالفر اذا جاز التعبير.
واذن فلا بد لنا من دراسة الاماكن التي نعمل فيها:
-
لابد من معرفة جغرافية المدينة او القرية:
-
مركز المدينة.
-
الشوارع الرئيسة وشبكة الشوارع.
-
الاسواق وشبكة الاسواق.
-
المناطق المزدحمة.
-
مراكز الشرطة والمعسكرات.
-
المقرات والدوائر الحكوميه.
-
المناطق الفقيرة والمناطق الموسرة.
-
الفنادق والمساجد، والمدارس، والجامعات، المصانع الكبيرة.
-
المناطق الصناعية والمناطق العمالية.
-
التجمعات الزراعية والمناطق الفلاحية والعشائر.
-
العشائر الكبيرة.
-
-
لابد كذلك من معرفة القوى المؤثرة في المدينة:
-
السلطة باجهزتها المختلفة وبنشاطاتها المختلفة وبامزجة اشخاصها المهيمنين.
-
الاحزاب بمختلف اتجاهاتها ونشاطاتها المختلفة.
-
القوى العشائرية والاسرية.
-
(العلماء) ومناطق تأثيرهم، والنشاطات الاسلامية والمواكب الحسينية.
-
اصحاب الوجاهة والنفوذ الشعبي.
-
النشاطات والتجمعات الطلابية والعمالية.
-
الشعراء الشعبيون والمؤلفون والصحفيون والشعراء والادباء.
-
الطرق الخارجية التي تربط المدينة بغيرها.
-
الانقسامات داخل المدينة والاقليات.
-
النوادي والجمعيات.
-
-
الاجواء:
-
البطالة.
-
الاحساس بالظلم.
-
الاحساس بالكرامة الانسانية.
-
الشجاعة والاقدام عند الجماعات.
-
موقف الناس من مراكز الظلم والفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
-
ثامنا: تقتضي بعض الخطوط.
-
ان يكون عدد المجموعة قليلا
-
ان تتسع صلاحية المسؤول عن المجموعة.
-
ان تنقسم المجموعة الى مجموعات عندما يتيسر لها ذلك فينشيء الفرد منها مجموعة مستقلة وتنفصل عن مجموعتها الاصلية.
-
ان يخصص لكل مجموعة عمل او اكثر، ويخصص لها مكان عمل او اكثر.
-
وتكتفي بعض الخطوط بان يقوم بها شخص واحد او شخصان او لجنة كخطوط العلاقات مع الآخرين.
-
ويكون لكل خط اساليبه الخاصة به واحتياطاته الامنية التي يحتاجها وتعليماته الواضحة التي ينبغي الالتزام بها.
-
ويمكن فصل الخطوط عن بعضها كليا اذا اقتضت ذلك قسوة الظروف او طبيعة الاعمال.
-
الابداع في العمل وطلب الهداية من الله عزوجل اساس من اسس اعمالنا، والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين.
تاسعا: عملنا ليس مدا دائما يخلو من الجزر وانما هو مد وجزر فلا يصيب احدنا الوهن عندما يجد ان لا مجيب لندائه بعد ان كانت الجماهير تنقاد له.
وعملنا في المد الشعبي يختلف عن عملنا في الجزر ففي المد نقود الجماهير الى الامام، ويغلب على عملنا التحريك. ومن امثلة ذلك:
-
نزيد في المطاليب الجماهيرية.
-
نوضح طريق العمل لاكبر قطاع ممكن.
-
نكسر هيبة السلطة.
-
نكسر هيبة الارهاب.
-
نوسع نطاق عملنا جغرافيا.
-
نحرك الجماعات التي لم تتحرك بعد.
-
نزيد اتصالاتنا بالفئات المختلفة.
-
نقوم باعمال جديدة.
-
نبتكر وسائل جديدة للعمل.
-
نزيد من صلة الجماهير بالله تعالى اثناء المسيرات الجماهيرية.
-
نشيع معرفة الاسلام اثناء النشاطات والفعاليات.
-
نستعمل الاساليب المختلفة التي يقتضيها التحريك كما هو مبين في ثقافتنا التنظيمية.
وهذه كلها خطوات الى الامام..
وفي الجزر عندما تتعب الامة من الحركة العنيفة ومن الاستمرار في التضحيات وتريد ان تستريح، يمكن ان تنقلب الاستراحة الى خمود ويأس ويمكن ان تكون فترة استرجاع القوة للكر مرة اخرى. وعلينا ان نقوم بتعبئة الامة وشحنها بالايمان والوعي، وان نكون قدوات صالحة امامها نقدم التضحيات بايمان صادق، وبقدم ثابتة، وباساليب تكون واضحة لدى الجمهور الذي نعمل في اوساطه.
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴿١٠﴾ أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴿١١﴾.
من مظاهر العمل
ستستعمل السلطة كما عودتنا وعودت جميع الحركات السياسية اقسى انواع القمع واوسع نطاق للتجسس ستستعمل التعذيب الجسدى بابشع انواعه وان الشهيد السعيد عبد الامير مشكور الذي قتله جلاوزة السلطة المتوحشون خلال ثلاث ساعات من القبض عليه لهو دليل على الحقد الانساني البشع الذي يعشعش في نفوس هؤلاء العملاء اتباع الشيطان وابنائه.
وان التهديد باعتقال النساء والاطفال واعتقالهم واستعمال ابشع انواع التعذيب النفسي الذي يذكـّرنا بفرعون ايام النبي موسى عليه السلام ويذكرنا بما يستعمله اليهود في فلسطين المحتله من تعذيب للمسلمين وكأن هؤلاء وهؤلاء من طينة واحدة اعاذنا الله منهم جميعا ومن افعالهم البشعة في حق الانسانية جمعاء.
سيتسع نطاق تعاطف الناس مع الدعوة وسيحتضن الناس الدعاة وستسير الامة مع المسيرة الاسلامية الظافرة بمشيئة الله.
وسيؤثر هذا التعاطف على اجهزة الدولة فيقل اندفاعها في تأييد السلطة والظلم والعمل السيء، لان العاملين في اجهزة السلطة العميلة يرجعون الى محيط يتعاطف مع العمل الاسلامي فيؤثر ذلك بصورة مباشرة باللوم عليهم والنظر اليهم نظرات العتاب اوعدم الرضا او الهزء او الغضب..
ويؤثر عليهم كذلك بصورة غير مباشرة المحيط العاطفي الذي يستهجن الظلم ويؤيد مقاومة الظلم، والمحيط الفكري الذي يسير نحو الفكر الاسلامي ويبتعد عن الفكر الاستعماري الذي يبذل الاستعمار جهوده الطويلة لتثبيته، والمحيط السلوكي من العادات والتقاليد والاعراف والقيم التي تبتعد عن الميوعة وتقترب نحو الاسلام.
في المرحلة السياسية تتحول كل النشاطات الاسلامية الى نشاطات سياسية تثير قلق السلطة وتقض مضاجعها ومن الاعمال الثقافية التي ستكون مظهراً من مظاهر الصراع بينناوبين السلطة:
-
أ. الصلاة في المساجد والدروس فيها وجميع النشاطات المسجدية ستكون موضع حنق وغضب ومقاومة من السلطة.
-
ب. الزيارات والمواكب والمسيرات والمناسبات الدينية المختلفة، امورنهتم بها اشد الاهتمام لانها مجالات تحريك تتجدد مع الايام ويتسع تأثيرها كلما توغلنا في الصراع السياسي مع السلطات العميلة.
-
ج. المنبر الحسيني سيكون عبئا ثقيلا على اعصاب الحكام والمناسبات الحسينية ستكون مصدرا من مصادر ”الانذار“ الذي يحول حياة اجهزة السلطة الى حياة قلقة تتحطم فيها معنوياتهم اشد تحطيم وتقل فيها مقاومتهم لمسيرة الامة المنتشرة الاتساع الى الحد الادنى.
-
د. النشاط ”الفلاني“ وخاصة في الجامعات سيكون اكبر مصدر لانهيار معنويات السلطة في اعلى مستوياتها.
في المرحلة السياسية سيزداد النشاط الثقافي للدعوة وسيزداد اقبال الناس على الفكر الاسلامي وسيُقبل الكتّاب والمؤلفون في المجتمع على دراسة ظاهرة المد الاسلامي ودراسة الفكر الاسلامي.
وعلى الدعاة ان يكونوا روادا في التعمق والتوسع في عرض الفكر الاسلامي بمختلف الاشكال والوسائل المتاحة لديهم والمقصر في هذا المجال سيخسر كثيرا حسنات انعم الله عليه بامكانية الحصول عليها فيكون مقصرا بحق نفسه وحق دعوته وحق امته.
-
الذين يقفون امام اقتحامنا للصراع السياسي هم يقفون بحقيقتهم مع الطرف الآخر.
-
الذي يعرقل مسيرتنا انما يقوم بذلك بتأييد معلن او خفي للسلطة الظالمة.
-
العملاء الفكريون والعملاء السياسيون للاستعمار والجبناء الذين يرضون بحياة الذل والمرتبطون بالمصالح، سيقفون عائقا امام العمل بشذوذ واضح عن مسيرة الامة.