رسالة المسجد
لكل محلة او قرية مسجد على الاقل
كما ان الصلاة علامة المسلم فإن المسجد علامة على ان المحلة محلة مسلمين، وان القرية يسكنها مسلمون. ولأهمية المسجد في حياة المسلمين نلاحظ ان الرسول ﷺ اقام المسجد في يثرب مدينة الرسول وذلك كأول ماقام به من عمل عام. فكيف نرضى ان تتوسع المدن الاسلامية، وتبنى مناطق سكنية شاسعة ولايبنى فيها مسجد؟ كيف يرضى المسلمون بذلك؟؟.
الداعية يولي هذا الامر اهتماما ويعمل لبناء مسجد في المنطقه السكنيه التى لاتحتوي مسجداً، والكلام مع المسلمين في هذا الموضوع مقبول لديهم اللهم الاّ المتأثرين بسموم الفكر الغربى الذي يعتبر المدرسة والمستشفى اهم من المسجد. ان للمدرسة اهميتها الخاصة وللمستشفى اهميتها الخاصة، وللمسجد اهميته الخاصة ايضا، ولاتعارض بين هذه المؤسسات وغيرها من المؤسسات العامة.
تبنى المساجد بأموال وزارات الأوقاف او من يقوم مقامها الا ان بعض الأقاليم تبدو فيها وزارة الاوقاف وكأنها وزارة مذهبية وليست وزارة للمسلمين وهذا امر ينبغي ان لا يهمل وان يثار برفق لأن المسائل المذهبية في بعض اقاليم المسلمين مسائل حساسة واذا لم تبن الاوقاف المسجد يمكن ان يطلب من اغنياء المسلمين او من علماء المسلمين او من المراجع الدينية العليا ان تساهم في بناء المسجد، واذا تعذر ذلك يجمع من الناس ما يكفى لبناء بسيط لمسجد للمحلة، اذ ان الضخامة وسعة المكان ليست شرطا من شروط بناء المسجد ويكفى ان يكون البناء حاويا لادنى المقومات التي تقي الضرر وان يكون مكان المسجد وسطا بين الناس ولنا في مسجد رسول الله ﷺ اسوة حسنة.
ان السعى لبناء المسجد يمكن ان يكون نوعا من التحريك الاجتماعي او التحريك السياسي اذا ربط بناء المسجد بحياة الامة ومشاكلها، والعمل على كل حال له فوائد كثيرة في اى اتجاه اتجه والدعاة في عملهم هذا ينطلقون من دراسة شاملة وتخطيط واضح
الصلاة في المسجد
المسجد في اللغة: الموضع الذي يسجد فيه.
والجامع في اللغة: الامر الذي يجتمع له الناس.
ومن اغراض المسجد ان يجتمع الناس فيه للصلاة ولأمورهم الاسلامية الاخرى، وقد كان الجامع الاول عند المسلمين مقر السلطة العليا في البلاد، وكذلك كانت الجوامع في الصدر الاول من حياة المسلمين، فالجوامع مكان للصلاة ومكان لتدارس اوضاع المسلمين ومكان للتعليم وللدراسات العليا.
وقد ازيح المسجد عن موقعه بالتدريج الى ان غدت بعض المساجد مهجوره.
والخطوة الاولى لاعادة المسجد الى عهده ان يكون المسجد عامرا بالمصلين ولذلك فلابد من دعوة الناس الى الصلاة في المساجد وعلينا نحن الدعاة ان نلتزم بالصلاة في المساجد وان نلتزم بصلاة الجماعة ما وسعنا ذلك، انها الخطوة الاولى، وان ندعوا الناس الى ذلك ولتكن مساجدنا وجوامعنا عامرة بالمصلين ولكى يكون الأمر مؤثرا في هذا المجال ندعو الى الصلاه التي عادة لايصليها الناس في المساجد واذا نجحنا في جذب بضعة اشخاص لصلاة الفجر في المساجد والتزمنا بذلك يكون له أثر نفسي على مجموعة المتدينين من الذين لايلتزمون بصلاة الفجر في المساجد وان لصلاة الفجر في المساجد أثراً كبيراً على النفس وقد يكون في الامر صعوبة وتقل الصعوبة كلما كانت البيوت قريبة للمساجد، والأمر على كل حال يحتاج الى واقع ايمانى يملأ الجوانح.
والامر متروك للمجاهدين ليقوموا بما تقتضيه الاوضاع والظروف ونوعية الاعمال التى يمارسونها، وهذا باب من ابواب العمل مع الناس ندخل من خلاله الى قلوبهم ونرضي بعملنا هذا رب العباد.
وان للصلاة مكانا رفيعا في الاسلام فهي علامة المؤمن وهى الأمر الذي يكرره الله تعالى باساليب شتى في كتابه العزيز وتهتم بها السنة النبوية الشريفة ايّما اهتمام، وان للتعبير: ”اقيموا الصلاة“ دلالة خاصة على كيفية الصلاة وللصلاة في المسجد فضل آخر ولصلاة الجمعة فضل كبير.
وكذلك علينا ان نقيم صلاة الجمعة انى يتاح لنا ذلك ونجاحنا في اقامة صلاة الجمعة فتح جديد يفيد العمل لاعادة الاسلام الى الحياة ايّما افاده، واقامة صلاة الجمعة حيثما لاتقام تحتاج الى حكمة والى جهد ومتابعة، وعلينا ان نتحرى في كتب الحديث عن آداب صلاة الجماعة لنلتزم بها فإن فيها نوعا من روح التنظيم للجماعة وتوحي للفرد بارتباطه بالآخرين والالتزام بآداب الارتباط وهذا أمر يحتاج الى معرفة بآداب واحكام صلاة الجماعة والى حكمة وجهد ومتابعة كذلك.
ان صلاة الجماعة وصلاة الجمعة هما من جملة الخطوط العملية الأصيلة التي وضعها الاسلام لجعل المسلمين امة كالبنيان المرصوص والإهتمام بإحيائها بشكل واسع هو جزء من تجميع الأمة التي فرقها الاستعمار وشتتها.
كيفية التأثير على جماعة المسجد
يعتبر المسجد مكانا لتجمع اسلامي ايماني في الاصل ومجموعة المصلين هي اقرب الى ان تزيد من التزاماتها الاسلامية العامة اذا احسنت دعوتها الى ذلك، الأمر الذي يستدعي اهتماما خاصا بكل مسجد.
الصلاة عبادة، والإلتزام بالصلاة في المسجد عبادة وتبليغ جماعة المسجد الذين يلتزمون بالصلاة فيه واهل المنطقة من خلالهم بأحكام الإسلام وافكاره بالحكمة والموعظه الحسنة والعمل الصالح عبادة.
الدعوة تدعو دعاة الاسلام لان يتخصص لكل مسجد داعية او اكثر وذلك طبق ما يتطلبه التأثير على المصلين ويقدر ذلك اصحاب الشأن من الدعاة في المحلة التي يقع فيها المسجد، ويفضل ان يكون عدد الدعاة في حده الأدنى ما امكن لتحقيق الهدف وذلك لأن الأعمال الاسلامية عادة اكثر من العاملين وتوزيع الأعمال يؤدي بتوفيق الله الى تبليغ تجمعات اكثر بخلاف مالواسيء التوزيع أو أهمل وتركت اعمال الدعاة بدون تنظيم.
ففي الأحيان التي يحدث للعمل ازدهار في مسجد معين قد ينجذب الى المسجد اعداد من الدعاة للمساهمة في النشاطات ويتركزون في مكان معين على حساب اماكن اخرى هي بامسّ الحاجة للعمل الإسلامي.
ان ازدهار العمل الاسلامي في مكان ما يجذب اليه المسلمين من غير الدعاة للعمل فيه وعند ذلك يمكن الاعتماد عليهم بتوجيههم وعند ذلك يفضل ان يقلل عدد الدعاة في المساجد التي يزدهر فيها العمل الاسلامي الى الحد الذي يمكن ان يستمر الازدهار وتوجيه الطاقات العامة الزائدة الى مناطق ومساجد اخرى:
١. التعرف على جماعة المسجد
على الداعية الذي يعمل في المسجد ان يتعرف على جماعة المسجد وقد تطول مدة التعرف او تقصر تبعا للعلاقة السابقة للداعية بأهل المنطقة.
أركان وفئات جماعة المسجد هم: امام المسجد، والجماعة التي تتولى وقف المسجد، او الذين ساهموا في بنائه والملتزمون بالصلاة فيه وهم فئات موجهون، وشيبة من العامة، وشباب واطفال وعلى الداعية ان يتعرف عليهم ويعرفونه من خلال اتصالاته الشخصية ومن المهم معرفة الاوضاع الإيمانية والفكرية والثقافية والعلاقات الاجتماعية والحالة الاقتصادية لجماعة المسجد.
وللتعرف على جماعة المسجد ينبغي التمييز بين الفئات التي يتعامل معها الداعية والتمييز بين المواقع المختلفة التي يقع فيها:
-
يعض المساجد في مناطق حساسة تهتم الدولة بموقعها وقد يرتاد بعضها مسؤولون في الحكومة او تراقبها اجهزة التجسس ومثل هذه المساجد تعامل بحذر شديد ولاتهمل وتتبع فيها الأساليب بعد ان يقدم لها بحيث تصبح مألوفة وعادية.
-
مساجد في مناطق مزدحمة بالسكان ومهملة سياسيا ويركز على هذه المساجد لتعبئة جماهير المنطقة وتوعيتها بما يناسب من اساليب.
-
مساجد تقع في مناطق المترفين، ويتبع فيها الاساليب الهادفة والتي تلائم العقلية السائدة ويفضل ان يكون الامام هو الذي يحرك الامور والنشاطات.
-
مساجد يرتادها قلة من الناس ويكون الاسلوب الحكيم في الدعوة مؤثرا جدا بحيث يمكن تحويل رواد المسجد الى دعاة لان الداعية المسؤول قادر على تكثيف اتصالاته وتركيزها، وعندما يوفق الله الداعية للتأثير يمكن ان يتحول الرواد القليلون الى كثرة بالدعوة لريادة المسجد واحيائه بكثرة المصلين.
-
المساجد الكبيرة الواسعة في مراكز المدن الكبيرة ويؤمها الناس بكثرة وتحتاج مثل هذه المساجد الى جهود كبيرة للتأثير فيها ولاريب ان لها عندما يتأثر روادها بالدعوة تأثيرا واسعا على البلد او المدينة التي يقع فيها.
-
مساجد مخصصة للاسواق او المعامل او المدارس او لمجموعة من الناس يمتهنون مهنة معينة، ولهذه المساجد اهمية خاصة للتأثير على اهل المهنة من خلال رواد المسجد.
وعلى الدعاة ان يأخذوا جميع العوامل بنظر الاعتبار منذ بداية عملهم في المسجد، وقد تطرأ تغيرات اثناء العمل فتأخذ تلك التغيرات بنظر الاعتبار.
فقد يمتلىء الجامع شبه الفارغ وقد تسلط السلطة اضواءها على الجامع المهمل وقد يكثر الاقبال على تأييد الدعوة او قد يخاف المصلون من بعض اجراءات السلطة وهكذا يجب ان يكون الداعية متيقظاً للتغيرات حتى يتلاءم مع الاستمرار في عمله وعدم انقطاع صلته بالجمهور.
ان الوضع الاجتماعي الذي يحيط بالداعيه ليس شيئا جامدا يعرف في بدايه الامر، وانما هو وضع قد يتغير والداعية يضع المتغيرات تحت المجهر ليرى الامور الحقيقية الظاهره منها والمستوره والتمرس في العمل السياسي الاجتماعي ينمى حاسة رؤية الواقع لدى الدعاة.
وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ
٢. سلوك الداعية في المسجد
الداعية المؤثر هو الذي يفعل مايقول والذي يتمسك بحدود الشريعة ويدخل في امور المستحبات بما تسعه نفسه ويكون رزينا، هادئا، نشيطاً، محبا للآخرين، ودودا في تعامله، وصادق الوعد، متخذا رسول ربه ﷺ اسوة حسنة له.
يسير في عمله على هدى الاسلام فيحب لله ويرضى لله ويغضب لله ويدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
ويتخير الداعية اسلوبا هادئا للتعرف على المصلين وتوثيق الصلة بهم، وعليه ان يهتم بامورهم الخاصة اهتمام رعاية بالمقدار الذي يؤدي الى توثيق العلاقة بعيدا عن الفضول.
وخطوات العمل ـ اى عمل ـ المقرر تكون متدرجة، اذ أنّ التوسع في العمل وسيلة ناجحة للوصول الى الاهداف. واستساغة العمل من قبل جماعة المسجد وسيلة الى تجميع الطاقات ونجاح الاعمال، ولذلك فان سرعة التنفيذ وكثرة الفعاليات تعتمد على قبول الجمهور للعمل وعلى فعالية المنفذين.
٣. آفاق العمل في المسجد
ان آفاق العمل في المسجد واسعة تبدأ بالالتزام بصلاة الجماعة وتنتهي بتحريك جمهور المسلمين بفعالية نحو الاسلام، فجمهور المصلين جمهور المنطقة هم المعنيون في الاعمال المختلفة في المسجد.والروح الجماعية في النشاطات هي لبّ القضية، ولذلك فان الروح الفردية السائدة بين المصلين التي يعتبر من خلالها ان المسجد للصلاة فقط وان أداء الصلاة هو اداء حق الله وبعد ذلك ينصرف الانسان الى شؤونه الخاصة، ان هذه الروح الفردية علة للتخلف وعلة للابتعاد عن الالتزامات الاسلامية العامة، وعلينا ان نفكر في استبدالها عند المصلين الى الروحية العامة، وعلينا ان نفكر في استبدالها عند المصلين الى الروحية الاسلامية التي تأمر بالتعاون على البر والتقوى والتمسك جميعا بحبل الله.
تبدأ الاعمال بالحث الجماعي على العبادات ثم العمل الجماعي في المنطقة في سبيل الله بالتصدي للامور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتعلقة بالمحلة وبالمنطقة وعلى مستوى الاقليم وعلى مستوى الامة الاسلامية..
فتعالج امور المحتاجين وتبحث قضايا غلاء المهور كما تبحث تهيئة المدارس والمستشفيات والخدمات الضرورية للجمهور، وبنفس الوقت تتحسس الاوضاع السياسية في الاقليم والاوضاع السياسية في العالم الاسلامي ككل بعيداً عن العوامل التي تفرق المسلمين والتي نشاهدها عند بعض العاملين الاسلاميين فنرى منهم الاهتمام بالتحرك الاسلامي في تركيا واهمال الثورة الاسلامية التي هزت العالم في ايران.
وهذا التفريق في النظرة الى التحرك الاسلامي يصل الى حد العمى السياسي عند البعض لالسبب الاللعلاقة المذهبية المتطرفة هذا التفريق من الاخطاء التي يجب ان لايقع بها الدعاة الى الاسلام في جميع الظروف والاحوال وهي من نقاط الضعف عند المسلمين التي يستعملها الكافر المستعمر ليبقى مسيطرا على بلاد المسلمين.
نشاطات المسجد
مقدمة
سنتعرض الى مجموعة من الفعاليات التي يمكن ان يكون المسجد مكانا مناسبا لها، فالمسجد بيت الله، والفعاليات اعمال صالحة في سبيل الله.
اولويات النشاطات التي سنذكرها او النشاطات الاخرى التي يهتدي اليها الداعيه المسؤول نفسه.
ونقترح ان تاخذ النقاط التالية بنظر الاعتبار:
-
ان يبدأ الداعية بالفعاليه الميسر تنفيذها والمقبولة من مجموع المصلين.
-
ان يتعاون الداعية مع من يتعاون معه في النشاطات المطلوب تنفيذها.
-
ان تتوسع دائرة المتعاونين بتوسع النشاطات.
-
إمام المسجد مفتاح توسيع النشاطات وعلى الداعية ان يهتم بتعاون الامام دائما.
-
كل فعالية تحتاج الى دراسة وتخطيط.
شعار ورايه
الاساليب المبتكرة تعطي مردودا عاطفيا وفكريا اعمق اذا سارت بمسار صحيح، ولذلك علينا ان نفكر دائما بالاساليب الجديدة في سبيل الله وَيَزِيدُ اللَّـهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ۗ.
واحد مصاديق زيادة الهدى هو الاهتداء الى اساليب عملية جديدة اثناء سيرنا السياسي الاجتماعي في سبيل الله:
-
الاسلوب الجديد ييسر عملية التغيير في المجتمع.
-
الاسلوب الجديد يجذب الافراد اليه.
-
الاسلوب الجديد يثير المشاعر.
-
الاسلوب الجديد يحرك الجمود الذهني عند الافراد وعند الجماعة.
ان يكون لكل مسجد شعار وراية، اسلوب جديد وتطبيقه يصعب الا في المساجد التي للدعوة عليها فعلا اثر كبير، وتأتي الصعوبة من اعتراضات المتنفذين ومن لفت نظر السلطات وخاصة في الاقاليم التي يتحكم بها الحكم البوليسي، ومن اختيار الشعار ومن اختيار الراية.
ان اسلوب الشعار والراية ليسا متلازمين، يمكن ان يتبنى الشعار وحده او الراية وحدها او كلاهما، والراية لاتعطي اثرها الكامل اذا خلت من شعار واضح، ان هذا الاسلوب يمكن تعميمه على مجموعة كبيرة من الاشياء.
يمكن ان يكون للحلقه شعار، وللّجنة شعار، وللمحلة شعار وللموكب والنادي والمدرسه والمكتبه وهكذا..
والشعار هنا: مفهوم اسلامي او مفهوم تنظيمي وسياسي يخدم العمل الاسلامي، واشاعة هذا الامر بين الناس هواشاعة للمفاهيم.
نماذج من الشعارات التي يمكن ان تتبنى وحدها او تلصق على الراية:
”لااله الا الله“. ”الحكم لله“. وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴿٤٤﴾. وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ. أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ. لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ. إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴿٤﴾ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ. وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ. ”اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمه“.
وشعار المسجد حتى يكون شعارا يعلن في اوساط المسجد ويكتب على باب المسجد وعلى حوائط المسجد وتتوضح معاني الشعار في المناسبات وبين فترة واخرى.
ان التنافس في هذا المجال اذا نجح الاسلوب هو تنافس محبب كالتنافس الذي حدث عند بناء اول مسجد للاسلام، فكان المسلمون يحملون حجرا وعمار بن ياسر يحمل حجرين، انه تنافس في سبيل الله.
والتنافس في اشاعة الشعارات الاسلامية بين المسلمين اذا وصلنا اليه يكون احد المؤشرات للنفوذ الاسلامي في منطقة العمل.
التدريس في المسجد
احد مهمات المساجد في الاسلام ان يتعلم فيها المسلم امور دينه، وقد تخرج فطاحل علماء المسلمين من المساجد وعندما تراخى المسلمون في الالتزام باسلامهم تأثر هذا الامر كذلك.
ومجال الدراسة والتدريس في المسجد واسع فانه يمكن ان يتحول المسجد الى خلية دراسة او حوزة صغيرة تكثر فيها الحلقات الدراسية وتتابع، وكلما اتسع نطاق الدراسات الاسلامية في المسجد تكون نتائجه الفكريه والسياسيه والاجتماعيه اوسع واعمق..
وحسب طبيعه العمل تتنامى عملية التدريس بالتدريج.
-
الدراسة تكون على شكل حلقات مفتوحة او حلقات دراسية خاصة. الحلقة المفتوحة لايتقيد فيها بالعدد،وضرورة الحضور لكل فرد، ويقام الدرس، ويكون الحضور مفتوحا دائما لمن يشاء اما الحلقة المغلقة فيكون الدرس خاصا، ولعدد محدود من الاشخاص.
-
الدرس بعد الصلاة احد مصاديق الحلقة المفتوحة، وينبغي ان يكون الدرس بعد الصلاة مختصرا من حيث الوقت، ومنبسطا من حيث العرض، ومحببا ومقبولا من حيث الموضوع.
-
حلقات الدرس العامة تكون يومية بعد كل صلاه، اواسبوعيه وتكون كدرس عام في موضوع معين يفسح الحضور له لمن يشاء على غرار دروس التفسير للشهيد السعيد ابى عصام، فقد كان رحمه الله يقرأ الآيه ويدقق في تطبيق الآيه على حياة المسلمين، ويأخذ العبر التوضيحيه من تاريخهم ومن استشهادات لايتقيد الاّ بان تكون مؤثره على المستمعين..
-
الحلقات الخاصة يمكن ان تكون يوميه او اسبوعيه او اى موعد يحدد بين اليوم، الاسبوع، كأن يكون الدرس في الاسبوع مرتين او اكثر.
-
مواضيع الدرس: العلوم الاسلامية بجميع فروعها، اهمها التفسير والعقائد والدراسات الفقهيه وكتب النظريات الاسلاميه العامة وخاصة في الاقتصاد.
ويمكن ان يدرس تجويد القرآن، او تاريخ اسلامي، او لغه عربيه، او اى كتاب اسلامي.
-
وتوزع الحلقات الخاصة حسب المستويات وحسب الاعمار، فلا يخلط الاطفال مع الكبار مثلا.
-
توضع للدراسات آداب يتقيد بها العاملون في المسجد.
الدعاء:
لايزال الدعاء من المفاهيم الاسلامية التي يحافظ على وجودها المسلمون المتدينون ومن يتأثربهم، ولعل الدعاء مرتبط بفطرة التدين عند الانسان، عندما يشعر الانسان بالعجز والحاجه يلتجيء الى مكون الاكوان للعون والمساعده والانقاذ.
والدعاء في المساجد مألوف تماما، ولااستغراب من استعماله ولكى ننقل استعمال الدعاء من منطقه الاعتياد والجمود الى منطقه التأثير وتحريك الذهن والمشاعر، على الدعاة ان يبتكروا اساليب التجديد فيه ويستمدونها من البيئه التي يعيش فيها جماعه المسجد بقدر الامكان.
وسنعرض بعض الافكار حول الموضوع:
-
تكرار دعاء واحد بعد الصلاه، بصوت مسموع من قبل المصلين، هو عمل مألوف، وقد يكون هذا الاسلوب لايؤثر تأثيراً مطلوبا على المصلين، ولذلك من الافضل: استعمال ادعيه قصيره متعدده، يستعمل الدعاء لمره واحده في الاسبوع، وهناك ادعيه مخصصه لكل يوم من ايام الاسبوع.
-
عندما تمر حادثه يتأثر بها الناس يقرأ دعاء مناسب في المسجد يتناسب مع الحادث، فتنجذب النفوس لما في الدعاء من افكار.
-
تقرأ ادعيه المناسبات على الحاضرين، ويعلق القارئ بشكل مؤثر اثناء القراءة ليلفت نظر المستعمعين الى بعض الافكار
-
يطلب من المصلين ان تقرأ الادعيه في البيوت باجتماع الاسره بصوت مسموع.
المكتبه:
من الضرورى انشاء مكتبه في كل مسجد مهما صغر، وتكون المكتبه كبيره او صغيره الى حد ان تتكون من رف واحد فيها بعض النسخ من القرآن الكريم، وبعض الكتب الاسلاميه المختلفه، ويكون للمكتبه امين يرعى شؤونها لتمويلها وتنظيمها وتسجيل الكتب فيها وتنظيم المطالعه والاعاره وتشجيع قراءة القرآن في انحاء المسجد، والمطالعه الاسلاميه في زوايا المسجد اذا لم يكن للمكتبه جناح خاص.
والمسؤول عن المكتبه يقوم بالتعاون مع امام الجامع او بإذن منه باعمال تتعلق بالمكتبه منها:
-
انشاء صندوق لتمويل نشاطات المكتبه وتستعمل الاموال لشراء اثاث وكتب واجهزه تحتاجها المكتبه.
-
تنظم المكتبه، مسابقات للكتابه والمطالعه وتجويد القرآن وما الى ذلك.
-
يقوم المسؤول عن المكتبه بحذب المصلين واولادهم للحضور اليها.
-
تقيم المكتبه مواسم ثقافيه مناسبه.
-
تصدر المكتبه منشورات مطبوعه بالمناسبات.
-
تصدر المكتبه دراسات مناسبه بكتيبات صغيره.
وتكون مواضيع الدراسات اسلاميه وسياسيه توضح الواقع الذي يعيش فيه المسلمون وذلك حسب الظروف المحيطه بالعمل على ان يكون بالذهن دائما انه لابد من ان يسير العمل الى الامام خطوه فخطوه.
نشرة الحائط:
تنظم نشره شهريه او نصف شهريه على شكل نشرة حائط، وتوضع بمكان مناسب، يكون للنشره لجنه لكتابتها وجمع مقالاتها من شباب المسجد، يكتب في النشره آيات واحاديث وقصص واحكام مختاره، ويكتب فيها مقالات ودراسات اسلاميه وسياسيه ويكون للنشر اهداف آنيه تستمد من حاجة رواد المسجد لتحقيقها من خلال ماتنشره من افكار واحداث.
ومن اهداف النشره العامه:
-
التدريب على الكتابه.
-
التثقيف العام.
-
حل بعض المشاكل العامة بدراستها.
-
اثارة الوعي السياسي في المسجد.
-
التعود على العمل في الصالح العام قربة الى الله تعالى.
المسجد في رمضان
الاسلام رتب امور الحياة كما لم يرتبها دين او مبدأ من قبل ومن بعد لانه الدين الالهي الاخير في حياة هذا الانسان فللزمان في حياتنا تصنيف وللمكان كذلك، هناك ساعات او ايام او شهور تقرن بعمل صالح ورضيّ عند الله تتفتح خلاله ابواب اجابة السؤال عند الله والتوقيت من الله تعالى او متروك للعمل الصالح انى يعمل، وهذه الفترات الزمنيه ليست كغيرها وكذلك المكان، فبيت الله الحرام الذي يحج اليه الناس في كل عام ليس كآخر.
ولرمضان في حياتنا مقام خاص لانه عند الله تعالى كذلك والدعاة الى الله وبقيه المسلمين العابدين تتقارب نفوسهم وارواحهم ايام العباده في رمضان ويتقاربون كذلك في المساجد.
ورمضان في المسجد مكان وزمان مناسب للقاء الدعاة مع المسلمين الملتزمين، وعلى الدعاة ان يحولوا المساجد في رمضان الى ربيع للدعوة الاسلاميه تزدهر فيه حيوية عطاء المفاهيم الاسلاميه للمسلمين من ذوي المسجد وذويهم بما يبتدعونه من اساليب دعوة تناسب المقام:
-
ليالى القدر يمكن ان تكون ليالى اجتماع طويله.
-
ادعية رمضان يمكن ان تكون دروسا اسلاميه مؤثره.
-
جمع اموال للفقراء وخاصة زكاة الفطرة.
-
اطعام الفقراء ما يأكله الموسرون.
-
جمع المسلمين وحثهم على التجمع بدل التفرق.
وهكذا يمكن ان يجتمع رمضان والمسجد فتولد البركه في العمل الصالح في سبيل الله.
السفرات الجماعيه:
في سبيل توثيق الروابط بين جماعة المسجد وفي سبيل توسيع دائرة الوعي الاسلامي والسياسي لديهم يجدر بالداعيه ان يهتم بالسفرات الجماعية لجماعة المسجد ومن يمت اليهم بصله والسفرات انواع.
-
أ. ذهاب الى العمره، الى رحاب المسجد الحرام ومسجد رسول الله ﷺ وزيارت اولياء الله عليهم السلام ومواقع جهاد الرعيل الاسلامي الاول على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
-
ب. ومسيرة الى كربلاء وفي الاربعين او للزياره في الموسم.
-
ج. او للذهاب الى المساجد للاعتكاف.
-
د. او سفرات بريه او نهريه او بحريه او الى بلد للتعرف عليه.
وعلى المسؤول عن السفرة ان يهتم بتهيئه جميع امور السفرة وان تكون الامور الماليه وابتداء السفرة ووجهتها والانتهاء منها واضحاً للجميع، وان يعين امير للسفرة يرجع اليه في الامور اثناء السفر. وان تكون السفره خالصه لوجه الله يقصد منها تأليف المسلمين وتوعيتهم على اسلامهم وحياتهم، وتكون ضمن هذا النطاق العام اهداف صغيره محدده للسفره ويرتبط الهدف عاده بالمكان الذي يقصده المسافرون.
المرأة في المسجد:
يوجه الى النساء اهتمام خاص لكى تتألف العائله المسلمه اثناء الاوقات الصعبه فلا تعيق المرأة الرجل عن جهاده في سبيل الله بل تعينه على ذلك، ولذلك يخصص في كل مسجد مكان لصلاة المرأة ولوليوم الجمعه في الاسبوع، ولاجتماع النساء في المناسبات والاحتفالات التي يجتمع فيها الناس في المسجد، ويخصص يوم للنساء في المكتبه على ان لايحضر أيّ من الرجال في ذلك اليوم وتسلم المفاتيح لمن تكون مؤهلة لامانة المكتبة في اليوم المخصص للنساء.
ويفسح المجال امام النساء لأخذ قسط من ساعات بعض الايام لنشاطاتهن الاسلاميه كما يناسب.
لجنة المسجد:
من نتائج نشاط الدعوه في المسجد: تتأثر اجواء المسجد بالنشاط الاسلامي، وتعتاد جماعة المصلين على ممارسه الاعمال المختلفه التي يقوم بها النشطون منهم، وعندما تألف الجماعة هذا النشاط وتنسجم معه يفكر المسؤول عن المسجد بتأليف لجنة المسجد.
وفكرة لجان المساجد تنبعث من ضرورة العمل لعودة تماسك المسلمين، وقد فككتهم الحضارة المادية السائدة.
واذا شاعت لجان المساجد في اقليم واتسع نطاق نشاطها فان ذلك يكون مقدمة لتنظيم شعبي متماسك.
عناصر اللجنة:
تتألف اللجنة من عالم الجامع او بوصايته أو رعايته، ومن بضعة اشخاص آخرين مختارين بشكل مدروس من المتعاطفين مع الدعوة او ممن يمكن ان يكونوا متعاطفين معها، يكون من بينهم كبير السن والشاب، ويختار من ذوي العشيرة في المحلة ومن ذوي الوجاهة ومن ذوي اللسان الطلق. وعدد اللجنة: خمسة او سبعة وأى عدد يناسب الاوضاع المحلية.
توزيع المسؤولية:
تتوزع مسؤولية العمل في المجتمع على اعضاء اللجنة فيكون العضو الواحد مسؤولا عن عمل او اكثر وتكون اللجنة بمجموعها مسؤولة عن جميع الاعمال وتسيير امور العمل بالتصويت اذا تباينت الآراء في اى موضوع من المواضيع.
اهداف اللجنة:
-
جعل المسجد المركز الحقيقي للمحلة التي يكون فيها وجعل الناس يلتفتون الى المسجد في كل امر من امورهم العامة
-
تحسين العلاقه بين جماعة المسجد واهل المحلة بصورة عامة.
-
التفكير بمشاكل المحلة وافرادها ومحاولة حل المشاكل العامة والمشاكل الخاصة.
-
تنظيم نشاطات جماعة المسجد.
-
ايجاد علاقة مع المساجد الاخرى المجاورة واللجان القائمة فيها.
اعمال اللجنة:
-
ترتيب شؤون المسجد من اتمام بنائه وتوسعة مجاله واصلاحه وصيانته والعناية بنظافته وتعيين شخص يعتني بشؤونه بفتحه وغلقه وتنظيفه… الخ.
-
ترتيب وضع عالم المسجد من ناحيه كفايته المعيشيه وسكنه والالتفاف حوله والتشاور معه في الامور العامه وتنظيم نشاطات المحله ونشاطات المسجد معه، وابرازه لتظهر النشاطات الاسلاميه بمشاركته الفعاله وبإسمه.
-
رعاية المحتاجين من جماعة المسجد ورعاية الارامل والايتام والفقراء والمحتاجين من اهل المحلة ومساعدتهم بمساعدات ماليه وعينيه في المناسبات والايام الاعتياديه مما يتيسر من مساعده.
-
انشاء صناديق لجمع التبرعات لرعاية المحتاجين وللنشاطات العامه وللاقراض.
-
الاهتمام بالعلاقات الاجتماعيه مثل عيادة المريض والاجتماع بالافراح والاجتماع في تشييع الموتى ومواساة الاهل وفي استقبال الحجاج وتهنئتهم كذلك في تنظيم سفرات جماعيه والتفكير في اساليب يجتمع فيها الرجال بقصد التآلف والتوعيه وكذلك للنساء…
-
رعاية النشاطات العامة في المسجد والمحلة والتفكير في نشاطات جديدة للمسجد وللمحلة..