الناحية الروحية والاندفاع الذاتي
يخطيء من يظن ان العمل الاسلامي داخل الدعوة الاسلامية هو فعاليات فكرية في بث التعاليم الاسلامية ودحض ما عداها فقط. كما انه ليس بفعاليات عملية في تنفيذ اوامر الدعوة والقيام بواجباتها ليس الا. ولاهو حماس عاطفي من اجل الاسلام ووحدة المسلمين، وحب ضرب الكفار فحسب. وانما هوكل هذا يجتمع بالنفس ويتفاعل معها ويظهر الى الخارج على شكل السلوك الصالح مستندا الى العقيدة الاسلامية ومستندا الى ادراك مراقبة الله ومستندا الى النفس العامرة بتقوى الله ومستندا الى الشخصية الاسلاميه القرآنية ومستندا الى الاقتداء بمحمد وآل محمد ﷺ.
وهذا السند هو الضمان لنيل رضوان الله وهو الضمان الى الارتقاء الى نيل النصر من الله وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ ، وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ، وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ فلنتأكد في انفسنا هل اننا نجاهد في الله؟ هل اننا نعمل الصالحات؟ هل اننا ننصر الله؟ فليكن هذا دأبنا، ولنعلم ايضا ان هذا الكلام غير مفروغ منه كما قد يتبادر الى الاذهان ـ ذهن الدعاة لاول وهلة ـ وانما هو كلام اساسي لان الله تعالى قد اخبرنا ان النفس امارة بالسوء وعليه فلايجوز ابدا التهاون في محاسبة النفس ووزن الافعال الخاصة والعامة بميزان الاسلام.
والاعمال الصغيرة والكبيرة الصادرة من النفس يجب ان تكون متحدة الهدف، الغاية والواسطة من نوع واحد: اداء الامانة والمحافظة على الموعد والصدق في المعاملة وصلة الرحم ومساعدة المحتاج.. مما يهتم بها وبامثالها كالاهتمام بالجهاد في سبيل الله، فلانقول هذا امر لاضرر فيه وهذا لااهمية له والاهمّ العمل الاسلامي العام الى غير ذلك من الافكار الضارة التي تقوم مقام الكوى التي يتسرب منها الشيطان الى النفس.
ولايجوز ايضا الاتكال على الغير في تنفيذ اعمال الدعوة من نشر الافكار والتغلغل بين صفوف الناس ونشر تعاليم الاسلام والقيام بالفعاليات العامة والتكاليف الخاصة، فيقول الداعية مثلا: ان هذا الامر لا يعنيني مادام المسؤول عني موجودا، او ان يقول ان الدعوة غير فعالة في هذه الايام لانها لاتصدر التعليمات عما يجب ان نقوم به وما الى ذلك من افكار اتكالية مخدرة.
ومثل هذه الافكار تصدر عن عدم هضم لفكرة العمل الاسلامي في المجال العام وتصدر عن تساهل في فهم اوامر الاسلام الصريحة في وضع المسؤولية على جميع المسلمين
”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته“
”من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان“
الى ما هنالك من التعليمات الاسلامية التي تحض على العمل والتي هي التكاليف العامة على جميع المسلمين وخاصة الذين وضعوا انفسهم في زمرة الامة الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر.
المجاهدون خاصة مدعوون الى التنبه لهذا الامر فالحكم الشرعي بوجوب العمل للاسلام واضح وخطوط الدعوه العامة بينة والمرحلة التي نجتازها معلومة، فما معنى التلكؤ وما معنى انتظار التعليمات وما معنى الاتكال على الغير؟؟..
انطلقوا ايها الدعاة… ايها المجاهدون… ايها الواعون… في سبيل الله، طريق النجاة، بلاتلكؤ ولاانتظار ولااتكال الاعلى الله. حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا… ان الاحداث التي تمر على العالم الاسلامي اليوم وفي كل يوم تدعوكم الى ملء عقول الناس بالفكر الاسلامي وقلوبهم بالايمان وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ.