من الذي يحرك المجتمع؟

صدر في عام ١٣٩٤ هجري

مدرسة القول والعمل:

المدرسة الفكرية الاسلامية ليست مدرسة نظرية، انها مدرسة فكر وتطبيق، قول وعمل… هكذا علمنا القران وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿٣﴾ وهكذا علمتنا السنة ”وان تعمل بما علمت… وان تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه“ فالعلم والقول مقرون بالعمل والفعل.

والمسلمون على انحطاطهم عن مستوى الاسلام فانهم يلتزمون بهذه الطريقة بصورة تلقائية او بصورة وراثية بتعبير ادق.

ان كثيرا من احكام الاسلام اهملها الفقهاء لانها مقصاة عن مجال التطبيق وليست موضع ابتلاء كما يعبر بعضهم، فأكثر الاحكام المتعلقة بالدولة والجماعة مهملة لان الدولة في بلاد المسلمين تستمد احكامها من القوانين التي وضعها المشرعون الاوروبيون واستنسختها الاجهزة الاستعمارية وطبقتها في بلادنا بعد نجاح غزوها، ولا تزال هذه الطريقة معمولا بها في جميع بلاد المسلمين!

ان اقتصار البحث الفقهي على (ما هو موضع ابتلاء) مثال حي على الالتزام بكون المدرسة الاسلامية علم للعمل، وان كان في نفس الوقت خطأ من المسلمين والفقهاء، فبدلا من العمل على توسيع دائرة تطبيق الاحكام انحسر البحث عن مجال الاحكام التي احتل مكانها التشريع الوضعي.

وعمل الدعوة هو اعادة الامور الى نصابها، اعادة المدرسة الاسلامية الى مجالها الكامل الاصلي، عمل الدعوة هو تصحيح حركة المسلمين واعادة التاريخ الى مجراه الاصيل. كُنتُمْ خَيْرَ‌ أُمَّةٍ أُخْرِ‌جَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُ‌ونَ بِالْمَعْرُ‌وفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ‌.

وعمل الدعوة عملية تحريك، عملية اقتحام للجماعة والمجتمع للخروج من الجمود والركود والتخلف والاوضاع الفاسدة التي نعيشها والدخول الى وضعية اخرى… انها عملية التغيير الطويلة النفس، والتي لا يستطيع النهوض بها الا اهلها الذين قرنوا القول بالعمل وقاموا بشرائط الله عزوجلّ.

سأل احدهم الامام جعفر الصادق عليه السلام: اخبرني عن الدعاء الى الله والجهاد في سبيله اهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم؟ ام هو لكل من وحـَّد الله عزوجل وآمن برسوله صلى الله عليه وآله.

فقال الامام: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم.

قال السائل: من اولئك؟

قال الامام: من قام بشرائط الله عزوجل في القتال والجهاد فهو المأذون له في الدعاء الى الله عزوجل ومن لم يكن قائما بشرائط الله عزوجل، فليس بمأذون له في الجهاد والدعاء الى الله حتى يحكم في نفسه بما اخذ الله عليه من شرائط الجهاد. الخ…

صفات الدعاة المجاهدين:

نستخلص من آيات القران الكريم والسيرة والسنة الشريفة ان الصفات الايجابية التي يجب ان تتوفر في من يعمل للتحريك والتغيير في العالم الاسلامي هي:

  • ان يستوعب الفكر والعمل.

  • وان يمتلك العقلية والنفسية الملائمة.

ونعرض هذه الصفات بالصفات الاربع التالية:

  1. استيعاب فكر الدعوة.

  2. التعامل الجيد مع الناس. وهذان الامران هما استيعاب الفكر والعمل.

  3. العقلية المبدعة.

  4. الجذوة الايمانية المتقدة. وهذان الامران هما العقلية والنفسية الملائمة.

استيعاب فكر الدعوة:

فكر الدعوة العام هو: القران والسنة والنتاج الاسلامي المنشور وما نتعلمه من الناس. وفكر الدعوة الخاص هو: الفكر المستنبط من مصادر الاسلام ونتاج المسلمين ومسيرة الدعوة والمكتوب غالبا بأسلوب صريح يسمي الاشياء باسمائها. اما اذا كتب بأسلوب يخفف وطأة الافكار على معارضي التغيير كالسلطات وغيرها فيدخل في نطاق فكر الدعوة العام.

وعلى الداعية ان يعطي الفكر العام والخاص حقه ويتلوه حق تلاوته الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ. والفكر الخاص الذي نعبر عنه بفكر الدعوة هو دليل الداعية في المجتمع في العمل الفردي والجماعي، وهو ليس لمجرد القراءة والاطلاع بل للدراسة والتطبيق، ومن حقه علينا ان نتلوه حق تلاوته لكي يؤثر في نفوسنا ويكون من عناصر التأثير الحقيقية في عملنا التغييري.

ان فكر الدعوة فكر صادر عن رؤية واضحة للرسالة والمجتمع والدعوة. ولانه من نوع السهل الممتنع يبدو كأنه من الامور البديهية، ولذلك يقع بعض الدعاة في خطأ جسيم حينما يأخذون فكر الدعوة لمجرد المعرفة والاطلاع ويبحثون عن افكار اخرى تلفت نظرهم لانها تشبع هوايتهم في المعرفة والاطلاع، هؤلاء تغلب عليهم هواية المعرفة النظرية على المعرفة للعمل.

لا يعرف قيمة فكر الدعوة حق المعرفة الا من يمارس العمل في تغيير المجتمع والافراد، لانه يأخذ الفكر للتطبيق والقول للعمل فيجد فكر الدعوة دليلا وهاديا في العمل ويجده صادرا عن بصيرة ورؤية واضحة وتجربة عملية.

ان فكر الدعوة التنطيمي والسياسي مثلا يتحدث عن امور يعيشها الناس في المجتمع، ولكن رؤية هذه الاشياء وتمييزها عن غيرها ووضعها مع ما تحتاج اليه في مصب العمل التغييري يحتاج الى رؤية واضحة نافذة، وهذه الرؤية من الامور النادرة في المجتمعات المتخلفة والمعقدة بنفس الوقت، فان الفكر السياسي والتنظيمي في هذه المجتمعات فكر مستنسخ عن المفكرين الاوروبين ولا يساعد الا على تشويش الافكار اكثر مما هي فيه من تشويش.

وعندما لا يلتزم الداعية بفكر الدعوة يكون ارتكب خطأ اما لخوف من الناس او لان التغيير المطلوب لم يحدث في نفسه بعد، وقد عولج هذا الموضوع في نشرات منها نشرة (عقبة ستذلل). وكلام الداعية في افكار الدعوة ونشرها في الناس لا يعني ذكر نصوص من النشرات وانما يعني استيعاب هذه الافكار والتفريع عنها والبناء عليها.

ان نشرة من نشرات الدعوة هي موضوع كتاب او اصل في البحث العلمي والادبي والتاريخي او منهج في حقل من حقول العمل، لان فكر الدعوة هو الاصول التي ينبني عليها ويتفرع منها.

وفكر الدعوة ينمو ويتطور لانه معرض للتنقية باستمرار ويعدل عندما يحتاج الى تعديل. ولكنه كما هو في النشرات يؤخذ، وما يطرأ من تعديل يبلغ للدعاة لتصحيح ما بين ايديهم او تصدر منه طبعة معدلة.

التعامل الجيد مع الناس:

التعامل الجيد مع الناس هو تعبير آخر عن العمل السياسي الاجتماعي وهو يتفرع الى فرعين: الاول: كيفية التعامل الجيد. والثاني: معرفة الناس الذين يتعامل معهم.

والدعوة تهتم بجميع الناس وتعطي الاولوية للمسلمين في العالم الاسلامي ثم المسلمين خارج العالم الاسلامي ثم لغير المسلمين في العالم الاسلامي، ولا يعني ذلك التقيد الحرفي وانـَّا اذا وجدنا اذنا صاغية من غير المسلمين في العالم الاسلامي نهمله بحجة الاولوية.

والاتصال بالناس يكون فرديا ويكون جماعيا في القرية والمدينة في التجمعات السكنية في المساجد والمقاهي والنوادي والجمعيات وحيث يتجمع القرويون وفي التجمعات المهنية في الاسواق ومع العمال والطلبة والنقابات المختلفة مع اهل الفكر والعوام مع السياسيين المنتمين للاحزاب… لا نفرق بين بيئة واخرى الا بما يكون فيها من خصب للدعوة او جدب وما تصادفه من سهولة في العمل او صعوبة، فلا نفضل القرية على المدينة ولا يمكن العكس، ولا نفضل العمال على غيرهم ولا عكس، فالدعوة للناس ونحن مأمورون بتبليغ الدعوة. والاختيار يعتمد على المبلـِّغ حيث يبلغ من يعرف. فالاقربون نسبا او جيرة او معرفة اولى بالمعروف، فالداعية يتحدث من موقع معلوم لا مجهول لكي يقع الكلام في النفس ويحدث علاقة بين المحدث والمتحدث اليه.

يجد الداعية اصنافا من الناس تختلف بعدا او قربا من الدين والتدين وتختلف بعدا او قربا من العمل الاسلامي، وتختلف بعدا او قربا من الالتزام والاهتمام بالصالح العام وتختلف بعدا او قربا من الحديث الفكري الجدي العام.

والداعية يدخل في حديثه لينا سهلا لطيفا فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا ويفتش عن نقاط الالتقاء يركز عليها لينطلق منها في الوقت المناسب لما يريد تبليغه. وعندما يجد قبولا بطيئا او يجد معارضة لحديثه او يرى طريقا يبدو له انه طريق مسدود او يسمع هجوما على افكاره فما عليه الا ان يسمع ويتفهم ليدخل مدخلا جديدا بالحكمة والموعظة الحسنة وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وَاصْبِرْ‌ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ ويستمر ما امكن بالحديث اللين المستساغ فَبِمَا رَ‌حْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.

ويصادف الداعية من يعادي العمل الاسلامي، ويصادف من يحارب الاسلام بقرآنه ورسوله، وهؤلاء تلاميذ الكفار الفكريين من صليبيين وماديين يعرضون شبهات حول بعض الاحكام لتشكيك المسلم بقرآنه. او ينتقدون بعض ما يروى عن الرسول للحط من قيمته بنظر المسلم يُرِ‌يدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ‌ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ومثل هؤلاء يكونون عادة متحزبين ويظهر نشاطهم في المناطق التي تنتشر فيها الدعوة وفي بعض الاحيان يكونون من المترفين اصحاب مؤلفات يكسبون من وراء مهاجمة الدين الاسلامي.

وبصورة عامة سواء كان هؤلاء من الحزبيين والمترفين فان فكرهم مأخوذ من فكر المستشرقين طلائع الغزو الفكري والغزو العسكري الغربي لبلادنا. وعلى الداعية ان يميز بين الاشخاص الذين ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وبين الشخص المخدوع بمعسول الكلام. والعملية تحتاج الى عرض للافكار يناسب الموضوع المطروح يركز فيه الداعية على الموضوع الذي يطرحه المعارض ويحاول ان يجلي غوامضه ويبين وجهة الخطأ فيه بما يناسب، فان وجد لكلامه صدى في نفس المعارض يتابع الحوار، وان اعرض وتولى فعليه ان يهمله بالتي هي احسن.

وقد يكون الحوار بوجود جماعة من الناس مساعدا للداعية على افهام الحاضرين الافكار الصحيحة وزيف ما يعارضها، وقد يكون الحوار بوجود جماعة غير مساعد لان المعارض تأخذه امام الناس العزة بالاثم.

ان اهم شيء في العمل التنظيمي هو توجه الفكر والقلب من المستمع , ولا خير في حديث يوجه الى اناس لا يصل الى اذهانهم ولا يعمل على تبديل نظرتهم وقناعاتهم السابقة.

ان وضوح اسلوب الكلام لا علاقة له بتصنع الاسلوب الشعبي والابتذال ولا علاقة له بتصنع التفوق الفكري والمعرفة النظرية. ان الداعية المتمكن هو الذي يسوق الفكر مستخدما المعطيات البسيطة والامثلة والاستدلالات غير المعقدة، وبذلك يقود مستمعه بادائه البليغ للتفكر في موضوع واضح ومحدد.

وعلى الداعية ان يتخذ مواقف تختلف بمراعاة امزجة الناس، فلا يجوز التحدث بنفس الشكل في اجتماع بمصنع وآخر للفلاحين وآخر للمثقفين والطلاب.

و كما نحدث الناس نستمع اليهم، وكما نعلم الناس نتعلم منهم، فهم مصدر من مصادر الثقافة، فان فيضا من الحكمة والآراء الصائبة تجري على السنة الناس تعبر عن مجريات الامور. ان محاولة الاستفادة من الحكمة ومما لدى الناس من فكر وما لدى المفكرين من نتاج فكري من الامور التي هي موضع اهتمام خاص لدينا، فان الفكر الصحيح ليس حكرا على ما لدى الدعوة.

ان ما لدى الامة من طاقة فكرية وعملية يجب ان نتعامل معها معاملة جيدة، فهناك وعي عام منتشر بين افراد الامة، وعي كان قبلنا ووعي جاء بعدنا في اوساط مختلفة نعرفها او لا نعرفها قريبة منا او بعيدة عنا، فهي ووعيها منا ولنا ونحن منها ولها.

ان من جملة عملنا ان نرعى نتاج غيرنا ونشجعه ما دام يسير في الخط الصحيح، كما ان كثيرا من اعراف الامة وعاداتها وتقاليدها صحيحة وسليمة ولكنها جامدة، وعلى الدعوة ان تأخذ هذه الاعراف والتقاليد وتضعها في قوالب تعيد اليها الحيوية وتعيدها الى الامة بثوب جديد لتأخذها الامة بسهولة ويسر.

العقلية المبدعة:

لا يمكن ان يكون الداعية ذا عقلية خاملة يقف تفكيره ولا يتعدى ادراك بعض المحسوسات التي تتكرر مشاهدتها وبعض القضايا البسيطة التي الفها مدة طويلة من الزمن. ولا ذا عقلية جامدة لا تقبل التزحزح عما ورثته واخذته من المجتمع فتتأطر به ولا تنفتح على غيره. ولا ذا عقلية مقلدة تتأثر بهذا وذاك بعوامل اجتماعية وعاطفية وسياسية فتقلد بأمور متنافرة او متناقضة بدون محاكمة منطقية. ان العقلية النامية الحيوية هي التي تؤهل صاحبها لان يعمل في الامة، يتعلم ويعلم، يأخذ الفكر ويعطيه، يهضم الافكار والاحداث والافراد بعمق، يرى دقائق الامور ويميز بينها بدقة.

والداعية يسعى لان يكون صاحب عقلية مبدعة لان مهمته في انهاض الامة من جمودها وانحطاطها مهمة معقدة، فهو يعمل في امة تتفاعل فيها الافكار الجامدة والافكار المعوقة عن العمل والافكار الطارئة التي يتشبث بها بعض المثقفين من المسلمين بنفس السذاجة التي يتشبت بها المتعلقون بالافكار الخرافية من الخاملين. وعليه ان يميز بين ما يراه ويصادفه في صراعه الفكري ليعطي الفكر المناسب للشخص المناسب في الوقت المناسب.

ان الداعية يعمل داخل تنظيم وعليه ان يستوعب عطاء التنظيم الفكري وتوجيهاته العملية وينفذها في المجتمع المعقد.

ومن الامور التي تنمي التفكير، توسيع المعرفة المركزة ومطالعة الكتب العلمية والفكرية ثم التأمل بالاشياء والاحداث والافكار واستعمال التساؤلات عن الموضوع الذي يركز التفكير فيه: من، متى، اين، كيف، لماذا؟…

ان العقلية المبدعة اذا عمل صاحبها الممتلك لايمان عميق يكون اهلا لقيادة الامة وتحريك المجتمع الجامد نحو التغيير الى الاسلام.

الجذوة الايمانية المتقدة:

ان عملية التحريك عملية مستمرة تحتاج الى مجموعة نشاطات، فما ينتهي الداعية من عمل حتى يقوم بعمل، وتتداخل النشاطات بعضها مع البعض الاخر. وعملية التحريك هذه يترصدها المعارضون ويترصدها الجامدون وتترصدها السلطات الحاكمة والاحزاب الكافرة والاستعمار، ولذلك فهي جهاد يحتاج الى صبر لا ينضب ودأب متواصل وثبات جنان. الى صبر على الناس وصبر على الاذى وصبر على انواع المعاناة النفسية والمعنوية والمادية. والى دأب ومتابعة للتفاصيل في ظروف اكثرها غير موات وفي دروب مفروشة بالاشواك لا بالورود. ان مخزون الحماس عند الداعية يفرغ وينفد اذا لم يتزود بحماس الايمان ولهيبه الذي لا ينضب. ان البصيرة واليقين والاخلاص لله عزوجل تعطي الداعية النية الثابتة في كل عمل من الاعمال التي يقوم بها، وبالعمل المخلص الثابت تنمو الجذوة الايمانية داخل نفسه وتتوقد وتكون دافعا قويا لاستمرار العمل وامانا من سيطرة الخوف على سلوكه عندما يتعرض لاخطار العمل التغييري.

أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾ لَهُمُ الْبُشْرَ‌ىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَ‌ةِ ۚ.