من رسائل الدعاة
(١)
يقول احد المجاهدين حفظه الله:
”اعتقد ان طرح بعض القضايا من تاريخ العمل بالصورة الموجوده لاينفع الآن نفعاً كثيراً. وقد يقع الداعية بين تكهنات مختلفه لمن عاش بعض ظروف الدعوة. والداعية الذي لم يعش ظروف الدعوة.. ويقرأ.. وتخلف بعض الدعاة.. وانسحب آخرون.. لايفهم شيئا ملموسا كي يؤتي الكلام الآثار المطلوبه“
ان الموضوع هو تسجيل تاريخ الدعوة في اشواط عاشتها في مرحلتها الاولى. وفائدة ذلك محققة في نظر الدعوة وقد ظهرت آثارها النافعة من رسائل الدعاة. ولامانة التسجيل لابد من الاشارة الى هذه الوقائع ولاضير في ذلك فان الدعاة يعرفون ويجب ان يعرفوا ان طريق ذات الشوكة طريق شائكة قد يتراجع عنه بعض من لم يتمكن من الاستمرار فيه.
(٢)
اعترض المجاهد حفظه الله على وصف انقلاب ١٤ تموز بانه برعاية الاستعمار الامريكي وقال:
”ان السي.آى.اى، المخابرات الامريكية فوجئت بحركة ١٤ تموز وطلب رئيس الكونغرس الامريكي تحقيقا في ذلك وان الحركة كانت بايحاء من الانكليز“
لقد نشر رأى الدعوة منذ مدة طويلة بان حركة ١٤ تموز ١٩٥٨م كانت برعاية الامريكان وليس للانكليز شأن بها، والدليل على ذلك هو ما يلي:
-
الانقلاب صفى الاكثرية الساحقة من عملاء الانكليز من السياسيين.
-
اتجه الانقلاب الى اهم المصالح الانكليزية في العراق آنذاك وهي المصالح النفطية وضربها ضربة عنيفة باصدار القانون رقم ٨٠ الذى قلص مساحة امتياز الشركات البريطانية من العراق كله الى مساحة الآبار المستغلة فعلا.
-
ظهر من المحاكمات ان تنظيم الضباط الاحرار كان له صلة بالقيادة السياسية في مصر، ومن المعروف عن هذه انها معادية للانكليز،وقد اتضح ارتباط القيادة السياسية المصرية بامريكا بجلاء.
-
اتجهت الدولة في العراق في بدايتها نحو الوحدة مع مصر. وتغير الاتجاه بعد زيارة وكيل وزارةالخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط المستر همفرى الذي زار العراق في الاسابيع الاولى من قيامها. وقد ظهرت هذه الحقيقة على لسان العقيد عبدالسلام عارف في احدى ساعات يأسه في مجلس خاص. ويبدو ان ذلك حدث بسبب ضغط الانكليز على امريكا لمنع اي وحدة بين العراق ومصر.
-
ظهرت صورة الزعيم عبدالكريم قاسم على الصفحة الاولى في مجلة نيويورك تايم الجريدة ذات العلاقة الوثيقة بوزارة الخارجية الامريكية وذات الوزن الخارجي عالميا، وعلقت الجريدة على الصورة بمامعناه: ثائر من العراق ولكنه صديق.
وقد نقلت الصورة على صفحات جريدة الجمهورية التي اصدرتها الثورة في ايامها الاولى.
-
الكونغرس الامريكي وما يظهر فيه من مناقشات لا تدل دائما على اسرار العلاقات الامريكية مع العملاء.
-
الا ان الوضع القلق لعبد الكريم قاسم لم يعجب السياسة الامريكية فتخلت عنه للتآمر الانكليزى الذي قام به العميل احمد حسن البكر في ١٤ رمضان.
(٣)
اعترض المجاهد حفظه الله على تعبير يفهم منه فشل ثورة العشرين في العراق وقال:
”كانت ثورة العشرين من انجح الثورات على كل المقاييس لا شك ان ثورة العشرين كانت مؤشرا واضحا على حيوية علماء المسلمين في النجف وكربلاء والكاظمية وعدائهم للكفر والاستعمار فهبوا لمقاومة الغزو البريطاني ووقفوا بجانب العثمانيين الدولة التي كانت تضطهدهم وتعاملهم اسوأ المعاملة الا ان الالتزام بأحكام الاسلام والارتفاع عن النعرات المذهبية ادى الى ثورة العشرين المباركة“.
ان هدف ثورة العشرين كان منع الاحتلال البريطاني، نجاح اى ثورة هو في تحقيق هدفها، فهل حققت الثورة ازاحة الاستعمار البريطاني عن العراق؟ ان ثورة العشرين نجحت في تحريض الامة على حمل السلاح ضد الاستعمار الكافر الا ان اهداف الثورة حرفها السياسيون العملاء، وقد تكلمنا حول هذا الموضوع في بحث العراق في مهب الرياح الدولية.