من الثقافة التنظيمية

من توجيهات الدعوة اثناء الهجمة

نشرت في ذي القعدة ١٣٩٧ هجري

ربنا افرغ علينا صبرا

(١)

يتعرض الدعاة الى سبيل الله الى حملات متتالية من المراقبة البوليسية الشديدة والمحاربة في الرزق والاعتقالات والتعذيب والسجن والقتل بشكل وحشي ولئيم، وهو امر أتى قبل اوانه لاسباب اهمها احساس الاستعمار بخطر الاسلام، وصبيانية الحكام عملاء الاستعمار الذين احسوا بخطر وهمي من الفعل الاسلامي مع ان الدعوة في مرحلتها الفكرية وليس في نيتها الا التوعية الفكرية والسياسية لأبناء أمتنا. وازاء هذا الامر نصبر.

وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٥٤﴾ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَ‌اتِ ۗ وَبَشِّرِ‌ الصَّابِرِ‌ينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَ‌اجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّ‌بِّهِمْ وَرَ‌حْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾

(٢)

… ولكن التعذيب اصبح اكثر قسوة..تنوعت اساليب التعذيب..يجرى التعذيب ليلا.. تعصب اعين المؤمنين بشدة..

صور من التعذيب من تقارير الدعاة:

يمارس الرفس وضرب الفلقة..

… يعلق المؤمن بالمروحة.. وانواع التعليق كثيرة.. وهو عذاب لايتحمله الاالمخلصون.. ولكن المؤمنين صابرون.. يدفن المؤمن الى كثير من نصفه في حفر خاصة ويطلق النار فوق رأسه.. يوهم المؤمن بأن اخاه قد احرق للتأثير عليه..

… كسرت عظمة اليد او الرجل او الصدر لبعض المؤمنين من التعذيب.. تسممت قروح بعض المؤمنين من الاهمال بعد التعذيب… كثر الجلادون والمحققون.. عبدالله وفيق السامرائي اشترك في تعذيب المؤمنين بأقذر وأفضع وأشد الوان التعذيب وأبعدها عن الانسانية والاخلاق..

… اشترك في التعذيب لجنة حزبية برئاسة مسؤول حزب البعث محمد فاضل السامرائي..

… ارسل صدام حسين لجنة خاصة من مكتبه لتشترك في التحقيق والتعذيب.

… وقّع بعض المؤمنين على ما كتبه الجلادون تحت طائلة التعذيب الاسطوري.

… ان هؤلاء الاخوة قدموا الى المحاكمة المهزلة بعد تعذيب لايوصف…. ان المعتقل الآن مزدحم جدا ويوم المواجهة لا مجال للمواجهة الا وقوفا… وبعض المعتقلين يلتحفون السماء…

(٣)

يلوم القاعدون المجاهدين بأن الآلام التي يتلقاها الدعاة والدماء التي سفكها الطغاة انما هي دماء هدرت نتيجة كذا وكذا. وانها من مسؤولية كذا وكذا.

ونحن نجيب: وَإِنَّ فَرِ‌يقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿١٤٦﴾.

ونجيب: الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ.

قُلْ فَادْرَ‌ءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٦٨﴾ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِ‌حِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّـهِ وَالرَّ‌سُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْ‌حُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ‌ عَظِيمٌ ﴿١٧٢﴾.

الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿١٧٣﴾

ان الصورة الانخذالية في مخيلة القاعدين الذين انهارت معنوياتهم من ضربات الظلمة الفسقة عملاء الكفار المستعمرين تختلف عن الصورة المهيبة في مخيلة الحكام المتسربلين بالوحشية والمتسربلين بالتبعية للاستعمار.

ان الابتلاء الذي تعرض له المسلمون ويتعرضون هووسام على صدر المسلمين ودليل على ان مسيرة الانبياء والائمة عليهم السلام لم تتوقف.

ان الخسارة التي تعرضت لها الدعوة ولا تزال تتعرض لها ستعوض بالتفاف الأمةحول العمل الاسلامي في طريق النصر.

ان الوهن والضعف الذي يبدو فيه المؤمن تحت سوط الجلاد انما هو قوة. ان الجسد يقع تحت السوط والنفس تسمو والامة تحسس ثم تعي. انها مسيرة الاسلام الابدية ضد الظلم والفسق والكفر.

(٤)

صورة من الاقوال المنقولة عن الحكام وحواشيهم حول اضطهاد الدعاة:

..ان هذه الشجرة نريد ان نيبسها لا ان نزيدها خضرة ونموا..

..نعتبر ان البصرة ليست من العراق لانها مقفلة لهؤلاء الجماعة..

.. ان كل شخص منهم يساوي مائة من جماعتنا (اى من صبية البعثيين)

..اننا الآن نقدر على محاربتهم اما اذاتركناهم مدة فلا نستطيع ايقافهم.

.. نحن نعمل من سنة ٤٨ وعددهم في لواء الديوانية وحده اكثر من البعثيين في كل العراق.

..هؤلاء لاينفع معهم الا تعليق عدد منهم على المشانق..

(٥)

ان طريق ذات الشوكة مليء بالاشواك، وان المجاهدين يعرفون الطريق الذي سلكوه.

(٦)

نكرر بعض الوصايا السابقة:

أ. وضعكم الصعب تعيشونه: يقتل اخوكم المؤمن، يعذب اخوكم المؤمن، يسجن اخوكم المؤمن، يختفي بعض اخوانكم الملاحقين، يهاجر بعض اخوانكم المطلوبين، يفقد الاتصال بينكم نتيجة لذلك.
ب. يعاد الاتصال المفقود بمبادرات ذاتية بيقظة تامة وحذر كامل وسرية قدر الطاقة.
ج. الاجتماعات فردية وبفترات متباعدة.
د. القرارات والافكار والآراء تنقل مشافهة ما أمكن.
ه. يحافظ على النشرات الصادرة وتنقل الى الافراد بتحفظ كامل وتنقل من بلد لآخر ليطلع عليها أكبر عدد.
و. يعمل الداعية على التنمية الذاتية والفكرية والنفسية، والقرآن كتاب الله زاد عظيم للدعاة الى الله.
ز. يوسع الداعية اتصالاته الفردية بالناس.
ح. يعتنى بعوائل الشهداء والمعتقلين والمهاجرين ما أمكن.
ط. يلفت نظر بعض الاخيار الى حالة عوائل الشهداء والمعتقلين والمهاجرين.

(٧)

وعلى الدعاة خارج الاقليم الممتحن ان يزودوا الدعوة بالمساعدة لاعانة العوائل المحتاجة ولتفرغ بعض الدعاة لملاحقة اعمال الدعوة.

(٨)

وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَ‌ى اللَّـهُ عَمَلَكُمْ وَرَ‌سُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ.