ما اولهني الى اسلافي

صدر في محرم ١٣٩٩ هجري

الى اخي الشهيد حسين محمد كاظم

جلوخان الذي عبر الى الضفة الاخرى..

فشهد في غمرة النور الولادة الجديدة.

(١)

من اى المداخل ومن اى البوابات الج مدينتك هذه التي تقوم في طريق المارة.. ممتلئة واعدة بالبروق والامطار، سخية بعد ذلك بالجني والثمار..

وكيف استطيع التطلع الى وميضك هذا الحبيب، بعد اربع من السنوات الطويلة ـ كحزني الصامت الطويل ـ دون ان يطرف لي جفن وتدمع لي عين، ويخشع لي قلب.

وهذا الماضي الحي الذي درجنا فيه اياما خصيبة، والذي يشتعل في الذاكرة خطا احمر يستعصي على النسيان.. هل من سبيل الى الصبر على نزيف صوته الموجع كما نحيب طفل لايكف عن البكاء

(٢)

لن ابكيك.. ولن اقول فيك كلمة راثية، لاني اعرف انك مشيت الطريق الرائع الطويل.. فجثتك ليست الجثة الاولى، ولن تكون الجثة الاخيرة فهذا الطريق الطويل يختزن، في مراحله المتلاحقة،آلاف الشهداء ليلدهم اضواء جديدة هي خمائر الفجر الذي لابد ان يجيء.

(٣)

اعرف، يا اخي الحبيب، ان الشهيد يسري في اعماق ضمير الامة.. هنالك حيث ينمو ويزدهر وتنضج له ثمار.

قتل الشهيد انتشار للشهيد. والفأس التي تهوي ـ خلسة وبغضاضة ـ على جذع شجرة الصندل لاتدري كيف تتقي عطر شجرة الصندل ولاتعرف كيف ينتشر عطرها في الارجاء فيوقظ، وينعش ويثمر.

ان صوت دم الشهيد ينبثق فجر كل يوم صارخا من الارض، يقلق نهارهم ويؤرق ليلهم. ومحاولتهم اسكات صوت الدم كمحاولة ايقاف النزيف الهائل بالاصابع.

حين قتل الحسين، في واقعة الطف بايد آثمة ظالمة، تحول الحسين حتى اليوم، الى قلعة احتجاج ضد الظلم والطغيان يتعلم المضطهدون في ظلالها، كيف يواصلون الكفاح، وكيف يواجهون بجسارة فائقة قوى الظلم والطغيان.

(٤)

كنت تدرى، ايها الشهيد الحاضر، ان الشهادة ليست هدفا يبحث المرء عنه ويصل اليه عن قصد واصرار، من اجل ان يغدو في نظر الناس بطلا من الابطال.انما الشهادة هبة من الله يمن بها على من يشاء من عباده المخلصين.

وها هي الشهادة الكريمة جاءتك على حين غرة، وفزت بها على غير ميعاد: منحة الله انفس من الذهب المصفى تقبلتها، برضى قرير، وتقلدتها وساما عزيزا نادر المثال.

(٥)

وكنت، ايها الاخ الحبيب، منذ اعتقالك الاول تنبيء عن رجل له في الغد شأن كبير:

كنت تدرى ان الهمهات تدور حولك، وان باب المعتقل منك قريب، وانك اعددت لذلك العدة، ورسمت الخطة منذ وقت مبكر. التقينا قبل اعتقالك بساعات… وتذاكرنا مسألة من مسائل الفقه ختمتها بضحكتك الصافية المميزة.

حكى عنك من شهدك في المعتقل انك كنت تقوّي عزائم اخوتك المعتقلين وكنت ترسم لمن استطعت الموقف الانسب والاقل خسارة.

موهت على جلاديك عنوان بيتك.

كان هدوؤك ملفتا، ووعيك لايفارقك، وقدرتك على التصرف في الموقف الحرج امر مشهود.

وكنت تلهج، مع احد اخوانك بآيات من سورة ”يس“ حين نودي عليك في ليلة جمعة لاطلاق سراحك من بين قضبان الجلادين السوداء.

وليلة خرجت من زنزانتك الموحشة كانت لحيتك كثة، وكنت متورم الوجه والذراعين والقدمين وملابسك جفت عليها دماء التعذيب الوحشي حتى استحالت بقعا سوداء مفزعة. وكنت لاتستطيع ان تشد جسمك الذاوي وانت تكابد المشي او تحاول صعود السلم.

وكمن عاد من سفر طويل.. استحممت وغيرت ملابسك، وهيأت ملابس الاعتقال للغسيل.

وفي اوائل الفجر لم تكن في فراشك: لقد غادرت ”بغداد“ بعد صلاة الفجر الى كربلاء،حيث امك المفجوعة تترقب الدقائق وتعد اللحظات.

وبعد ايام كنت تعاود نشاطك وجهادك، وانت تثب طليقا في ميادين العمل، كجناح طائر مفلت من الاسر.

(٦)

لم تكن لك، ايها الحبيب، زوجة تنتظرك، ولااطفال يتشبثون بك وينتزعونك من اهتماماتك الرسالية النبيلة المتحفزة.

لقد تزوجت زواجا من طراز فريد، وانجبت ذرية من نمط خاص:

تزوجت العمل من اجل الاسلام، وكان اتساع الدعوة وانتشار الرسالة من ابنائك وذراريك.

ومن عرفك من اخوتك عرف فيك خفة وحركة غير ملفتة, كنت شابا رساليا فذا، جم النشاط، تعمل بلا اضواء ولاضوضاء.

وكان الحذر واليقظة مما يقرأه المرء في صفاء عينيك المتألقتين وكان كرم نفسك مما تغمر به عارفيك.

اذكر مكتبتك الصغيرة المختارة، وارى فيها ذوقك واهتماماتك العملية الواعية.

اذكر صلاتك وعبادتك المبصرة، ونفسك المتفتحة واسلوبك الحكيم وانصاتك للراديو في آخر الليل لسماع اخبار العالم.

كان الزمن يضيق عن اعمالك ومشاريعك التغييرية وهمومك الرسالية وعلاقاتك الايمانية بالناس.. حتى لم تكن تجد، في بعض الاحيان فسحة للعناية بنفسك. وقميصك الابيض المزرر دوما يشهدلك: لقد كان وقتك يضيق عن فتح ازرار القميص جميعا حين تريد ان تخلعه فكنت تكتفي بفتح الزرين العلويين، ثم ترفع القميص الى اعلى وتخلعه.

واذكر ان آخر لقاء آنست فيه بكرم روحك كان تحت قبة جدّك الشهيد العملاق: الامام الحسين عليه السلام، واذكر اني شعرت وقتها بعينين مريبتين تتلصلصان علينابخبث، ولكنك لم تنصرف عن حديثك النافع اللذيذ.

(٧)

الجلاد االمتوحش، صباغ احذية الغزاة المستعمرين، الذي كان يتلذذ بتعذيب جسدك النحيل في منطقة الديوانية، كان يشعر انه يصطدم ـ اذ يعذبك ويستجوبك ـ بجدار عنيد لايدري كيف يجتازه او ينفذ من خلاله. ولقد طالت به محاولاته الدنيئه ليقتحم اسرارك ويكشف اسماء اخوانك المجاهدين، حتى اضطر معك ـ تحت وطأة الشعور بالخيبة والاندحار ـ الى اسلوب التشكيك برجال الاسلام وقادة المسلمين. وانت تعلم انه كاذب حتى النخاع حين قال لك:

انتم اناس بسطاء مخلصون، ولكن زعامتكم مرتبطة بالاجنبي.. وعندنا الادلة.

واردت ان تحاصره وتثبت له كذبه الفاضح، فبادرته تقول:

اذن هات الادلة لاكون على بينة.

ولم يدر كيف يداري ارتباكه اذ قال:

سأريك الادلة فيما بعد.

والى اليوم لم يحن هذا الـ ”فيما بعد“ ولن يحين ولكن اصرارك على ملاحقته وتعرية زيفه دفعك الى ان تسأله يوما، حين صادفته في الشارع، بعد اطلاق سراحك:

اين الادلة يا ابا العباس١

فما كان الا ان لاذ بالصمت العاجز الجبان.

(٨)

ومرت بك المحنة التي ابتلى بها العمل الاسلامي في العراق فاذا المحنة تجلو معدنك، وتزيد بصرك، وتثري تجربتك. واذ الاضطهاد يتعاظم، والتنكيل يشتد بالحزب واعضائه المجاهدين كنت انت تتسلق ـ بمهارة وطموح ـ المزيد من ذرى الوعي وكنت تخطو الخطوات سريعة واثقة نحو قمم النضوج.

كان اخلاصك في عملك يزداد كلما اشتد بطش الظالمين واحساسك بذاتك يتضاءل كلما احدقت بدعوتك الاخطار. كان دمك ـ في نظرك ـ رخيصاً هينا، ولم تكن تفرق ـ من اجل رسالتك ـ بين اراقة دمك وسكب قدح من الماء.

وكنت تجهر، بنبرة عميقة مؤثرة، تذكر اخوتك المجاهدين بمسؤولية الرسالة الاسلامية، وكان الق شعلة الدعوة، في ايامك الاخيرة يملأ وعيك اكثر من اى وقت مضى، وسمعتك غير مرة تقول:

”دعوة الاسلام شعلة مضيئة تسلمناها من الاجيال السابقة فيجب ـ على الاقل ـ ان نسلمها بامانة ورجولة الى الاجيال اللاحقة“.

وهكذا وفيت، وتصرفت برجولة، فدفعت الشعلة المؤتمنة بقوة دمك الدفاق خطوات نحو المستقبل، وحيث يمزق نورها ظلمات الطريق وحيث تلوح في الافق بشائر الفجر مغموره باهازيج الانتصار.

(٩)

”في الساعة العاشرة صباحا تأخذون جثثنا، بعد تنفيذ الحكم، من الطب العدلي“.

هكذا كنت تخاطب احد اخوتك٢ حين زارك في زنزانة المحكومين بالاعدام قبل التنفيذ بايام. كنت تتحدث بطلاقة وعفوية فاتنة كأنك تحدد موعدا اعتياديا للّقاء، كعادتك في تحديد المواعيد بدقة ووضوح.

ان الذي سما الى افق الايمان واليقين والامل بالله والعمل لرسالته الحياتية الفذة انما يتحرر ـ كلما قويت في نفسه عوامل الايمان ـ من اسر قبضة الطين، ويسمو على نقائص اللحم والدم وينفلت بالتدريج من دهاليز ”الخوف“ فاذا الغاية العظيمة هي التي تهيمن على وعي الانسان، واذا مرضاة الله عزوجل وحدها التي تستهوي المرء، حتى اعمق الاعماق، فلايعود في النفس المبصرة مكان لغير الله.

وها انت ذا، يا سليل الشهداء، تتحرر من قبضة الدنيا وتسمو على اغراءات الحياة، هازئا بطغيان الطغاة، وساعيا الى الموت برجولة.

وتضحك، في زنزانتك الاسمنتية الرطبة المظلمة، حين تعرف انهم حكموا عليك بالموت وبمصادرة ”الاموال المنقولة والغير المنقولة“ اى اموال هذه التي يريدون ان ينهبوا منك ها انت تخرج من الدنيا كما دخلتها لاتملك الانفسك. اما ثروتك الحقيقية افكارك الحية ورسالتك للناس فهي اطهر من ان تمسها ايادى اولئك الاقزام الذين تشوهت منهم الروح واظلم منهم الفكر.

(١٠)

ها انت ذا واقف بانتظار دورك على خشبة الاعدام مع اخوتك الاربعة المخلصين، لتجرب حالة جديدة في طريق العبودية لله ذات لون خاص ونكهة فريدة.

كانت نظراتك متطلعة مركزة، وبريق عينيك يوحي بانك تبصرشيئا ما يقف وراء المرئيات، ومن يدرى.

فلربما كنت ترى وتسمع الشهيد الكبير جدك علي بن ابي طالب يستحثك بنبراته القوية الواثقة لتخطو كما خطا هو من قبل ويقول:

”اعر الله جمجمتك“.

والكلام عن اعارة الجمجمة، ايها العزيز، كلام سهل مستسهل ولكن ما ابعد المسافة بين الخطوة الاولى والوصول الى هذه الدرجة الرفيعة.. درجة ”اعارة الجمجمة“ وما احفل الطريق بالمشقات والاهواء المتصارعة والرغبات الهابطة والوساوس المثبطة.

وها انت ذا واقف بشموخ على القمة.. على خشبة الاعدام، قد قطعت ـ في الطريق الى تقديم جمجمتك ـ كل تلك المسافات من الضعف البشرى، ومن التردد، ومن الامل الدنيوى الطويل، ومن تزيين الدنيا وتزويق شهواتها وفتنة زخارفها.. مما توسوس به كل وسائل الشيطان الغوي الرجيم.

لقد اختزلت الدنيا كلها بلحظات لتطرق، بقبضة يقينك ابواب الآخرة ضيفا على الله كأكرم ما يكون الضيوف.

(١١)

ويشهد فجر يوم الجمعة الحادى والعشرين من ذي العقدة عام ١٣٩٤ هجري باحدى زنزانات بغداد خمس جثث لخمسة رجال مقدسين تتدلى من خشبة الاعدام..وكنت انت خامس خمسة، اقصرهم خشبة.

خامس خمسة.. اقصرهم خشبة.

فجأة تومض في الذاكرة صورة مماثلة لشهداء آخرين سبقوا في طريق الاستشهاد.. يضيء من بينها وجه ميثم بن يحي التمار على خشبة الصلب في الكوفة، فاذا هو ”عاشر عشرة، اقصرهم خشبة“ الصورة كالصورة، والمشهد يتوحد بالمشهد. والشهادة خط واحد متلألىء موصول، يخترق التاريخ، ويتغلغل في اعماق المستقبل وكما اضطهد طغاة القرن الاول للهجرة(عام ٦٠ هجري)خط العمل الاسلامي الاصيل، اضطهد طغاة القرن الرابع عشر الهجرى خط الدعوة الاسلامية التي تشق طريقها وسط الصخور والادغال.

وكما كانت جمجمة ميثم ارهاصا لثورةالحسين الظافرة التي ”بلغت الفتح“.. ستكون جمجمتك وجماجم اخوتك ارهاصات للفتح الذي سيقرع الابواب.

(١٢)

البنادق والرشاشات والمباحث والعيون والاعوان.. كلهم في استنفار هائج ضد جثث باردة توقف نبضها منذ طلائع الفجر.

ايكون لهذه الجثث المأساوية الصامتة التي كست وجوهها المشنوقة زرقة الاختناق اشعاع رهيب صاعق، يثير في نفوسهم كل كوامن الخوف والرهبة والارتعاش.

وفيم هذا الهياج الغريب ضد معانيكم التي تقطر شهدا سماويا رائعا بعد ان حملتم المبدأ عبر شدقي الموت في لحظة التهبت فيها شرارة الازل لديكم في داخل النفس.

ان الامة هي الاخرى هائجة مائجة. جاءت لتستردجثث ”شهدائها“ الذين اصبحوا ارثا عظيما، ولاتسمح لاحد ان يعبث بارثها المقدس العظيم.. فكان ان دوى في الشارع ازيز الرصاص.. وعادت المعتقلات تمتليء من جديد بالطليعة من الامة: الشباب المثقف المؤمن النشيط. وسلب الظالمون الامة هذا الارث، ولم يرضوا ان تحتضن شهداءها وان تدفنهم في الموقع الذي تختار،وبالطريقة الجنائزية التي تريد.

ثلاثة ايام كانت الجثث المهربة تنقل خلالها من مخبأ الى مخبأ مارس بعدها الحاكمون الدفن السري في خبايا الظلام.

ولكن:

من ذا يستطيع ان يمنع المأساة النفسية ان تشع في قلب الظلام.

(١٣)

كل شيء يشهد لك: قميصك.. كتبك.. امك.. اخوتك المجاهدون الشعلة المضاءة.. الغد.. دمك هذا الحار الصارخ المتمرد الذي لايهدأ ولايرضخ ولايروض ولايستكين.

وما كان لشجرتك هذه المنتصبة في وجه الرياح ان تتطاول يوما بعد يوم لو لم تكن نابعة من جذور الامة الضاربة بالاعماق..

وما كان لذكراك ان تظل خضراء طرية نابضة كل عام وكل يوم لو لم تكن لتعبر عن حاجة امتك الى الشهيد الذي يوقظ ويطهر.

والشهيد الذي تقدمه الامة في طريقها، كالمصباح، ترجمة لبداية الصحوة الحقيقية من ليل الغفلة والاستعمار وهو ثمن لبداية التململ والحركة في طريق اليقظة على الرسالة الاسلامية المنقذة: البديل الحي الوحيد عن ليل المآسي والاضطهاد.

ان استشهادك، ايها الشهيد الدليل، صفعة موقظة لاولئك الغافلين الذين مازالوا يدورون ـ معصوبي العيون ـ حول نواعير الخطايا والآثام.. وسيظل ليومك المشهود ويوم رفاقك الابرار ضوؤه المتفتح الذي يمد المسيرة بالخصوبة والنماء، حيث تكتسح من طريقها، بمعونة الله، كل ركامات الباطل وكل طفيليات الضلال.

وما اخيب اولئك الذين يظنون انهم سيكبحون ـ بدمك المهراق ـ فوهة البركان الهائل المتمرد، والذين يظنون انهم سيقطعون ـ بقطع رقبتك ـ مسيرة الاجيال المؤمنة التي انضجتها اربعة عشر قرنا من الزمان الصعب المتقلب الطويل.

ارأيت الذي يركبه الغضب والغيظ والانفعال فيحاول ان يطعن بخنجره الهواء. ارأيت الى الذي يحاول ـ بنفخة من فمه الواهي الضعيف ان يطفيء نور الله الساطع العظيم الذي يغمر العالم:

يُرِ‌يدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ‌ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَ‌هُ وَلَوْ كَرِ‌هَ الْكَافِرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾

(١٤)

وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴿٤﴾ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴿٥﴾ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّ‌فَهَا لَهُمْ ﴿٦﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُ‌وا اللَّـهَ يَنصُرْ‌كُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴿٧﴾

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ‌ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِ‌ينَ ﴿١٥٣﴾ وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿١٥٤﴾ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَ‌اتِ ۗ وَبَشِّرِ‌ الصَّابِرِ‌ينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَ‌اجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّ‌بِّهِمْ وَرَ‌حْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾

وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّـهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٦٦﴾ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ‌ يَوْمَئِذٍ أَقْرَ‌بُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴿١٦٧﴾ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَ‌ءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٦٨﴾ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِ‌حِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾ يَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ‌ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٧١﴾ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّـهِ وَالرَّ‌سُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْ‌حُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ‌ عَظِيمٌ ﴿١٧٢﴾.

  1. ملاحظة: ابا العباس هو الجلاد المجرم فاضل الزركاني. ^

  2. هو المجاهد الشجاع صباح عباس ناصر الذي التحق عام ١٤٠٠ هجري بقافلة الشهداء السعداء بعد تاريخ حافل بالجهاد والتضحية ونكران الذات، فهنيئا لك الشهادة يا ابا احسان. ^