مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين الذى امرنا بدعوة الناس اليه والجهاد في سبيله، كي نسعد بطاعته، ويتخذ منا شهداء على الناس.. ويتم نوره ويظهر دينه على الدين كله.

والصلاة والسلام على رسوله الداعية القائد الذي حمّله رسالته الى الناس فاداها وبذل عمره في نصرتها. وعلى آله الدعاة الميامين المعصومين وصحبه الابرار الذين شكلت حياتهم مدرسة في الدعوة والتضحية والصمود الرسالي، يترسم خطاها كل العاملين.. وعلى من دعا بدعوته واستشهد في سبيلها الى يوم الدين.

وبعد…

فقد أصدرنا الكتاب الاول من ثقافتنا، في محرم سنة ١٣٩٨ هجري باسم ”مقالات اسلامية“ ولم ينشر إلا في نطاق محدود ضمن نطاق أصحاب الاهتمام بالعمل الاسلامي، كما اقتضت ظروف الدعوة آنذاك.

ويصدر هذا القسم الثاني وقد ظهر اسم الدعوة في كفاحها السياسي للنظام الاستعماري في العراق، وقد احدثت الثورة الاسلامية الايرانية مدا عارما عمّ أكثر بلدان المسلمين، مما يجعل نشر ثقافة الدعوة الاسلامية اكثر ضرورة في معركة الاسلام المحتدمة مع اعدائه.. وسوف نتابع اصدار بقية أقسام ثقافتنا إن شاء الله تعالى باسمها الطبيعي ”ثقافة الدعوة الاسلامية“.

تقسيم ثقافة الدعوة الى: عامة، وايمانية، وتنظيمية، وسياسية.. ليس حاسما في كل الموضوعات. ففي العديد منها يمتزج في الموضوع الواحد اكثر من جانب، حسب ما تقتضيه طبيعة الاسلام وطبيعة الواقع المتداخلة المتكاملة. غير اننا راعينا في الاغلب الجانب الغالب على الموضوع عملا بتقسيم اتبعناه، في الدعوة، وتيسيرا لمنهجة الكتاب.

راجعنا في تدقيق هذه ”النشرات“ ما أمكن جمعه من النسخ لموضوعات نشرت بالنشر السّرى منذ اثنين وعشرين عاما حتى اليوم وعاملها المستعمرون وأنظمتهم معاملة الاسلحة أو أشد. ولو لا حرص الدعاة على ثقافتهم الغالية التي هي بعد كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ زاد قلوبهم وضوء مسيرتهم.. لضاعت هذه النشرات بسبب شدة الهجمات الاستعمارية الحاقدة على الدعوة الاسلامية.

وأبقينا نص المواضيع كما هو، ومنها ما هو مرتبط بظروفه في الدعوة، أو في الامة، أو في الاعداء، وأثبتنا تاريخ صدورها لتكون تاريخا أمينا ينفع أيضا في دراسة نشوء وتطور مسيرتنا الاسلامية.

هذه ”النشرات“ هي الثقافة المركزية للدعوة الملزمة لكل الاقاليم، وقد نشر أكثرها في النشرة المركزية ”صوت الدعوة“ ونشر بعضها خارج صوت الدعوة، وفيها موضوعات من باب ”باقلام الدعاة“ الذي تنشر فيها الموضوعات النافعة المقبولة لدى الدعوة.

ومضافا الى ثقافتنا المركزية توجد النشرات المحلية للاقاليم او المناطق، والمؤلفات الصادرة من الدعاة بعد اطلاع الدعوة عليها وقبولها، أو المنسجمة في خطها العام مع خط الدعوة في فهم الاسلام والواقع وأساليب العمل، وهي بحمد الله تعالى عشرات ومئات الكتب الاسلامية جاءت ثمرات للتيار الفكرى الاسلامي الذي احدثته الدعوة في الامة.

تتم الكتابة للدعوة بعدة أساليب: فقد يناقش الموضوع ثم يقوم بكتابته داعية او اكثر، وقد يكتب الموضوع الداعية القادر ثم يلاحظ او يناقش، وقد يشترك في الكتابة او الصياغة عدة دعاة.. الخ.. وتنمو المواضيع وتتبلور من خلال التجربة العملية والتعمق الفكري في الاسلام والواقع. وقد تعاد كتابة الموضوع او تكمل.

والنشرة تمثل الدعوة ولا تخص من يكتبها، ولكن ذلك لا يمنع من نسبة النشرات الى كتابها من شهدائنا الابرار رضوان الله عليهم كالشهيد السيد الصدر والشهيد ابي عصام والشهيد الشيخ عارف وذلك عند ما تكون مساهمة غيرهم فيها قليلة او معدومة.

ويلاحظ القارئ ان ثقافة الدعوة تسير نحو التكامل في الفكر والاداء فهي كما تتميز باصالتها ووضوحها تتميز باسلوبها السهل الممتنع.. وهذا من توفيق الله تعالى لهذه المسيرة الاسلامية الصادقة، والكمال لله سبحانه وحده، نعم المولى ونعم النصير.

غرة رجب الحرام ١٤٠١ هجري، حزب الدعوة الاسلامية

السابق