ثقافة الدعوة
ازمة الفكر الحزبي في الاحزاب غير الاسلامية:
تهتم الاحزاب في العالم الغربي والشيوعي بالثقافة الحزبية وطرق التثقيف الحزبي والجماهيري. ويتفوق الحزب الشيوعي على الاحزاب الاخرى بنتاجه الثقافي وطرق تثقيف اعضائه والجمهور. اما الاحزاب غير الاسلامية في العالم الثالث التي تقوم على تقليد الاحزاب المذكورة في اطارها الفكري وثقافتها فليس عندها ثقافة حزبية بالمعنى المقبول للكلمة.
احد الاحزاب الكبيرة الحاكمة منذ زمن يعترف بأزمة الثقافة الحزبية في كتاب (في التربية والتنظيم الحزبي) فيقول تحت عنوان ”ازمة الثقافة الحزبية“:
”على ضوء الخصائص التي تتميز بها الثقافة الحزبية، وعلى ضوء نشأة حزبنا ومراحل تطوره وتيارات العالم الراهنة الفكرية، يتبين لنا اولاً ان حزبنا يتحمل مسؤوليات ثقافية كبرى، كما يتبين لنا ان واقع الحزب الثقافي بعيد عن حمل الدور التاريخي. فنحن نعاني من ضعف الثقافة السياسية والتنظيمية والشعبية، ومن ضعف الفكر القومي والفكر الاشتراكي والصلة بينهما، ونعاني ازمة لا بدَّ من تخطيط علمي وجدّي لتجاوزها كيما يبقى حزبنا دوما ممثلا لفكر الامة العربية المعاصر. ففي حزبنا ثقافات حزبية اكثر منها ثقافة حزبية واحدة. وهي في مجملها فجة غير ناضجة لانها تفتقر الى العمق والنزاهة الفكرية كما تفتقر الى الاساس العلمي الموضوعي.
ان ازمة الحزب الثقافية تتجلى بالدرجة الاولى في تقصير الرفاق الحزبيين عن بذل جهد ذاتي من التثقيف. كما تتجلى ايضا في عجز المكاتب الثقافية في واقعها الراهن عن تغطية ازمة الحزب الثقافية وتزويد الرفاق بالتوجيه وبالمادة الطبيعية للعمل التثقيفي. اننا نلمس قصورا في المتابعة وفي التجديد الثقافي لدى الرفاق. كما نلمس ثغرات كبيرة في الفكر الحزبي حتى لدى الاعضاء القياديين في الحزب (…) يضاف الى ذلك شعور بالنقص تجاه الجهد الثقافي العالمي.
ان احدى ثمرات هذه الازمة هو الفقر الكبير في الامكانيات الثقافية في حزب عرف دوما بأنه حزب المثقفين. ان هذه الازمة تشكل خطرا على مستقبل الحزب اذا لم يوضع لها العلاج. وهذا الخطر، خطر انخفاض مستوى الثقافة الحزبية. ينعكس بالدرجة الاولى على واقع الاجيال الجديدة التي تدخل الحزب. لذلك لا بدَّ من خطة ثقافية تعالج هذه الازمة فتتناول مراحل الاعداد الحزبي بدءا من الانصار حتى الاعضاء العاملين والاعضاء القياديين. والحزب بصدد وضع هذه الخطة.“
… هذا النص يوضح الاخفاق الثقافي للاحزاب في بلادنا والسبب في هذا الاخفاق ليس تقصير المكاتب الثقافية والرفاق الحزبيين كما يتصور هذا الحزب بل السبب ان العمل السياسي في العالم الثالث ومن ضمنه العمل الحزبي قائم على اساس تقليد العمل السياسي في العالم الغربي والشيوعي في افكاره وممارساته بل ويضاف الى هذا التقليد الشعور بالنقص تجاه الثقافة المقلَّدة.
ولما كانت هذه الافكار والممارسات غير منطبقة على واقع امتنا بسبب اختلاف هذا الواقع جوهريا عن واقع الامم التي نجحت فيها هذه الافكار والممارسات كان من المحتم عجز الاحزاب عن انتاج ثقافة حزبية ناجحة.
ان الثقافة الحزبية لا تولد الا من الفكر المنسجم مع تاريخ الامة وحاضرها ومن ممارسة الواعين لهذا الفكر في عملهم التغييري.
وستبقى القوالب الفكرية وقوالب الممارسات المأخوذة عن واقع شعوب اخرى غريبة وعاجزة عن التفاعل والتأثير اللهم الا في حفنة من المتشبثين بها من ذوي التربية الغربية المادية الذين تشعر الامة ويشعرون بالفجوة بينهم وبينها وببعدهم العقلي والنفسي عنها.
والاخفاق الثقافي الذي يتحدث عنه هذا الحزب يقصد به الاخفاق في انتاج ثقافة الحزب المحدودة التي تتلخص بشعارات الوحدة والحرية والاشتراكية والتي هي على حدّ تعبيره (ثقافة تربط الصراع القومي بالصراع الطبقي ربطا يحقق الصلة العضوية بين المفهوم القومي والمفهوم الاشتراكي) وسيكون الاخفاق اشد اذا ارادوا للثقافة الحزبية ان تتناول القاعدة الفكرية وتمس عقيدة الامة ومشاعرها وعلاقاتها الاجتماعية المبنية عليها.
الثقافة الحزبية في الحركة الاسلامية:
لا تصاب الحركة الاسلامية بأزمة ثقافية حزبية من نوع ازمة الاحزاب الاخرى، لان الاسلام هو فكر الامة وتاريخها وعقيدتها. فالعمل السياسي الاسلامي عمل اصيل في الامة لا انفصام بينه وبين الامة. لكن الذي يمكن ان يحدث الخلل في استيعاب الحزبيين الاسلاميين لفكر الاسلام والخلل في ممارساتهم التغييرية في الامة.
وفي اوساط الحركة الاسلامية عدة آراء واتجاهات في تقدير الثقافة الحزبية اللازمة لاعضاء الحركة والامة:
فبعض الاتجاهات ـ كما في حزب التحرير ـ ترى ان ما يحتاج اليه اعضاء الحزب والامة هو عدة كتب في العقيدة والشريعة وان التركيز يجب ان يكون على الثقافة السياسية وفضح عمالة الحكام وخطط المستعمرين ومشاريعهم ومؤامراتهم على الامة.
وفي رأي هذا الاتجاه ان هذا القدر من الفكر الاسلامي والفكر السياسي المتواصل كاف في عملية التغيير والاعداد لاقامة الحكم الاسلامي. وما على الحزب بعد ان ثقف اعضاءه وانصاره بذلك ونشر كتبه وآراءه السياسيه في الامة الا السعي لاستلام الحكم وسوف يجد من الامة تأييدا له لانها تحتفظ بعقيدتها وولائها للاسلام. ولذلك نجدهم يقومون بتدريس كتبهم ومنشوراتهم السياسية في حلقات تضم انصارهم واعضاءهم فاذا استكمل العضو دراستها لم يبق عليه الا متابعة المناشير السياسية المتواصلة وما قد يصدر عن الحزب من كتب ومنشورات فكرية بين سنة او سنوات.
وهناك اتجاه آخر ـ كما هو الحال لدى الاخوان المسلمين والجماعة الاسلامية وامثالهم ـ يركز على الثقافة الاسلامية العامة والتربوية لاعضاء الحزب والامة فيهتم بالتأليف والنشر والصحافة والمدارس الخ… ويرى ان الثقافة السياسية في مرحلة اعداد الامة فكريا تأتي بالدرجة الثانية لان المهم بناء كتلة اسلامية عريضة داخل الامة وتوعية الامة على الاسلام بل وعلى العقيدة بالاخص.
وهناك اتجاه آخر ـ كما هو الحال عند بعض الحركات الاسلامية ـ يرى ان تغيير المجتمع بالاسلام يبدأ بالتحرك السياسي. وان قيادة التحرك الواعية سوف تجمع القاعدة المؤيدة المجاهدة وتثقفها بالاسلام خلال صراعها لاقامة الحكومة الاسلامية.
واتجاه آخر ـ كما هو الحال لدى بعض منظمات العنف الاسلامية في مصر وتركيا وامثالهم ـ يرى ان بذل الجهد في تكثير اعضاء الحركة الاسلامية وتثقيفهم فضلا عن بذل الجهود في تثقيف الامة تطويل لمسافة التغيير او تضييع للوقت، وان التغيير الى الاسلام لا يكون الا بتنظيم فدائي يمارس العنف المسلح مع السلطة حتى اذا قام حكم الاسلام ملك وسائل التثقيف والتغيير الشامل.
واتجاه آخر ـ كما هو الحال في السيد الطباطبائي صاحب تفسير الميزان والسيد الميلاني وامثالهما ـ يعطي التثقيف الحزبي اهمية بالغة ويضع له شروطا شديدة، فيركز على التعمق في فهم الاسلام في جوانب العقيدة والشريعة والتربية الشخصية ويحرص على ذلك للعاملين ليجعل منهم علماء او شبه علماء يعكفون على الفكر الاسلامي وبعض من الفكر السياسي ويقومون بالتأليف والوعظ والتوجيه.
الثقافة الحزبية في دعوتنا:
العلم في الاسلام للعمل ولا خير في علم لا عمل معه ولا خير في عمل لا فقه فيه، فالذي يحدد الثقافة اللازمة لنا هو عملنا في الدعوة. وعملنا في الدعوة هو بناء كتلة قيادية ونشر وعي للاسلام في الامة بقدر يمكن هذه الكتلة من مواصلة مسيرتها. ولكي نفهم مقدار الثقافة اللازمة يجب ان نفهم الكتلة وعملها.
ان الكتلة او الدعوة امة من الناس من مختلف فئاتهم وفي مختلف مجالاتهم فيها عالم الفقه والقانون والفلسفة والسياسة والطبيب والمهندس والمدرس والطالب والموظف والعامل والكاسب والوجيه والمهني والفلاح والجندي والضابط. فيها المتعلمون والاميون. فيها الرجال والنساء. فيها اصحاب المواهب العالية واصحاب المواهب المحدودة والمؤمنون السذج…
الدعوة ليست جماعة علماء او كتَّاب او اختصاصيين، ولكنها امة مصغرة من الامة الكبيرة مهمتها دعوة الامة والعالم الى الاسلام، وما دامت كذلك فيجب ان تتصف بالصفات القيادية التي تمكنها من النهوض بمهمتها فتستوعب قضايا الامة الفكرية والعملية في مجالات الحياة الرئيسية، وتستوعب بالتفصيل ما تحتاج اليه في نجاح مسيرتها.
ان الاسلام يريد من الامة الاسلامية ان تكون متكاملة بالعلم والعمل كمجموع وليس كأفراد. لا يريد الله المسلمين ان يكونوا كلهم فقهاء وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴿١٢٢﴾ ولا يريد ان تكون الامة كلها عاملة في الزراعة او في السياسة او في مجال واحد من مجالات الحياة، وانما يريدها متكاملة فيها ماتحتاج اليه من العلم وما تحتاج اليه من العمل. ومن هذه النظرة الموضوعية كان في الاسلام واجبات عينية على كل مسلم وواجبات كفائية على الامة ككل. ان الصفات المطلوبة في الامة الاسلامية ليست دائما الصفات المطلوبة في المسلم. وكذلك الامر في الدعوة الى حدّ كبير فالصفات المطلوبة في الدعوة ليست دائما الصفات المطلوبة في الداعية.
الدعوة مؤثرة في الامة غير متأثرة وقائدة غير منقادة، والداعية كذلك مؤثر غير متأثر وقائد غير منقاد، والدعوة عالمة بالاسلام وبالمجتمع وبأسلوب التغيير ومسيرة التغيير، والداعية لا يجب ان يكون عالما بأكثر من مستلرمات دوره وموقعه في الدعوة والامة.
والدعوة تجمع الاختصاصات التي يحتاج اليها عملها، والداعية لا يجب ولا يمكن ان يجمع هذه الاختصاصات.
ان الواجبات العينية والكفائية تنطبق على الدعوة كما تنطبق على الامة. فالاختصاصات الفقهية والفكرية والسياسية والتنظيمية والتاريخية والتربوية والفنية من باب الواجبات الكفائية التي يجب ان توجد في الدعوة ككل وكحزب. والوعي الذي يجعل الداعية مؤثرا في مجاله مهما كان مجاله وقائما بدوره بالدعوة ايا كان دوره هو من باب الواجبات العينية.
من هذه النظرة كان للثقافة الحزبية في دعوتنا حدّ ادنى لا بد منه لكل الاعضاء. ومستويات عالية لا بد منها في عدد من الدعاة، واختصاصات غير ثقافية لازمة لعمل الدعوة:
(١) الحد الادنى من الثقافة الحزبية:
الحد الادنى من الثقافة الحزبية للداعية كما يلي:
-
المداومة على قراءة القرآن الكريم بتفهم بقدر المستطاع وحفظ بعض آياته قدر المستطاع.
-
اطلاع مجمل على العقيدة الاسلامية والعقائد الاخرى في حدود كتب: عقائد الامامية، المدرسة الاسلامية، خصائص التصور الاسلامي، الاسلام في عقيدته.
-
اطلاع مجمل على سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكبار الصحابة رضي الله عنهم وسيرة ائمة المسلمين عليهم السلام وشيء عن تاريخ الاسلام في حدود: سيرة ابن هشام، كشف الغمة، تاريخ اليعقوبي.
-
معرفة ما يحتاج اليه الداعية من الاحكام الشرعية من آيات الاحكام في القرآن و رسالة المجتهد الذي يأخذ بفتواه.
-
استيعاب مواد الدعوة في الفكر العام والتنظيمي والسياسي والايماني.
(٢) المستويات العالية من الثقافة الحزبية:
المستوى الاول: مرحلة التفهم والتلقي الحسن، حيث يتجاوز الداعية الحد الادنى من الثقافة فيقرأ او يدرس او يستمع في مجال او اكثر من مجالات الثقافة ويفهم ما يقرأ ويدرس ويتلقى ما يستمع فيصبح اوسع اطلاعا ومعرفة.
المستوى الثاني: مستوى حسن الاختيار والعطاء. حيث يكون الداعية قادرا على الاخذ والانتقاء من الافكار التي فهمها والتنسيق بينها وتقديمها بأسلوب حسن داخل الدعوة او في مجال التوعية العامة.
المستوى الثالث: مستوى الاصالة الفكرية والابداع. حيث يكون الداعية ذا عقلية مبدعة يستطيع ان يحاكم الافكار بمقياس الاسلام، وان يستنبط الافكار من مصادرها.
وهذا المستوى يبدأ بالتدرج من الاصالة المبتدئة النامية حتى الاصالة المكتملة الناضجة. كما انه قد يكون في جانب واحد من الثقافة او في جوانب متعددة… فقد يكون الداعية في جانب العقيدة الاسلامية صاحب فكر اصيل يستطيع ان يحاكم الافكار والعقائد بالعقيدة الاسلامية ويستطيع ان يبدع ويستنبط في شؤون العقيدة من المصادر، ولكنه يكون في جانب الفقه والاحكام الشرعية لا يتجاوز حسن الفهم والتلقي. وقد يكون في جانب الفقه ذا اصالة فكرية وقدرة على استنباط الاحكام من مصادرها، ولكنه في جانب السيرة والتاريخ او في جانب الفكر العملي التنظيمي لا يتجاوز حسن الفهم والتلقي… وهكذا…
(٣) الاختصاص في الثقافة:
الاختصاص اللازم للدعوة في الثقافة هو مستوى الاصالة الفكرية المكتملة الناضجة في المجالات الفكرية المتعددة. فعمل الدعوة يحتاج الى اصالة فكرية (اختصاص) في فهم القرآن الكريم واصالة فكرية في العقيدة الاسلامية والعقائد الاخرى. واصالة فكرية في السيرة والتاريخ. واصالة فكرية في الفقه. واصالة فكرية في التنظيم. واصالة فكرية في السياسة واصالة فكرية في التربية…
وقد يستطيع الداعية ان يجمع اكثر من اختصاص، وقد يقتصر على اختصاص واحد.
(٤) الاختصاصات الاخرى:
كما يحتاج عملنا في الدعوة الى اختصاصات اخرى غير ثقافية كالاختصاصات الفنية والادارية والاجتماعية والعلمية.
ان الوضع الطبيعي والعملي للدعوة القائدة المغيرة للمجتمع بالاسلام ان تكون كتلة متكاملة ككل. فيكون الكثرة من اعضائها مثقفين بالحد الادنى من الثقافة ويكون فيها عدد كاف بالمستوى الاول والثاني والثالث من الثقافة، وعدد كاف من المختصين بالامور اللازمة غير الثقافية. وذلك لتغطية حاجة عملها في كل اقليم.
ان المسلم الذي يتثقف بالحد الادنى من الثقافة ويتغير بها، ويداوم على قراءة القرآن بتدبر ويواصل استيعاب ما يصدر من الدعوة ويعمل في الدعوة في حدود استطاعته هو داعية قائم بما عليه.
و الداعية الذي يوسع ثقافته اكثر من الحد الادنى ويقف عند الفهم والتلقي الحسن و يداوم على قراءة القرآن بتدبر ويستوعب ما يصدر عن الدعوة ويعمل في الدعوة في حدود استطاعته هو داعية قائم بما عليه.
كما تحرص الدعوة على ان يكون فيها العدد الكافي من المستويات العالية والاختصاصات فتضع الدعوة ككل والدعوة في كل اقليم الخطة التي تحقق المستويات اللازمة الثقافية وغير الثقافية على ضوء حاجة عملها الفعلية والمقبلة وعلى ضوء استطاعتها الفعلية والممكنة التحقيق.
اقسام ثقافة الدعوة:
تتوقف عملية تغيير المجتمع الى الاسلام على: فهم الاسلام، وفهم المجتمع، وفهم اسلوب تغيير المجتمع، والشخصية الاسلامية المغيَّرة. ولذا كانت ثقافة الدعوة اربعة اقسام:
-
الفكر العام، وهو الفكر الذي يوضح معالم الاسلام والمجتمع.
-
الفكر التنظيمي، وهو الفكر الذي يوضح الجانب العملي للدعوة.
-
الفكر السياسي، وهو الفكر الذي يوضح جانب الاحداث في العالم الاسلامي، والعالم.
-
الفكر الايماني، وهو الفكر الذي يتعلق بتحسين سلوك الداعية.
وكل واحد من هذه الاقسام تارة يكتب بأسلوب خفيف الوطأة على اعداء الدعوة مستساغ الى حدّ ما للجمهور فيدخل في نطاق النشر العام ويسمى الثقافة العامة او الفكر العام للدعوة. وتارة يكتب بأسلوب يسمي الاشياء باسمائها بحيث لا يحتمله الا الدعاة والقليل من الناس فيدخل في نطاق النشر الخاص داخل الدعوة ويسمى ثقافة الدعوة او فكر الدعوة… وهو موضوع البحث.
مصادر ثقافة الدعوة:
مصادر ثقافة الدعوة: (القرآن، والسنة، بشكل اساسي، ونتاج المسلمين، ونتاج العلوم المختلفة، وتجربة الدعوة، والاعتبار بتجارب الامم والمجتمعات والاحزاب).
والاستهداء بالقرآن والسنة في الجانب التنظيمي والسياسي امر غير مألوف لان نظرة المسلمين الى القرآن والسنة لا زالت نظرة جامدة مع ان غناهما في هذين الجانبين كغناهما في الجوانب الاخرى كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴿١٥١﴾.
ونتاج المسلمين هو كل نتاج اسلامي يستهدي بالقرآن والسنة بشكل وآخر او يتعلق بأمر الاسلام والمسلمين من تفسير وتاريخ وفقه وعقيدة وفلسفة وكتابات اجتماعية واقتصادية وسياسية وتربوية وحضارية وحركية الخ… فالدعوة تنظر الى هذا النتاج بتقدير على انه جهد للمسلمين جدير بأن نستفيد منه، وهي نظرة بين نظرتين احداهما مغالية تأخذ النتاج الاسلامي بتقليد وتقديس دون ان تميز ما فيه من خطأ او تأثر بأفكار غير اسلامية، والثانية مجحفة همها نقد نتاج المسلمين والانتقاص منه ورفض جهود نافعة بسبب خطأ صغير او كبير.
ونتاج العلوم المختلفة هو كل الحقائق التي توصل اليها العلم في حقل الطبيعة والاجتماع والسياسة والاقتصاد الخ.. مما له نفع في عملية الدعوة وكذلك النظريات والفرضيات العلمية.
ونقصد بتجربة الدعوة: الاستفادة في فكر الدعوة من التجارب التطبيقية للفكر التي مرت بها الدعوة، فندرس النتائج ونكمل النقص الذي نلاحظه ونصحح الخطأ الذي نكشفه.
ونقصد بتجارب الامم والمجتمات والاحزاب والناس: الاستفادة منها في عملية الدعوة كتاريخ ووقائع جرت وفق سنن الله للحياة والعلاقات، فان مسار الامم والمجتمعات والاحزاب والافراد من الناس مليء بالاحداث والنتائج التي تنفع الدعوة، ورب تجربة لشخص عادي من الناس تدلنا على باب من الحكمة وتوفر علينا جهدا او تبعد عنا خطأ او ترشدنا الى خير. نستفيد من هذه التجارب دون ان نتأثر بها بما ينافي الاسلام.
كتابة ثقافة الدعوة:
ينقسم فكر الدعوة من حيث الكتابة الى قسمين رئيسين:
-
الاحكام الشرعية غير البينة والتي تحتاج الى عملية اجتهاد واستنباط على اساس قواعد استنباط الاحكام الشرعية. ويقابلها الاحكام الشرعية البينة التي لا تحتاج الى اكثر من اطلاع من له معرفة قليلة بالاسلام واللغة، وهي الاحكام المبينة بنص واضح مفهوم لدى الرأي العام في القرآن وما هو ثابت من السنة او ما اجمع عليه المسلمون او الفقهاء.
-
ما تحتاج اليه الدعوة من فكر عام وتنظيمي وسياسي وايماني، ويدخل ضمنه الجانب العقيدي والاحكام الشرعية البينة الخ…
بالنسبة للاحكام الشرعية التي تحتاج الى استنباط يكفي في المسلم ما هو معروف بين الفقهاء من شروط المجتهد، وان كانت الدعوة ترى ان الفقيه الذي يعمل في الدعوة ويعيش عملية التغيير الى الاسلام اقدر على استنباط الاحكام من غيره لانه اصح فهما لنصوص الاسلام وادراكا لاغراض الشارع المقدس من احكامه.
اما كتابة القسم الثاني من فكر الدعوة فتتوقف على شرطين:
-
الاولى: ان يعيش الكاتب الدعوة الى الاسلام عمليا وذهنيا.
-
الثاني: ان يكون ذا اصالة فكرية وعقلية مبدعة ولو بقدر.
ان الذي لا يعيش عملية الدعوة وتغيير المجمتع الى الاسلام لا يستطيع ان يكتب للدعوة مهما أوتي من قدرة فكرية. نقول ذلك لان عملية الدعوة عملية ميدانية في الناس والكتابة لها ما لم تكن من هذا الافق وبهذه المعاناة والروحية لا تكون كتابة للدعوة.
ان البحث الطبي ما لم يقم على دراسة الحالات المرضية والمتابعات المختبرية لا يكون بحثا طبيا ذا قيمة لانه قد يغفل حقيقة طبية بسيطة او يخطيء في تقدير اولي فيصبح بناؤه عبثا. مع ان جسم الانسان تحكمه قوانين فيزياوية وكيمياوية مادية محددة… فكيف بشخصية الانسان وعلاقاته واوضاعه الاجتماعية التي نكتب لمهمة تغييرها جذريا من حالة الى حالة.
ونقول ذلك لتجربة عشناها مع بعض الدعاة حيث كانت كتابتهم من احسن كتابات الدعوة وعندما تركوا الدعوة بسبب الخوف وارادوا الاستمرار في الكتابة للدعوة عجزوا واصبحت كتابتهم غير قابلة للتطبيق حتى ان الفرق يكاد لا يصدق بين ما كتبوا حينما كانوا يعملون في الدعوة وما كتبوا بعدما تركوا الدعوة. لقد انطفأت شعلة الادراك التغييري منهم واصبحت المؤثرات الفرضية وغيرها تطغى على كتابتهم.
ان اصحاب المواهب المسلمين من العلماء والكتَّاب والمفكرين استطاعوا ويستطيعون ان يقدموا نتاجا قيما نافعا للدعوة وهو كما قدمنا احد مصادر الدعوة ولكنهم لا يستطيعون كتابة الفكر الخاص لعملية الدعوة ما لم يعيشوا الدعوة الى الاسلام.
ان اعمق دراسة تحليلية اكاديمية للاسلام والمجتمع سوف تكون مصابة بالنزعة النظرية الافتراضية وبالزيادة والنقص والخطأ ما لم يكتبها صاحبها من معاناة الدعوة. وفي احسن الاحول تكون فكرا نافعا للدعوة وليست فكر الدعوة.
واعمق دراسة تنظيمية يقوم بها شخص لا يعمل في الدعوة عن أي جانب من علاقة الدعاة ببعضهم او علاقة الدعوة بالامة او بالاحداث، سوف تكون ساذجة او افتراضية الخ… هذا اذا استطاع من لا يعمل في حركة تغيير المجتمع ان يكتب في الفكر التنظيمي.
واعمق دراسة سياسية تتناول واقعا او حدثا من العالم الاسلامي او العالم تصلح ان تكون فكرا سياسيا نافعا للدعوة ولكنها لا تصلح ان تكون فكرا سياسيا للدعوة ما لم تكن مكتوبة من رؤية اسلامية دعوتية لهذا الحدث والواقع.
واعمق فكر ايماني تربوي يتعلق بالروحانية والتقوى ومعالجة النفس وتحسين السلوك يصلح ان يكون فكرا نافعا في تحسين سلوك الداعية ولكنه لا يستطيع ان يربي مسلما داعية ما لم يكن كاتبه داعية.
ان كتابات مالك بن نبي مثلا الاسلامية والاجتماعية والحضارية كتابات نافعة للدعوة ولكنها ليست فكر دعوة لانها لم تكتب لعمل الدعوة الى الاسلام ولا لفهم المجتمع والحياة من اجل الدعوة.
وكتابة صدر الدين الشيرازي الفلسفية مثلا نافعة للدعوة وليست فكر دعوة لانها لم تقدم العقيدة والشريعة بنحو هادف لتغيير المجتمع بالاسلام ولم تعتمد في بنيتها واسلوبها على اسس التغيير المناسبة للبحث العقائدي الفلسفي.
والكتابات التنظيمية الحزبية وغيرها كتابات نافعة للدعوة ولكنها لا تصلح ان تكون فكرا تنظيميا للدعوة لانها كتبت لمجتمعات اخرى ولهدف تغييرها بمبادئ اخرى غير الاسلام.
اما البحوث التربوية كالجانب التربوي في كتاب الاسفار الاربعة، والكتب الاخلاقية والدراسات النفسية وكتب المواعظ والاوراد ككتاب رسائل اخوان الصفا واحياء علوم الدين ومثنوي جلال الدين الرومي ومجموعة ورام وآداب النفس وجامع السعادات الخ… فهي مفيدة بشكل ما للدعوة ولكنها بالاضافة الى عجزها عن تربية مسلم داعية تتضمن خطر الانحراف بروحية المسلم عن النمط الايماني الاسلامي الى انماط روحية فردية وصوفيات لا وجود لها في الاسلام.
اما شرط ان يعيش الكاتب الدعوة ذهنيا فلأن الداعية قد يكون عاملا في الدعوة ولكنه متلق او مقلد لا يتحرك ذهنه في امور الدعوة الا قليلا.
واما شرط العقلية المبدعة التي تمكنه من الكتابة فهو شرط واضح. وقد عرفنا العقلية المبدعة في نشرة (التحريك).
كيف نكتب للدعوة:
تختلف دعوتنا عن باقي الحركات الاسلامية بأنها لم يقم بتأسيسها شخص بل تأسست نتيجة شعور مشترك بالمسؤولية بين عدد من المؤمنين التقوا على ضرورة العمل المنظم للاسلام، ولذلك لم تقع في خطأ القيادة الفردية ولا في خطأ فكر القائد الواحد.
وتحرص دعوتنا في مجال الفكر كما في مجال القيادة على تشجيع كل من يستطيع المشاركة من ابنائها لكي يأخذ موقعه في الدعوة الى الله. وقد شارك منذ الخمسينات عدد من الدعاة في الكتابة للدعوة وكانت تزداد المشاركة او تقل حسب الظروف التي مرت بها الدعوة. وقد طرحت الدعوة مواضيع للكتابة على شكل مشروعات لكي يساهم فيها من يقدر من الدعاة على الكتابة للدعوة.
وهذه توجيهات للكتابة للدعوة:
اولا: مراحل كتابة الموضوع:
-
أ. تحديد الفكرة: ينبغي ان تكون فكرة الموضوع محددة واضحة ولا تكون غامضة مجملة.
-
ب. قراءة ما يتعلق بالموضوع من مصادر ثقافة الدعوة وتجميع النصوص اللازمة او تحديد مكانها.
-
ج. التفكير بالموضوع واعطائه الاهتمام الكافي في الذهن. وقد ينضج الموضوع في الذهن في وقت قصير او طويل حسب نوع الموضوع وحالة الذهن.
-
د. وضع التصميم وتجزئة الموضوع الى فقرات واجزاء، ويتوضح التصميم عادة بعد التفكير، ومن المفيد وضع تصميم اولي ثم بلورته بعد التفكير.
-
ه. كتابة الموضوع ثم مراجعة الكتابة.
-
و. من المستحسن مناقشة الموضوع قبل الكتابة او بعدها مع الاخرين او القاؤه قبل الكتابة او بعدها في مجال مناسب والاستفادة من ذلك.
ثانيا: الرجوع الى المصادر:
ينبغي للكاتب ان يتعلم الرجوع الى مصادر فكر الدعوة فيقرأ ما يتعلق بموضوعه من آيات القران واحاديث الرسول وائمة المسلمين وما يستذكر من كتابات المسلمين الخ… ان الرجوع الى المصادر فن وخبرة واستذكار، وعلى الداعية ان يكثر من قراءة المصادر والرجوع اليها في امور صغيرة او كبيرة والاستعانة بالفهارس المختلفة، ووضع ما يحتاجه من فهارس موجزة، والاسترشاد بمن له اطلاع على المصادر.
وهذا نموذج لتعليم الرجوع الى المصادر:
الموضوع: مواجهة الداعية للتهم.
بعد تحديد الموضوع وتقسيم التهم مثلا الى:
-
تهم توجه الى اشخاص الدعاة.
-
تهم توجه الى الدعوة.
-
اشاعات تيئيسية على الدعوة والدعاة.
-
تعداد التهم المعاصرة وتحديد موقف الدعاة منها. في المجادلة.والحالة النفسية. والسلوك.
المصادر:
-
أ. يراجع في المرشد او المعجم المفهرس مادة (وقالوا) (و قال الكافرون) ومادة (صبر) لمعرفة التهم التي وجهها اعداء الدعوة على الرسل والمؤمنين وكيفية مواجهة الرسل لها.
-
ب. يراجع في معاجم السنة مادة (اذى) و(صبر) وفهارس كتب في السيرة لمعرفة تفاصيل الاذى والتهم التي قيلت للرسول والائمة والصحابة وكيف واجهوها.
-
ج. يراجع للموضوع كتاب في الاعلام والدعاية والحرب النفسية ووسائلها الحديثة و يؤخذ منها بعض النصوص او الوقائع في الدعاية المظللة في العصر الحاضر كما يؤخذ مثال او اكثر من التهم الواضحة البطلان التي شنها اعداء الاسلام على الاسلام والمسلمين في العصر الحاضر، ونماذج اسلامية من مواجهتها.
ثالثا: اسلوب الكتابة للدعوة:
الصفة الاساسية للكتابة للدعوة انها كتابة صريحة لتغيير المجتمع بالاسلام تحدد الامور وتسمى الاشياء بأسمائها. فكل كتابة تتصف بهذه الصفة كتابة للدعوة. ولكن هناك صفات اخرى ينبغي ان تتصف بها الكتابة للدعوة:
-
أ. الوضوح والبلاغة في الاسلوب.
-
ب. اتقان التعبير واداء المعنى بعبارات قليلة ليس فيها اختصار مخل ولا تطويل.
-
ج. الدقة في الافكار والالفاظ والابتعاد عن التعميمات الخاطئة والتعبيرات الغامضة والمجملة.
-
د. التسلسل والترابط، واستعمال العناوين الفرعية لفقرات الموضوع.
رابعا:
هناك مواضيع مستقلة يمكن كتابتها بشكل نهائي. وهناك مواضيع تحتاج بسبب تحركها وتطورها الى متابعة كالعديد من المواضيع العلمية والاجتماعية واكثر المواضيع والاحداث السياسية. وهذه نماذج منها:
-
المواضيع المتعلقة بسير الحركات الاسلامية.
-
المواضيع المتعلقة بالطاقة والمواد الاستراتيجية في العالم.
-
المواضيع المتعلقة بتطور النفوذ الاستعماري وتطور مقاومته.
-
المواضيع المتعلقة بالنشاط التوسعي السياسي والعسكري والاقتصادي لاسرائيل.
خامسا: الانتاج المشترك:
الانتاج الفكري المشترك ـ والذي نفضل ان يكون على شكل لجان ـ افضل من انتاج الشخص الواحد. فان محدودية العقل الواحد والنمط الفكري للكاتب وتأثره المحتمل باختصاص، او بجانب فكري معين، عوامل ليست في مصلحة الانتاج المفرد. كما ان الفرصة الممكنة للشمول والموضوعية وتفاعل الانماط الفكرية واساليب التعبير وروح التعاون، عوامل في مصلحة الانتاج المشترك.
ويكون الانتاج المشترك بأشكال متعددة:
-
أ. يقدم المشتركون تصميمات للموضوع او الكتاب ويضعون التصميم النهائي نتيجة مناقشتها. ثم يقسمون فقرات الموضوع او فصول الكتاب عليهم، ثم يتبادلون كتاباتهم، او يناقشوا كتابة كل واحد. ثم يكلف احدهم بصياغة الموضوع او الكتاب اذا لزم الامر.
-
ب. يقسم الموضوع على المشتركين بشكل آخر: احدهم يجمع النصوص مثلا، وآخر يكتب افكارا موجزة حولها، وآخر يكتب هيكليه موسعة يضع النصوص في مواضعها. وآخر يصوغ الموضوع ويكمله.
-
ج. يتولى التصميم والكتابة شخص، ويعرض ما يكتب للمناقشة. اجزاء او جملة.
-
د. يشترك اثنان او اكثر في مناقشة الموضوع ويتولى احدهم التقرير والصياغة.
-
ه. يكتب الموضوع شخص ويعرضه على آخر فيبدي ملاحظاته ومناقشته، ثم يعيد الاول كتابة الموضوع بعد المناقشة واذا لزم الامر مرة ثالثة…
-
و. يضع شخص التصميم ويطلب ملاحظات آخرين عليه. ويطلب مساعدة المطلعين بتزويده بالنصوص اللازمة.
-
ز. توزع المتابعة في المواضيع التي تحتاج الى متابعة على المشتركين ثم يناقشون متابعاتهم واستنتاجهم. ففي الحدث السياسي والمشكلة السياسية تحدد الاطراف الفاعلة ويأخذ كل واحد متابعة طرف او اكثر خلال اسبوع مثلا ويسجل التصريحات والاعمال والمواقف ثم يلتقي المشتركون ويعرضون متابعتهم واستنتاجهم ويناقشونها ويتولى احدهم صياغة الموضوع.
سادسا:
هذه عناوين مواضيع متنوعة من فكر الدعوة، يأخذ الداعية موضوعا او جزءا من موضوع ويقدم كتابته الى الدعوة:
- دروس من دعوات الرسل والانبياء.
- دروس من مواقف الائمة والدعاة.
- موقف الدولة الاسلامية من المواطنين غير المسلمين.
- موقف الدولة من اهل الكتاب والمشركين.
- الشورى في الاسلام.
- الطبقية الاجتماعية في رأي الاسلام.
- واقع المرأة في العالم الاسلامي.
- واقع المرأة كما يريدها الاسلام.
- واقع المرأة في العالم الرأسمالي.
- واقع المرأة في العالم الشيوعي.
- واقع المرأة في العالم الثالث غير الاسلامي.
- تربية الطفل في النظرية الحديثة.
- تربية الطفل في العالم الاسلامي.
- تربية الطفل كما يريدها الاسلام.
- علاقات الاسرة في العالم الرأسمالي.
- علاقات الاسرة في العالم الشيوعي.
- علاقات الاسرة في العالم الاسلامي.
- علاقات الاسرة في الشريعة الاسلامية.
- دور المرجعية في العالم الاسلامي الشيعي.
- الفتن والموقف منها.
- اهم الانتقادات على الحضارة الغربية.
- اهم الانتقادات على القوانين الوضعية.
- حرية الانسان في الاسلام.
- العقل والعاطفة في حياة الانسان.
- الظالمون، والموقف منهم.
- الثورات العلوية.
- الحركة الاسماعيلية.
- حركة الخوارج.
- حركة القرامطة.
- اللغة العربية لغة الاسلام.
- محاربة الاستعمار للغة العربية.
- حرب العصابات الحديثة.
- الترف بين المسلمين، دلالاته.
- شكل الحكم في الاسلام.
- شروط الحاكم في الاسلام.
- حقوق الحاكم في الاسلام.
- وظيفة المال في الاسلام.
- علاقة المسلم بالله.
- علاقة المسلم بأرحامه وعشيرته.
- علاقة المسلم بمجتمعه وامته.
- علاقة المسلم بالطبيعة.
- علاقة المسلم بالآخرة.
- سعة رحمة الله.
- سنة الله في التغيير الاجتماعي.
- العلاقات الاجتماعية في العالم المادي.
- العلاقات الاجتماعية في العالم الاسلامي.
- العلاقات الاجتماعية كما يريدها الاسلام.
- الاحزاب في تاريخ المسلمين.
- التنظيم الحزبي لدى الرسول.
- التنظيم الحزبي لدى الائمة.
- القبيلة الاموية.
- الحركة العباسية.
- التفكر عبادة.
- الخوف والرجاء في نفس المسلم.
- الاعتراف بالتقصير.
- الورع عن المحارم والعفة.
- الصبر في البأساء والضراء وحين البأس.
- حسن الخلق.
- الحلم والعفو وكظم الغيظ.
- الرفق.
- الكتمان.
- التقية.
- اخوة المؤمنين لبعضهم.
- الغضب.
- الحسد.
- الرياء.
- اتباع الهوى.
- سوء الظن بالناس.
- المعارون.
- التوبة.
- الصدق والكذب.
- سنة الله في اهلاك الامم.
- تكريم الله لآدم وبنيه.
- النهي عن سب آلهة الكافرين.
- قدرة الله وسيطرته على كل شيء.
- مصادر الشر في حياة الانسان.
- معنى الزهد في الاسلام.
- التقوى.
- نماذج من مواقف الدعاة الاتقياء.
- ذكر الله في الاسلام.
- التعارض والتوافق بين المكاسب الشخصية والمكاسب للدعوة.
- المسلمون في العالم الشيوعي.
- المسلمون في العالم الرأسمالي.
- دروس من آيات النبات في القران.
- دروس من آيات الحيوان في القران.
- دروس من آيات الانسان في القران.
- دروس من آيات السماء في القران.
- دروس من آيات الماء في القران.
- تكوّن نفس الانسان من قوة خير وقوة شر.
- معنى جهاد النفس في الاسلام.
- الصحيح والخطأ في نظرة التصوف الى النفس.
- محاسبة النفس.
- المركزية واللامركزية في العمل الحزبي.
- العلاقة بين فئات الدعاة الاجتماعية.
وهذه مواضيع تصلح سلاسل كتيبات ميسرة للنشر العام وابحاث للدعوة:
- سلسلة مفاهيم اسلامية من القران والسنة، تكتب بشكل موجز، وفي الاسلام مئات المفاهيم والاصطلاحات الهادفة.
- سلسلة الفقه الميسر، تبسيط الاحكام الفقهية في تبويب حديث ميسر.
- سلسة التفسير الميسر، لكل القران او لبعض اجزائه.
- سلسلة اعلام الدعوة الميسرة، لمجموعة من الانبياء والائمة والصحابة والدعاة التاريخيين والمعاصرين.
- سلسلة مواقف عقائدية ميسرة.
- سلسلة قصص للكبار من التاريخ والواقع.
- سلسلة قصص للصغار من التاريخ والواقع.
تثقيف الداعية:
في حلقة المبتدئين والدعاة الذين يريدون تحصيل الحد الادنى من ثقافة الدعوة يختار المسؤول الطريقة النافعة لتثقيف الحلقة ويضع على اساسها البرنامج الثقافي. وهذه عدة طرق للتثقيف بالحد الادنى:
(١) في مواد الدعوة
يضع المسؤول برنامجا للنشرات اللازمة للحلقة: الفكرية العامة والتنظيمية والسياسية والايمانية بالتشاور مع الحلقة او مسؤوله اذا لزم الامر مراعيا التسلسل والتنوع حسب مستوى الحلقة وحاجتها، ويحرص على تدريس الحلقة كل ثقافة الدعوة ولا يجوز بحال ان تكون مواد الثقافة الاخرى على حساب نشرات الدعوة.
(٢) في قراءة القرآن:
يقوم المسؤول بتعليم الحلقة على قراءة القرآن بتدبر بالآيات التي تفتح بها الجلسة، او بجلسات كاملة. كما يكلفهم بحفظ بعض الآيات المعينة او يترك لهم اختيارها.
(٣) في العقيدة والسيرة والفقه:
-
أ. يحدد المسؤول الكتاب ويقسمه الى دروس للقراءة، وفي الجلسة التالية يسألهم عن النقاط الغامضة ويشرحها ويجيب على اسئلتهم حول الدرس. وفي الجلسة التالية درس آخر وهكذا.
-
ب. يحدد المسؤول درسا او جزءا من الكتاب للقراءة، وفي الجلسة التالية يسألهم فيما قرأوا لمعرفة استيعابهم وتثبيت الدرس في اذهانهم، ويشرح لهم النقاط ويجيب على اسئلتهم.
-
ج. يتدارس افراد الحلقة الكتب اللازمة فيما بينهم او مع غيرهم من الزملاء ويرجعون الى مسؤولهم او غيره في النقاط الغامضة والاسئلة.
-
د. يدرس افراد الحلقة الكتب اللازمة خارج الحلقة عند احد القادرين على التدريس مسؤولهم او غيره.
-
ه. يقوم المسؤول بتدريس الكتب في الحلقة اذا لزم الامر شرط ان لايكون ذلك على حساب استيعاب نشرات الدعوة.
اما في المستويات العالية للثقافة، فيتدرج المسؤول مع الحلقة او الخلية بعد استيعاب الحد الادنى من الثقافة كما يلي:
-
أ. يقرؤون حول الحد الادنى من الثقافة حسب رغبة كل منهم، ويتحدثون لمسؤولهم عما قرأوا، ويعطى التوجيهات والملاحظات بالتي هي احسن، ويستمر ذلك لمدة من الزمن.
-
ب. يكلفون بقراءة كتب حسب رغبتهم، كتاب للجميع او اكثر ويعرضون في الجلسة التالية النقاط الجيدة من الكتاب لمدة من الزمن.
-
ج. يكلفون بقراءة كتب حسب رغبتهم ويقدمون نقاط الخطأ ويناقشونها مع المسؤول.
-
د. يكلفون بالقراءة حول موضوع من مصادره وتجميع افكار حوله ويعين دور كل منهم، ويعرضون في الجلسة التالية الافكار التي جمعوها، ويكلف احدهم بكتابة الموضوع او القائه في مجال مناسب. او يكلف كل منهم بالقراءة حول موضوع وتجميعه وكتابته او القائه… لمدة من الزمن.
-
ه. يكلفون بتدريس كتب نافعة والقاء مواضيع مختارة في مجالات مناسبة.
-
و. يبدأون بكتابة مواضيع صغيرة بشكل مشترك او مفرد للتوعية العامة او للدعوة كما في التوجيهات المتقدمة، لمدة من الزمن، ثم ينتقلون الى المواضيع الكبيرة بشكل مفرد او مشترك كذلك، ويقوم المسؤول بالتوجيه والتصحيح والملاحظة وتقديم المواضيع بعد اكتمالها للدعوة، لمدة من الزمن.
-
ز. من خلال التدرج يتوضح اتجاه كل منهم وموهبته، فيتوجه الى الاختصاص بجانب من الثقافة او اكثر بعد التداول مع مسؤوله ومراجعة الدعوة.
-
ح. مع هذا البرنامج المتدرج تكون دراسة نشرات الدعوة والتكاليف العملية عليها بشكل اعمق وادق.
تدريس النشرة:
ان استيعاب الدعاة لثقافة الدعوة لا يتوقف على استيعاب مسؤولهم فقط بل وعلى اسلوبه الناجح في تدريس النشرة واهتمامه الكامل بتثقيف الدعاة.
ان ثقافة الدعوة ثقافة عميقة وحيوية، وعلى المسؤول ان يقدمها بأسلوب جيد ودقيق. يبسط افكارها ويتعرض الى الحقائق المتصلة بها ويستشهد بالامثلة المتنوعة التي توضح الفكرة وارتباطها بالواقع. ويستحسن ان يحضر النشرة او القسم من النشرة الكبيرة قبل التدريس ويسجل الملاحظات والامثلة والتكاليف العملية التي سيقدمها في الجلسة.
وهذه عدة طرق لتدريس النشرة يختار منها المسؤول الطريقة المناسبة:
-
أ. شرح الفكرة والنص: يشرح المسؤول فكرة النشرة ككل بشكل موجز ثم يقرأ النص ويفسره فقرة فقرة، ويفصل في الشرح او يقتصر على معنى النص ويستشهد بالامثلة بما يناسب. او يشرح فكرة كل فقرة ثم يقرأ نصها ويشرحه كما تقدم.
-
ب. شرح الفكرة وبعض النص: للدعاة الذين تعودوا على الشرح الدقيق والقراءة الدقيقة للنشرة يكتفي الداعية بشرح فكرة النشرة وشرح قسم من النص ثم يقرأ بقية النص شارحا النقاط المهمة فقط.
-
ج. شرح المناقشة: يحضر الدعاة المادة وفي الجلسة يشرح المسؤول الفكرة مجملا ثم يطرح اشكالات متعددة على الفكرة والنص ويطلب منهم الاجابة عليها ويساعدهم.
-
د. شرح الدعاة: يحضِّر الدعاة المادة وفي الجلسة يكلف المسؤول احدهم بشرحها وبعد كل جزء من الشرح يناقش الدعاة والمسؤول في الفكرة واسلوب الشرح. او يقوم اكثر من واحد كل منهم بجزء من الشرح ويناقشه الباقون كذلك.
وفي حلقة اعداد المسؤولين يقوم احدهم بشرح النشرة شرحا كاملا ويعطي التكاليف العملية عليها للباقين كمسؤول حلقة وبعد الانتهاء يناقشه الدعاة والمسؤول.
-
ه. يحاول المسؤول والدعاة تجميع الملاحظات والاقتراحات حول فكرة النشرة ونصها ويقدمونها الى الدعوة.
التكاليف العملية:
لا تقل التكاليف العملية اهمية في استيعاب فكر الدعوة عن التدريس الناجح، لان التكليف على النشرة يحولها من مادة مدروسة مفهومة الى واقع يمارسه الداعية ويتركز في نفسه. وهذه توجيهات بشأن التكاليف على النشرة:
-
التكليف على النشرة يعتمد على حسن اختيار المسؤول واهتمامه المتزايد برفع مستوى دعاته، فالنشرة الواحدة يمكن التكليف حولها بتكاليف عديدة صغيرة وكبيرة. و المسؤول يختار التكليف المناسب للنشرة والمناسب للداعية.
-
يستمع المسؤول في الجلسة التالية الى نتيجة التكاليف العملية ويبدى الملاحظات بشأنها. وبعض التكاليف تحتاج الى متابعة من قبل المسؤول في جلسات اخرى. وبعضها يتابعها الداعية بنفسه. وبعضها يتحقق الهدف منها بتطبيق الداعية لها عمليا.
-
الاصل في التكليف ان يكون شفهيا لا كتابيا وعمليا من محيط الداعية او ما يناسب قابليته الدعوتية لا فرضيا. لان التكاليف الكتبية والفرضية تشغل الدعاة وتبعدهم عن الواقع فالكتابة عند الضرورة ويستحسن ان تكون بشكل نقاط موجزة. والافتراض في حدود ما ينفع الداعية في عمله وتنميته.
-
الاصل ان لا يعطى للداعية تكليف جديد حتى يستكمل التكليف السابق او يعفى منه. وعندما لا يقدم الداعية التكليف او يحتاج الى متابعة اما ان لا يعطى تكليفا على النشرة الجديدة او يعطى تكليفا صغيرا او يرفع عنه التكليف السابق، لان تراكم التكاليف يرهق الداعية ولا يحقق الهدف.
-
يستغرق الاستماع الى التكاليف ومتابعتها وقتا من الجلسة. فعلى المسؤول ان يعوّد الدعاة على العرض الموجز المركز بما يحقق الفائدة ويوفر الوقت لدراسة النشرة الجديدة والامور العملية.
-
يستحسن تعويد الدعاة عندما يناسب ذلك على الالتقاء فيما بينهم لمناقشة التكاليف المعطاة لهم وعرض الخلاصة على المسؤول في الجلسة.
تثقيف الامة:
نشر الوعي الاسلامي في الامة هدف نسير فيه جنبا الى جنب مع بناء الدعوة القائدة. ولا شك ان رقعة الوعي الاسلامي تزداد اتساعا في الامة بسبب عوامل عديدة من اهمها نشاط الحركات الاسلامية والعاملين في خدمة الفكر الاسلامي في مجالات التأليف والنشر والتبليغ، كما لا شك في ان الدعوة قد اثـَّرت تأثيرا قويا في توسيع رقعة الوعي في عدة مجالات ومناطق… ولكن مع ذلك فان الساحة الفكرية في الامة لا تزال مستعمرة للفكر غير الاسلامي والمختلط بالمنقول المترجم عن الاوروبيين والمقلَّد لافكارهم او الرخيص التافه او الاسلامي ذي الطبيعة النظرية او المتأثرة الخ… ان الكلمة الاسلامية في كثير من جوانب الفكر لا زالت مغطاة وكشف الواقع لا زال يعتريه النقص، ولذلك فان جهودا فكرية واسعة النطاق ومتنوعة يجب ان تتظافر.
ان الامكانية الفكرية للدعاة يجب ان تظهر بفكر محرك وعرض مؤثر للعلوم الاسلامية، القرآنية منها والعقائدية والفقهية والتاريخية، لسيرة الرسول ﷺ وائمة المسلمين عليهم السلام وتاريخ الحركة الاسلامية وعرض واقع المسلمين ومشاكلهم المعاشة الاجتماعية والسياسية الخ… يجب ان تتواصل هذه الجهود في تثقيف الامة ونشر الوعي الاسلامي التغييري بين ابنائها في اوسع نطاق ممكن وبمستويات متعددة واساليب متنوعة.
ان صعوبة بدء العمل قد انتهت فقد عبرنا في المرحلة مسافات وعانينا فيها ما لم يعان تجمع اسلامي في مراحل عمله الاولى وعلينا ان نضاعف الجهود في هذا المجال.
ان الداعية مهما كانت ثقافته باستطاعته ان يقوم بواجب التوعية بالحديث الفردي والعام والتدريس. وقد يتصور بعض الدعاة انه دون هذا المستوى وان في ذلك صعوبة، انها صعوبة ناتجة عن عدم الاقدام وقلة التجربة في اكثر الاحيان، فالداعية المتغير بأي مستوى يستطيع ان يؤثر ويغير وهو اقدر من العاملين على تغيير الامة بغير الاسلام، والداعية ذو الثقافة الجيدة والداعية الفقيه يستطيع ان يدرس وان يحاضر ويؤلف اذا اقدم وبدأ في هذا المجال. ان كل داعية عليه واجب التوعية وكل داعية يستطيع القيام بهذا الواجب ولا عذر لمعتذر. ان فرصا كثيرة تضيع وطاقات تجمد بسبب هذا التصور الخاطيء.
ولا نقصد بذلك عدم مراعاة الظروف اللازم مراعاتها في عملية التوعية كرقابة السلطة وتقبل الناس وواجبات الداعية الاخرى وان الداعية المناسب لمجال التوعية المناسب الخ… بل نقصد ان الداعية لا يعدم القدرة والمجال في واجب التوعية بالحديث او التدريس او الكتابة او التأليف او دفع الاخرين للقيام بالتوعية الخ…
وهذه توجيهات عامة حول تثقيف الامة:
-
في التثقيف والتوعية نختار الاساليب والوسائل الملائمة للوضع العام للمجتمع والمرحلة والبيئة: التدريس في المساجد والحسينيات والامكنة العامة والبيوت، الندوات، المحاضرات، الدورات، النشر، وسائل الاعلام الاخرى الخ… ويكون التخطيط للتوعية على ضوء فكر الدعوة العملي خاصة النشرات التي تتعلق بالتوعية العامة.
-
القران الكريم والسنة والسيرة التي هي المصادر الاساسية للاسلام يجب ان نعرف قيمتها ونعطي حقها في التوعية. والنتاج الاسلامي في حقول الفكر والمعرفة الاسلامية على ما فيه جهود مشكورة يجب ان نعرف قيمتها ونعطي حقها في التوعية سواء بتدريس كتب ومواضيع منها او الاقتباس والتلخيص والارشاد الى القراءة.
ان عملية التوعية والتثقيف لازالت بحاجة الى كثير من النتاج الاسلامي وساحة الكتاب والكلمة فيها فراغ كبير، ولكن ما تملكه الدعوة من المصادر الاساسية والنتاج الاسلامي لا تملكه دعوة في العالم، ولذلك تحتاج عملية التوعية الى حسن رجوع الى المصادر وحسن استخدام للنتاج الاسلامي كما تحتاج الى نتاج جديد. ان الشكوى من نقص المادة الفكرية في عملية التوعية قبل ان يكون سببها فقدان الداعية للنتاج المطلوب سببها عدم قدرته على الاخذ من المصادر والافادة من النتاج الموجود. ان الوعي الحركي للاسلام يستلزم حتما القدرة على الاستفادة من المصادر الاساسية والنتاج الاسلامي باساليب متعددة في عملية التوعية، ولا تحصل هذه القدرة الا بالاقدام والتجربة. وهذه حقيقة يجب ان يستوعبها الدعاة.
-
ان كل تجربة في التوعية بدءا بالاحاديث والحوار الفردي الى التدريس والندوات والدورات الخ… يجب ان تكون موضع اهتمام وملاحظة بقصد التطوير والتحسين حتى تبلغ النضج والاكتمال في المادة الثقافية والاسلوب والظروف المحيطة. فالدرس الاسبوعي مثلا تجمع حوله الملاحظات ويدرس تأثيره وظروفه ويجري عليه التعديل والتطوير في مختلف النواحي التي تجعله يحقق الهدف. وتدريس الاطفال يوضع له البرنامج ويطبق ويلاحظ ويرجي عليه التعديل والتطوير. وكذلك دروس الفقه ودروس القران ودروس النساء والندوات والدورات ونشاطات النوادي والنشر والتأليف الخ… ولهذا الغرض تتبادل الدعوة البرامج والخبرات في مناطق وتجارب مختلفة للاستفادة منها.
-
تحرص الدعوة في كل منطقة على توزيع بؤر التوعية ومراكز التوعية مهما امكن، لان حصر التوعية في مركز واحد وبؤرة واحدة فيه خسارة وخطر بينما تعدد المراكز والبؤر فيه مكاسب وتجنب للخطر.
-
يوجد اشخاص غير دعاة يمكن دفعهم للقيام بواجب التوعية العامة، اساتذة جامعيون او في الثانويات، مثقفون، علماء دين، ادباء، يحملون افكارا اسلامية او لديهم القدرة على فهم الافكار الاسلامية وتقديمها للناس. وعلى الدعاة ان يخططوا لدفع هؤلاء للقيام بالتوعية كأن يوثِّق بعض الدعاة الصلة الشخصية بأحدهم ويطلبوا منه درسا في كتاب او شرحا لموضوع او ندوة في بيته ويدعوا عددا من الناس للحضور او يدعوه الى تدريس او ندوة او محاضرة في مكان عام ثم يعملوا لجعل ذلك نشاطا اسبوعيا او دوريا او يدفعوه لمثل هذا النشاط بشكل تلقائي وتدريجي ويهتموا معه لانجاح هذا النشاط وينبهوه بالاسلوب المناسب المقبول الى الافكار الخاطئة ويوجهوه الى الافكار الصحيحة والمصادر الاسلامية.
كما يوجد عدد من المفكرين والكتـَّاب والمتحدثين من وسائل الاعلام الرسمية والعامة وبعض المسؤولين فيها يمكن للدعاة ان يؤثروا عليهم باسلوب وآخر. ان التأثير القليل على هؤلاء ذو فائدة واسعة في التوعية العامة لانهم مصادر تثقيف للمجتمع واصحاب مكانة فيه. وعلى الدعاة اعتماد الخطط المناسبة للتأثير الاسلامي عليهم.
ثقافة الدعوة والتطور:
ان النشرة التي تصدر عن الدعوة في اي جانب من جوانب ثقافة الدعوة فيها عنصر ثابت خالد هو الاحكام الشرعية البينة المجمع عليها من فقهاء المسلمين والمفاهيم الاسلامية البينة من نصوص الاسلام ( حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة) وما عدا ذلك عنصر قابل للتطوير والتنقيح. ان بعض النشرات صدرت عن الدعوة موجزة ومن خلال التجربة والملاحظة طرأ عليها التعديل والتنقيح والتكميل حتى اصبحت نشرة موسعة.
ان فكر الدعوة ما دام فكر دعوة يكتب من العمل للعمل فهو ينقى ويعدل ويكمل باستمرار، والنشرة تنمو وتكتمل بالتجربة العملية في سير الدعوة وجهادها.
ان الثقافة الحزبية الاصيلة هي التي تغنيها التجربة الحزبية ومراحل الجهاد واوجه النشاط والظروف المستجدة على الحزب والامة والعالم. ومن اجل ذلك تعيد الدعوة كتابة العديد من النشرات لتضيف اليها الجديد من التجربة والتطوير.
وعملية التنقية والتكميل التي تجري على ثقافة الدعوة لا يجوز ان تنقص من قيمة النشرة التي في يد الداعية حيث يتصور انها قد يطرأ عليها التعديل. فالتعديل في افكار النشرة يبلغ للدعاة او تصدر النشرة في طبعة جديدة، ولذلك فكافة النشرات التي في ايدي الدعاة نشرات معتمدة من قبل الدعوة ما لم يبلغ الدعاة خلافها او تصلهم طبعة معادة.
وباستطاعة الدعاة ان يساهموا في تطوير ثقافة الدعوة وتكميلها بأن يقدموا ملاحظاتهم ومقترحاتهم حول النشرة وحول افكارها وتصميمها واسلوبها، وتقوم اللجنة المحلية بدراسة هذه الملاحظات والمقترحات وتقديمها الى الدعوة.
كما باستطاعة الدعاة ان يقترحوا موضوع نشرة للكتابة او يساهموا في الكتابة للدعوة على ضوء التوجيهات في هذه النشرة.