جولة استعمارية في القارات الاربع

صدر في ذى القعدة ١٣٩٧ هجري

أعلن بريجنسكي مستشار الرئيس كارترلشؤون الأمن القومي ان الرئيس الامريكي سيزور قريبا أربع قارات. وأشار الى أهداف اربعة للرحلة:

  • مناقشة المشاكل الثنائية الهامة.

  • توضيح القيم والمعتقدات الجديدة.

  • توسيع التعاون الدولي.

  • توضيح امكانية التعاون بين الانظمة المختلفة.

وستشمل الرحلة فنزويلا والبرازيل من امريكا الجنوبية، ونيجيريا من افريقيا، والهند وايران من آسيا وفرنسا وبلجيكا من اوروبا، وبولندا من اوروبا الشرقية… ان الاهداف المعلنه للزيارة، والدول التي سيزورها تكشف حيزا من اهتمامات امريكا السياسية واتجاهاتها الجديدة لتثبت نفسها في المجال السياسي العالمي:

  • أ. ازاء الكتله السياسية التي تتزعمها روسيا.

  • ب. ازاء اوروبا الغربية.

  • ج. ازاء الدويلات ذات الاهمية الخاصة في امريكا الجنوبية.

  • د. ازاء الدويلات ذات الاهمية الخاصة في آسيا.

ويمكن اجمال ما يفهم من هذه الرحلة بالأمور التالية:

  1. يبدو ان بعض الدويلات في امريكا اللاتينية تتململ من الاستعمار الامريكي مثل البرازيل وبنما، ويحاول الرئيس الامريكي ان يقترب من المشاكل المعلقة بين الولايات المتحدة الامريكية وهذه البلاد لحلها بما يلائم مصالح بلاده وانه يعتبر ان هناك مشاكل ثنائية هامة بين الولايات المتحدة والبرازيل وبينها وبين فنزويلا.

  2. وفي الهند يحاول كارتر بعد ازاحة انديرا غاندي ابعاد التأثيرالسوفياتي على الهند وايجاد موطيء قدم لامريكا بجانب النفوذ الانكليزي المتمركز في الهند. وبهدف اعطاء تقييم خاص للنظام البرلماني الغربي الذي تتبعه الهند.

  3. واما ايران فان امريكا تحاول ان تبّؤها مركز الصدارة في قلب العالم الاسلامي.

  4. ويظهر ان ارتماء الحكام العرب على اعتاب الولايات المتحدة تجعل الرئيس الامريكي لايهتم بزيارة اى قطر عربي، وأنه بأشارة بسيطة منه يتراكض الحكام العرب الى البيت الابيض

  5. وفي افريقيا، حيث لايزال النفوذ الرئيسي لبريطانيا وفرنسا، وحيث تحاول امريكا التدخل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقد حصلت على بعض المكاسب، يحاول الرئيس الامريكي اضفاء اهمية خاصة على العلاقات مع القارةالسوداء بزيارة اكبر البلدان الافريقية نيجيريا.

  6. تعتبر العلاقات الاوروبية الامريكية اساسية بالنسبة للطرفين الا ان ذلك لا يمنع ان تكون بينهما خلافات بل وصراعات، وذلك من طبيعة النظام الرأسمالي خاصة، ومن القضايا المألوفة بين الأمم والشعوب بصورة عامة، وتتمثل هذه العلاقات بصوره رئيسية بحلف شمالي الأطلسي من الناحية العسكرية وبالعلاقات بالسوق الاوروبية المشتركة من الناحية الاقتصادية.

    ولذلك فان كارتر يزور بروكسل مقر حلف شمالي الأطلسي ومقر السوق الاوروبية المشتركة لتعزيز العلاقه الاميركية بأوروبا، ويزور باريس التي تقف كعقبه كأداء امام استمرار النفوذ الأمريكي في اوروبا.

    ان فكرة استقلال اوروبا بلورها وحملها الرئيس الفرنسي ديغول ولاتزال جزءاً من السياسة الخارجية الفرنسية.

  7. وزيارة بولندا جزء من السياسة الامريكية الجديدة التي تحاول فيها امريكا خلق المتاعب للاتحاد السوفياتي في اوروبا الشرقية والعودة الى سياسة ما قبل الوفاق على أن تبقى ضمن الحدود التي لاتصل فيهاالامور الى حافة الحرب النووية

  8. ان حقوق الانسان التي يبدي الرئيس الامريكي اهتمامه بهاهي جزء من الفكر الرئيسي للحريات التي هي اساس الفكر الرأسمالي والذي تتبناه اوروبا الغربية بأجمعها، ولذلك فان الاهتمام الزائد الذي تبديه امريكا لابد وان يكون لشيء آخر غير الايمان بالمبدأ والاّ لتساوت اوروبا وامريكافي ذلك: فما الدافع لهذا الاهتمام ياترى

ان الغربيين يهتمون بهذه الامور داخل بلادهم اما في خارج بلادهم فانهم يحتقرون الانسان ويستعمرونه ويستغلونه بأقصى انواع الاستغلال. وهم في ذلك سواء، بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والبرتغال وهولندا وبلجيكا واسبانيا..

اما النغمة الجديدة التي تحملها امريكا فلها هدفان:

الهدف الاول: محاولة اثارة المتاعب الداخلية في اوروبا الشرقية للاتحاد السوفياتي.

والهدف الثاني: اثارة المتاعب للمستعمرات الفرنسية والبريطانية السابقة حيث تحكم أكثر بلدان العالم الثالث حكما بوليسيا لابقاء السيطرة عليها. وبهذه السياسة التي تتبناها الولايات المتحدة تبدو وكأنها مدافعة عن حقوق الانسان بازاحة الاستعمار البريطاني والفرنسي من مواقعه والحلول محله….واخيرا وافق الرئيس الامريكي وبعد الحاح شديد على تمديد فترة توقفه المقررة بالأصل لملء طائرته بالوقود، تمديدها بعض الوقت في السعودية دولة الثقل النفطي وعصب المصالح الامريكية في المنطقة.